ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن المدوِّنة "ميغان ستاربك" (Megan Starbuck)، وتُقدِّم لنا فيه 5 أشياء تغيِّر رأينا بشأن الزواج.
فقد أحببتُ النظر إليه بالطريقة الأولى أكثر، لكنَّ رؤية زواج والديَّ وطلاقهما منعتني من تصديق الكذبة القائلة إنَّ الزواج سيرضيني تماماً، ويجلب لي السعادة طوال الوقت؛ لذلك اخترتُ أن أصدِّق عكس هذا الكلام، وكنت أقول لنفسي دائماً إنَّ الزواج السعيد غير واقعي وغير حقيقي، ولقد حاولت إقناع نفسي ببعض الأكاذيب مثل أنَّ الزواج مخيف جداً، ويجعل الناس بائسين، ولا يستحق العناء.
لطالما أصابتني الدهشة من عدد الأشخاص الذين يختارون الزواج على الرَّغم من رؤيتهم لزيجات مروِّعة، ومعرفتهم بمعدَّلات الطلاق، ومع أنَّهم يعيشون في ثقافةٍ تحطُّ من قيمة الزواج دائماً.
لقد أردت أن أصدِّق أنَّه من الممكن أن يكون الزواج مُذهلاً، وأنَّه يُضيف قيمةً إلى حياتي وإلى العالم أيضاً، وأردت أن أصدِّق أنَّني يمكن أن أشعر بالسعادة عندما أتزوج بقدر ما شعرت عندما كنت عزباء.
بعد أن أنجزتُ اثنين من الأهداف التي لم أكن متأكدةً من إمكانية تحقيقها سابقاً في حياتي، تعلَّمتُ كثيراً عن قوة تغيير الرأي، وأول شيء تعلَّمته أنَّه من الممكن تغيير كثير من الأشياء التي لم أفكِّر حتى في السؤال عنها؛ لذلك شرعت في معرفة ما إذا كان في إمكاني تغيير رأيي بشأن الزواج.
إليك 5 أشياء غيَّرت رأيي بشأن الزواج:
1. وهم التردد:
لقد تعلَّمت منذ فترة أن ألعب لعبة لوحية تدعى "كاتان" (Catan)، وبعد أن تعلَّمتها بدأتُ أُلاحظها في كل مكان، وبدأت أسمع أشخاصاً آخرين يتحدَّثون عنها أيضاً، فقبل أن أتعلَّمها كنت أتجاهل أي حديث عنها لأنَّني لم أكن أعرفها، ولم يكن الأمر هاماً بالنسبة إليَّ، وهذا هو ما يُدعى وهم التردد. الأمر مماثل بالنسبة إلى الزواج، فقد علمتُ عن الجانب السيِّئ منه في سنٍّ مبكِّرة، ومنذ ذلك الحين كنتُ مدركةً تماماً صفاته السلبية، وهذا ما تمسَّكت به.
لقد كنت أفكِّر دائماً في مدى فظاعة الزواج، لكن بمجرد أن قرَّرت أن أمنحه فرصة، بدأت أُلاحظ الزيجات الجيدة في كل مكان. كنت قد رأيتهم سابقاً ولكنَّني تجاهلتهم، وكما هو الحال عند شرائك لسيارة من علامة تجارية معيَّنة؛ إذ ستبدأ في ملاحظة السيارات التي من نفس هذه العلامة طوال الوقت مع أنَّك لم تهتم بها سابقاً.
لذا إنَّ أول شيء ساعدني على التوقف عن تصديق الكذبة القائلة بعدم وجود زيجات صحية هو الانتباه لها، وأن أكون متفتحة الذهن بما يكفي للاعتقاد بأنَّها قد تكون موجودة فعلاً.
2. طرح الأسئلة:
عندما اعترفتُ أنَّه من المُمكن أن يستمتع بعض الناس بالزواج، بدأتُ أسألهم عمَّا يعجبهم فيه، ولقد توقفت عن الافتراض بأنَّ كل شيء كان سيئاً، حتى الأشخاص الذين تمتعوا بزيجات جيدة كانوا من الممكن أن يخبروك بأشياء سيئة عنه، لكنَّ الأمر الأساسي هو أنَّهم كانوا يرون الجانب الجيد منه أيضاً.
لقد أردت معرفة سبب اعتقادهم بأنَّ الزواج يستحق العناء، وعندما طرحت السؤال الصحيح واخترت التركيز على الأشياء الجيدة في الزواج، عرفت ما هي الأشياء الصغيرة التي تجعل الزواج يستحق المخاطرة، وعرفت الأمور التي تبقي الأزواج معاً على الرَّغم من الأوقات الصعبة.
فعندما رأيت عدد الأشخاص العاديين الذين يحبون الأشياء الصغيرة المتعلقة بالزواج والذين لم يكن لديهم أسرار عظيمة أو أشياء تميِّزهم عن الآخرين، كان من الأسهل أن أكفَّ عن الشعور بالخوف من أنَّني لن أكون جيدةً أو محظوظةً بما يكفي للحصول على زواج جيد.
شاهد بالفديو: 7 أشياء أتمنى لو أنَّني عرفتُها قبل الزواج
3. العثور على شريك مناسب:
هذا الأمر هو الأكثر صعوبة في التنفيذ والأصعب في الوصف أيضاً، فقد تعرف شخصاً معيناً حظي بعلاقة مروِّعة مع شخص ما، لكن بعد ذلك حظي بعلاقة رائعة مع شخص آخر؛ لذلك أريد أن أوضح شيئين، وهما:
- لا أظنُّ أنَّه يوجد شخص واحد يكون ملائماً لكل شخص على هذا الكوكب، لكن ثمَّة بعض العلاقات التي تنجح طبيعياً بصورة أفضل من غيرها.
- أنا لا أقول إنَّ الشريك المناسب هو شخص مثالي ولن يواجه الصعوبات أو الضغوطات، ولا أقول إنَّه يجب أن تحصل على الطلاق لأنَّك تزوجت شخصاً غير مناسب.
لكن بالنسبة إلى أولئك الذين لم يتزوجوا بعد، فثمَّة بعض الطرائق لمعرفة ما إذا وجدت شخصاً مناسباً لك، ولمعرفة الشخص غير المناسب، فإذا شعرت بأنَّك يجب أن تكون حذراً بشأن كلامك أو تصرفاتك؛ أي لا يمكنك قول أو فعل الشيء "غير الصحيح" في رأيه أبداً، فهذه إشارة خطر، وغالباً ما تدل على مشكلات أخرى تمثِّل إشارات خطر كبيرة، لكن قد يكون اكتشافها أكثر صعوبة.
مع ذلك، إذا وجدت أنَّك تحاول التنازل في العلاقة والتفكير في أسباب عدم نجاحها من أجل إثبات أنَّك حقاً تريد أن تكون مع شريكك، فهذه طريقة شائعة جداً يعرفها الأزواج لمعرفة ما إذا كان شريكهم هو الشخص الذي سيتزوجونه أم لا.
بعد أن تزوجتُ، أصبح في إمكاني إعادة التفكير في تلك اللحظات، وأشعر بالاطمئنان لأنَّني تزوجت من رجل صالح، وأنَّ صراعاتنا مؤقتة وتعود إلى الظروف وليس لكونه شخصاً مريعاً، لقد منعني تذكُّر هذا الأمر من الخوف من أن يسوء زواجنا فجأة في يوم من الأيام، وساعدني لقاء زوجي على تصديق أنَّه يمكنني الحصول على زواج جيد، وأنَّ الزواج ليس مجرد تجربة ينجح فيها نادراً بعض الناس المحظوظين.
4. التوقف عن المقارنة:
عندما كنت أفكِّر في الأشخاص الذين لم يخافوا من الزواج تساءلت عمَّا إذا كان خوفي غير منطقي، فكان خوفي من الزواج بعد طلاق والدي منطقي بالنسبة إليَّ، لكن حتى أشقائي الأربعة كانوا يرغبون في الزواج، فلقد بدأت أفكِّر في الأشياء التي أحبها والتي يخاف منها الآخرون، كالسباحة والطيران والسفر، وكان لدي كثير من الذكريات الرائعة المتعلقة بالسباحة، وكان من الصعب بالنسبة إليَّ أن أتخيَّل شخصاً يخاف منها، فعندما كنت أقابل شخصاً كنت أرغب دائماً في أن أوضِّح له كم أنَّها رائعة؛ إذ يوجد مخاطر حقيقية متعلِّقة بها، لكن بسبب إتقاني للسباحة، ولأنَّني قد تعلَّمت احتياطات السلامة، لم أقضِ وقتي في القلق بشأن تلك المخاطر، وحينها أدركت أنَّه يمكنني التعرف إلى الزواج، وهذا لا يعني أنَّه لا يمكن أن يحدث شيء يضر بزواجي، لكن هذا يعني أنَّه ليس من المرجَّح أن يحدث ذلك.
لقد ساعدتني هذه المقارنة على تذكُّر أنَّ القلق لن يفيدني، فمن الممكن أن تمنعني من بعض المخاطر، لكنَّ عدم الزواج لا يعني أنَّني لن أواجه خطراً أبداً، فقد يبعدني الخوف عن الخطر، لكنَّه قد يبعدني أيضاً عن شيء هام أو ممتع.
5. تذكُّر أنَّ الزواج ليس مرتبطاً بك فحسب:
بعد أن حظيت بزواجٍ سعيدٍ، كان ما يزال ينتابني شعور بالخوف من أنَّ زواجي سينهار يوماً ما وأصبح بائسةً، ويمكن أن يكون هذا الخوف نبوءة تحقِّق ذاتها، ممَّا يسبِّب الشكوك والقلق الذي من شأنه أن يضرَّ بالعلاقة.
إنَّ الشيء الوحيد الذي ساعدني على الاستمرار في التغلب على هذا الخوف هو أن أتذكَّر أنَّني لست الوحيدة التي أقاتل من أجل زواجي، وإذا فشل هذا الزواج في يومٍ ما، فلن أكون الوحيدة المسؤولة عن الأمر، ولست الوحيدة التي سيؤثر فيها الزواج أيضاً، فإنَّني لست مضطرةً إلى تحمُّل عبء الزواج بأكمله وحدي.
لقد ساعدني فهم هذا الأمر على التوقف عن التفكير من أنَّني سأفسد كل شيء، وبمجرد أن توقفت عن التفكير بهذه الطريقة، أصبح من الأسهل أن أستمتع بزواجي حقاً، وزوجي ليس الوحيد الذي يقوم بدوره في الحفاظ على زواجنا قوياً فحسب، بل يقف أصدقاؤنا وعائلتنا إلى جانبنا أيضاً، فإنَّهم يشجِّعوننا ويقدِّمون لنا الدعم والمشورة ووجهات النظر أيضاً.
فلو لم أغير رأيي بشأن الزواج ولم أتغلَّب على خوفي منه، فلن أكون سعيدةً بزواجي اليوم؛ إذ لم يغيِّر التغلب على هذا الخوف حياتي فحسب، بل غيَّر حياة زوجي أيضاً، فبدلاً من رؤية الزواج على أنَّه قصة خيالية سعيدة أو نهاية مزرية لكل ما هو جيد في الحياة، أصبح في إمكاني رؤيته على أنَّه مغامرة مترافقة مع تقلبات تستحق الجهد المبذول لها؛ إذ أتاحت لي رؤية الزواج بهذه الطريقة تقبُّل الزواج ومنعي من الشعور بالغضب عندما لا يسير كما أريد دائماً.
في الختام:
بصرف النظر عن الأكاذيب التي كنت تؤمن بها بشأن الزواج، لم يفت الأوان بعد لتغيير رأيك، وآمل أن يسري مفعول وهم التردد بعد أن قرأت هذا المقال، وأن يساعدك على ملاحظة الناس الذين يتحدثون عن مدى روعة الزواج.
أضف تعليقاً