5 تمرينات تساعد على تدفق الأفكار الإبداعية

يظنُّ معظم الناس أنَّه من المستحيل أن تجعل نفسك أكثر إبداعاً؛ إذ يبدو أنَّ العباقرة المبدعين الذين نعرفهم أظهروا جميعهم قدراً كبيراً من الإمكانات منذ صغرهم، وإضافة إلى ذلك لدينا جميعاً أصدقاء موهوبون "فطرياً" في الرسم أو الموسيقى أو الترميز.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذٌ عن الكاتب "إريك جاكسون" (ERIC JACKSON)، ويُخبرنا فيه عن تجربته في ممارسة بعض التمرينات التي تساعد على تدفُّق الأفكار الإبداعية.

لكنَّ فكرة أنَّ الإبداع هو شيء ينشأ معنا منذ الولادة هي مجرد فكرة خاطئة، وبالتأكيد ثمَّة أشخاص يتمتعون بمستوى أعلى من الإبداع من غيرهم في مجالات محددة؛ لكنَّ الإبداع دائماً ما يكون نتيجة العمل الجاد والممارسة المتعمدة، وليس فقط مجرد مصادفة.

إذا كنت مسؤولاً إعلانياً فمن المحتمل أنَّك لست مهتماً بمحاولة أن تصبح موسيقاراً عظيماً؛ لكنَّك بالتأكيد مهتم بإيجاد طرائق لتعزيز تفكير إبداعي أكثر مرونة، سواء في نفسك أم في فريقك، ولحسن حظك توجد عدة طرائق لتعزيز التفكير الإبداعي، وهي سهلة وبسيطة وعادة ما تكون مجانية، وكل ما عليك فعله هو تجربتها.

إليك فيما يأتي أفضل 5 تمرينات لزيادة تدفق الأفكار الإبداعية:

1. الخروج في نزهة:

يُعَدُّ هذا التمرين من التمرينات التقليدية لتعزيز الإبداع؛ لكنَّه في الحقيقة تمرين فعال جداً؛ فبالنسبة إلى المبتدئين يقلل الخروج في نزهة كثيراً من القلق على الأمد القصير، ويجد معظم الناس أنَّ قدرتهم على التفكير مشوشة باستمرار بسبب قائمة مهامهم المتزايدة، أو تراكم رسائل البريد الإلكتروني، أو رنين الهاتف المستمر؛ لذلك يساعد المشي السريع على التخلص من مصادر التوتر هذه ويسمح لك بالتركيز على المهمة التي تقوم بها.

لكنَّ المشي له تأثير أقوى بكثير في الإبداع؛ فقد وجدت دراسة أجراها علماء النفس في جامعة ستانفورد (Stanford) أنَّ المشي أسهم مباشرة في زيادة التفكير الإبداعي، والأمر المثير للاهتمام هو أنَّ المشي نفسه - وليس فقط الوجود في الخارج - هو ما يعزز الإلهام.

قدَّم المشاركون في الدراسة الذين كانوا إمَّا يمشون وقتها أو انتهوا من المشي قبل وقت وجيز أداء أفضل بكثير في إنشاء مقارنات جديدة من أولئك الذين كانوا يجلسون فقط في نفس البيئة، ومع ذلك يبدو أنَّ المشي في الخارج ينتج عنه تحسن أكبر لدى جميع المجموعات التي اختبروها.

إقرأ أيضاً: كيف تصبح ماكينة لتوليد الأفكار؟

2. إبقاء يديك مشغولتين:

ثمة سبب يجعل كثيراً من الأشخاص الناجحين يحتفظون بالألعاب والألغاز على مكاتبهم؛ فعندما تواجه مشكلة صعبة وتفقد القدرة على إيجاد الحل؛ فإنَّ القيام بشيء ما بيديك غالباً ما يكون فكرة جيدة.

السبب الأكثر وضوحاً وراء نجاح هذا هو الإلهاء؛ فمن الصعب حقاً أن تنسحب من مواجهة مشكلة صعبة، ولكن عندما تشغل نفسك أو يديك بشيء ما فأنت لا تريد أن تلقي بنفسك في شيء مرهق عقلياً تماماً؛ لكنَّك فقط بحاجة إلى شيء مخدر نسبياً وبسيط للسماح لعقلك بالتعافي، ومع ذلك يوجد سبب أقوى يجعل من إبقاء يديك مشغولتين في أمرٍ ما عاملاً مساعداً في الإبداع، فتكتسب فكرة الإدراك المتجسد شهرة في علم النفس (على الرَّغم من أنَّها بعيدة كل البعد عن كونها فكرة جديدة).

الفكرة الأساسية هي أنَّنا لا نفكر فقط بأذهاننا؛ بل أيضاً بأيدينا، فتتجسد عملياتنا المعرفية في حركاتنا الجسدية، وخلاف ذلك صحيح؛ فالقيام بشيء معقد بيديك مثل اللعب بمكعب روبيك، أو الضغط على كرة، أو العبث بالنرد يثير أجزاء مختلفة من عقلك وقد يغير طريقة تفكيرك على نحو فعال.

شاهد بالفيديو: 8 طرق للتفكير خارج الصندوق

3. الاستماع للموسيقى:

من بين جميع الطرائق التي تساعد على تدفق الأفكار الإبداعية، ربما يكون الاستماع إلى الموسيقى هو الأكثر فاعلية، فقد استخدم الفنانون الموسيقى أداةً ملهمة منذ فجر التاريخ، ومع ذلك فهي ليست مجرد خرافة أو شيء مجازي؛ فالاستماع إلى الموسيقى يفتح بالفعل مسارات مختلفة في الدماغ، ويسمح بتفكير إبداعي أكثر مرونة.

كما يوضح هذا المقال يمكن أن يكون للتدريب الموسيقي تأثير عميق في البنية الفيزيائية للدماغ؛ وبصورة أكثر تحديداً كان لدى الشباب الذين خضعوا للتدريب الموسيقي روابط أقوى بين نصفي الدماغ الأيمن والأيسر من الأشخاص الذين لم يفعلوا ذلك؛ ولطالما عرفنا أنَّ الإبداع يولد عندما نربط المفهومات المنتشرة بطرائق جديدة، إذ إنَّ وجود روابط أفضل بين الجانبين التحليلي والإبداعي للدماغ يمكن أن يجعلك شخصاً أكثر إبداعاً.

4. رمي كرة ذهاباً وإياباً:

يقدم هذا التمرين بالفعل تأثيراً ساحراً؛ فيوجد سبب يجعل الشركات التي تخصص وقتاً لموظفيها يستمتعون فيه بالراحة والاسترخاء تعتمد على تمرين رمي الكرة من شخص لآخر بهدف كسر الجمود والروتين؛ إذ يثير رمي الكرة شعوراً بالصداقة الحميمة، ويجعل الناس يشعرون بمزيد من الترابط، ويصرف انتباهك عن كل شيء آخر حتى لو كنت عالقاً بحل مشكلة صعبة لثلاث ساعات، وغالباً ما يتيح لك الحصول على استراحة بسيطة ومذهلة نسبياً من مشكلة ما العودة لمواجهة مشكلاتك من زاوية مختلفة تماماً، كما سيؤدي أخذ هذه الاستراحة مع أشخاص آخرين إلى تحسين حالتك المزاجية، فضلاً عن إنشاء نوع البيئة التي يمكن أن يتعزز فيها التعاون حقاً، وعلى أقل تقدير ستُبقي يديك مشغولتين، الأمر الذي قد قلنا إنَّه طريقة رائعة لتعزيز التفكير الإبداعي.

إقرأ أيضاً: 6 عقبات تقف في طريق التفكير الإبداعي

5. كتابة قصيدة:

قد ينتقد كثير منكم هذا التمرين؛ لكنَّ الكتابة عن يومك بطريقة مجردة وصعبة يمكن أن تضعك حقاً في عقلية أكثر إبداعاً؛ لذا حاول كتابة قصيدة بسيطة عن شيء سهل مثل يومك، أو وظيفتك، أو عن عشائك الليلة الماضية، فلا يهم الموضوع؛ بل أن تفكر في هذه الأشياء العادية بطريقة مجردة وجديدة، فقد تكون قصيدة بسيطة هي الشرارة التي تحتاجها لحل المشكلة التي كنت تعمل عليها لأيام.




مقالات مرتبطة