6 نصائح تعزِّز قدرتك على النجاح من خلال الإيمان بنفسك (الجزء الثاني)

سنتابع في هذا الجزء الثاني والأخير تقديم بعض النصائح التي تساعدك على الإيمان بنفسك، بعد أن قدَّمنا في الجزء الأول 3 نصائح في هذا المجال.



4. اكتشف ما يعتقده الناس:

الشيء الوحيد الذي يمنعك من الإيمان بنفسك هو الشعور بأنَّ لا أحد يؤمن بك؛ أي إنَّك تظنُّ طوال الوقت أنَّ الآخرين يحكمون عليك، فعندما تتلعثم في أثناء الحديث في الصف الدراسي، فإنَّك تستمر بالتفكير فيما قلته، وتشعر بالإحراج لأنَّك قَلِق من أنَّك بدوت أخرقاً أمام الجميع.

عندما يسكب طفلك الذي يتعلَّم المشي توَّاً العصير على قميصك، تظنُّ أنَّ الجميع ينظرون إليك باشمئزاز لأنَّ قميصك أصبح مُتَّسخاً، وعندما تخرج مع الأصدقاء، تتساءل عمَّا إذا كانوا سيلاحظون غيابك في حال لم تخرج معهم، وتشعر بالدونية، وتصبح قليل الكلام، فأنت لا تؤمن بنفسك؛ لأنَّك تظنُّ أنَّ لا أحد يؤمن بك.

ربما لديك سبب وجيه لذلك؛ فقد تعاني من صدمات بسبب الصداقات الفاشلة، والعلاقات السيئة، وذكريات المدرسة الأليمة، التي تجعلك تشكُّ بأنَّ ثمَّة خطباً ما في شخصيتك، لكن ليس عليك أن تقلق حيال ما يعتقده الآخرون عنك أو تفترض أنَّهم يعتقدونه، فبدلاً من افتراض أنَّ الآخرين ينظرون إليك بدونية، اكتشف حقيقة مشاعرهم نحوك:

  • اكتب 3 كلمات تصف فيها ما تعتقده عن مشاعر الآخرين نحوك.
  • بعد ذلك، اكتب 3 كلمات تصف من خلالها نفسك.
  • اطلب من 3-5 أشخاص على الأقل وصفك باستخدام 3 كلمات إيجابية.
  • دوِّن ما الذي فاجأك، وكيف شعرت عندما قرأت ما يعتقده الناس عنك، ويمكنك أيضاً البحث عن القواسم المشتركة بين الكلمات التي وُصِفتَ بها، على سبيل المثال، ربما وصفك اثنان من زملائك في العمل بأنَّك طيب أو عطوف، ووصفك أحد الأصدقاء بأنَّك تفكِّر كثيراً في مساعدة الآخرين، فعلى الرَّغم من أنَّ هذه الكلمات كلها مختلفة، إلا أنَّها مترابطة، وهذا يوضِّح أنَّ الآخرين ينظرون إليك على أنَّك شخص يكترث جداً بمشاعر الآخرين.
  • اطلب المساعدة من صديق مقرَّب أو كوتش: إذا لم تكن متأكداً من كيفية فهم ما يعتقده الآخرون عنك، فاطلب من شخص آخر مساعدتك لفهم المغزى من كل ما كتبه الآخرون عنك.

نصيحة عملية مختصرة:

اطلب من 3 أشخاص موثوق بهم أن يصفوك باستخدام 3 كلمات إيجابية، ثمَّ اكتشف إذا ما كان هذا يتوافق مع قناعاتك عن نفسك؛ لأنَّه ربما أصبح من الضروري أن تغيِّر وجهة نظرك عن نفسك، فالهدف من هذه العملية هو استبدال وجهة نظرك الخاطئة بأخرى صحيحة، فبدلاً من افتراض أنَّ الآخرين يعتقدون عنك كذا وكذا، اسألهم عن معتقداتهم عنك بصراحة، وهذا يساعدك على معرفة وجهة نظرهم عنك بوضوح.

يمكنك من خلال هذه الكلمات أن تعيد تشكيل قناعاتك، والتعرُّف إلى هويتك الحقيقية التي تستحق منك أن تؤمن بنفسك.

إقرأ أيضاً: 10 معتقدات إيجابية يجب أن تتبناها

5. ركِّز على رأي الأشخاص الذين طلبت منهم وصفك ببضع كلمات وتجاهل البقية:

ليس من واجبك أن تعرف ما يعتقده الجميع عنك؛ إذ تقترح الكاتبة الأمريكية "برينيه براون" (Brené Brown) بالاحتفاظ بقائمة تحتوي 3 إلى 5 أشخاص هامين في حياتك، تهتم لأمرهم ويهتمون بك، هؤلاء الأشخاص هم الذين تقدِّرهم وتهتم لآرائهم.

يمكنك الاستماع إلى آراء الآخرين أيضاً، لكن ليس لدرجة جعل آرائهم صائبة بالمطلق، فإذا كانت آراؤهم مزعجة لك، فتجاهلها؛ إذ يتطلَّب الإيمان بالنفس تجاهُل آراء الأشخاص السامِّين، لنفترض أنَّك تشعر بأنَّ بعض أفراد العائلة يقلِّلون من شأنك باستمرار، فيجب عليك في هذه الحالة وضع حدود في علاقتك معهم، وإذا كان بعض من أصدقائك يعاملونك بتكبُّر، فاقطع علاقتك معهم، وإذا كان بعض من زملائك في العمل لا يحترمونك، فيجب أن تكون واضحاً بشأن هذا، وتبدأ بالإيمان بنفسك.

لا نقول إنَّ تحقيق ذلك سهل، فمن الطبيعي أن ترغب في أن تكون محطَّ إعجاب وتقدير الآخرين، لكن عندما يعوقك الآخرون عن التقدُّم أو يحبطونك، فيجب عندها أن تتحلَّى باحترام الذات والمرونة حتى تتيقَّن من أنَّ الآخرين مخطئون في وجهة نظرهم المتعلقة بك.

نصيحة إضافية:

ابدأ بالانتباه للأشخاص الذين يثيرون لديك مشاعر قلة الثقة بالنفس، فمثلاً، إذا استفزَّك عمُّك بسبب مداخلاته التي يعبِّر فيها عن رأيه بأنَّك لم تحقِّق الكثير من الإنجازات في حياتك، أو استفزَّك زميل في العمل وجعلك تشعر بأنَّك غير كفء، فانتبه لذلك؛ لأنَّ تحديد المداخلات والملاحظات التي تستفزك يهيئك للتنظيم الذاتي، بدلاً من التشكيك الفوري في قيمتك الذاتية.

شاهد بالفيديو: 7 عادات تضمن لك استمرار النجاح

نصائح عملية:

1. ضع خطة لضبط الذات عندما تُستفَز:

استخدم الحديث الإيجابي مع النفس بوصفه أحد أدوات ضبط الذات، قل لنفسك إذا انتقدك زملاؤك في العمل: "تقييمهم لا يقلِّل من قيمتي"، وإذا أهانك أحد أفراد الأسرة، فقل لنفسك: "أنا شخص هام، ولا أتقبَّل انتقاداتهم"، وإذا قلَّل أحد الأصدقاء من قيمتك، قل لنفسك: "أشعر بالانزعاج، لكنَّني لن اختار الاستسلام لإهانته".

2. حضِّر ردودك مسبقاً لمواجهة التعليقات الساخرة أو التي تهدف للتقليل من شأنك:

غالباً ما يوجِّه الناس الانتقادات للآخرين؛ لأنَّهم يشعرون بالدونية؛ ولذلك ليس مستغرباً أن يستمتع بعض الأشخاص برؤيتك تتألم من جرَّاء الانتقادات، فبدلاً من الانفعال، والدخول في مواجهة مع الآخرين بسبب ما قالوه، رُدَّ عليهم بعبارة غامضة، ودون إظهار لأي عواطف، مثل: "هذه وجهة نظر جيدة"، ومن ثمَّ غيِّر الموضوع.

إليك بعض الأمثلة: (هذه وجهة نظر رائعة، والطقس اليوم رائع، هل لديك أي خطط لقضاء عطلة نهاية الأسبوع؟)، (هذه وجهة نظر رائعة، والقميص الذي ترتديه رائع أيضاً، لونه يناسبك كثيراً)، (هذه وجهة نظر رائعة، بالمناسبة كنت أود سؤالك عن كذا).

ملحوظة: إذا كان شخص ما يستخدم ضدك كلمات مسيئة باستمرار، فيجب أن تفكِّر بوضع حد له، وإخباره بأنَّ كلماته جارحة وغير مقبولة.

عبارات مناسبة للرد على الأشخاص الفظِّين:

  • شكراً لك على وجهة نظرك هذه، لكنَّني أخالفك الرأي.
  • ما هو السبب الذي يجعلك تعتقد ذلك؟
  • أقدِّر التغذية الراجعة البنَّاءة، لكن ما قلته كان تقييماً قاسياً، هل ترغب في إعادة صياغة تغذيتك الراجعة؟
  • شكراً لك على التعبير لي عن وجهة نظرك بهذا الخصوص، لكنَّني سأتخذ قراري بنفسي.
  • هذه هي الحياة التي اخترتها لنفسي، ومع أنَّها ليست على هواك، لكنَّني سعيد جداً بما أنا عليه.
  • أعلم أنَّك مهتم بي، وأنا أقدِّر قلقك على مستقبلي، أتمنى أن تبقى داعماً لي حتى عندما تعارضني في خياراتي.

6. تخلَّ عن سعيك إلى الحصول على موافقة الآخرين:

إذا كنت تصدِّق انتقادات الآخرين وأحكامهم السلبية بحقك، فلن تؤمن بنفسك أبداً، يجب أن تدرك في البداية أنَّ انتقاداتهم لا تتعلَّق بك في الواقع، فغالباً ما يعبِّر الانتقاد عن الحالة النفسية للشخص الذي يوجهه؛ لذلك عندما ينتقدك مديرك أو شريكك أو أحد والديك باستمرار، فمن المُحتمل أن يكون ذلك بسبب عدم رضاهم الشديد عن أنفسهم.

اسأل نفسك، لماذا تسعى إلى الحصول على استحسان وتقدير الآخرين، واستبدل عقلية النقد الذاتي بعقلية التعاطف مع الذات، فعندما لا تأخذ الانتقادات على محمل الجد، فإنَّ ذلك يمنحك الحرية، ويعزِّز قدرتك على الإيمان بنفسك، وكل ذلك بمقدورك؛ أي إنَّك قادر على التوقف عن الإصغاء إلى الأفكار السلبية التي تصدر عنك وعن الآخرين.

كيف تؤمن بنفسك مرة أخرى؟

يجب أولاً معرفة الأشياء التي تزعزع إيمانك بنفسك، وهي:

  • الطلاق.
  • الانفصال.
  • فقدان الوظيفة.
  • فقدان أحد أفراد الأسرة.
  • انتهاء علاقات الصداقة.
  • فقدان المهارة أو المقدرات البدنية.
  • تدهور الصحة.
  • العلاقات السامة.
  • الصدمة والتجارب السلبية الأخرى.
  • التنمُّر (الذي حدث في طفولتك أو شبابك).

يمكن أن تتسبَّب الأوقات العصيبة بفقدان الشخص لثقته بنفسه، كما أنَّها تجعلك غير واثق من القرارات التي تتخذها، وتضعف من تفاؤلك بحدوث أمور إيجابية، وتجعلك في المحصلة تشعر بأنَّك فاشل، لكن تذكَّر دائماً، مهما ساءت الظروف، أنَّك لست فاشلاً، وأنَّ الأشياء الإيجابية ستحدث، وأنَّك قادر على اتخاذ القرارات، لكن تحلَّ بالصبر؛ لأنَّ التعافي من هذه التجارب يستغرق وقتاً، وستحتاج إلى الدعم من أحبَّائك واختصاصيي الصحة النفسية.

ابحث عن وسائل لتعزيز ثقتك واستعادة إيمانك بنفسك:

  • اخرج لتناول الطعام وحدك.
  • عبِّر عن رفضك دون حاجة إلى التوضيح.
  • إذا كنت قد خسرت بعضاً من قوتك البدنية بسبب ظرف صحي، فتعلَّم مهارة جديدة تتطلَّب جهداً بدنياً أقل.
  • إذا كنت خسرت بعضاً من أصدقائك بسبب علاقة فاشلة، فتطوع أو اشترك في ورشة عمل لتكوين صداقات جديدة.
  • اطلب شيئاً مختلفاً عندما تخرج لتناول الطعام في الخارج بدلاً ممَّا اعتدت على طلبه.
  • إذا خسرت وظيفتك، فاغتنم الفرصة للبحث عن خيارات أخرى.
  • أنشئ روتيناً بدلاً من روتينك الذي تتخلَّله كثيراً من الأوقات المقتطعة.

شاهد بالفيديو: 6 أسرار تمنحك الثقة بالنفس

بعض من الأسئلة الشائعة مع أجوبتها:

1. كيف تؤمن بنفسك عندما لا يؤمن بك الآخرون؟

الخطوة الأولى للإيمان بنفسك عندما لا يؤمن بك الآخرون هو أن تتساءل عمَّا إذا كانت قناعتك صحيحة؛ إذ يمكن أن يؤدي التفكير وفق مبدأ إمَّا أن أحصل على كل شيء أو لا أحصل على شيء إلى قناعة مفادها أنَّ لا أحد أبداً يؤمن بك؛ لذا ضع في حسبانك ما إذا كان لديك صديق، أو زميل عمل، أو معلم، أو أحد أفراد أسرتك، ممن قدَّم لك الدعم في السابق، فقد تتفاجأ بأنَّ كثيراً من الأشخاص ينظرون ويفكِّرون فيك بطريقة إيجابية أكثر ممَّا كنت تعتقد.

2. كيف تؤمن بنفسك في العمل؟

إذا أردت أن تؤمن بنفسك في مجال عملك، فركِّز على نقاط قوتك الأساسية، وتذكَّر ما أنجزته، قد تحتاج إلى دعم إضافي؛ لذلك اطلب من مديرك أن يقدِّم لك نصائح للاستفادة من مهاراتك في العمل، وابحث عن زميل عمل داعم، أمَّا إذا كنت تعمل مع شخص مثل زميل أو مدير يجعلك تشعر بعدم الكفاءة، فاعمل على وضع حدود في علاقتكما، وقلِّل من التعامل معه، وإذا لم يتحسَّن الوضع، ففكِّر في البحث عن وظيفة أخرى تناسب مهاراتك.

إقرأ أيضاً: عبارات لتعزيز التفكير الإيجابي داخلك

3. ما هي أهمية الإيمان بالنفس؟

تكمن أهمية الإيمان بالنفس في أنَّه يجعلك ترى فرصاً لم تكن تراها من قبل؛ إذ يسمح لك بإدراك فرص النجاح، والشعور بالرضى عند تحقيق الإنجازات، ستعاني غالباً من الشعور بالفشل، وعدم الثقة بقدرتك على تحقيق توقعاتك وتوقعات الآخرين إذا لم تكن تؤمن بنفسك، وهذا له تأثير كبير في الصحة النفسية.

في الختام:

يصبح كل شيء مختلفاً عندما تؤمن بنفسك، فيصبح الحلم ممكناً، ويقلُّ شعورك بأنَّك شخص فاشل، ويزداد لديك الشعور بأنَّك شخص مُنجز، وهذا ما يجعلك سعيداً، فعندما تؤمن بنفسك تشعر بمزيد من الثقة بالنفس، وتستمتع بتعلُّم أشياء جديدة.




مقالات مرتبطة