5 طرق للتفكير الإيجابي

يُعَدُّ التفكير الإيجابي هامَّاً من أجل النجاح، فمن أجل تحقيق أهدافك من الضروري التفكير بطريقةٍ تتماشى مع تلك الأهداف، فعلى الرغم من أنَّ الصعوبات تبقى قائمة، إلا أنَّ التفكير الإيجابي يبقيك في حالة تركيز دائم على ما تريد، وهناك دائماً طريقةٌ للنجاح ولكن من الصعب رؤيتها إذا سيطرَت عليك الأفكار السلبية؛ لذلك إنَّ التفكير الإيجابي هو قطعاً مفتاح النجاح.



يُدارُ التوتُّر بشكلٍ أفضل من خلال التفكير الإيجابي، وتنهال عليك الأفكار السلبية عندما يحدثُ شيء سيِّئ في حياتك، ويمكن أن يكون ذلك لأسباب شخصية أو مهنيَّة، كما يمكن أن يساعدك الإيمان بقوَّة الإيجابية على تجنُّب التوتر، ويكمن المفتاح في رؤية كل تجربة على أنَّها تجربة تعليمية، فحتى لو كانت هذه التجربة سلبية بطبيعتها، عليك المحاولة مجدداً؛ وذلك لأنَّ التوتر يعوقك ويمنعك من التقدُّم.

تؤثر جميع الأفكار والمشاعر التي تراودنا في أجسامنا، ومن الحقائق العلمية أنَّ الأفكار السلبية والحالات المزاجية الغريبة يمكن أن تُغيِّر التركيب الكيميائي للدم؛ حيث تقلِّل الأفكار السلبية من كفاءة الخلايا البشرية، وعندما يُصاب الشخص بالاكتئاب لفترةٍ طويلة، يبدأ الجهاز العصبي إرسال إشارات للأعضاء من أجل تقليل النشاط، وتبدأ وظائف الجسم بالتباطؤ، وتكون للتهيُّج والعدوانية والاستياء آثار كارثيَّة على جسم الإنسان، فيؤذي الإنسان جسده تدريجياً من الداخل؛ ولذلك لا ينبغي التسامح مع مثل هذه المشاعر، وإلا فإنَّ المرض سيتجذَّر داخل الجسم.

ما الذي يمكن أن يساهم في التعافي والحفاظ على صحة جيدة؟ إنَّه التفكير الإيجابي بالطبع، فلقد أخبَرنا العديد من المعلِّمين أنَّه إذا تمكَّن الإنسان من التحكم بعقله، فيمكنه عندها التحكم بحياته، وليس مستغرباً أن يقول العديد من الحكماء: إنَّ عالمك هو انعكاسٌ لأفكارك، إذا كنت خائفاً من الحياة، فستواجه بالتأكيد مشكلات كبيرة "باستمرار"، وبمجرد أن تتفاءل، ستبدأ حياتك بالتغيُّر نحو الأفضل.

ستعيش حياةً سعيدة وصحيَّة:

يميلُ الأشخاص الذين يعانون من مستوياتٍ عالية من التوتر إلى الإصابة ببعض الأمراض الجسدية والنفسية، كما يُعَدُّ فقدان الوزن والقلق ومشكلات النوم من المشكلات الشائعة بين الأشخاص الذين يعانون من الإجهاد، ويساعدك التفكير الإيجابي على تقليل فرص حدوث هذه المشكلات؛ حيث يمكنك أن تحظى بأفضل الأوضاع الصحية الجسدية والعقلية من خلال التفاؤل.

يُعزِّز التفكير الإيجابي ثقتك بنفسك واحترامك لذاتك:

أنت تكسبُ نصف المعركة إذا كنتَ واثقاً من قدراتك، وبما أنَّ الإيجابية تولِّد الثقة، فهي تعزِّز من احترامك لذاتك في أثناء عملك؛ حيث تكون مؤمناً بقدراتك ومهاراتك، ومن ثم فإنَّ التفكير الإيجابي هو المطلب الأساسي لك لتبقي متحمساً للحياة.

ستتمكن من اتخاذ قرارات أفضل:

يندمُ الكثيرُ من الناس على القرارات التي يتخذونها خلال مراحل الحياة المتوترة؛ حيث يُقلل التوتر أو القلق من قدرتك على اتخاذ القرار بشكل فعال، ومن ناحية أخرى، قد يجد المفكِّر الإيجابي اتخاذ القرارات أمراً سهلاً، ويمكنه وضع المقدار المناسب من التفكير في الموقف المطروح، ويميل المفكر الإيجابي أكثر إلى رؤية الفرص التي قد يفوِّتها الشخص "القلق".

شاهد بالفيديو: 16 أمراً يؤكد أهمية التفكير الإيجابي في حياتنا

طرائق التفكير الإيجابي:

1. التشجيع على الإيجابية في بداية اليوم:

قد تواجه في بعض الأحيان أمراً غير مرغوب فيه في الصباح، وإنَّ هذا الشيء غير المرغوب فيه قد يغرس الأفكار السيئة في ذهنك، وقد تحمل معك هذه الأفكار طوال اليوم؛ ونتيجةً لذلك، قد تستمر في التفكير السلبي طوال اليوم، فتشجيع الأفكار الإيجابية هو مفتاح النجاح في مثل هذا الموقف؛ حيث يجب أن تُجبر نفسك على تذكُّر أنَّ الأفكار السلبية ليست مفيدة، وسيساعدك ذلك على التمتع بيوم إيجابي.

2. التعلُّم من الإخفاقات:

إنَّ النجاح والفشل جزء من الحياة، فلا يوجد شخص ناجح لم يفشل في مكان ما، وإنَّ ما يميز الناجح عن الفاشل هو غالباً التعلُّم من الإخفاقات، وبعبارةٍ أخرى، يحقِّق الأشخاص الذين يُركِّزون على التعلُّم من الأخطاء النجاحَ، بينما لا يمكن للأشخاص الذين يشعرون بالإحباط ويتوقفون عن العمل بسبب الفشل تحقيق النجاح أبداً.

ومن ثم، فإنَّ مفتاح النجاح الخاص بك هو التعلُّم من إخفاقاتك؛ حيث ينبغي عليك تقييم عملك بعد الانتهاء منه، ومعرفة النقاط التي يبدو أنَّها تعوق تقدمك، وسيساعدك ذلك على وضع خطط مقنعة في المرة القادمة التي تحاول فيها إنجاز مهمَّة ما، ومن ثم ستحصل على نتائج إيجابية بسبب التفكير الصحيح.

إقرأ أيضاً: ملخص كتاب ما وراء التفكير الإيجابي للمؤلف روبرت أنتوني

3. تخيُّل النجاح ومسامحة نفسك:

لكي تكون ناجحاً، يجب أن تكون لديك خطة وعزيمة وأن تكونَ مفكراً إيجابياً، فتخيُّل النجاح هو أيضاً مفتاحٌ للنجاح، وعلاوةً على ذلك، قد يحفزك أيضاً على تحقيق أهدافك، ومن ثم، يجب أن تحاول تصوُّر ما الذي تريد تحقيقه في الحياة، ويجب أن تتخيل خارطة طريقك للنجاح، والصعوبات التي قد تواجهها في بحثك عنه.

قد تشعرُ ببعض الأسف حيال بعض الأمور الشخصية أو المهنية، ولكن قد تعوقك محاولة التغلب على هذا الشعور؛ لذلك يكون تعلُّمك مسامحة نفسك ونسيان ما حدث، هو الشيء المثالي للقيام به هنا، ففي مثل هذه المواقف، يجب أن تنفضَ الغبار عن نفسك وتتطلَّع إلى الأمام، ويجب أن تتقبَّل أخطاءك وتدرك أنَّ الجميع يرتكبون الأخطاء، وعندما تتغلب على مشاعر الندم، ستدرك أنَّ مسامحة نفسك هي الأمر الحاسم في نجاحك.

4. التركيز على الحاضر:

قد تكون لديك مخاوفٌ بشأن بعض أحداث الماضي أو المستقبل، وهذا يقودك إلى إيلاء التركيز المطلوب للحاضر، ويؤدي عدم الاهتمام بالحاضر إلى العديد من الأخطاء، والنتيجة هي أنَّك تجد نفسك عالقاً في التفكير في أخطاء الماضي والقلق بشأن المستقبل، وتُعَدُّ اللحظة الحالية أفضل لحظة للعيش فيها؛ حيث يساعدك التركيز على الحاضر على اتخاذ الخطوات الصحيحة في كل شيء، واتخاذ الخطوات الصحيحة هو مفتاح النجاح، وهذا ما تريده في النهاية.

5. اختيار الوسط الاجتماعي المناسب:

يجب عليك البقاء في الأوساط الاجتماعية ذات الطبيعة الإيجابية، فسوف تمنحك هذه الأوساط المشاعر الإيجابية التي تُعَدُّ ضرورية للنجاح؛ لذلك يجب أن تحاول تكوين صداقات مع أناس يفكرون بإيجابية، وعلاوةً على ذلك، يجب أن يكون لديك منتورز لمساعدتك على التعلُّم من أخطائك، ويجب أن يوضِّحوا لك الطريقة الصحيحة للقيام بأشياءٍ معينة.

كيف تؤثر الإيجابية في الدماغ؟

يمكن أن توسِّع الإيجابية عقلك بطرائق عدَّة؛ حيث يمكنك أن تحصل على عواطف إيجابية مختلفة مثل الفرح والحب والرضا، ومن الواضح أنَّك ستشعر بالمزيد من القوَّة عند تجربة هذه العواطف، يمنحك التفكير الإيجابي منظوراً مختلفاً عن العالم، ويفتح أمامك المزيد من الاحتمالات ويساعدك على اكتشاف مفتاحك للنجاح، ولا يمكنك أن تكون مبدعاً إذا كنت قلقاً، فهذا يحد من تفكيرك ويمنعك من التركيز على أهدافك، فيصبح الشيء الوحيد الذي يفعله عقلك هو القلق.

اقتباسات عن التفكير الإيجابي:

دُرِسَ موضوع التفكير الإيجابي من قِبَل العديد من الأشخاص، وفيما يلي بعض أفكارهم، فالتفكيرُ الإيجابي هامٌ جداً للجميع، ويمكن أن يُغيِّر الحياة للأفضل، قال ريتشارد باخ (Richard Bach) في روايته أوهام "Illusions": "إنَّ كل الناس الذين يظهرون في حياتك والأشياء التي تحصل، يأتون لأنَّك دعوتهم إليها، وإنَّ طريقة تعاملك معهم تعتمد على قرارك الخاص".

ويقول بريان تريسي (Brian Tracy) مؤلف كتاب "عاداتٌ تساوي المليون دولار Million Dollar Habits" إنَّ كل شخص يخلق عالمه الخاص من خلال أفكاره ومشاعره وعواطفه، ويضيف: "لا يبدأ عملنا بالكلمة أو بالحركة؛ بل بأفكارنا".

"إنَّ طاقة الفكر البشري ماديَّة تماماً، وطاقة الأفكار لا تنتهي في الدماغ البشري، فهي تنتشر في الفضاء وتتفاعل مع مجال الطاقة المحيط"، الكاتب الأمريكي فنسنت بيل Vincent Peale.

كتب جون غراي (John Gray) مؤلف كتاب "الرجال من المريخ، والنساء من الزهرة" في كتابه "كيف تحصل على ما تريد": "إنَّ سرَّ الحصول على ما تريد وحب ما تملكه، هو القدرة على أن تكون سعيداً، والقدرة على المحبة والثقة والهدوء بغض النظر عن الظروف الخارجية، فمن أجل العثور على السعادة، عليك إجراء تغييرات صغيرة ولكنَّها هامة في طريقة تفكيرك؛ حيث لا ينبغي إعطاء المركز الأول لتحقيق الازدهار المالي؛ بل للنجاح الشخصي".

إنَّ قوَّة التفكير هي أعظم قوَّة على الأرض، فنحن نحصل على ما نفكِّر فيه، من خلال إجراء عملية تفكيرٍ إيجابية؛ حيث يمكن أن ينمو الشخص إلى آفاقٍ لا تُصدَّق، وعلى العكس، وإذا كان العقل البشري موجهاً نحو السلبية، فعندها يمكن أن يسقط الشخص إلى حالة يرثى لها.

إقرأ أيضاً: عبارات لتعزيز التفكير الإيجابي داخلك

القوانين العالمية للتفكير الإيجابي:

  • يقول قانون الإيمان: "كل ما تؤمن به فعلاً سيصبح حقيقةً بالنسبة إليك".
  • يقول قانون التوقعات: "إنَّ كل ما تتوقعه بإيمان كامل سيتحقق"، بمعنى آخر، قد لا تحصل بالضرورة على ما تريد، ولكن تحصل على ما تتوقعه، وينبغي أن يُطوِّر الناس عادة التفكير الإيجابي لديهم، وعندها سوف يندهشون من تأثير ذلك فيهم وفي الناس من حولهم.
  • يقول قانون الجذب: "أنت مغنطيسٌ حي، فأنت دائماً تجتذب الأشخاص والأفكار والظروف التي تنسجم مع أفكارك الرئيسة"، ومن أهم العادات في هذا الصدد، عادة التفكير بإيجابية في حياتك والعالم من حولك.
  • قانون التوافق: "إنَّ عالمك الخارجي هو انعكاسٌ دقيقٌ لعالمك الداخلي"؛ وهذا يعني أنَّ الناس يحصلون على ما يفكرون فيه في معظم الأوقات.

المصدر




مقالات مرتبطة