أولاً: الاستماع السلبي
عندما تكون مستمعاً سلبياً تكون مدركاً للمحادثة التي تجري من حولك ولكنَّك لا تكون مع المتكلم بشكلٍ كامل. في هذا النوع من المحادثات يكون المستمع منتبهاً بما يكفي للتجاوب مع المحادثة والتعليق عليها. قد تكون منشغلاً بأكثر من شيء أو قد تكون مركِّزاً اهتمامك في موضوعٍ آخر غير الموضوع الذي يتكلمون فيه، ولكنَّك غير حاضرٍ بشكلٍ كامل. لذلك فإنَّ هذه المحادثة، كما هو شأن معظم المحادثات، لا يمكنها تجاوز المستوى السطحي.
ثانياً: الاستماع النشط
عندما تكون مستمعاً نشطاً، فإنَّك تشارك المتكلم، وقد تكرِّر ما يقول في بعض الأحيان للتأكيد على أنَّك تفهمه، أو قد تطرح أسئلةً مفتوحة من أجل الاستمرار في المحادثة. ثمَّة عادةً تواصلٌ بصري وتطابقٌ في لغة الجسد (كإيماءات الرأس، والابتسام، ووضعية اليدين) بينك وبين المتكلِّم، ولكن قد ينتقل تفكيرك في بعض الأحيان إلى السؤال الآتي قبل أن تنتهي من الاستماع إلى إجابة السؤال الذي قبله، وهذا يعني أنَّك غير حاضرٍ ذهنيَّاً بشكلٍ كامل في هذا المستوى.
ثالثاً: الاستماع العالمي:
عندما تكون مستمعاً عالمياً تكون أنت والمحادثة مركِّزَيْن على المتكلم. وتكون أنت، بصفتك مستمعاً، حاضراً بشكلٍ كامل من خلال التواصل البصري القوي ولغة الجسد المتطابقة ولغة جسد المتكلم. كما سيكون هناك استفادةٌ أكبر من لحظات التوقف في أثناء المحادثة للسماح للمتكلِّم بالتأمل وإتمام عملية التفكير التي يقوم بها. وحتى لو لم يكن الحديث وجهاً لوجه، فإنَّك ستشعر بالتغيُّرات العاطفية من خلال نبرات الصوت، والكلمات، ولحظات التوقف التي تشهدها المحادثة.
رابعاً: حضور الذهن في أثناء الاستماع:
يمكنك أن تزيد مهارات الاستماع عندك عندما تكون أكثر وعياً بالأشياء التي يركز عليها عقلك والتي هي خارج إطار المحادثة. في اللحظة التي تجد نفسك فيها أنَّك تفكر في موضوعٍ غير ذلك الذي تتمحور المحادثة حوله توقف وخذ نفساً عميقاً واستَعِدْ تركيزك. وعندما يزداد وعيك قد تلاحظ تتطابق لغة جسدك الطبيعية ونبرة صوتك مع لغة جسد المتكلم ونبرة صوته. وعندما يتحسَّن استماعك ستصبح المحادثات أعمق، وستسمح بمزيدٍ من المشاركة، وقد تصبح أقصر في بعض الأحيان، وذلك لأنَّ استخدام لحظات التوقف بالشكل الملائم يسمح للمتكلِّم بإتمام أفكاره قبل أن يعاجله أحدٌ بأي سؤال. ولأنَّ المتكلِّم سيكون له النصيب الأكبر من الحديث، فهذا يعني أنَّه لن يكون ثمَّة الكثير من أسئلة الأخذ والرد وستكون الأسئلة التي تطرحها أنت، بصفتك مستمعاً، موجَّهةً بشكلٍ أكبر.
اقرأ أيضاً: 6 طرق لتقوية الذاكرة وطرد الشرود الذهني
إذا وقعت شجرةٌ في غابةٍ ما، ولم يكن ثمَّة أحدٌ يسمع صوت وقوعها، فهل يمكننا أن نَعُدَّ أنَّها أصدرت صوتاً؟ وبالنسبة إلى العديد من الأشخاص إذا شعروا بأنَّه ليس هناك من يسمعهم، ربما يتساءلون إذا كان ما يقولونه يستحق أن يقولوه بالفعل.
وكما في المثال الذي ذكرناه، فإنَّ الموظفين الذين تحدثنا عنهم في بداية المقال عندما سمعوا نصائح تلك المرأة المسؤولة عنهم شعروا بأنَّه لا قيمة لها، وشعروا بأنَّها لم تكن تسمع ما يقولون بعناية. ولكن قد يكونون هم في الواقع من لم يتقبَّلوا النصيحة في المقام الأول – والمسؤولةُ لم تبالي لذلك – لذلك ليس من المفاجئ ألَّا يكون قد تغير شيء. ولكن عندما أدركت المرأة أنَّ هؤلاء الموظفين في حاجةٍ إلى من يسمعهم، بدأت تستمع بشكلٍ أكبر، وأصبح التركيز موجَّها نحو موظفيها أكثر من أن يكون موجَّهاً نحوها، واستطاعت من خلال سماحها لهم بالحديث عن حلول ابتكروها هم بأنفسهم واستماعها إليهم بعناية إلهام الإبداع عندهم بدلاً من الاكتفاء بمجرد إعطائهم الأوامر.
المصدر: هنا
أضف تعليقاً