نعتقد في بعض الأحيان أنَّ جيناتنا هي التي تكوننا؛ ومع ذلك، هذه ليست الحقيقة بالكامل، فغالباً ما نكون منشغلين جداً بالوضع الراهن لدرجة أنَّنا ننسى حقيقة امتلاكنا القدرة كي نصبح الشخص الذي نريد.
إن كانت السعادة هي ما تسعى إليه، فاعلم أنَّه من خلال تدريب عقلك، يمكنك برمجته لإسعاد نفسك؛ ولنكن صريحين، من منَّا لا يبحث عن السعادة؟
إليك كيفية البدء بغرس الأفكار السعيدة في عقلك:
1. حدد سعادتك بنفسك:
يتعلق هذا بنوع الأفكار التي تخلقها؛ حيث تجعلك الأفكار الإيجابية سعيداً، بينما تجعلك الأفكار السلبية تعيساً؛ فعلى سبيل المثال:
- "أنا سمين جداً": فكرة سلبية تُشعِرك بالعجز.
- "لن أحقق هذا أبداً": فكرة سلبية أخرى.
- "أحب قضاء الوقت مع زوجتي": فكرة إيجابية تجلب لك مشاعر طيبة.
- "دعونا نذهب في إجازة": هذه عبارة حماسية، فالسعادة واضحة فيها.
ها قد فهمت هذه الفكرة، فكيف يمكنك خلق مزيد من الأفكار الإيجابية بحيث تصبح أكثر سعادة؟
2. درِّب دماغك على التفكير بأفكار سعيدة:
من خلال تدريب عقلك على التفكير بشكل إيجابي أكثر من التفكير السلبي، تصبح أكثر سعادة؛ فعلى سبيل المثال: هل لاحظت كيف يشعر بعض الناس بالسوء تجاه أنفسهم عندما يتعرضون إلى الانتقاد، بينما هناك آخرون لا يبالون بذلك؟
ما لا يعرفه معظم الناس أنَّ رد فعلك على النقد هو "عادة تفكير" ليس إلَّا؛ ففي حين يأخذ بعض الناس الأمر على محمل شخصي ويشعرون بالحزن، تجد بعضهم الآخر لا يبالي ويبقى سعيداً رغم ذلك.
لا يتعلق الأمر بتوجيه الانتقاد وحسب، بل بكل شيء؛ كيفية التجاوب مع المجاملات، أو التعامل مع ما يغضبك، أو التصرف عندما تشعر بالتهديد أو عندما تُستغَل.
من خلال الاختيار الفعال لأفكار مختلفة، يمكنك تعزيز عادة التفكير الإيجابي وتثبيط عادة التفكير السلبي؛ لكن من ناحية أخرى، إذا واجهتك ظروف سلبية حقاً، لا يجدر بك إنكار الحقيقة وإخفاء مشاعر الحزن خلف ستار كاذب.
3. اجعل أفكارك إيجابية كما تجعلها واقعية:
يعتبر بعض الناس "التفكير الإيجابي" وكأنَّه نظرة وردية للواقع ليس إلَّا؛ فمثلاً: عندما تقول: "أنا غير رشيق"، تعدُّ هذه فكرة سلبية تجلب مشاعر سيئة؛ أمَّا عندما تقول: "أنا لست رشيقاً؛ ولكنَّني أمارس الرياضة الآن، وأزداد رشاقة كل يوم"، تكون قد بدأت بفكرة سلبية، ثمَّ حولتها إلى فكرة إيجابية؛ والنتيجة أنَّك تقترب خطوة من السعادة.
كما ترى، إنَّ كلمة "لكن" لها مفعول سحري؛ فهي تبقي أفكارك واقعية، وتُشعِرك في الوقت نفسه بالسعادة.
شاهد بالفيديو: 12 عبارة لتنمية التفكير الإيجابي داخلك
4. أضف كلمة "لكن" لتنتقل من التعاسة إلى السعادة:
إذا كان بإمكانك إضافة كلمة "لكن" إلى كل فكرة سلبية تنتابك، ستتمكن من تحويل كل الأفكار السلبية إلى أفكار إيجابية، وتتمكن بالنتيجة من تحويل كل تعاستك إلى سعادة؛ وإليك بعض الأمثلة:
- يمكن لـ: "أشعر أنَّني لن أفقد وزني أبداً" أن تصبح: "أشعر أنَّني لن أفقد وزني أبداً، لكنَّني أعرف أنَّ هناك أشخاصاً آخرين كانوا مثلي تماماً وحققوا هذا الهدف فعلاً".
- يمكن لـ: "لن أجد الحب أبداً" أن تصبح: "لن أجد الحب أبداً إذا بقيت في المنزل كما أفعل الآن؛ ولكن إذا خرجت أكثر، فقد تتغير حظوظي".
- يمكن لـ: "لن أتمكن من سداد هذا الدين أبداً" أن تصبح: "لن أتمكن من سداد هذا الدين أبداً، ولكن يمكنني سداد جزء منه إذا بدأت إدخار المال كل شهر".
إذاً لهذه الكلمة تأثير رهيب كالسحر.
5. تدرَّب على إضافة "لكن" لتحصل على نتائج أفضل:
ستحتاج في البداية إلى التدرُّب، حيث لا يمكنك إضافة "لكن" إلى أفكارك السلبية بشكل طبيعي عندما تجرب ذلك للمرة الأولى؛ بيد أنَّك كلَّما استمريت بفعل ذلك، خلق عقلك مسارات عصبية تبني عادة التفكير هذه تلقائياً في كل مرة تفكر فيها بشكل سلبي.
ستعمل تقنية "لكن" هذه حرفياً على تغيير هيكلية دماغك ورفع مستوى سعادتك بشكل كبير؛ ونعم، يمكن أن تكون سعيداً بهذه السهولة.
6. توقف عن تقديم تأكيدات ذاتية لا طائل منها:
يحاول الكثير من الناس القفز من الفكرة التعيسة إلى الفكرة السعيدة مباشرة؛ لذا بدلاً من التفكير في: "أنا غير رشيق أبداً، لكنَّني أمارس الرياضة الآن، وأصبح أكثر لياقة كل يوم"، يفكرون بطريقة: "أنا رشيق" فحسب؛ أي يقفزون مباشرة من "أنا غير رشيق" إلى "أنا رشيق"، وينتقلون من الفكرة السلبية إلى الإيجابية دون أي مبررات أو تغييرات.
تكمن المشكلة في أنَّ هذه التأكيدات و"الأفكار السعيدة" ليست سعيدة في الحقيقة، بل هي تجعلك تعيساً كونك ببساطة لا تصدقها؛ فإذا كنت تعتقد أنَّك غير رشيق، فلا يمكنك أن توهم نفسك بذلك أبداً؛ لكن، يمكنك أن تصدق أنَّه يمكنك بناء لياقتك.
هذا هو السبب في أنَّ تقنية "لكن" تعمل بشكل رائع، تماماً مثل تقنية "ماذا لو" (التفكير في الاحتمالات)؛ فهي تنطلق من وضعك الحالي وتتقبله، وتظهر لك طرائق لتحقيق ما تصبو إليه.
حدد تفكيرك السلبي، واعلم أنَّ بإمكانك تحويله إلى فكرة إيجابية من خلال اتباع عقلية إيجابية وواقعية والتدرب عليها؛ فأنت صاحب القرار هنا؛ لذا باشر منذ اليوم، ودرِّب دماغك على أن يكون سعيداً.
أضف تعليقاً