يمكن أن يؤدي ضغط العمل إلى الإصابة بنوبة قلبية، وهذا ما يُعرَف في اليابان باسم كاروشي (karoshi)؛ أي الموت بسبب إجهاد العمل، كما يرتبط الإجهاد بعدة أمراض.
بالطبع قد تتمكن من توفير احتياجاتك الأساسية في الحياة، ولكن بأي ثمن؟ هل تشعر بالأمان والراحة حقاً؟ وهل وصلت إلى الرخاء المعيشي الذي تريده؟ هل فكَّرت بالمشكلات الصحية الناجمة عن ضغط أسلوب حياتك الذي لا يُحتمل؟ وماذا عن فرصة التغيير وإيجاد السعادة من جديد؟
إذا كنت تريد كسر حلقة الروتين، إليك ست طرائق لتواجه ضغوطات الحياة:
1. السكينة:
توقف عن اجترار الأفكار، فيمكن أن تؤدي المبالغة بالتفكير إلى استنفاد الجلوكوز في دماغك الذي يُعدُّ مصدر الطاقة الرئيس للدماغ، وبمجرد استنفاده يصبح من الصعب التركيز والتذكر، وتوقف عن تحليل كلِّ موقف ونظرية ونتيجة وتجربة في حياتك وركز من حين إلى آخر في اللحظة الراهنة فقط.
تشير طريقة تحفيز "استجابة الاسترخاء" (Relaxation Response) التي وضعها الدكتور هربرت بنسون (Herbert Benson) إلى أنَّ تكرار الكلمة نفسها مراراً يساعد على إيقاف عملية تفكيرك ومنع عقلك من الشرود، كما يساعدك على أن تصبح أكثر تركيزاً على الوقت الحاضر، فتُحفِّز استجابة الاسترخاء الجهاز العصبي اللاودِّي لمساعدتك على الاسترخاء.
يمكن تحفيز هذه الاستجابة من خلال الجلوس بهدوء والتوقف عن التفكير والتركيز على اللحظة الراهنة لمدة 15-20 دقيقة على الأقل يومياً؛ وذلك للمساعدة على خفض مستويات التوتر وضغط الدم وضغوطات الجسم المؤذية الأخرى.
2. التعبير عن مشاعرك:
من جهة أخرى يمكنك فعل النقيض تماماً من تحفيز استجابة الاسترخاء، وتحقيق نتيجة مماثلة؛ وذلك بالتعبير عن مشاعرك في الأوقات التي تعجز فيها عن التوقف عن التفكير في كلِّ ما يحدث في حياتك، ومن المعروف أنَّ الإفصاح عن المشاعر المتراكمة أو الضغط المتراكم بداخلك هو علاج فعَّال، أمَّا الكبت فيؤدي إلى تبعات صحية خطيرة، ومن الطرائق الجيدة لتفريغ ما بداخلك هو العثور على منطقة هادئة حيث لا يمكن لأحد رؤيتك أو سماعك والبكاء أو الصراخ كما لم تفعل من قبل.
تقبَّل مشاعرك وعبِّر عنها ولا تدع دماغك يعوقها؛ فالبكاء أمرٌ جيد ومريح، كما يساعد على تصفية ذهنك والتركيز على الأشياء الأهم في حياتك، لا تنتظر حتى تنفجر المشاعر المتراكمة داخلك فتُدمِّر ما تُدمِّره أو تؤذي نفسك أو شخصاً آخر؛ فيسيطر عليك الحزن في النهاية في جميع الأحوال؛ لذا حاول ألَّا تكون متهوراً.
شاهد بالفديو: 6 حقائق قاسيّة ولكنّها واقعيّة عن الحياة
3. التصرف بعفوية:
البقاء على سجيتك هو كلُّ ما يمكنك القيام به، لا تكن ممَّن يحاولون التظاهر بكونهم أشخاصاً آخرين لا يشبهونهم، اكتشف نفسك وكن على سجيتك دائماً، وابدأ بالعيش بصدق وتحلَّ بالشجاعة للتمسك بما تؤمن به والدفاع عنه، الناس الحقيقيون عملة نادرة في عالمنا المليء بالادعاء والتزييف؛ لذا تمسَّك بالمبادئ والأهداف وتوقف عن القلق بشأن ما يظنُّه الآخرون عنك.
4. الابتكار:
ابتكر شيئاً يُعبِّر عمَّا بداخلك، دع روحك تتكلم وحوِّل إبداعك إلى شيء ملموس، أنشئ شيئاً يمكن مشاركته أو تقديره أو حتى السخرية منه، لا توجد أيَّة أداة أفضل لعلاج الاكتئاب من ابتكار شيء ينبع من الداخل، وإلى جانب ذلك من الرائع أن تبتكر شيئاً تفتخر به وتعتز بنفسك، كما يساعدك على إبعاد عقلك عن ضغوطات الحياة فترةً من الزمن.
5. التغيير:
إن كنت تشعر بأنَّك لا تقوى على التحمُّل أكثر؛ فهذا مؤشراً صريح على أنَّه حان وقت التغيير، فما هو الهدف من اتباع الروتين المؤذي نفسه؟
دوِّن عدد الساعات التي تقضيها يومياً في:
- مشاهدة التلفزيون أو تصفح الإنترنت.
- التفكير في القيام بعمل تكرهه.
- القيام بعمل تكرهه.
بعد ذلك دوِّن عدد الساعات التي تقضيها يومياً في:
- الاستمتاع بصحبة الآخرين سواء الشريك أم الأطفال أم الأصدقاء.
- القيام بعمل تستمتع به.
- الاستعداد للقيام بعمل تستمتع به.
- المساهمة في شيء هام.
إذا كان عدد ساعات القائمة الأولى أكبر من الثانية فأنت بحاجة إلى بذل ما في وسعك للقيام بنقيض ذلك، فيؤدي ذلك إلى تحسين صحتك عموماً وتقليل الضغوطات التي تتعرض لها، وقد أثبت العلم أنَّ القيام بالعمل الذي تحبه يزيد من متوسط عمرك.
إقرأ أيضاً: 6 نصائح لوضع خطة رعاية ذاتية خاصة
6. تبسيط الأمور:
صحيحٌ أنَّ الحديث عن هذا أسهل من تطبيقه على أرض الواقع في بعض الأحيان؛ لكنَّ تبسيط الأمور يمكن أن يزيل حملاً كبيراً عن كاهلك، وتذكر أنَّك على قيد الحياة، وكن ممتناً لذلك، وخذ الحياة برويَّة ولا ترهق نفسك؛ فالحياة رحلة؛ استمتع بها، نحن غالباً ما نميل إلى تعقيد الأمور؛ لذا خذ خطوة إلى الوراء؛ تمهَّل وامضِ إلى الأمام خطوةً تلو الأخرى.
شاهد بالفيديو:هل سئمت من ضغوطات الحياة التي لا تنتهي؟ إليك الحل!
في الختام:
لا تختلف الضغوط سواءً كانت من ناحية العمل أو ضغوط الحياة، لكن تختلف الطريقة التي نتفاعل بها والتي يمكن أن تؤثر سلباً على أسلوب حياتنا وفي طريقة التعاطي مع من هم حولنا، والتي تثقل كاهلك وتؤثر على سلوكك.
أضف تعليقاً