من الصادم أن يكون للعمل القدرة على تدمير حياتك، ويطرح ذلك سؤالاً هاماً: "هل حان الوقت لترك وظيفتك؟".
لا يجدر بك الاستخفاف بهذا السؤال؛ نظراً لمخاطر التوقف عن العمل، ومع ذلك متى يصبح تحمُّل هذه المخاطر ضرورة للحفاظ على كرامتك وصحتك ومتعتك بالحياة؟ سوف تساعدك العلامات الآتية على الإجابة عن هذا السؤال.
معرفة التوقيت الصحيح للاستقالة من عمل ما عاملٌ حاسمٌ في اتخاذ قرارٍ يقودُك إلى مكان أفضل، وستساعدك هذه القائمة على تحديد العلامات التي تشير إلى أنَّ وظيفتك الحالية تضرُّ بصحتك، كما يشمل المقال ما تحتاج إليه بعد ذلك لجعل الانتقال لعمل جديد سلساً قدر الإمكان.
الفئة الأولى، علامات التحذير:
1. الشعور بالاستياء مع بدء أسبوع العمل، والسعادة في عطلة نهاية الأسبوع:
لا ترتكب خطأ الظنِّ بأنَّ العيش بهذه الطريقة هو أمرٌ طبيعي لمجرَّد أنَّ معظم من تعرفهم يعيشون كذلك؛ فهو أمرٌ غير صحِّيٍّ، فلا يجب أن تخشى بداية أسبوع العمل ولا يجب أن تحتفي بنهايته، هذه حياتك وليس مجرد عمل، ولا يمكنك عيشها متمنياً لو كنت في مكان آخر.
2. الترقُّب:
تتبُّع الوقت من حين إلى آخر ليس بمشكلة، لكن إن وجدت نفسك تنظر بانتظام إلى ساعتك فهذه علامة واضحة على أنَّك لست شغوفاً بالوظيفة التي تشغلها.
لا يجب أن يكون العمل هكذا، عليك الاندماج في العمل حتى تفقد الإحساس بالوقت، وهذا هو نوع الوظيفة التي يجب أن تبحث عنها، فإذا كانت وظيفتك الحالية لا توفر لك هذا الاندفاع فربما حان الوقت للبحث عن عمل يمدُّك بالحماسة.
3. العجلة للمغادرة بانتهاء وقت الدوام:
هل سبق لك أن كنت في متجر أو مكتبة أو مطعم بالقرب من موعد إغلاقهم والمساعد يحوم حولك ويذكرك أنَّ لديك 10 دقائق فقط قبل أن يحين موعد الإغلاق، ويُغضبك ذلك لكن في الوقت نفسه يمكنك التعاطف مع حالهم؛ فهم لا يريدون أن يكونوا هناك ولا يستمتعون بعملهم، والاضطرار لقضاء دقيقة إضافية واحدة في هذا المكان الذي يدمِّر شغفهم يكفي لدفعهم إلى استعجال الزبائن للمغادرة.
هذا النوع من السلوك لا ينطبق فقط على مساعدي البيع بالتجزئة، وإذا كنت تهرع إلى الباب بمجرد انتهاء فترة دوامك فهذه علامة أكيدة على أنَّ عملك لا يوفر لك حافزاً كبيراً على النقيض من المكافآت المالية، وإن كنت تعمل في وظيفة تستمتع بها فلن تمانع الاستمرار لبضع دقائق أو نصف ساعة إضافية لضمان رضى عملائك وإنجازك العمل بكفاءة.
شاهد بالفيديو: 7 علامات تدل على ضرورة ترك عملك والبحث عن عمل جديد
الفئة الثانية، الاستقالة عاجلاً وليس آجلاً:
4. صحتك ليست بخير:
توجد أشكال عديدة لما يمكن أن يلحق بصحتك من ضرر، ربَّما التعرُّض لمواد كيميائية خطرة أو العمل في بيئة خطرة، لكن على الأرجح أنت تعيش تحت ضغط كبير، وتضطر إلى العمل لساعات طويلة، ما يؤدي إلى رفع مستويات التوتر لديك على نحو خطير، أو الشعور بالإرهاق الدائم بسبب قلة النوم، أو المعاناة من زيادة الوزنِ فوق الحدِّ الطبيعيِّ بسبب ضيق الوقت لممارسة الرياضة أو الحاجة إلى تناول المنشطات للحفاظ على تركيزك.
إذا كان هذا هو الحال بالنسبة إليك فهذه الفقرة دعوةٌ للصحوة، فلا يمكن لأيِّ مبلغٍ من المال أن يعوض عن الضرر الجسدي والنفسي، فاترك وظيفتك عاجلاً أو احصل على إجازة صحية مدفوعة الأجر ريثما تجد عملاً آخر.
5. فقدان الاحترام:
تكشف الدراسات أنَّ الشعور بالتقدير هو أحد أكبر المحفزات في مكان العمل، فنريد جميعاً أن نُعامَل بإنصاف واحترام وننال جزاء العمل الجيد الذي نقوم به؛ لذلك إن وجدت أنَّك تُكَلَّفُ بعملٍ إضافي دون الحصول على زيادة في الراتب، وتُخاطَب بازدراء، وتُوكَل إليك بانتظام مهام إضافية بعد فترة الدوام مع ضرورة العودة إلى العمل في الساعة 9 صباحاً في اليوم التالي، حينها يجب أن تدافع عن نفسك وتوضح لمشرفيك أنَّك لن تقبل هذا الأسلوب في التعامل، وإن لم ينفع الأمر غادر.
الفئة الثالثة، الاستعداد للانتقال:
6. توفير مصدر دخل إضافي:
بمجرد أن تكسب الحد الأدنى من المال للبقاء على قيد الحياة من مصدر خارج وظيفتك اليومية استقل، ولا يعني الحد الأدنى إمكانية تحمُّل تكاليف الاستجمام والسيارات والوجبات الباهظة؛ بل يعني قابلية تغطية النفقات العامة وتوفير الغذاء الذي تحتاج إليه.
لماذا يعدُّ هذا وقتاً مناسباً للمغادرة؟
لأنَّ الحرية أكثر قيمة من المال، وإن كنت لا تستطيع مجاراة أسلوب حياة أصدقائك مادياً، فأنت تمتلك شيئاً لا يمتلكونه، وهو وفرة الوقت الذي يمكنك تكريسه في شيء تحبه.
تذكر أنَّ هذه المواقف لا تعود عليك إلا بالنفع والنمو، وإذا كنت تبني مصدر دخل إضافي ببطء بفعل شيء تستمتع به، في حين تعمل في وظيفة يومية لا تستمتع بها فمن المحتمل أنَّك تمتلك الآن الحد الأدنى من العملاء والمعرفة وجهات الاتصال لتحويل عملك الإضافي إلى عمل أساسي؛ لذا قدِّم استقالتك الآن.
7. لديك ما يكفي من المال المدَّخر للعيش لمدة عام دون العمل:
إن أنفقت هذا المال بحكمة، يمكنك إنجاز أمور كثيرة في غضون عام، حتى لو لم تمتلك أيةَّ فكرة عمَّا قد ترغب في القيام به، ما يزال الأمر يستحق المخاطرة، وفي أسوأ الأحوال يمكنك أن تجد في غضون هذه السنة وظيفة مماثلة لتلك التي تركتها، لكن على الأقل تكون قد أعطيت نفسك الفرصة للعثور على شيء أكبر.
بالطبع قد تجده بالفعل؛ إذ يمكنك تحقيق أشياء كثيرة عندما لا تكون مرهقاً من وظيفة تكرهها، وليس لديك قيود زمنية للعمل 8 ساعات يومياً والتنقل والالتزامات الأخرى.
8. لقد اتخذت قرار الاستقالة سابقاً في موعد محدد وهو يقترب بسرعة:
إذا كنت من النوع الذي يحدد موعداً للاستقالة فمن المحتمل أنَّك على استعداد لذلك، ومن المحتمل أن يكون لديك بعض المال المدَّخر، أو دخل ثانوي صغير أو فكرة فعَّالة عن كيفية كسب المال من خلال القيام بشيء تستمتع به؛ لذا لا تتردد، ثق في نفسك وفي القرار الذي قادك في المقام الأول إلى تحديد موعد كهذا.
الفئة الرابعة، الظروف الاستثنائية:
9. لقد كنت تتجاهل شغفك لسنوات:
إن كانت تعتريك حاجة ملحَّة تؤرِّقك باستمرار لتحقيق شيء أكبر ممَّا تفعله في الوقت الحالي فلا تتجاهله، صحيح أنَّ ترك وظيفتك أمر محفوف بالمخاطر وإن لم تكن مستعداً بالصورة الصحيحة فقد تواجه العديد من الإخفاقات؛ لكنَّ ذلك حتماً أفضل من عيش حياة مليئة بالندم.
10. عدم الرضى عن حياتك الحالية:
ربَّما قد مررت أخيراً بظرف ما جعلك تتساءل عن كثير من الأشياء، وأصبحت تدرك أنَّ الحياة أقصر من أن تقضيها وأنت تشعر أنَّك كنت تستطيع تحقيق مزيدٍ من الإنجازات، فإذا كان هذا هو الحال فلماذا لا تترك الوظيفة التي تقيِّدك؟
لقد مرَّ المدون "جون مورو" (Jon Morrow) بظرفٍ مماثل؛ فقد تعرَّض لحادث سيارة في فترة كان يعاني فيها الفقرَ وكان غير راضٍ عن حياته ويعاني مرضاً عُضال (متلازمة الشريان المساريقي العلوي)، وفي عام 2006 قرر ترك وظيفته ومتابعة حلمه في إدارة مدونة ناجحة، وبعد عشر سنوات أصبح ثرياً جداً وحقق طموحه وأصبح من أكثر المدونين شهرة ونجاحاً؛ لذا لا تتردد؛ فأنت أيضاً ما زال بوسعك تحقيق أحلامك.
أضف تعليقاً