أسباب متلازمة المحتال:
تختلف أسباب الإصابة بمتلازمة المحتال من شخص لآخر، لكنَّها تنتج عادةً عن ظروف التنشئة الأسرية والاجتماعية في مرحلة الطفولة، ويمكن أن تترافق مع نزعة المثالية والمبالغة في تقدير قيمة النجاحات، أو تنشأ على النقيض من ذلك نتيجة عدم تلقي الدعم اللازم والاستخفاف بالإنجازات.
قد ينشأ الفرد في كنف عائلة لا تقدِّر إنجازاته وتقدُّمه، أو تنتقد أخطاءه وعثراته باستمرار، وعندها سيفقد ثقته بقدرته على تحقيق إنجازات بارزة في حياته.
تنجم بعض الحالات عن الضغوطات الاجتماعية التي تفرض على الأفراد معايير معيَّنة للنجاح، إضافة إلى ثقافة المقارنة التي روَّجَت لها منصات التواصل الاجتماعي؛ تقدم هذه المنصات نماذج ومعايير مثالية تؤدي إلى شعور الفرد بالنقص والتخلف عن أقرانه في تجربته الحياتية، وينجم شعور القلق والتشكيك بالكفاءة عن وجود أحد هذه العوامل على الأقل.
أعراض متلازمة المحتال:
فيما يأتي 6 أعراض شائعة لمتلازمة المحتال:
- اضطراب القلق المعمم الذي يؤدي إلى شعور الفرد بعدم أهليته في المواقف الاجتماعية، وعند التحدث أمام العامة، وتأدية المهام، غالباً ما تترافق متلازمة المحتال مع اضطرابات القلق.
- المعاناة من الشك في كافة نواحي الحياة من الماضي إلى الحاضر والمستقبل.
- عجز الفرد عن التخلص من شعور الخوف من اكتشاف احتياله وافتضاح أمره رغم النجاحات والإنجازات التي يحققها في حياته.
- نسب النجاحات والإنجازات إلى الحظ والصدفة.
- حلول مشاعر القلق مكان الفخر والفرح؛ يمكن أن يندفع الفرد للعمل على المهمة بعد أن يستعد للقيام بها، أو يؤجل العمل حتى اللحظات الأخيرة، فيشعر الفرد بالراحة عند إنجاز المهمة، ولكن تبدأ مشاعر القلق والشك مجدداً عندما يحين وقت العمل على مهمة جديدة.
- الاعتماد على الأشخاص الأعلى منزلة في العمل أو العائلة في تقدير الإنجازات والنجاحات واكتساب شعور القيمة الذاتية.
شاهد بالفيديو: ما هي متلازمة المحتال، وكيف نتغلب عليها؟
تأثيرات متلازمة المحتال:
تختلف تأثيرات اضطراب متلازمة المحتال في الجوانب الأساسية في حياة الفرد من حالة إلى أخرى، وهي شائعة بين كثير من الناس ولكن بدرجات متفاوتة، ويتحفظ المصاب بمتلازمة المحتال عن شكوكه ومخاوفه، وهو ما يؤدي إلى معاناته من القلق، واليأس، وتدنِّي مستوى التقدير الذاتي، والإرهاق الجسدي والعاطفي، والإجهاد المزمن، وضعف المناعة.
1. تأثير متلازمة المحتال في العمل:
تشيع متلازمة المحتال بين العباقرة والأكفاء في بيئات العمل وأوساط التعليم العالي، فيعاني المصابون من قلة الثقة بالنفس، والقلق بشأن الأداء، والمبالغة في تقدير التوقعات والخوف من الفشل، وتنجم عن هذه المشاعر سلوكات مؤذية مثل التسويف، ورفض طلب المساعدة، والتردد، والعجز عن اتخاذ القرارات، والعمل الشاق.
يكون الشخص المصاب بمتلازمة المحتال أكثر عرضة للاحتراق الوظيفي، والإرهاق العاطفي، والتوتر، والانفصال عن المحيط في العمل، فتعوق هذه المتلازمة مساعي الفرد لتحقيق التنمية المهنية واستثمار قدراته وإمكاناته في إحراز التقدم في مجال عمله.
يحتاج الإنسان إلى شعور الثقة بقدراته لكي يتمكن من تحقيق مزيد من النجاحات والإنجازات، ويتطلب نجاح المشاريع التجارية الصغيرة على سبيل المثال توسيع شبكة العلاقات والوصول لشريحة العملاء المحتملين، وهو أمر يحتاج إلى توفر ثقة عالية بالنفس، تؤدي هذه المتلازمة إلى تقليل الثقة بالنفس التي يحتاج إليها الفرد لإنجاز المهام والتواصل مع الآخرين.
2. تأثير متلازمة المحتال في العلاقات:
تؤثر متلازمة المحتال في العلاقات الشخصية والعاطفية، فهي تؤدي إلى شعور الفرد بالنقص وتدنِّي مستوى التقدير الذاتي، وتدفعه إلى تجنب المواقف التي يمكن أن يتعرض فيها للرفض.
يواجه المصاب بمتلازمة المحتال مشقة بالغة في تكوين العلاقات والحفاظ عليها، ويعجز عن التوفيق بين العمل والحياة الشخصية، ولا يقدر على وضع حدود وضوابط تفصل بينهما، وبالنتيجة لا يتسنى له أن يخصص الطاقة العاطفية اللازمة للحفاظ على علاقاته الشخصية والاجتماعية.
التخلص من متلازمة المحتال:
فيما يأتي 4 خطوات للتخلص من متلازمة المحتال:
1. إدراك طبيعة الأفكار التي تخطر ببالك:
التشاؤم المزمن هو واحد من أبرز المؤشرات التي تدل على متلازمة المحتال؛ لهذا السبب عليك أن تبذل جهدك في مراقبة تسلسل أفكارك وتحديد طبيعتها وكيف تتطور وتنتقل من واحدة إلى أخرى لكي تعرف كيف تتعامل معها، فتساعدك هذه الطريقة على تحديد المعتقدات المقيدة التي تسبب لك مشاعر الشك والنقص والدونية.
2. التركيز على الواقع:
حاول أن تتجاهل مشاعرك وتركز على الأدلة المنطقية التي تثبت كفاءتك، وتجمع ما يكفي من المعلومات عن وضعك وتبحث عن الحقائق والمؤشرات على أرض الواقع.
يمكنك أن تقيِّم معتقداتك وتعيد النظر فيها عندما تتعود على فصل عواطفك عن الحقائق وتنظر في المعطيات والنتائج الفعلية، لا شك أنَّك ستتذكر مواقف وأمثلة من الماضي تثبت عجزك وتقصيرك في بعض الأحيان، فهذا طبيعي تماماً، ولكن لا يجب أن تحكم على نفسك عن طريق التجارب الفاشلة فقط.
3. تغيير وجهات نظرك:
تقتضي هذه الخطوة تغيير وجهات نظرك تجاه التجارب الفاشلة والنكسات التي تتعرض لها في حياتك، وهي تهدف إلى الاستفادة من التجارب في إعداد استراتيجيات جديدة للتقدم والتنمية، وإتقان المهارات، والمثابرة إلى الأمام؛ يجب عليك من ناحية أخرى أن تقدِّر إنجازاتك ونجاحاتك وتحتفي بها ولا تقلل من قيمتها وأهميتها.
عليك أن تدرك إنجازاتك مهما كانت بسيطة ومتواضعة، وتعرف أنَّ النجاح يعتمد على المعرفة، والخبرات، والقدرات، والاستعداد، والاجتهاد.
تبَين أنَّ الاحتفاء بالنجاحات يساعد على زيادة الحماسة والثقة بالنفس، كما يمكنك أن تتخلص من متلازمة المحتال عن طريق تغيير وجهات نظرك تجاه نفسك وإنجازاتك.
4. عدم مقارنة نفسك مع الآخرين:
يشعر الفرد بالدونية عندما يقارن نفسه مع الآخرين ويدرك الأشياء التي تنقصه؛ يقتضي التصرف السليم أن تدرك قدراتك وإمكاناتك ودورك في الحياة، وتستمد الحماسة والإلهام من الآخرين بدل أن تقارن نفسك معهم، تساعدك هذه العقلية على زيادة ثقتك بنفسك، واكتشاف قدراتك ومواهبك الكامنة.
في الختام:
يُشكك غالبية الأفراد بقدراتهم وإمكاناتهم عندما يكونون مقبلين على خوض تجربة جديدة، فيجب أن تدرك أنَّك قادر على تحقيق الأهداف التي تسعى إليها وتستحق شعور الإنجاز، وتحاول أن تتعلم من أخطائك وتستفيد من نجاحاتك.
أضف تعليقاً