تقول الدكتورة ليدجر وود في حديث على منصة تيد (TED Talk): "إنَّ رؤيتنا للعالم لها نزعة أساسية للاتجاه نحو السلبية"، وأكملت قائلةً: "يوجد الكثير من الأبحاث التي توضح بأنَّ كل ما يتوجَّب علينا فعله هو العمل بجد، لكي نتمكن من رؤية الجانب الإيجابي للأمور".
يركز فريق الأبحاث الخاص بالدكتورة ليدجر وود في أعماله على إيجاد الأدوات اللازمة للناس لتستطيع القيام بذلك.
لقد استطاعوا التوصل إلى أنَّ الأدوات التي نحتاجها لنصل الى التفكير الإيجابي وتحويل المواقف السلبية الى إيجابية هي بين يدينا. توضح الدكتورة ليدجر وود ذلك لنا قائلةً: "لعلَّ عقولنا مُبرمجةٌ على البحث عن المعلومات السلبية والتمسك بها، لكنَّه باستطاعتنا - مع بذل بعض الجهد - إعادة تدريب عقلنا؛ وبهذه الطريقة نستطيع أن نرى بأنَّ الكأس في الحقيقة ممتلئ أكثر مما كنَّا نظن".
نستعرض فيما يلي بعض الطرق التي تستطيع من خلالها إعادة تأطير فشلك، كما تساعدك على التخلص من السلبية والتركيز على الإيجابية:
1. تدرَّب على "عملية التَّأطير":
إنَّ تأثير التأطير (framing effect) هو مفهوم نفسي يتعلق بطريقة تأطير قصصك عندما تخبرها للآخرين. توضح الدكتورة ليدجر وود بأنَّ طريقة تذكرك لتجاربك الخاصة تغير طريقة رؤيتك لهم، كما تردف قائلةً: "توضِّح الكثير من أبحاث العلوم الاجتماعية بأنَّ طريقة وصف كأس ما للناس قد تسبب في تغيير ما يشعرون به تجاهه".
وتوضِّح قائلةً: "إن وصفت الكأس بأنه نصف ممتلئ، فهذا يدعى: "التأطير القائم على الكسب " (gain frame)، لأنَّك ركزت على ما اكتسبت منه؛ لكن إذا وصفت الكأس بأنَّه نصف فارغ، فإن هذا يدعى " خسارة في التأطير" (loss frame)، حيث توضح ليدجر وود بأنَّه عندما نستخدم أسلوب "التأطير القائم على الخسارة" في وصف تجربة ما للآخرين، فإنَّنا نبدأ برؤية التجربة بإيجابية. تقول الدكتورة ليدجر وود: "يتعلق هذا بالتدرب على التركيز على الإيجابية مشاركتها مع الآخرين".
شاهد بالفيديو: 10 طرق لجعل التفكير الإيجابي عادة من عاداتك
2. مارِس الامتنان:
إن عملية تأطير تجربة سيئة وهذا ليسَ بالأمر السَّهل. توضح الدكتورة ليدجر وود أنَّه عندما تكون منزعجاً من شيء ما، سيكون من المفيد التركيز على تجارب مختلفة كلياً تشعرك بشعور أفضل. بينما من السهل الافتراض بأن التنفيس عن مشاعرك السلبية سوف يساعدك على التَّخلُّص منها، لكن التركيز على شيء ما جيِّد - على الأقل - سوف يساعد عقلك على تغير اتجاه تفكيرك من السلبية نحو الإيجابية، والذي بدوره يعود بالفائدة أكثر عليك.
تنصحنا الدكتورة ليدجر وود بكتابة الأمور التي نشعر بالامتنان لوجودها في حياتنا، وإن كان هذا الأمر يبدو صعبا قليلاً، لكن يجب عليك العمل للحصول على النتائج. حيث تقول: يوضح بحث أجرته جامعة كاليفورنيا (U.C) أن الكتابة لبضعة دقائق يومياً عن الأشياء التي تشعر بالامتنان لوجودها، يمكنها تعزيز سعادتك وعافيتك بشكل كبير.
3. اسْتجِب بشكل غير متوقع:
تقول الدكتورة ليدجر وود بأن طريقة استجابتك في الوقت الراهن يمكن أن تُحدِث تغييراً كبيراً، حيث تقول: "ماذا لو سامحت شخصاً صبَّ جام غضبه عليك؟" أو "ماذا لو واجهت نادلة غاضبة، وكان ردك ترك إكرامية كبيرة لها؟" توضح الدكتورة ليدجر وود بأنه عند الاستجابة بشكل غير متوقع فإننا نعطي أنفسنا الفرصة لإعادة التأطير، وبذلك يمكننا إيقاف عقلنا من الغرق في السلبية ونشرها.
تقول الدكتورة ليدجر وود: "يمكن أن يبقى تعليق سلبي واحد مع شخص ما طوال اليوم، والذي بدوره يتضاعف في العقل، وطريقة استجابتنا لشيء ما تحدد طريقة رؤية العقل للتجربة وطريقة استرجاعها لاحقاً".
أضف تعليقاً