لذا سنقدِّم لك خمس حيل مدعمة علمياً والتي يحتاج فعلها إلى خمس دقائق أو أقل، إلا أنَّها تعود عليك بالفائدة طوال اليوم.
1. تنفيذ أصعب مهمة لديك:
لوريتا غراتسيانو برونينغ (Loretta Graziano Breuning)، مؤسِّسة "إنير مامول" (Inner Mammal Institute) ومؤلِّفة كتاب "عادات العقل السعيد" (Habits of a Happy Brain)، تؤمن بقدرة البشر على إعادة تنظيم أدمغتهم، وذلك من خلال امتلاكنا مواد كيماوية معينة ترتبط بالسعادة موروثة عن الثدييات السابقة، وتوظيف هذه المعرفة في تطوير العادات التي تنشط عمل هذه المواد.
إحدى هذه المواد هي هرمون الدوبامين، والذي تصفه برونينغ بأنَه "الشعور بالإنجاز"، إذ يمكنك تنشيطه من خلال أداء المهمة الأصعب في اليوم، وفي وقت مبكرٍ من اليوم.
ألديك بريداً إلكترونياً كنت تؤجل قراءته؟ أو تحدٍ صعب معين متعلق برعاية طفلك؟ أو موعداً نهائياً عليك الالتزام به؟ أو محادثةً حساسةً تتجنب خوضها؟ ابدأ بمعالجتها أولاً، وإذا كانت المهمة التي تتولى القيام بها لا يمكن إنجازها خلال خمس دقائق أو أقل، جزِّئها إلى مهام أصغر، ومن ثم ابدأ بواحدة منها.
أخيراً، يكمن الهدف في "التركيز على هدف محدد"، كما تقول برونينغ، وأن تحتفل بنفسك عند بلوغك هذا الهدف، وقد يبدو إنجاز مهمة صعبة بغية الشعور بالسعادة أمراً غير متوقع، إلا أنَّ تحفيز الدوبامين في دماغك يمكن أن يساعدك على الحفاظ على نشاطك والشعور بالفخر بنفسك طوال اليوم.
2. أخذ عشرة أنفاسٍ عميقة:
في دراسة أُجريت خلال شهر تشرين الأول من قِبل فريق من باحثي مركز "هيلثي مايندز" في جامعة ويسكونسن-ماديسون (University of Wisconsin-Madison’s Center for Healthy Minds)، توصَّل الخبيرون إلى الأركان الأربعة، والتي هي بحسب اعتقادهم أساسية لتحقيق السلامة العقلية: الوعي والتواصل والتبصر والغاية، ويبدو كلاً مما سبق صعباً للغاية، إلا أنَّه يمكن تجزئة هذه الأركان إلى عادات يومية بسيطة، والتي تمرِّن العقل مع مرور الزمن.
عندما يتعلق الأمر بالوعي، يقترح الباحثون ممارسة واحداً من أبسط التمرينات التي يمكن تجربتها وهو مجرد التنفس؛ أغلق عينيك وركز على فعل أخذ عشرة أنفاس، أو اتبع تقنية 4-7-8 في التنفس، أو تقنية التنفس العميق، أو أي نمط من مئات أنماط التنفس، عليك فقط إيجاد طريقة أو طريقتين تشعر بأنَّها جيدةً بالنسبة إليك كي تلتزم بها حقاً.
بالنتيجة، تُبيِّن الأبحاث بالفعل مدى قدرة تأمُّل اليقظة الذهنية على المساعدة على التخفيف من مشاعر القلق والتوتر معاً في آنٍ واحد وعلى الأمد الطويل، إلا أنَّ الخبر الجيد أنَّك لا تحتاج إلى قضاء وقتٍ طويل من يومك في القيام بذلك.
شاهد بالفيديو: 7 خطوات توصلك إلى السعادة
3. الاستماع لأغنية مُبهِجة:
عندما تكون مرهقاً أو تشعر بالإحباط، شغِّل أغنية ذات إيقاع حماسي؛ حيث تُظهِر الأبحاث أنَّ الاستماع لموسيقى مُبهِجة ينسجم مع اليقظة الذهنية.
على سبيل المثال: بيَّنت دراسة أُجريت على كبار السن المصابين بالزهايمر عام 2016 أنَّ سماعهم للموسيقى أدى إلى تعزيز شعورهم بالراحة وتحسين مزاجهم وتخفيف إحساسهم بالتوتر، ومن جهة أخرى، بيَّنت الدراسات أيضاً أنَّ الغناء للأطفال في وحدة العناية المركزية لحديثي الولادة تساعد على إبقائهم "متنبهين بشكلٍ هادئ" وتخفف من توتر الأهل.
ستحصل على فائدة إضافية في حال رقصت أو حركت جسدك مع الموسيقى، الأمر الذي يساعد على رفع مستويات طاقتك بشكل أكبر، خلال تخلصك من التوتر.
4. التركيز على الناس الذين يساندونك:
بحسب برونينغ، المادة الكيماوية الأساسية الأخرى المرتبطة بالسعادة هي هرمون الأوكسيتوسين، والتي يميل الناس إلى الاعتقاد بأنَّها هرمون الحب، إلا أنَّه وعلى الرغم من ذلك، تجد برونينغ أنَّها ترتبط أكثر بمشاعر الثقة، وتقترح برونينغ التفكير في الناس الذين تثق بهم لتنشيط الأوكسيتوسين تنشيطاً سريعاً، واسأل نفسك: "إذا كنتُ بحاجة إلى الدعم، فمن سيقف إلى جانبي؟".
من الممكن أن تتوجه إلى التواصل مع شخصٍ ما بإرسال رسالةٍ سريعة، أو عن طريق مكالمته هاتفياً، أو إذا كنتم في المنزل معاً، بمنحه عناقاً سريعاً، وهذه اللحظات البسيطة من التواصل الاجتماعي مع شخصٍ تكنُّ له المحبة والإعجاب هي لحظات عظيمة من شأنها أن تعزز السعادة.
ولكن مجرد التفكير بمَن هم إلى جانبك قد يكون كافياً، كما تقول برونينغ، الأمر الذي يحفز دماغك على تنشيط الأوكسيتوسين، مما يساعدك على الإحساس بالأمان.
5. فعل أمرٍ لطيفٍ لأحدهم أو التفكير بأفكار لطيفة:
تُظهر الأبحاث أنَّ اللفتات اليومية اللطيفة هي طريقة بسيطة لتعزيز السعادة، وليس من الضروري أن تكون أموراً كبيرة؛ بل ما يهم هو كونك مقتنعاً بها.
"عموماً ضع هدفاً نصب عينيك لتكون أكثر لطفاً مع الآخرين"، وذلك كما يقترح خبيرو مؤسسة "مايو كلينيك" (Mayo Clinic).
عبِّر بصدق عن لطفك تجاه زميلٍ لك بالعمل، أو ابذل جهداً للترحيب بجارك باستخدام كلماتٍ لطيفة، أو أوقف المصعد لشخصٍ ما، أو خصص وقتاً لمساعدة شخص تحبه.
يفهم الخبيرون أيضاً أنَّ قضاء بعض الوقت ببساطة في تعزيز الإحساس باللطف تجاه شخص ما، سواء أكان ذلك الشخص على علمٍ بذلك أم لا، يمكن أن يكون فعالاً على حد سواء على الأقل من ناحية تعزيز السعادة.
يقترح مركز "هيلثي مايندز" أن تفكر في الأمور التي تعجبك في ذلك الشخص، ومن ثم تتذكر المواقف التي أظهر فيها تلك الميزات، وتتخيل أنَّك تعبِّر عن تقديرك، ويمكنك بعدها أن تقوم بذلك مع أشخاصٍ لست على معرفةٍ جيدة بهم وصولاً حتى إلى الأشخاص الذين تجد صعوبة في التعبير لهم عن تقديرك.
من خلال قضاء بعض الوقت في بث الأفكار السعيدة في نفوس الآخرين، ستحظى بقليلٍ من الفرح في حياتك.
أضف تعليقاً