اقرأ هذا المقال كي تعرف الفروق بينهما، وسنوضِّح في هذا المقال الاختلافات بين كلا الأسلوبين في العلاج حتى تتمكَّن من اتِّخاذ قرار مستنير بهذا الخصوص.
من هو المعالج النفسي؟
يمكن يشير مصطلح المعالج النفسي إلى كلِّ شخص يعمل بوصفه استشارياً أو عالم نفس يعالج مرضاه من خلال التحدُّث إليهم، أو من خلال أسلوب التحليل النفسي، أو العلاج المعرفي السلوكي، ويعمل المعالج النفسي عملاً أساسياً على علاج مشكلاتك النفسية من خلال التحدُّث معك، وتطبيقات تعديل السلوك، وتطبيق أساليب علم النفس حتى تتمكَّن من التخلص من مشكلاتك النفسية.
يساعدك هذا النوع من العلاج على السيطرة على حالتك النفسية، ومن ثمَّ يصبح الأمر مرهوناً بجهودك حتى تتغلَّب على الصعوبات النفسية التي تواجهها، ومن ذلك مثلاً، التخلي عن آليات التكيُّف غير الصحية، وعادةً ما يكون المعالج النفسي أخصائياً مرخَّصاً في العلاج النفسي، مثل المعالج النفساني، أو أخصائي إرشاد اجتماعي.
تتنوَّع مجالات التخصص في هذا النوع من العلاج، مثل علاج الإدمان على المخدرات أو إسداء النصح للأزواج أو مساعدة المراهقين، ولا يحقُّ وفقاً للقانون، أن يصف المعالج النفسي أية أدوية، على الرغم من أنَّه قد يقترح بعض المكمِّلات التي لا تحتاج إلى وصفة طبية وذلك بهدف السيطرة على الأعراض فقط.
ما هي الحالات التي تستدعي مراجعة المعالج النفساني؟
إليك فيما يأتي الحالات التي يلجأ فيها الشخص للمعالج النفسي:
- مشكلات الثقة بالنفس.
- القلق والاكتئاب ذو الشدة المعتدلة.
- حالات الصدمة.
- الأمراض (ومن ذلك الحالات الفيزيولوجية التي تؤدي إلى تغييرات مفاجئة في الحياة، أو حالات المرض العضال).
- الحزن نتيجة فقد أحد الأحبَّة.
- السيطرة على الإجهاد.
- فقدان الشهية العصابي.
- الإدمان.
- اضطرابات الشخصية.
- الاستشارات الزوجية.
من هو الطبيب النفسي؟
الطبيب النفسي هو أخصائي الصحة، والطب النفسي، وهو طبيب متخصص في أمراض الصحة النفسية، ويُرخَّص لهؤلاء الأطبَّاء بإجراء التشخيص لأمراض الصحة النفسية، ووصف برامج العلاج بالأدوية للمساعدة على إدارة الأعراض المختلفة، مثل الاكتئاب الشديد، والقلق والهيستريا، وفي حين قد يستخدم بعض الأطباء النفسيين أسلوب العلاج النفسي لتشخيص حالة المريض، إلَّا أنَّهم غالباً ما يتخصصون في تشخيص الحالة سريرياً، ووصف الأدوية.
ما هي الحالات التي تستلزم مراجعة الطبيب النفسي؟
غالباً ما تكون متطلبات صحتك النفسية هي العامل الحاسم في تحديد مدى حاجتك لمراجعة الطبيب النفسي، وبمجرد أن يكون لديك سبب يدعو للقلق بشأن صحتك النفسية، فقد تُحال إلى طبيب نفسي من قِبَل المعالج النفساني، أو طبيب آخر، وعادةً ما تتطلب الحالات التالية زيارة الطبيب النفسي:
- السلوكات التي تنطوي على إيذاء النفس.
- حالات الصحة النفسية مثل فصام الشخصية، أو مرض الزهايمر.
- حالات الاكتئاب الشديد، واضطرابات الشخصية، والتعلُّق غير الطبيعي (مثل الهوس بالشريك، أو التعلُّق المَرَضي بأحد الوالدين)، والميول الانتحارية.
- حالات الصحة النفسية الشديدة التي تُحال من قِبَل طبيب آخر، أو معالج نفساني.
- عدم نجاح أسلوب العلاج النفسي.
فوائد مراجعة الطبيب أو المعالج النفسي:
حقَّق مجال الصحة النفسية تطوراً هائلاً منذ العصور التي كان يُنظر فيها إلى الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات الشخصية، على أنَّهم ممسوسون (اعتقاد ساد في العصور القديمة والوسطى ينصُّ على أنَّ الجنون هو نتيجة لوساوس الشيطان)، وأصبح المجتمع البشري اليوم عموماً أكثر تفهُّماً لما يمكن أن تسبِّبه لنا المشكلات النفسية من أذى وألم، ولم يَعُد غريباً أن يطلب الشخص المساعدة إذا كان يعاني من مشكلات على صعيد صحته النفسية، كما توجد عدة فوائد لطلب المساعدة من أخصائي العلاج، أو الطبيب النفسي، ومن ذلك:
1. التخلص من الشعور بالوحدة:
من السهل جداً أن تشعر بالوحدة عندما تعاني من مشكلات على صعيد الصحة النفسية، لذلك من الممكن لوجود أخصائي يقدِّم لك المشورة والمساعدة، أن يُقلِّل من شعورك بالوحدة ويمنحك الشعور بوجود من يدعمك ويتفهَّمك، ويمكن أن يساعدك أسلوب العلاج أو التشخيص الطبي للأمراض النفسية على التخلص من شعور الوحدة، أو الاعتقاد بأنَّك شخص غير طبيعي، وهذا يمنحك الأمل بالشفاء في المستقبل.
2. علاج مشكلة الخلل في النواقل العصبية الكيميائية علاجاً فعالاً:
يمكن من خلال التشخيص الصحيح أن يصف لك الطبيب النفسي الأدوية التي تساعدك على إعادة التوازن للنواقل العصبية الكيميائية في الدماغ، فمثلاً، لا بدَّ من تعويض النقص في السيروتونين من خلال الأدوية، إذا كنت تعاني من نقص في هذا الناقل العصبي من أجل الشفاء.
3. الحصول على المشورة من أخصائي في مجال الصحة النفسية:
يمكنك، من خلال الإرشاد الذي يقدِّمه لك الأخصائي، أن تطوِّر استراتيجيات للتكيف مع الصعوبات اليومية مثل التعامل مع الاكتئاب أو مشاعر الدونية، ويمكنك أن تتعلَّم أيضاً كيفية تدوين يوميات الشفاء، ولوحات الرؤية (مجموعة من الصور والاقتباسات التي تُستخدم لتجسيد الهدف والتذكير به) لمساعدتك على التخطيط للشفاء، والقيام بنشاطات الرعاية الذاتية حتى تتمكن من تعزيز صحتك النفسية.
4. الحصول على استشارة أخصائي فيما يتعلَّق بمشكلات الصحة النفسية:
من المفيد جداً، عندما تواجه صعوبات في حياتك اليومية بسبب موقف ذهني ضار أو سلبي، أن تناقش ما تواجهه مع أخصائي علاج نفسي من أجل الحصول على النصائح، والإرشادات الموضوعية.
5. تتبُّع مقدار التحسُّن على صعيد صحتك النفسية:
يمكنك، من خلال الزيارات المنتظمة لأخصائي الصحة النفسية، أن تتبع التحسُّن الذي تحقِّقه على صعيد صحتك النفسية من خلال ما يقدِّمه لك من ملاحظات، وإرشادات.
شاهد بالفيديو: دور الأخصائي الاجتماعي مع المرضى
6 اختلافات بين الطبيب والمعالِج النفساني:
من الضروري، عند مواجهة مشكلة تؤثِّر في حياتك اليومية، وتعوقك عن القيام بالنشاطات الأساسية أن تطلب التوجيه، وتسعى إلى تلقِّي العلاج من قبَل أخصائيي الصحة النفسية، ويعتمد تحديد الأخصائي المناسب على طبيعة المشكلة التي تواجهها، وفيما يأتي أهم 6 اختلافات بين المعالج، والطبيب النفسي والتي من شأنها أن تساعدك على تحديد الإجراء المناسب:
1. أسلوب العلاج (يعتمد أسلوب علاج الطبيب النفسي على الأدوية، ويعتمد أسلوب المعالج النفسي على الحديث اعتماداً أساسياً):
قد تعتقد، عندما تواجه مشكلة نفسية، أنَّ العلاج الفعَّال والسريع يكمن في تناول الدواء، وقد يكون ذلك صحيحاً إذا كان لديك خلل خطير في النواقل العصبية الكيميائية في الدماغ، إلَّا أنَّ هذا الإجراء لن ينجح في حلِّ معظم مشكلات الصحة النفسية، وإذا احتجت إلى الدواء، فمن المرجَّح أن تراجع طبيباً نفسياً لكونه يمتلك الترخيص لوصف برامج العلاج بالأدوية، مثل مضادات الذهان والاختلاج والاكتئاب وغير ذلك.
عادةً ما يتوصَّل الطبيب النفسي إلى التشخيص المبدئي لحالتك من خلال التحدُّث معك، ومن ثمَّ يصف الدواء الأنسب لمساعدتك على التعامل مع الأعراض، وغالباً ما تكون الجرعة الأولية منخفضة لتحديد مدى فاعلية الدواء في شفاء حالتك، ومع ذلك، لا يعالج الدواء السبب الجذري للمشكلة إلَّا إذا كنَّا بصدد مرض نفسي سببه تلف بنيوي أو خلل وظيفي في الدماغ يؤثِّر تأثيراً أساسياً في النواقل العصبية الكيميائية.
نتيجة لذلك تحتاج في معظم الحالات إلى معالج، أو محلل نفسي لمساعدتك على التفكير والتوصل إلى السبب الأساسي للمشكلة، فقد يوصي المعالج، أو المحلل النفسي باستشارة طبيب عام، أو طبيب نفسي للحصول على وصفة طبية لمساعدتك على السيطرة على الأعراض إلى حين التمكُّن من استخدام استراتيجيات العلاج التي يضعها لك.
2. المهارات والتخصُّص:
أولا: مهارات الطبيب النفسي
يجب أن يتمتَّع الطبيب النفسي بالمهارات الآتية حتى يرخَّص له بالعمل في هذا المجال:
- القدرة على وضع خطة للعلاج.
- تشخيص المرض النفسي.
- الرعاية الصحية الأولية.
- رعاية المسنِّين.
- الصحة السلوكية.
- الوصفات الطبية والإشراف على تناول الأدوية.
- تحديد وإدارة الأمراض النفسية.
ثانيا: مهارات المعالج النفسي
في حين يحتاج المعالج النفسي إلى المهارات الآتية:
- تقييم الصحة النفسية.
- التخطيط للعلاج.
- العلاجات الاستشارية المختلفة.
- إدارة الصحة السلوكية.
- العلاج النفسي.
- علم النفس العام.
3. التكلفة وإجمالي الدخل:
غالباً ما تكون كلفة مراجعة المعالج النفسي منخفضة نسبياً، وذلك بالاعتماد على مجال تخصصه وشهرته، ويمكن أن تتراوح كلفة الجلسة الواحدة بين 5 إلى 200 دولار، أو أكثر، فضع في حسبانك أنَّ كلفة مراجعة الطبيب النفسي أعلى بكثير، وتتراوح بالمتوسط بين 150 إلى 500 دولار للمراجعة الواحدة، وغالباً ما تحتاج إلى عدد جلسات أقل عندما تراجِع طبيباً نفسياً ما، وهذا يعني انخفاض الكلفة الإجمالية مقارنةً بالمعالج النفسي.
قد يتطلب العلاج على يد معالج نفسي جلسات متابعة أسبوعية للوقوف على الحالة وتحديد مقدار التقدُّم في خطة العلاج، ما يقد يؤدي إلى زيادة الكلفة الإجمالية، ومع ذلك، يكسب الطبيب النفسي بالمتوسط 270 ألف دولار سنوياً، في حين يكسب المعالج النفسي، ما يتراوح بين 58 ألف دولار و170 ألف دولار سنوياً، ويكسب أخصائيو الإرشاد النفسي، وغيرهم من أخصائيي العلاج النفسي مبلغاً أقل من المال، وذلك بالاعتماد على تخصصهم، وأسلوب العلاج المتَّبع.
4. مجال التخصص:
يمكن للمعالجين النفسيين ممارسة العلاج النفسي العام، أو التخصص في مجال معيَّن من مجالات علم النفس، مثل العلاج المعرفي السلوكي، وإدمان المخدرات، وعلاج المشكلات الزوجية، والاستشارات الاجتماعية، وفي حين يكون لدى المعالج النفسي معرفة جيِّدة في خيارات العلاج الخاصة بالمجال الذي يختص به، فإنَّه ليس من الضروري أن يكون خبيراً بالضرورة، ويتطلَّب عمله بوصفه طبيباً نفسياً دراسة أكثر عمقاً، إضافة إلى كونه متخصصاً في مجال معيَّن من مجالات الصحة النفسية، وليس مجرد علاج الاكتئاب أو القلق، ويمكن أن يكون الطبيب النفسي متخصصاً في الطب النفسي العصبي (كيمياء الدماغ)، والطب النفسي الشرعي (العمل في أحد دوائر الدولة القانونية) والطب النفسي للأطفال والمراهقين.
شاهد بالفيديو: 5 طرق للوصول إلى أفضل طبيب نفسي مناسب لشخصيتك
5. مدة الدراسة:
تصل فترة دراسة الطبيب النفسي إلى 12 عاماً تقريباً، ومن ذلك مدة الإقامة في المستشفيات التي تصل إلى 4 سنوات، من أجل الحصول على الترخيص الكامل، وفي حين يدرس المحللون النفسيون، وهم المعالجون النفسيون الأكثر تأهيلاً بين 5 إلى 7 سنوات، ومن ذلك مدة الإقامة تحت الإشراف، ونظراً لطول المدة، وكثافة مجال الدراسة؛ فإنَّ عدداً أقل من الأطبَّاء المتمرنين يتابعون الدراسة حتى يحصلوا على رخصة العمل بوصفهم أطباء نفسيين، وفي حين غالباً ما يتمكَّن المعالجون النفسيون من الالتزام بمدَّة الدراسة القصيرة نسبياً، ليحصلوا على رخصة مزاولة المهنة بوصفهم معالجين نفسيين.
النتيجة أنَّه يمكنك بسهولة حجز موعد لدى المعالج النفساني، في حين قد تحتاج إلى مزيد من الوقت للحصول على موعد لدى طبيب نفساني، فقد يدرس بعض أخصائيي الإرشاد الاجتماعي، والمعالجين النفسيين لبضعة سنوات إضافية، ومع ذلك، تكون مدة الدراسة أقل عموماً من الأطبَّاء النفسيين، فلا يكون الأطبَّاء النفسيون متاحين بالدرجة نفسها للمعالجين النفسيين، وزملائهم من أخصائيي الإرشاد الاجتماعي، والاستشارات النفسية.
6. مكان العمل:
قد يعمل كل من الأطباء النفسيين والمعالجين النفسيين في المستشفيات، ومرافق الصحة النفسية المتقدِّمة مثل مراكز العلاج، وغالباً ما يكون الطبيب النفسي مسؤولاً عن عدة معالجين نفسيين الذين يتعيَّن عليهم أخذ موافقته على خطة العلاج، فقد يعمل الطبيب، أو المعالج النفسي في عيادة خاصة به، بخلاف الأطباء النفسيين، وليس من الضروري أن يعمل المعالجون النفسيون في المستشفيات، على الرغم من أنَّهم قد يعملون في مراكز العلاج، ومرافق إعادة التأهيل.
تشابه وحيد بين الأطباء والمعالجين النفسيين:
ثمة تشابه وحيد بين الأطباء النفسيين والمعالجين النفسيين، وهو تقديم الرعاية الأفضل لمرضاهم، وفي الواقع قد يتعاون الأطباء النفسيون والمعالجون النفسيون، لتحقيق أفضل النتائج في شفاء مرضاهم، وعلاج أمراضهم النفسية من خلال نهج مشترك يتضمن الأدوية وأساليب العلاج الأخرى (كالعلاج المعرفي السلوكي).
في الختام:
ليس من الضروري، إذا كنت تعاني من مشكلة نفسية، أن يقتصر النهج الذي تختاره للعلاج على أحد نوعَي أخصائيي الصحة النفسية، وفي الواقع قد تُحقِّق أفضل النتائج في معظم الحالات من خلال نهج علاج يتضمن مراجعة كل من الطبيب النفسي، والمعالج النفسي، وباستثناء الحالات التي يتطلب فيها الوضع تدخلاً إسعافياً لعلاج خلل خطير في النواقل العصبية للدماغ، فإنَّه لا يمكن ترجيح كفة أحد الأسلوبين على الآخر، فيحقِّق كلاً منهما نتائج ممتازة على صعيد الشفاء.
أضف تعليقاً