إليك شيئاً هاماً يجب عليك معرفته فيما يتعلق بالفشل: إنَّ ما يستحق الاحتفال هو التعلم من الفشل، وليس الفشل بحد ذاته؛ إذ يبقى الفشل فشلاً إن لم نتعلم الدروس منه؛ وهو ليس مزحة، بل إنَّه أمر مكلف وغير مقبول أيضاً؛ والحقيقة هي أنَّ الأشخاص الذين يتجنبون الفشل يحرمون أنفسهم فرصة إعادة الاختراع والابتكار.
لابدَّ أننا جميعاً فشلنا في مرحلة ما من الحياة، لكنَّنا من اخترنا أن نبقى فاشلين أو أن نستفيد من الفشل.
شاهد بالفيديو: 6 نصائح للتخلص من مشاعر الخوف من الفشل
هل يمكن أن يدعم الإخفاق النجاح المستقبلي؟
نعم، وإليك 5 أسباب وراء ذلك:
1. الفشل هو أفضل معلم على الإطلاق:
"كلَّما زاد فشلك، زادت فرصتك في تحقيق النجاح"؛ لكن ما التعليل الكامن وراء هذه الحقيقة؟
يعلِّمنا الفشل دروساً في الحياة قد لا نتعلمها أبداً في أفضل جامعات العالم، ويساعدنا على تحديد أولوياتنا التي نتجاهلها عادة، ويمكِّننا من مواجهة مخاوفنا وميولنا بطريقةٍ ما كنَّا لنعرفها لو لم نفشل؛ فلو لم نفشل في الماضي، لما انتهزنا الفرص للتفكير واكتشاف دوافعنا الكامنة.
2. يجعلك الفشل قوياً وحكيماً:
المقصود هنا هو الحكمة والقوة التي تتحلّى بها عندما تشارك ما علَّمتك إياه الحياة، حيث تصبح الدروس جزءاً هاماً من رحلتك ونجاحك.
إنَّه أشبه بصناعة فيلم، حيث تخرج عن النص في أثناء تمثيل السيناريو، وتتدرب على ذلك؛ فكل بروفة هي فرصة لتتحسن؛ وبالمثل، فإنَّ كل نكسة هي فرصة لتنمية الشجاعة التي تمكنك من الاستفادة من الفشل للمضي قدماً.
3. يجعل الفشل قصتك مقنعة:
ينتج عن العقبات التي تواجهك أروع القصص على الإطلاق حول تغلبك على التحديات وتحقيق النجاح الذي تريده، حيث يترك هذا النوع من القصص تأثيره السحري ويزرع الأمل في نفوس الآخرين.
لن يكون التفكير في نهاية الحياة وإدراك أنَّك لم تفشل قط مثيراً للاهتمام، ومن المرجح أن تكون قصتك تصويراً لحياة متواضعة وغير جديرةٍ بالاهتمام؛ فدون فشل، لا يمكنك سرد قصص مقنعة أو تسجيل مآثر جديرة بالذكر.
4. يصقلك الفشل ويساهم في نضجك:
لا يفلُّ الحديد إلَّا الحديد، وهكذا هي تحديات الحياة.
يشير الفشل إلى ضرورة النمو؛ ذلك لأنَّه يصقلك ويشكلك لتصبح الشخصية الملائمة والقادرة على مجابهة قدرك؛ فلماذا لا تنظر إلى أبعد من مأزقك الحالي وتركز على الشخص الذي تحلم أن تكون عليه؟
5. يجعلك الفشل جديراً بتحقيق أهدافك:
تعني الاستفادة من الفشل أنَّك تؤمن بقدرتك على المضي قدماً رغم كل الإخفاقات، ويساعدك هذا القرار دائماً في إثبات جدارتك لتحقيق أهدافك، ولن يكون بإمكان الآخرين التأثير عليك بأحكامهم؛ ذلك لأنَّك أكثر حزماً والتزاماً برؤية أهدافك تتحقق بالفعل.
9 نصائح للاستفادة من الفشل:
يمكنك الاستفادة من الفشل لتعزيز نموك في أي جانب من جوانب حياتك، ونورد فيما يأتي 9 نصائح مثبتة للاستفادة من الفشل:
1. حدِّد التحديات المحتملة:
ابدأ تحديد العقبات الفعلية التي تقف بينك وبين تحقيق نجاحك؛ فعندما تفكر في نجاحك، تصبح السلبية تحدياً كبيراً عليك مواجهته.
اذكر جميع العوامل التي قد تسبب لك الفشل، واكتبها في يومياتك؛ وعندما تنتهي، سيكون لديك قائمة بالقيود التي يحتمل أن تحد من نجاحك.
الآن، فكر في هذه التحديات واحداً تلو الآخر، وجد أفضل الطرائق للتغلب عليها، وابدأ خطة عملك، وحطم قيودك واحداً تلو الآخر حتى تزيلها وتصل إلى المستوى التالي من نجاحك.
2. طور استراتيجية:
عندما يتكرر الفشل في أثناء مواصلة سعيك إلى تحقيق هدف ما، لا تستسلم لأفكار الانحطاط الذاتي، بل قيِّم وغيِّر استراتيجيتك؛ إذ ليس عليك تغيير أهدافك طالما أنَّها أهداف ذكية (SMART)، وكلُّ ما عليك تغييره هو نهجك الذي تتبعه لتحقيقها.
اكتشف ما ينقصك، وصمم نظاماً لتجنب الأخطاء المستقبلية، وابحث عن شريك لمحاسبتك أو مرشد تشاركه المدخلات والأفكار حول استراتيجيتك، والتزم بما لا يقل عن 10-15 ساعة لتنقيح استراتيجيتك، وأبق الأشخاص الإيجابيين حولك، وفكر تفكيراً إيجابياً.
3. ثقف نفسك:
سيكون من الرائع أن تتمكن من البحث عمَّا ينتظرك؛ لذا اكتشف إذا كان شخص ما قد مر بهذه التجربة، وتعلم منه.
أجرى توماس إديسون 1000 محاولة؛ فكيف تُراه تعامل مع الفشل؟ وما الذي فعله للتغلب على القلق والاكتئاب المصاحبين لذلك؟
جهز نفسك للتغلب على التحديات عندما تنشأ.
4. اطلب المشورة:
العزلة مقبرة النجاح؛ لذلك لا تعزل نفسك عن الأشخاص الذين يمكنهم مساعدتك، وتحدث عن ظروفك مع شخص ما مثل مرشد أو شريك مساءلة.
إذا ما أتيحت لك الفرصة لمقابلة "أبراهام لينكولن" (Abraham Lincoln) أو "توماس إديسون" (Thomas Edison)، فما الأسئلة التي ستوجهها لهما؟ ربَّما: كيف قاد لينكولن بلاده رغم مشكلاتها الداخلية خلال إحدى أهم اللحظات في تاريخ الولايات المتحدة؟ أو كيف استفاد أديسون من أخطائه حتى جعل حلم الإنسانية بالمصباح الكهربائي حقيقة؟
اطلب من معارفك أن يتكلموا عن القيود التي واجهوها والأخطاء التي ارتكبوها، واستفد من هذه التجارب كي تتعلم بسرعة أكبر، وسجِّل في دورات مصممة لمساعدتك على التغلب على العقبات.
5. فكر في أسبابك ورغباتك الخاصة:
قال أحدهم ذات مرة: "إذا كانت رغبتك كبيرة بما يكفي، أدركتَ طريقة تحقيقها"؛ لذا اقضِ بعض الوقت في كتابة أسبابك ورغباتك، والتفكير في دوافعك للتغلب على العقبات والوصول إلى المستوى التالي من النجاح؛ وفكر في الشعور والاحترام وأسلوب الحياة الجديد الذي تريده.
6. عش الحياة بلا ندم:
أسوأ سيناريو ممكن هو أن تعيش وتأسف لأنَّك لم تقدم أفضل ما لديك.
إنَّ متوسط العمر العالمي حالياً هو 72 عاماً، ممَّا يعني أنَّ أيامك في تناقص دائم؛ لذا أعطِ كل يوم قيمته، وارفض أن تعيش حياتك باستخفاف، واستغل وقتك استغلالاً فعالاً، وعش كل ثانية من حياتك بتأنٍ.
اسعَ إلى تحقيق أهدافك، وجازف بصورة مدروسة، واعلم أنَّ الأخطار تأتي مصحوبة باحتمال الفشل؛ لكنَّك لن تحقق نجاحاً دون المجازفة.
7. احتفل بمكاسب صغيرة:
يقرِّبك كل إنجاز مقدار خطوة واحدة من نجاحك؛ لذلك، وبينما تنتظر الوصول إلى هدفك النهائي، خصص وقتاً للاحتفال بتلك الانتصارات الصغيرة.
ربَّما أكملت قائمة المهام الأسبوعية؛ لذلك يمكنك تدليل نفسك من خلال زيارة السينما، أو حضور دروس يوغا، أو زيارة المنتجع الصحي؛ إذ يمكنك بهذه الطريقة أن تُولِّد الزخم للتغلب على العقبات التالية.
8. تعلَّم من كل يوم:
كل يوم هو فرصة للتعلم من مدرسة الحياة؛ لذا عش الحياة بكل تفاصيلها وستتعلم من الفشل باستمرار، وانفتح على الأحداث والتجارب لأنَّها تقدم لك فرصة التعلم.
أعظم معلم لك في الحياة هو "الفشل"؛ وكلَّما فشلت أكثر، قلَّ خوفك من الفشل في أثناء تجاوز عقباتك، وصرت أقوى وأكثر لياقة.
9. تقبَّل الواقع:
عندما تفشل، اعترف بذلك، واعترف أنَّه لا يمكنك القيام بشيءٍ حيال الفشل، وتقبَّل أنَّ الحياة يجب أن تستمر.
يساعدك هذا القبول على إحراز تقدم، ونيل الحرية التي تمكنك من معرفة الخطوة التالية التي عليك اتخاذها.
أفكار أخيرة:
أبق موقفك إيجابياً، واستبق العقبات دائماً، ولا تدع الحياة تقودك، وارفض أن تعيش حياتك بإهمال، واطلب المشورة من الأشخاص الذين تجاوزوا العقبات في الماضي، وتعلم من تجربتهم.
واصل التقدم، ولا تتوقف أبداً، واحتفل بكل إنجاز صغير، وافشل سريعاً كي تتعلم وتستفيد من فشلك.
أضف تعليقاً