ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن المدوِّنة "ستايسي هانكي" (Stacey Hanke)، والتي تُحدِّثنا فيه عن أهمية رفع توقعاتنا من أنفسنا كي نطوِّر العادات اللازمة لتحقيق النجاح.
عندما نلتزم برفع معاييرنا، نبدأ بتوقع المزيد من أنفسنا، فنطالبُ بنتائج أفضل ونصبح على استعداد للعمل بجد لتحقيقها؛ عبر رفع توقعاتنا، نكتسب عادات جديدة، حين نستبدل كلمة "يُستحسن" بكلمة "يجب" ونغير "ربما" إلى "بالتأكيد"، حينها يحصل التغيير الحقيقي؛ يتطلَّب تحمُّل المسؤولية المثابرة المستمرة، مما يؤدي في النهاية إلى تبني عادات جديدة تتعدى الكلام وتدفعنا إلى التطبيق.
هذا التغيير ليس سهلاً؛ إذ يصعب التخلي عن العادات القديمة، والأصعب تطوير عادات جديدة، لكن حين نرفع توقعاتنا من أنفسنا، فنحن نلتزم بالعمل الجاد الذي يؤدي إلى تبنِّي عادات دائمة تعلو فوق ضجيج الحياة اليومية، وتسترعي انتباهنا واحترامنا، وتمنحنا نفوذاً ومصداقية بين المحيطين بنا.
سيخبرك أيُّ رياضي محترف أنَّ المهارة غير كافية، ولكنَّ هناك العديد من الرياضيين الذين يتمتعون بقدرات مذهلة، ولكن لا يتفانون لاكتساب عادات جديدة أفضل عبر الممارسة اليومية وتحمُّل المسؤولية، فلن تكون المهارة كافية، سيشهد المحترفون على أنَّ الرغبة المستمرة في تبني عادات أفضل؛ هي مصدر النجاح، حين تقترن بالممارسة اليومية والتطبيق الذي يخلق الزخم.
أَعمَلُ مع العديد من القادة الذين يعتقدون أنَّ المهارات اللازمة لتحقيق النجاح والتأثير اليوم هي كل ما يحتاجون إليه لتحقيق النجاح في المستقبل، هم يتواصلون معي محتارين أو وحتى يائسين؛ وذلك لأنَّهم لا يتمتعون بالمصداقية بين أقرانهم أو صناع القرار أو حتى فِرقهم للارتقاء إلى مستوى أعلى، فمهاراتهم كأشخاص يُجيدون التواصل؛ هي التي تمنعهم من تطوير العادات الجديدة الضرورية ليصبحوا أشخاصاً ماهرين في التواصل، فكلَّما تحسنوا، ارتفعت توقعات الآخرين، لكنَّ الفارق الوحيد هو أنَّهم لا يرفعون معاييرهم؛ ولهذا يفشلون في مصارحة أنفسهم بالأشياء التي تحتاج إلى التغيير على أرض الواقع.
تخيل كيف ستتغير حياتك لو رفعت توقعاتك من نفسك، وطالبت نفسك بمستوى أفضل في العمل وتحمَّلت مسؤولية الجهود اللازمة لتطوير عادات جديدة؛ فيما يلي 3 نصائح للبدء بتغيير توقعاتك كي تحقق نجاحاً أفضل:
1. عدِّل موقفك:
قول: "يُستحسن أن أرتاد النادي الرياضي" لا يعني أنَّك ستخسر الوزن، لكنَّ قول: "يجب أن أرتاد النادي الرياضي"، ومن ثم ارتياده هو الذي سيفعل، وقول: "ينبغي أن أفهم لماذا لا يُطبِّق أحد أفكاري في مكان عملي"، لن يؤهلك للترقية، قُل عوضاً عن ذلك: "يجب أن أكتشف ما الذي أَفتَِقر إليه في مهارات التواصل".
يبدأ تغيير طريقة تفكيرك بتغيير موقفك، يحدث التغيير حين تتوقف عن التمني وتبدأ باتخاذ الخطوات اللازمة لتحقيق حلمك، وتتحمل مسؤولية تقدمك وتقرر ما الذي يحتاج إلى تغيير، تتعلق المسؤولية بالموقف، والموقف يغير التصرفات.
2. تحمَّل مسؤولية أخطائك:
قد لا تتلقى الاحترام في مكان عملك؛ وذلك لأنَّك تصل متأخراً دائماً، أو ربما لأنَّك دائماً مشتت الانتباه، قد لا يكون لك نفوذ لأنَّك لا تفي بالتزاماتك دائماً، أو ربما لأنَّك تفتقر إلى مهارات التواصل اللازمة لإلهام الآخرين للتصرف.
من الضروري تحديد أخطائك وتحمُّل مسؤوليتها؛ كي يكون لديك فكرة واضحة عما يجب أن تغيره؛ لذا اطلب تغذية راجعة من أشخاص تثق بهم أو الإرشاد من كوتش أو منتور، وفي كلتا الحالتين، من الهام أن تستمع لآرائهم وتتحمل المسؤولية، حينها فقط ستكون مستعداً لتقبُّل التغييرات اللازمة لتطوير عادات جديدة.
3. اعمَل لتحقيق نتائج طويلة الأمد:
لطالما دُفعنا للاعتقاد بأنَّ الإنسان قادر على تطوير عادات جديدة في غضون 21 يوماً، لكنَّ مصدر هذه الحقيقة غير الدقيقة هي دراسة طبية توصَّل فيها جراح تجميل أنَّ المرضى يحتاجون 21 يوماً - على الأقل - لاستيعاب التغييرات التي طرأت على أجسادهم بعد خضوعهم لعملية تجميل، على مر السنين، وصل إلى مسامعنا موجز هذه الدراسة كثيراً لدرجة أنَّنا صدقنا بأنَّ تطوير عادة لا يتطلب أكثر من 21 يوماً حقاً، لكنَّ هذا الاعتقاد خاطئ، في الواقع، يستغرق تطوير عادات دائمة بحيث تصبح جزءاً من سلوكنا 66 يوماً، تتشكل العادات عبر الممارسة المستمرة للأفعال نفسها، وتتطلب التزاماً ثابتاً.
حين ترفع معاييرك وتتوقع المزيد من نفسك، يتغير موقفك، ويتحول اللوم إلى تحمل مسؤولية، مما يحفزك للتغيير؛ يؤدي النفوذ والاحترام إلى زيادة الراتب والترقيات؛ لذا إذا كنت تريد الارتقاء بحياتك ومهنتك، ارفع معاييرك، وغيِّر موقفك وأدرك أنَّ المهارة وحدها غير كافية، وتحمَّل مسؤولية عاداتك الحالية وافهم أين تحتاج إلى التحسين والتزم بالتغيير عبر المثابرة على بذل الجهد اللازم يومياً، عندها فقط ستكسب السلطة اللازمة لتحقيق نجاح حقيقي.
أضف تعليقاً