5 نصائح تساعدك على تطوير سلطتك الشخصية وتحقيق أحلامك

تساهم قدرتك في بناء العلاقات الجيدة مع الآخرين بنجاحك في مختلف المجالات، وتُعدُّ السلطة الشخصية إحدى السمات فائقة الأهمية من أجل إتقان مهارة القيادة، والتي تُعدُّ بدورها ضرورية للتميُّز في العمل، وضمن أي ظروف.



أحد الأشياء الهامة من أجل اكتساب هذه السلطة سواء على صعيد الحياة المهنية أم الشخصية هي القدرة على التعاون مع الآخرين، والتأثير فيهم، وبناء علاقات قوية معهم.

ستقرأ في هذا المقال شرحاً لمفهوم السلطة الشخصية، كما سنقدِّم 5 نصائح يطبِّقها الأشخاص الناجحون، والتي ستساعدك على تعزيز تأثيرك.

ما هي السلطة الشخصية؟

السلطة الشخصية هي ما تمتلكه من صفات في شخصيتك تساعدك على التأثير في محيطك من خلال ما تمتلكه من قيم جوهرية، مثل الثقة بالنفس، والموقف الذهني الإيجابي، والوعي بالذات، والمواهب، والمهارات، والحكمة، ويمكنك من خلال هذه السلطة أن تؤثِّر في الآخرين، والمحيط من حولك، وذلك من خلال المهارات الشخصية؛ إذ تمكِّنك هذه السلطة من الحفاظ على رباطة جأشك، وتركيزك خلال مواجهة المواقف الحساسة والصعوبات.

الأشكال المختلفة للسلطة الشخصية:

تؤدي السلطة الشخصية دوراً هاماً جداً في علاقاتك على اختلاف أنواعها، ومن الواضح أنَّها سلطة إيجابية؛ لذلك يؤدي تطويرها إلى تحسين صفاتك الإيجابية بشكل عام، ويوجد نوعان أساسيان لهذه السلطة، ومن الأفضل أن تمتلك مزيجاً قوياً من النوعين معاً من أجل الحصول على نتائج أفضل:

1. القدرة على إلهام الآخرين:

يكون الشخص الذي يتمتع بهذه القدرة محبوباً، ومحط احترام من الآخرين؛ لأنَّه يرفع معنوياتهم، ويكون قادراً على التواصل معهم بشكل بنَّاء.

2. القدرة على التأثير في الآخرين من خلال الخبرة والحكمة:

السمة التي يتمتع بها الأشخاص الذين يثق بهم الآخرون ويصغون إلى آرائهم، لكونهم قادرين على تقديم معلومات موثوقة، وحل المشكلات بالاعتماد على معارفهم ومهاراتهم؛ إذ تعزز هذه القدرة من الثقة المتبادلة بين الطرفين، ولذلك هي الأساس لممارسة القيادة بكفاءة.

السلطة الرسمية (السلطة المستمدة من المنصب الرسمي):

تختلف السلطة المستمدة من المنصب الرسمي عن السلطة الشخصية؛ إذ تنبع السلطة الرسمية من المسمى الوظيفي أو المنصب الرسمي، ولكنَّها ليست بنفس فاعلية وتأثير السلطة الشخصية، ففي حين تساعد السلطة الشخصية على إنشاء علاقات مستدامة وكسب ولاء الآخرين بشكل دائم، تفقد السلطة المستمدة من المنصب الرسمي تأثيرها بمجرد تنحيتك عن المنصب أو استبدالك أو تغيُّر الظروف.

يمكِّنك التعرف إلى الأنواع المختلفة للسلطة المستمدة من المنصب الرسمي من تجنُّب استغلال الآخرين، أو ممارسة الخدع والحيل في علاقتك معهم، أو الإحساس بشعور زائف بالقوة، وإليك الأنواع المختلفة لهذا الشكل من أشكال السلطة:

1. التأثير باستخدام الترغيب:

يتم تحفيز الأشخاص عند استخدام هذا النوع من السلطة من خلال ما تقدِّمه لهم من مكافآت، مثل الوعد بترقية، أو المكافآت المالية، أو العلاوات على الراتب، وعندما لا تكون هذه المكافآت مُتاحة، فإنَّ سلطتك تتضاءل، ومع ذلك يمكن اللجوء إلى شكل آخر من السلطة القائمة على المكافآت من خلال إظهار الامتنان والثناء على الآخرين.

2. السلطة المستمدة من القانون:

يتم التأثير في الآخرين من خلال إيمانهم بأحقيتكَ في طلب شيء ما، وهي شكل السلطة التي يستند إليها المسؤولون السياسيون كرؤساء الدول أو الحكومات.

3. السلطة باستخدام الترهيب:

يرضخ في هذا النوع من السلطة الآخرون لك خوفاً من عزلهم من مناصبهم أو معاقبتهم بأشكال أخرى.

4. السلطة القائمة على اختراق الخصوصية وحجب المعلومات:

يمكن من خلال حجب المعلومات عن الآخرين، أو الوصول إلى معلوماتهم الحساسة أن يمتلك الشخص قدرة على التلاعب بالآخرين، ودفعهم إلى إطاعة الأوامر.

قانون السيطرة والسلطة الشخصية:

ينص "قانون السيطرة" على أنَّ الشخص الذي ينظر إلى نفسه بكثير من الإيجابية يصل إلى مرحلة يتمكن فيها من السيطرة على حياته، وينص نفس القانون في المقابل أنَّ الشخص الذي ينظر إلى نفسه نظرة سلبية سيكون متشائماً إلى درجة يفقد فيها أي سيطرة على مجريات الحياة.

يُطلق علماء النفس على هذا المفهوم اسم "مركز الضبط"؛ وهي نظرية تبيِّن أنَّ كل شخص يشعر بأنَّه يتم السيطرة على حياته وسلطته الشخصية من خلال إما عوامل داخلية متعلقة بالشخص فقط أو عوامل خارجية مثل ظروف الحياة وغير ذلك.

يشعر الشخص الذي يمتلك مركز ضبط داخلي بأنَّه مسؤول، ولذلك يتخذ القرارات التي تحدد مسار حياته، ويميل الشخص الذي يتأثر في العوامل الخارجية إلى الاعتقاد بأنَّ الآخرين هم المسؤولون عما يحدث معه، وأنَّه يتم التحكُّم في حياته من خلال عوامل ومؤثِّرات خارجية لا تترك له سوى هامش ضئيل لاتخاذ القرار وتغيير الأمور، لذا يشعر الأشخاص من هذا النوع بأنَّ مديريهم والأعباء المادية وتجارب الطفولة أو حياتهم العائلية الحالية أو علاقاتهم هي ما يتحكم في حياتهم.

بناء العلاقات:

يجب أن تنظِّم حياتك بطريقة تمنحك الشعور في السيطرة على مجرياتها؛ وذلك من أجل أن تعيش بسعادة، وتتمتع بمستوىً عالٍ من الثقة بالنفس، ولا يوجد ما يساعدك على تحقيق هذه الغاية أكثر من قدرتك على دفع الآخرين لمساعدتك على تحقيق ما تريده، فأنت تحتاج إلى مساعدة الآخرين من أجل إنجاز أي شيء تقريباً، وكي تحقق إنجازات هامة، فأنت تحتاج إلى المساعدة من أكبر عدد ممكن من الناس.

كي ترتقي بأدائك إلى أفضل المستويات، فأنت تحتاج إلى المثابرة على تنظيم حياتك بأكملها بحيث تكون محاطاً بالأشخاص الملائمين والداعمين، لذا مهمتك هي أن تكون قادراً على توجيه حياتك باتجاه المسار الذي يؤدي إلى تحقيق الهدف، ولا تملك خياراً إذا أردت تحقيق أهدافك سوى تعزيز مهارتك في التواصل الفعَّال مع الآخرين، ويُعدُّ الشعور بالكفاءة والفاعلية والقدرة على النجاح في بناء العلاقات مع الآخرين؛ أمراً أساسياً لتعزيز احترامك لذاتك واكتساب احترام الآخرين.

شاهد بالفديو: 10 قواعد مهمة لبناء علاقات إجتماعيّة ناجحة

كيف تؤثِّر في الآخرين بشكل يدفعهم إلى مساعدتك؟

لديك خيار من اثنين، فإما أن تؤثِّر في الآخرين، أو تسمح للآخرين بالتأثير فيك، لذا يمكنك أن تتعلَّمَ كيفية التأثير في الآخرين من خلال طريقة تفكيرك، ودفعهم لمساعدتك، أو يمكنك السماح للآخرين بالتأثير فيك من خلال طريقة تفكيرهم، ودفعك بالتالي لمساعدتهم، وهنا يكمن الفرق الجوهري بين الأشخاص النافذين بحكم شخصياتهم والأشخاص الذين يشعرون بالعجز في علاقاتهم مع الآخرين، وبين الأشخاص الفعَّالين والذين يؤدون دورَ الضحية، وبين القادة والتابعين.

يمنحك تعلُّم كيفية التأثير في الآخرين شعوراً بالقوة والكفاءة، ففي كل مرة تُنجز فيها هدفاً بمساعدة ودعم الآخرين، فإنَّك تشعر بمزيد من الكفاءة والفاعلية، والأمر الرائع أنَّها معادلة رابحة بالنسبة إلى الطرفين، فيشعر الشخص الذي يتلقى المساعدة والشخص الذي يقدِّمها بالنجاح والإنجاز.

الأشخاص الذين يتمتعون بمستويات عالية من الثقة بالنفس هم الذين بلغوا من خلال التجارب والعمل الدؤوب مستوىً متقدماً جداً من مهارة التعاون مع الآخرين على اختلاف شخصياتهم، بحيث يستثمرون هذا التعاون في تحقيق أهدافهم، وهذا هو الأساس لبناء العلاقات واكتساب السلطة الشخصية.

كيف تكتسب السلطة الشخصية؟

الفكرة ببساطة؛ هي أنَّك تكتسب هذه السلطة من خلال علاقاتك، فكل شيء في الحياة يدور حول العلاقات، فالعامل الأساسي الذي يؤثِّر في مجريات حياتك أكثر من أي شيء آخر هو علاقاتك من حيث عددها وجودتها.

تحدد علاقاتك الشخصية نجاحك أو فشلك، ومدى سرعتك في تحقيق الأهداف، كما أنَّها تحدد مستوى سعادتك وشعورك في الثقة بالنفس واحترام الذات، وتُعدُّ قدرتك في التأثير وإقناع الآخرين ودفعهم لمساعدتك جزءاً لا غنى عنه في أي مجال تسعى فيه إلى تحقيق الأهداف.

إقرأ أيضاً: تنظيم الحياة شرط لنجاحها

ما هي أهمية السلطة الشخصية؟

تُعدُّ هذه السلطة هامة للأسباب الآتية:

  • تثري حياتك وحياة الآخرين.
  • تمنحك مزيداً من الشعور بالرضى عن نفسك وتساعدك على النجاح.
  • تزيد شعورك بالرضى عن حياتك المهنية والشخصية.
  • تتيح لك فرصاً جديدةً.
  • تساعدك على تحقيق مزيد من النجاح.
  • تشجِّعك على تطوير وترقية إمكاناتك إلى أعلى المستويات.
  • تعزز مهارات التواصل لديك، وتحسن قدرتك على الإصغاء.

كيف تعزز سلطتك الشخصية؟

يعتمد تطويرك لذاتك على تعزيز سلطتك الشخصية، وسنقدِّم لك من أجل تحقيق هذه الغاية 5 نصائح أساسية تساعدك على تعزيز هذه السلطة، وهي نصائح يطبِّقها الأشخاص الناجحون من أجل الحصول على نتائج عالية الجودة في شتى مجالات الحياة، والأمر الرائع أنَّ هذه النصائح هي مهارات يمكن أن يتعلَّمها أي شخص، وعندما تتعلمها فإنَّك ستطوِّر من ثقتك بنفسك إلى درجة تصبح فيها قادراً على التعامل مع أي موقف دون الشعور بالخوف، وإليك هذه النصائح:

أولاً: احلم بأشياء عظيمة

ما نعنيه بالأحلام هنا هو الأهداف؛ لأنَّك إذا فكَّرت في جميع الأشخاص الناجحين، سوف ستجد أنَّهم غالباً عاشوا حياةً عاديةً إلى أن بدؤوا بالتفكير في أحلامه، فهم يتخيلون حرفياً ما يريدون تحقيقه، أي إنَّهم يرون غيرهم من الناجحين ويسألون أنفسهم: ما الذي يمنعني من تحقيق هذا أيضاً؟ أو إذا كان غيري قادراً على القيام بذلك فلمَ لا أستطيع أنا أيضاً القيام به؟

مهمتك إذاً هي أن تحلُم، ولا تعتقد أنَّ الأحلام حكر على الأطفال، فهل تتذكر عندما كنا صغاراً كيف كنا نحلم طوال الوقت؟

الأشخاص الأكثر كفاءةً وذكاءً ومعرفةً ونجاحاً هم أشخاص يحلمون طوال الوقت، وإليك هذه النصيحة العملية: أنشئ قائمة بأحلامك دون أي قيود، فالخطوة الأولى كي تتعلم كيف تحلم بسيطة جداً، ولكنَّها في نفس الوقت فعَّالة وعملية، وهي ما سيجعلك تلاحظ فرصاً لم تكن تتوقعها، وتُسمى هذه الطريقة بقائمة الأحلام.

ابدأ بإنشاء قائمة أحلامك من خلال الإجابة عن السؤال الآتي: ما الذي أرغب بأن أحلم به إذا لم يكن لدي أية قيود؟

تذكَّر أنَّ القيود التي تحد من قدراتك أو تعتقد أنَّها تحد من قدراتك هي أكبر العوائق التي تحول بينك وبين النجاح، وغالباً تكون هذه القيود في الواقع نتيجةً لأفكارك فقط؛ أي إنَّها غير موجودة في الواقع، فالقيود هي أشياء من نسج أفكارنا، وتنبُع تحديداً من أفكارنا السلبية.

أحضر ورقة بيضاء، وتخيَّل أنَّك تمتلك ما تشاء من مال ووقت ومعارف وموارد، ولا حدود لمعرفتك ومهاراتك مواهبك وإمكاناتك، ويمكنك أن تصبح أي شيء ترغب به، أو تمتلك أو تقوم بأي شيء، وإذا لم يكن لديك أي قيود، فما الذي ترغب بامتلاكه أو تحقيقه في حياتك؟

احلم بما تريد تحقيقه اليوم، وفي المستقبل القريب والبعيد (أسبوع، وشهر، وعام، وخمسة أعوام، وهكذا)، ودوِّن كل ما تفكِّر به على هذه الورقة، ولكن تذكَّر أن تقررَ ما الذي ترغب بتحقيقه قبل أن تتوقف لتحليل ما يمكن تحقيقه.

إذا كان لديك شريك، فخصص بعض الوقت معه لكتابة أحلامكما معاً، وفكِّرا فيما تريدان تحقيقه، سواء من حيث إنجاب الأطفال والحياة العائلية والمستقبل والصحة النفسية والجسدية والمنزل ونمط الحياة والعمل وكل شيء، وأطلق العنان لمخيلتك.

يجب أن تعرف أنَّ التفكير بأحلام كبيرة يعزز ثقتك بنفسك، فعندما تجعل الحلم ممارسة منظمة، فإنَّ مفهومك عن ذاتك يتحسن، وكذلك تصورك عن ذاتك، فترى نفسك بمنظور أفضل؛ والسبب هو أنَّك تسمح بالتفكير بنفسك بصفتك شخصاً قادراً على تحقيق ما تتمناه وتحلم به، كما ستلاحظ تحسناً في احترامك لذاتك، وستحب وتحترم نفسك أكثر، ناهيك عن زيادة شعورك بالسعادة والثقة بالنفس بمجرد أن تبدأ بالتخيُّل والأحلام والتفكير بما يمكنك تحقيقه، لذا إليك بعض التقنيات الرائعة التي تساعدك على تطبيق هذه النصيحة:

شاهد بالفديو: 20 قول رائع في تحفيز وتطوير الذات

1. التصور الذهني من خلال "العودة من المستقبل":

هي إحدى تقنيات التصور الذهني الرائعة، فبعد أن تدوِّن قائمة أحلامك أعطِ لنفسك فرصة للقيام برحلة "عودة من المستقبل"، تُستخدم هذه التقنية من قبَل أكثر الأشخاص سعادةً ونجاحاً وثراءً، وهم يطبِّقونها بشكل دائم، حتى لو لم يدركوا تسميتها.

يمكنك أن تطبِّق هذه النصيحة من خلال تخيُّل حلمك الذي ترغب بتحقيقه بعد 5 أو 10 سنوات من الآن، ثمَّ السفر في مخيلتك إلى هذا المستقبل، ومن ثمَّ العودة بمخيلتك إلى الوقت الراهن كما لو كنت على قمة جبل وتشاهد ما هو موجود في الأسفل من هذا العلو الشاهق، لذا اسأل نفسك في أثناء تخيُّلك لحلمك؛ ما الذي يجب أن تفعله كي تجعل حلمك هذا واقعاً؟ وما هو المسار الذي يجب أن تسلكه؟

يمكن القول إنَّك تبدأ الآن بالتحليل انطلاقاً من الحاضر وصولاً إلى المستقبل بدلاً من الخطوة الأولى التي تقوم خلالها بالنظر إلى حاضرك انطلاقاً من مستقبلك، وستكون قادراً من ثم على إدراك أشياء لم تكن قادراً على إدراكها خلال الخطوة الأولى، وهي تخيُّل المستقبل والعودة منه إلى الحاضر.

الفكرة أنَّ ذلك يساعدك على إدراك المسار الذي يجب اتِّباعه، والخطوات التي يجب القيام بها للوصول إلى حلمك، ولا يتبقى لديك عندها سوى اتِّباع هذه الخطوات ليصبح حلمك واقعاً؛ قم وعلى فترات منتظمة بتخيُّل حلمك وكأنَّه مُحقَق، وتخيَّل ما يجب أن تقوم به، وستتفاجأ من مقدار التحسُّن في تطبيقك للخطوات المطلوبة لتحقيق هدفك.

2. تقنية "السماء الزرقاء":

إليك تقنية أخرى يمكنك تطبيقها من أجل التفكير بأحلام كبيرة وتحقيق أهدافك؛ إذ تُعدُّ تقنية "السماء الزرقاء" إحدى أهم العادات التي يواظب عليها الأشخاص ذوو الأداء المميز، وتقوم هذه الطريقة على إطلاق العنان لأفكارك، والمطلوب منك أن تتخيل أنَّ السماء الزرقاء فوقك تماماً وهي لك بالكامل ولا توجد أية قيود وكأنَّك تسبح في الفضاء.

تخيَّل أنَّ كل شيء ممكن، مثل قائمة الأحلام في النصيحة السابقة، ولكن كما لو أنَّك تبدأ بتأسيس حياتك من الصفر، فكيف ستكون حياتك في حال لم تكن لديك أي قيود سابقة، ودون أن تكون قد التزمت بَعد بأي قرار أو مسار حياتي؟ وإذا كنت قادراً على فعل ما تشاء الآن، فما الذي ستفعله؟

تُعدُّ هذه التقنية هي الأساس الذي تقوم عليه عملية إعادة الابتكار (الحلول الإبداعية) في الشركات، ولذلك يمكنك بلا شك إعادة ابتكار حياتك باستخدام هذه التقنية.

3. تدريب "ريب فان وينكل" (Rip Van Winkle):

"ريب فان وينكل" هو عنوان لقصة قصيرة من تأليف الكاتب الأمريكي "واشنطن إيرفينج" (Washington Irving) وتتحدث عن قروي أمريكي يغادر قريته في نزهة، ويستلقي تحت شجرة كي يأخذ غفوة قصيرة لكنَّه يتفاجأ عندما يعود إلى قريته بأنَّه نام لمدة 20 عاماً، ويدخل نتيجة لذلك في كثير من المتاعب.

تدريب "ريب فان وينكل" هو تقنية فعَّالة، وكما تتحدث القصة، فإنَّ التدريب يقوم على فكرة أن تتخيل نفسك تلوِّح بعصا سحرية وتغفو لمدة 5 أعوام، ومن ثمَّ تخيل أنَّ العالم بأسره يعمل على نحو يجعل حياتك مثالية من كافة الجوانب، والآن تخيل أنَّك استيقظت من حلمك:

  • من معك الآن؟
  • ماذا تعمل؟
  • أين تعمل؟
  • كم دخلك؟
  • ما هي صفات المنزل الذي تعيش فيه؟
  • كيف صحتك؟
  • ما هي طبيعة علاقتك بالأشخاص الهامين في حياتك؟

قد تكتشف أنَّه ينبغي أن يكون كل شيء مختلفاً تماماً عما هو عليه في حياتك حتى تكون مثالية، وتذكَّر أنَّ القدرة على التخيُّل وإطلاق العنان للأفكار هي دليل التفوق الذهني والعقلية المميزة، فقد تبيَّن من خلال دراسة جميع عباقرة التاريخ أنَّ لديهم قاسم مشترك، وهو أنَّهم كانوا معتادين على إطلاق العنان لمخيلتهم، والسماح لأنفسهم بالتوصل إلى أفكار غير مألوفة وتخيُّل ما يمكن تحقيقه.

عندما تطلق العنان لمخيلتك للوصول إلى أفكار ممتعة أو مُبتكرة، فإنَّك ستبدأ بامتلاك العادة التي يتميَّز بها أعظم رواد التفكير عبر التاريخ، ولكن لا تغفل عن أهمية امتلاك وضوح الرؤية من أجل اكتساب السلطة الشخصية، فأحد النصائح الهامة من أجل تحقيق أهدافك وتحويل أحلامك إلى واقع هي امتلاك الرؤية الواضحة، لذلك يجب أن تحدد بدقة أفكارك وقيمك وأهدافك، وكلما امتلكت مقداراً أكبر من الوضوح عن شخصيتك وما ترغب بتحقيقه وما تؤمن به وما يثير اهتمامك، زادت فرصتك في تحقيق أهدافك بسرعة أكبر.

امتلك الأشخاص الناجحون إيماناً كبيراً بوجود مغزى من الحياة إما بحكم طبيعتهم، أو أنَّهم قد عملوا على تطوير هذه السمة فيهم، وهذه القناعة عبارة عن إيمان راسخ بضرورة وجود رسالة سامية يجب تأديتها في الحياة، أو أنَّ وجودهم في هذه الحياة ما هو إلا لتحقيق غاية نبيلة، ومن ثم فإنَّهم يحاولون بشكل دائم التحقق مما إذا كان أي شيء يقومون به يخدم رسالتهم التي وُجدوا في هذه الحياة لتحقيقها، لذا اسأل نفسك: ما هي الغاية من وجودي في هذه الحياة؟ وما الذي يجب أن أقوم به؟ وما هو حلمي؟

ثانياً: طوِّر مهاراتك الفريدة

النصيحة الثانية لتعزيز سلطتك الشخصية والتي يطبِّقها جميع الأشخاص الناجحين هي تطوير مهاراتهم الفريدة، فكل شخص منا فريد بطريقة ما، ومن المستحيل أن نكون متشابهين تماماً.

إنَّ الجينات التي تكوِّن وراثتنا معقدة جداً لدرجة يستحيل معها أن يوجد شخص مشابه بالمطلق لشخص آخر، وبعبارة أبسط، من المُحال أن يوجد الآن أو لاحقاً، أو فيما مضى شخص مثلك تماماً؛ ولذلك أنت تملك إمكانات ومواهب خاصة بك وحدك تمكِّنك من تحقيق أي شيء ترغب به إذا أجدت استخدامها، ومهمتك هي أن تحدد ما تريد تحقيقه في حياتك، وإحدى الطرائق لتحقيق ذلك هي من خلال طرح بعض الأسئلة على نفسك، وهي:

  • ما الذي تستمتع بالقيام به؟
  • ما الذي يجعلك سعيداً؟
  • ما الذي تستطيع القيام به بسهولة فائقة؟
  • ما هي المواهب التي تعتقد أنَّك تمتلكها بشكل فطري؟
  • لماذا يلجأ إليك الآخرون من أجل المشورة أو المساعدة أو المعرفة؟
  • ما هي النشاطات التي تمنحك أعظم إحساس بالأهمية؟

السعادة؛ هي المؤشِّر الأكثر مصداقية الذي يساعدك على تحديد ما يلائمك، ويتميَّز الأشخاص الأكثر ذكاءً بأنَّهم يصغون إلى حدسهم؛ لذلك فكِّر في أكثر نشاط ممتع بالنسبة إليك، ونظِّم حياتك بحيث تقوم بمزيد من هذه النشاطات الممتعة بالنسبة إليك.

تُعدُّ الطفولة أمراً يمكن الاعتماد عليه للتعرف إلى هدفك في الحياة، وإذا عدت بذاكرتك إلى مرحلة الطفولة عندما كان عمرك بين 7 و14 عاماً، وتذكَّرت أكثر الأشياء التي كنت تستمتع بالقيام بها، فستجد أنَّها غالباً ما تكون الغاية التي وُجدت في هذه الحياة من أجل تحقيقها، وهي النشاط الذي يحقق لك المتعة بصفتك شخصاً راشداً.

إذا وجدت صعوبة في تذكُّر ما كنت تحب القيام به في سنوات طفولتك، فاسأل والديك، أو الأشخاص المقربين منك عن أكثر النشاطات التي كنت تمارسها في تلك المرحلة، ومن ثمَّ حدد النشاط الذي يمكنك القيام به الآن والذي يتلاءم مع اهتمامات مرحلة الطفولة، وتأكَّد أنَّك ستشعر بكثير من السعادة والحماسة بمجرد البدء بهذه الممارسة.

فكِّر فيما تبرع في القيام به بسهولة، والأشياء التي تجيد إنجازها دون بذل كثير من الجهد، وغالباً ما ستكون هذه الأشياء هي مواهبك الفطرية، وإليك سؤال آخر من الرائع أن تطرحه على نفسك، وهو: ماذا سأفعل إذا كان لديَّ مليون دولاراً الآن؟

إذا كانت الإجابة الفورية عن هذا السؤال؛ هي ترك وظيفتك، فمن المرجَّح أنَّك تعمل في المهنة غير المناسبة لك، والتي يمكن أن تهدر حياتك في العمل فيها دون أي متعة، أو تحقيق للنجاح، وغالباً تكون الأشياء التي تحب القيام بها أو تعلُّم مزيد من الأمور عنها أو البدء بتجربتها هي الأشياء التي تحاكي مواهبك وقدراتك الفطرية.

شاهد بالفديو: 4 طرق مضمونة لتحويل أحلامك إلى حقيقة واقعة

ثالثاً: اعمل في مجال تحبه

النصيحة الثالثة لتطوير سلطتك الشخصية؛ هي أن تقوم بالأشياء التي تحبها، فنؤكِّد لك أنَّ الغالبية العظمى من أصحاب الثروات العصاميين والنجوم ورواد الأعمال هم أشخاص لا يَعدون عملهم واجباً، وإنَّما هو نوع من النشاط الممتع الذي يحبونه ويقومون من خلاله بتطوير حياتهم المهنية.

لن تعترضك مشكلة الافتقار للحافز عندما تعمل في مجال تحبه؛ لأنَّك تشعر بالحماسة تلقائياً؛ إذ يحتاج المرء للدافع من أجل الشعور بالحماسة، ويتطلب الدافع الشعور بالرغبة، وتتطلب الرغبة من المرء أن يحب ما يقوم به؛ لذلك يشعر الأشخاص الذين يحبون عملهم بالحماسة بشكل دائم، وأما إذا كان عملك وسيلة لتحقيق شيء ما في الحياة، فمن المُحتمل جداً أن تفشل.

يعمل جميع الأشخاص الناجحون في الحياة بمهن يحبُّونها، وتجدهم مندفعين أكثر من غيرهم لمزيد من العمل، ولكن لأنَّك تتحمل مسؤولية تأمين معيشتك بصفتك شخصاً راشداً، فإنَّ السؤال الآتي الهام هو: ما هو العمل الذي يستهويني؟ وكيف يمكنني أن أصبح بارعاً فيه وأحقق من خلاله دخلاً محترماً؟

ستكون سعيداً وناجحاً ومحطَّ احترام الآخرين عندما تعمل في مهنة تحبها، والآن فإليك الخطوة الأخيرة التي تساعدك على تحديد ما تحب القيام به، وهي أن تفكِّر فيما يستدعي اهتمامك، ويجعلك تشعر بالمتعة، ولا بدَّ لأي شخص من أن يكون قادراً على الاندماج كلياً في أي نشاط يستحوذ على انتباهه، ويستدعي اهتمامه.

لاحظ أنَّك تمنح النشاط الذي تحبه كامل اهتمامك، وترغب بالاندماج فيه بشكل مطلق، كما أنَّك تستمتع به وترغب بتعلُّم مزيد عنه؛ ولذلك عندما تعمل في المجال الملائم لك، فستجد أنَّك تندمج فيه كلياً، لدرجة أنَّك لا تشعر بمرور الوقت، وربما تنسى حاجتك للطعام أو النوم، إذاً فكِّر في الموضوع الذي يستحوذ على اهتمامك ويمنحك شعوراً بالمتعة لدرجة الاندماج المطلق فيه.

رابعاً: تحمَّل كامل المسؤولية عن حياتك

النصيحة الرابعة لتطوير سلطتك الشخصية هي تحمُّل كامل المسؤولية عن النتائج التي تحصل عليها في حياتك؛ إذ يبدأ كل شيء بفكرة، وأنت مسؤول عن الأفكار التي تراودك والقرارات التي تتخذها.

إنَّ أفضل عبارات التحفيز التي تم ابتكارها حتى الآن قائمة على فكرة المسؤولية؛ لذلك قل لنفسك هذه العبارة: "أنا المسؤول عن كل ما يحدث في حياتي"، فعندما تتجنب إلقاء اللوم على الآخرين واختلاق الأعذار، فإنَّك تشعر بالمسؤولية وتهيِّئ نفسك للنجاح؛ لذلك كرر عبارة التحفيز الإيجابية الآتية يومياً: "أنا المسؤول عما يحدث في حياتي".

خامساً: طوِّر عادة التركيز

النصيحة الخامسة والأخيرة لتعزيز سلطتك الشخصية؛ هي تطوير تركيزك إلى أعلى المستويات؛ إذ يتطلب أي نجاح عظيم تركيزاً مطلقاً، وهي عادة يجب أن تمتلكها إذا كنت ترغب بتعزيز قدرتك على التأثير في الآخرين، وتحقيق النجاح، وربما لا نبالغ عندما نقول أنَّ التركيز المطلق هو أهم السمات التي يتميز بها الأشخاص الناجحون، ولكنَّ الانضباط الذاتي هو ما تحتاجه حتى تبلغ مستوىً عالياً من التركيز، لذا يمكن تعريف الانضباط الذاتي على أنَّه القدرة على إجبار نفسك للقيام بما يجب القيام به وفي الوقت المطلوب، سواء كنت ترغب بذلك أم لا.

واظب على طرح هذين السؤالين على نفسك: كيف أستثمر وقتي بأفضل ما يمكن حالياً؟ وما هو الشيء الذي يمكنني القيام به والذي من شأنه أن يحسِّن حياتي إذا قمت به على أحسن وجه؟

مجرد أن تحدد أهم المهام لديك امنحها كامل تركيزك حتى تنجزها؛ وتؤدي هذه العادة إلى منحك مزيد من الحماسة، والشعور بمزيد من احترام الذات والثقة بالنفس وبقدرتك على تحقيق أشياء عظيمة، وهي ما تحتاجه لتبدأ بالتخطيط لأهداف كبيرة.

إقرأ أيضاً: قواعد إدارة الذات - أول طريق النجاح

في الختام:

يتميَّز الأشخاص الناجحون، من أعظم المديرين التنفيذيين إلى أكثر قادة العالم تأثيراً خلال التاريخ في قدرتهم على التأثير في الآخرين؛ لذلك إذا طبقتَ هذه النصائح، فستكون على المسار الذي يؤدي إلى نجاحات مبهرة وحياة سعيدة تحقق فيها ما تحلم به.




مقالات مرتبطة