3 أسباب مفاجئة لفقدان الذاكرة قصيرة الأمد

أليست الذاكرة أمراً غريباً؟ فنستطيع أحياناً أن نتذكَّر أدق التفاصيل عن حادث وقع قبل 10 سنوات، لكن في أوقات أخرى، لا نستطيع أن نتذكر أين وضعنا هاتفنا قبل 10 دقائق.



في حين أنَّه من الطبيعي أن ننسى قليلاً مع تقدمنا في العمر، فإنَّ النسيان المزمن ليس طبيعياً على الإطلاق، كما أنَّه قد يحدث في أي عمر، وقد أظهر بحث جديد أنَّ بعض العادات اليومية قد تُضعف ذاكرتنا قصيرة الأمد وتزيد من خطر الإصابة بأمراض التنكس العصبي مثل الخرف.

إذا ما هي العوامل الشائعة المرتبطة بالضعف المعرفي؟ وكيف نستطيع تحسين ذاكرتنا؟ قد تفاجئك الإجابات.

إليك 3 أسباب مفاجئة لفقدان الذاكرة قصيرة الأمد:

1. قلة النوم:

نعلم جميعنا مدى أهمية النوم لصحتنا الجسدية؛ لكنَّ دراسةً حديثة أجراها علماء في جامعة كاليفورنيا، بيركلي (University of California, Berkeley) أظهرت الدور الهام الذي يؤديه النوم في عملية تخزين الذكريات.

لأنَّ المساحة التي تُخزَّن فيها الذاكرة قصيرة الأمد في دماغك لا تتسع إلا لكمية محدودة من المعلومات، فإنَّ بعض المعطيات مثل الأسماء والتواريخ وأرقام الهواتف تُحذف وتُنسى عند تلقي معلومات جديدة، وقد وجد الباحثون أنَّه في أثناء النوم، تحمل موجات الدماغ هذه الذكريات قصيرة الأمد إلى قشرة الفص الجبهي، حيث تُخزَّن الذكريات طويلة الأمد، تخزِّن هذه العملية الذكريات بأمان حتى تستطيع تذكُّرها عندما تحتاج إليها.

إنَّ قلة النوم تعرقل عملية نقل المعلومات هذه، وتستطيع أن تؤثِّر في قدرتك على تذكر أشياء حدثت في اليوم السابق.

تشير الدراسات إلى أنَّ الحصول على 7 إلى 8 ساعات من النوم العميق؛ أي نوم حركة العين غير السريعة كل ليلة، يستطيع أن يساعد على الاحتفاظ بالذكريات الدلالية وترسيخها؛ لذا فإنَّ الحصول على قسط كافٍ من النوم ليلاً هو أحد أسهل الطرائق لتحسين ذاكرتك قصيرة الأمد.

في حين أنَّ تحسين النوم قد يساعد على تحسين ذاكرتك قصيرة الأمد، لكن إذا واجهت صعوبةً في النوم، فاحذر من استخدام الأدوية المنومة الشائعة التي لا تستلزم وصفةً طبية، والتي تحتوي على مركب الديفينهيدرامين (Diphenhydramine).

ينتمي الديفينهيدرامين إلى فئة الأدوية التي تسمى مضادات الكولين (Anticholinergics)، والتي تستطيع أن تثبط الناقلات العصبية المرتبطة بالتعلم والذاكرة، وقد وجدت دراسة كبيرة أنَّ استخدام هذه الأدوية على الأمد الطويل يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بأنواع معينة من الخرف، مثل داء ألزهايمر (Alzheimer’s).

بدلاً من ذلك، جرِّب هذه الوسائل الطبيعية التي تساعدك على النوم:

  • يحتوي شاي البابونج على مركبات الفلافونويد التي لها تأثير مهدئ طبيعي.
  • يحتوي الكرز على مرخيات طبيعية للعضلات مثل الميلاتونين.
  • يحتوي الموز واللوز والجوز على أحماض أمينية تسهل النوم، إضافةً إلى المغنيزيوم.

شاهد بالفديو: كيف يمكنك جعل ذاكرتك تعمل بطريقة أفضل بالنسبة إليك؟

2. تقلبات الهرمونات المرتبطة بالعمر:

إنَّ هرمون الأستروجين (Estrogen) والبروجسترون (Progesterone) والتستوستيرون (Testosterone) وهرمونات الغدة الدرقية جميعها عوامل ضرورية لوظائفنا المعرفية، وقد يؤثِّر نقصان مستوى هذه الهرمونات أو تقلبها تأثيراً كبيراً في وظائف المخ، وغالباً ما يؤدي إلى اضطرابات في الذاكرة والتركيز.

عادةً ما تعاني النساء من هذه الأنواع من اضطرابات الذاكرة في أثناء الحمل وفي سن الضهي، كما يعاني الرجال أيضاً من فترة مماثلة من ضعف الذاكرة عندما يبدأ هرمون التستوستيرون بالانخفاض في سنين العمر المتقدمة.

إقرأ أيضاً: كيف تعمل الذاكرة؟ وكيف تستفيد منها؟

نشهد جميعاً هذه التغييرات في مرحلة ما من حياتنا، ويتفق معظم العلماء على أنَّك تستطيع تحسين صحة دماغك في أي عمرٍ كان؛ إذ تشير مؤسسة أبحاث مرض ألزهايمر والوقاية منه (The Alzheimer’s Research & Prevention Foundation) إلى أنَّ العادات اليومية البسيطة لها تأثير شديد في وظائف المخ، وأنَّ اتباع نظام غذائي صحي غني بالفواكه والخضروات، وأداء 150 دقيقة أسبوعياً من تمرينات الكارديو ورفع الأثقال يستطيع أن يقلِّل كثيراً من فقدان الذاكرة والتدهور المعرفي.

تُعدُّ تمرينات الدماغ أيضاً مفيدةً لتحسين الذاكرة وتقليل فرص الإصابة بمرض ألزهايمر، فعندما تتحدى عقلك بمهام جديدة ومختلفة، فإنَّك تساعد على تحسين وظائفه المعرفية؛ لذا حاول أداء التمرينات الذهنية لمدة 20 دقيقة يومياً، على الأقل ثلاثة أيام في الأسبوع، وتشمل بعض هذه التمرينات الكلمات المتقاطعة وألعاب الكلمات والسودوكو والقراءة والكتابة ولعبة الطاولة.

3. انشغال الذهن:

ليس من المستغرب مع انتشار وسائل الإعلام والإغراق المعلوماتي، أن يُعزى فقدان الذاكرة قصيرة الأمد أحياناً إلى قلة الانتباه؛ فقد ذكرت شركة مايكروسوفت (Microsoft) في المدة الأخيرة أنَّنا نُركِّز في شيءٍ ما لفترة تبلغ وسطياً 8 ثوانٍ فقط؛ لأنَّ حياتنا المليئة بالتكنولوجيا، مثل متصفحات الويب والأجهزة متعددة الشاشات والهواتف الذكية ووسائل التواصل الاجتماعي، جميعها تشغل أذهاننا وتضعف قدرتنا على التركيز.

إنَّ تجنب الدهون المشبعة وتناول الأسماك الغنية بأحماض أوميغا 3 الدهنية يساعد على تحسين الذاكرة ويحمي من فقدان الذاكرة، لكن إذا أردت حقاً تعزيز ذاكرتك قصيرة الأمد، فيجب أن تحسِّن تركيزك وتصفي ذهنك أيضاً.

إنَّ إضافة العناصر الغذائية الآتية إلى نظامك الغذائي قد يكون مفيداً:

1. إل- ثيانين (L-Theanine):

هو حمض أميني يوجد في الشاي الأخضر والأسود ويحسِّن الوظيفة المعرفية، ويستطيع أن يساعد على تحسين التركيز وتصفية الذهن خاصةً عندما يضاف إلى الكافيين.

إقرأ أيضاً: كل ما تحتاج إلى معرفته عن أنواع الذاكرة المختلفة والعوامل المؤثرة فيها

2. جذور العبعب المنوم (Ashwagandha Root):

تحظى هذه العشبة الهندية الغريبة باهتمام كبير في المدة الأخيرة؛ وذلك بسبب الدراسات الحديثة عن قدرتها على تعزيز التركيز وتصفية الذهن.

3. البيرولوكوينولين كينون (PQQ):

اكتُشِف هذا المركب أول مرة في عام 1979م، وقد اختُبرِت قدرته على تحسين وظائف المخ، وخاصةً الانتباه والذاكرة العاملة.




مقالات مرتبطة