3 طرق للاستمتاع بما تقوم به في عالم موجه نحو تحقيق الأهداف

هل يبدو هذا الأمر مألوفاً لك؟ هل تقضي أسابيعَ وشهوراً وربما سنوات في العمل من أجل تحقيق هدف كبير، وتعتقد أنَّك عندما تحقق ذلك الهدف، ستشعر بالسعادة وأنَّ كل ما فعلته من عمل شاق كان يستحق كل هذا العناء، وبعد أن تُحقِّق ذلك الهدف تدرك أنَّ شعور السعادة ذلك ليس مشوقاً جداً بقدر ما كنت تعتقد، وفيما بعد، يستعدُّ عقلك لتحقيق الهدف التالي.



أو ماذا سيحدث إذا لم تُحقِّق الهدف الذي تسعى إليه؟ قد تتغيَّر حالتك المزاجية، وتفكر في الاستسلام وتبدأ بمقارنة نفسك بالآخرين، وتعدُّ تلك علامات على أنَّك تركِّز على النتائج النهائية، ولا تبحث عن المتعة في عملية النمو والتطور.

للحفاظ على طريقة تفكير سليمة، نحن نحتاج إلى فهْم قوة الاستمتاع بما نقوم به بدلاً من تحقيق الهدف نفسه، فلا يحدث النمو من خلال تحقيق الهدف على أرض الواقع؛ وإنَّما في أثناء العمل على تحقيق هذا الهدف؛ حيث إنَّ النجاحات والإخفاقات والتغييرات ودروس التعلُّم هي التي تجعل تحقيق الهدف يستحق كل هذا العناء من الأساس.

بات انعدام الرضا عن الذات منتشراً في مجتمعنا، وبسبب وسائل التواصل الاجتماعي، أصبحنا نقارن أنفسنا وإنجازاتنا بالآخرين وإنجازاتهم باستمرار، ومع ذلك، نحن لا نحتاج إلى الشعور بالسعادة القصوى في أثناء تحقيق الأهداف؛ وإنَّما خلال العمل على تحقيقها.

إقرأ أيضاً: أهمية وضوح الهدف وطرق الوصول إليه

سنتحدَّث فيما يلي عن النمو المستمر والتحديات التي يمكننا التغلُّب عليها عند العمل على تحقيق الأهداف؛ لذا نقدِّم لك ثلاث طرائق للاستمتاع بما تقوم به:

1. التفكُّر باستمرار:

يعدُّ كل من الامتنان والشعور بالحماسة والتجارب الإيجابية، محفِّزات هامة يجب اتباعها يومياً، فعندما نتمكَّن من تهيئة أدمغتنا للتركيز على الأمور الإيجابية وتقسيم ما يحدث في يومنا للاستمتاع بما نفعله؛ فإنَّنا نحفِّز عقولنا على التركيز على ذلك.

دوِّن كل صباح ثلاثة أمور تشعر بالامتنان لوجودها، وثلاثة أمور تشعر بالحماسة تجاهها، وتجربة إيجابية حدثت معك خلال الـ 24 ساعة الماضية.

2. الاحتفال بالإخفاقات:

بدلاً من انتظار وصولك إلى هدف معين في العمل أو الحصول على ترقية أو تحقيق أي هدف هام كنت تعمل عليه حتى تحتفل؛ حوِّل الإخفاقات إلى لحظات من الفوز والتأمُّل والتفكير، واحتفل بجزء من الأمور التي تفعلها؛ أو الأفضل من ذلك: احتفل عندما ترتكب خطأ ما وتتعلَّم المزيد عمَّا تقوم به أو طريقة تحقيق هذا الهدف في المستقبل.

قد تستخف بالفكرة في البداية، لكنَّ العثور على الفرح في الإخفاقات يغيِّر طريقة تفكيرك إلى الأفضل. وعندما تفكر في النتيجة النهائية لما تفعله بدلاً من التفكير فيما تقوم به فعلاً، ستشعر بأنَّه يجب عليك تحقيقه، وإذا لم تتمكَّن من ذلك، فسيكون ذلك أمراً مؤلماً، ولهذا السبب، عندما تحتفل بالإخفاقات تبتعد عن التوقعات غير الواقعية والضغوط التي تفرضها على نفسك لتحقيق ما تريده باستمرار.

لماذا يجب الاحتفال بالإخفاقات؟ لأنَّها تُعدُّ فرصةً للنهوض والتقدُّم، وتدفعنا للتفكير تفكيراً مختلفاً، وإجراء التغييرات والإبداع، ويُعدُّ العمل بالاعتماد على الإخفاقات أكثر صعوبةً من تحقيق الهدف نفسه؛ لذلك فلنحتفل بإخفاقاتنا، ونغيِّر الأمور السلبية إلى إيجابية.

يدفعك الاحتفال بالإخفاقات إلى أن تكون قائداً جيداً؛ بحيث يمكنك الحفاظ على الروح المعنوية العالية لفريقك في الأوقات الصعبة.

شاهد بالفديو: 8 عوامل لقياس تحقيق الأهداف

3. الاحتفاظ بالأمور الإيجابية:

عندما تتلقَّى رسالةً إيجابيةً أو بريداً إلكترونياً من عميل أو عرض أسعار مناسباً، صوِّره واحتفظ به، وعندما تواجه يوماً أو فترات تشعر فيها بأنَّ كل شيء يسير على نحو خاطئ، افتح تلك الرسائل واقرأها؛ حيث سيساعدك ذلك على التفكير في التحديات التي تمكَّنت من التغلُّب عليها بالفعل، والتأثير الإيجابي الذي أحدثتْه فيك، ففي بعض الأحيان نحتاج جميعاً إلى تذكير أنفسنا بأنَّ عملنا الجاد يستحق التقدير.

يوجد الكثير من الطاقة الإيجابية المرتبطة بالأمور التي تقوم بها، وبدلاً من التركيز على الأهداف النهائية ومقارنة نفسك بالآخرين، يجب أن تحبَّ وتقدِّر كل تجربة تعلُّمٍ جديدة تواجهك، وتجري التغييرات اللازمة سواءً كانت كبيرة أم صغيرة.

لذلك، إذا كنت تمتلك أحلاماً كبيرة، فكِّر في يومك واحتفل بالإخفاقات واحتفظ بالأمور الإيجابية في بالك، وكن فخوراً بما وصلت إليه، واكتشف الحماسة فيما تفعله.

المصدر




مقالات مرتبطة