لذا سنتحدث في مقالنا اليوم عن 8 مهارات أساسية يحتاجها كل رائد أعمال يهدف إلى تحقيق النجاح في مجال عمله.
مفهوم ريادة الأعمال:
تعرف ريادة الأعمال على أنها: "عملية البدء بعمل، أو تصميم وإطلاق مشروع جديد أو مؤسّسة جديدة؛ وذلك لتقديم خدمة أو مُنتج يغطي ثغرة أو حاجة معينة في الأسواق. فهي إذاً: امتلاك القدرة والاستعداد لتطوير وتنظيم مشروع ما، والتحلي بالشجاعة والمغامرة، وتحمل المخاطرة من أجل تحقيق الربح".
أما رجل الأعمال: هو الشخص الذي يتمتع بالشجاعة والذكاء الكافيين لبدء أعماله التجارية، والتعامل مع التقلبات المالية، وتحمل المخاطر المترتبة عليها، بحيث يكون هو المسؤول الأول عن نجاحها وفشلها.
مهارات رائد الأعمال:
1. القيادة:
من أهم المهارات التي يجب أن يمتلكها كل رائد أعمال هي القدرة على القيادة وليس الإدارة.
فعندما تكون رائد أعمال يمتلك مشروعه أو شركته الخاصة، سيتوجب عليك توظيف أشخاص للعمل لديك؛ الأمر الذي يتطلب منك أن تكون مؤهلاً لقيادة هؤلاء الأشخاص للعمل تحت إشرافك كفريق واحد، وقد يكون فريقاً صغيراً يشتمل على خمسة أو ستة أشخاص، أو كبيراً يتكون من مئة موظف أو أكثر.
والسؤال هنا: هل يمكنك أن تقود وتحفز فريقك لتحقيق رؤيتك؟
في الواقع، يحتاج رائد الأعمال إلى:
- امتلاك قدرات ممتازة ومميزة لإدارة المشاريع والأشخاص، حيث أنه سيقوم بإنشاء مشروعه أو مؤسسته من الصفر.
- يحتاج إلى إقامة علاقات قوية مع أصحاب المصلحة والشُركاء، وذلك بما يكفل له تحقيق النمو والنجاح لمشروعه.
- يتمتع الشخصية القيادية القادرة على قيادة فريق كامل والتأثير فيه وإلهامه وزرع الثقة به وبفريقه.
- يجب أن يكون شخصاً يمتلك رؤية ثاقبة وحساً عالياً بالمسؤولية.
- يجب أن يعمل على تحفيز وإدارة المشروع أيضاً.
وبذلك فإن مهارات القيادة، والقيم، ومهارات بناء الفريق، والقدرة على الإدارة؛ هي مهارات أساسية على كل رائد أعمال أن يتحلى بها.
2. التواصل الفعال:
تعد مهارة التواصل الفعال واحدة من المهارات الأساسية التي يحتاجها رائد الأعمال لتحقيق الريادة وبناء العلاقات الناجحة في مجال عمله مع العملاء، والموظفين والمؤثرين والموردين، وحتى المنافسين.
ولا يمكن تحقيق ذلك إلا من خلال امتلاكه لمفاتيح مهارات التواصل الفعال، والتي تساعده على النجاح في إدارة الشركة بكل ثقة.
فهو حتماً سيحتاج إلى التواصل مع الآخرين لعرض أفكاره، أو تقديم العروض التقديمية للمستثمرين، أو عقد الصفقات والتأثير في الموظفين، وحل النزاعات وإيجاد الحلول للمشاكل.
في الحقيقة، إن امتلاك رائد الأعمال لمهارة التواصل الفعال تستطيع أن تجعل منه رائد أعمال ناجح أو العكس، حيث تتوقف قدرته على قيادة فريق مميز، أو حتى توفير تجربة جيدة لخدمة العملاء لديه، على ما إذا كان يستطيع التواصل معهم بطريقة فعالة.
ومن المهارات التي ترتكز عليها الجاذبية في التواصل، والتي يمكن العمل عليها وتطويرها، ما يلي:
- مهارات الاستماع.
- بناء محادثات ودية وفعالة.
- تحسين مهارات الكتابة.
- إتقان لغة الجسد واستخدام نبرة الصوت.
- امتلاك قوة الإقناع، وقوة التفاوض.
- مهارة الإيجاز والوضوح في التواصُل.
- إدارة الصراعات.
- إدارة توقعات العملاء.
- القدرة على التأثير.
- الإيجابية.
الى جانب الإلمام بطرائق التواصل الصحيحة مع الآخرين عن طريق التقنيات الحديثة، والتطبيقات الجديدة التي من شأنها أن تعزز من قدرتك على التفاهم مع من تتحدث معه.
3. التفكير الإبداعي:
عند حديثنا عن المهارات التي يحتاج رائد الأعمال إلى امتلاكها، فحتماً ستأتي مهارة التفكير الإبداعي في مقدمة هذه المهارات. فالتفكير الإبداعي مهارة يمكن تطويرها من خلال استثمار الوقت والجهد.
وأي رائد أعمال يرغب بإطلاق مشروع أو شركة خاصة به يحتاج إلى الإبداع، وامتلاك فكرة مبتكرة تكون بذرة لمشروع جيد يعود عليه فيما بعد بالأرباح.
كما أنه يحتاج إلى الإتيان بأفكار جديدة لعمله، واتخاذ قرارات حول فرص ومشاريع ممكنة، والقدرة على رؤية هذه الفرص من منظور مختلف، والتوصل إلى أفكار أصلية.
ويمكن استنباط أفكار مميزة واستمداد الإلهام من خلال العديد من الطرائق، مثل:
- قراءة الكتب.
- مشاهدة الأفلام.
- السفر.
كما يمكن استمداد الإلهام من خلال خمسة أنشطةرئيسة، وتتمثل بـِ:
- المراقبة.
- تكوين العلاقات.
- إجراء الاختبارات.
- التشارك.
- التساؤل.
4. تنظيم الوقت:
لا يمكننا تخيل رائد أعمال ناجح لا يمتلك مهارة تنظيم وقته وإدارته بشكل فعال.
حيث يقول ستيفن كوفي: "لا يكمن السر في إنفاق الوقت، بل في استثماره".
حيث يساعد تنظيم الوقت رائد الأعمال على النجاح، ويمنحه الكثير من المزايا التي يحتاجها ليحقق أهدافه وخططه التي وضعها لشركته أو مشروعه.
ومن بين هذه المزايا:
- التركيز في العمل.
- الإنتاجية العالية.
- سرعة الإنجاز.
لذلك، لابد لرائد الأعمال من إتقان مهارة تنظيم الوقت ومعرفة قيمته الحقيقية.
وإليك أفضل النصائح في إدارة الوقت وتنظيمه:
- عدم تضييع الوقت واستثمار كل لحظة بشكل فعال.
- الالتزام بالمواعيد المحددة للعمل.
- وضع خطة عمل يومية.
- الابتعاد عن المماطلة والتسويف.
- تنظيم الوقت وفقاً لأولويات العمل، وذلك من الأهم الى الأقل أهمية.
- تلافي تضييع الوقت، وذلك من خلال الاستعانة بالآخرين للقيام بالمهام التي لا تتقنها.
- تحديد جدول زمني لكل مهمة، بحيث يوضع لكل مهمة الوقت الذي يناسبها بشكل فعلي ومحدد.
- عدم الانهماك في التفاصيل التي لا طائل منها.
- الابتعاد عن مصادر الإلهاء ومضيعات الوقت الشائعة من: شبكات التواصُل الاجتماعي، والمراسلات، والمكالمات الهاتفية، ومقاطعات الأشخاص.
- استخدام مبدأ التفويض في المهام الأقل أهمية للأشخاص الذين يمكنهم مساعدتك بشكل فعال.
5. إدارة الأولويات:
"لا يكمن السر في ترتيب جدول أعمالنا، إنَّما في ترتيب أولوياتنا".
إن إدارة الأولويات مهارة أساسية يجب أن يتمتع بها كل رائد أعمال ناجح.
فامتلاك رائد الأعمال لمهارة إدارة الأولويات وترتيب المهام، بحيثُ يمتلك القدرة على ترتيبها من الأهم إلى الأقل أهمية، وتأجيل الأقل أهمية منها، وإدارة كل هذه الأولويات بشكل جيد؛ هي المفتاح الذي سيمكنه من أن يغدو أكثر إنتاجاً، وأكثر فعالية من غيره.
كما تسمح له إدارة الأولويات بالعمل دون ضغوطات، بحيث لو كان لديه عشر مهام، فلن يشعر بالتوتر أو الضغط؛ ذلك لأنه قادر على تأجيل ثلاثة مهام منها، وإنجاز سبع مهام لليوم فقط، وهو شيء يمكن التعامل معه وإنجازه بكل راحة.
وبذلك يمكننا أن نقول أن ما نسميه إدارة الأولويات لن يجعلنا الأعلى إنتاجية فحسب، بل الأكثر جودة كذلك؛ وهما الغايتان اللتان يحتاجهما أي رائد أعمال للنجاح في أي عمل من الأعمال.
6. اتخاذ القرار:
مهارة اتخاذ القرار مهارة هامة جداً في مجال ريادة الأعمال، فنجاح أي رائد أعمال في مشروعه الناشئ مرهون بالكثير من الأمور، والتي أبرزها من دون شك: صناعة واتخاذ القرار.
وفي الواقع، يتأثر أي مشروع بالقرارات التي يجري اتخاذها يومياً، وعليه: فإن أي قرار يجب أن يتخذ بعد دراسة وافية ودقيقة؛ ذلك لأنه سيأثر حتماً بشكل إيجابي أو سلبي في نجاح المشروعات حسب الحال.
لذا فإن عملية صناعة القرارات ليست بالأمر الهين، وهي عملية صعبة وتحتاج إلى قدر كبير من الوعي، إذ تتوقف جودة الأعمال المنجزة على كل قرار يتخذه رائد الأعمال؛ لذا، لا يجب اتخاذ قرار ما دون القدرة على التنبُّؤ بعواقبه.
7. الشجاعة:
غالباً ما تربط كلمة الشجاعة بمجال ريادة الأعمال أو المشاريع التجارية الصغيرة، فالشجاعة واحدة من المهارات الأساسيَّة للنجاح، والتي يحتاجها كل رائد أعمال، إذ ليس هناك إبداع دون شجاعة ومخاطرة.
ويعلم رائد الأعمال الناجح أن امتلاك أفكار وخطط رائعة لا يكفي، بل يجب عليه أن يتحلى بالشجاعة الكافية لتنفيذ تلك الأفكار والخطط، وتحمل المخاطر المحتملة التي ستترتب على ذلك.
لا تعني المخاطرة هنا الخوض في المخاطر معصوب العينين، لكن تعني أن أي قرار يتخذ يجب أن يكون محسوباً، وذلك بعد القيام بالبحث والتحليل المطلوب.
وفي حال خسارة المشروع، يتحمل رائد الأعمال المجازف المسؤولية الأساسية، والذي ينعكس عليه نجاح المشروع أو فشله، وهذا ما يتطلب منه شجاعة كبيرة لتحمل هذه المجازفة.
8. التخطيط:
يعد التخطيط واحداً من المهارات الهامة التي يحتاجها رواد الأعمال؛ لذلك يتوجب على رائد الأعمال الناجح أن يخصص وقته الأهم في التخطيط الجيد.
وتعد هذه العملية من أساسيات الفكر الريادي، حيث تحدد الأهداف والمهام المختلفة، وتوضع دراسة دقيقة للأمور والمتغيرات الممكنة أو المحتملة.
وبذلك فإن التخطيط الجيد أساس يجب على رائد الأعمال أن يبدأ به ليضمن حماية مشروعه من الفشل، فهو الركيزة التي تدعم الحاضر من أجل الوصول إلى الغايات المستقبلية.
وبالتالي فإن كل قرار يجري اتخاذه في ضوء هذا التخطيط يعد صحيحاً تماماً، حتى وإن كان فاشلاً؛ لأن القرارات المدروسة بشكل جيد وإن كان مصيرها الفشل، فهي تسلط الضوء بشكل مباشر على خطأ ما في التخطيط، وتساعد في معرفة نقاط الضعف لديه، كما تمنحه القدرة على التعامل مع المستقبل بطريقة تشمل خطتين، واحدة للمخاطر، والأُخرى للطوارئ.
شاهد بالفيديو: 10 مفاتيح تحتاجها لتكون رائد أعمال ناجح
ما أهم مهارة يحتاج إليها رائد الأعمال؟
هناك العديد من المهارات والسمات التي يجب أن يمتلكها رائد الأعمال، وربما لا تنفصل هذه المهارات عن بعضها البعض. وعلى الرغم من ذلك هناك مهارة أساسية ترتكز عليها بقية المهارات الأخرى، ألا وهي المهارات القيادية والتنظيمية.
حيث أن المهارات القيادية والتنظيمية تمكن رواد الأعمال من:
- رؤية الصورة الكبرى للشركة وتحديد الأهداف الاستراتيجية. وهذا أمر بالغ الأهمية لتوجيه الجهود والموارد نحو تحقيق النجاح.
- التخطيط والتنظيم الفعال للعمليات والموارد. وهذا يضمن كفاءة التنفيذ وتحقيق الأهداف.
- قيادة وتحفيز الفريق. حيث أن قدرة رائد الأعمال على بناء فريق متماسك ومنتج تعتبر مفتاح النجاح.
في النهاية، امتلاك المهارات القيادية والتنظيمية يمكن رواد الأعمال من رسم الرؤية، وتنظيم الموارد، وتحفيز الفريق لتحقيق أهداف الشركة. وهذا الأساس يدعم بقية المهارات الأخرى وينعكس على نجاح المشروع ككل.
في الختام:
إن نجاح رواد الأعمال يعتمد بشكل كبير على امتلاكهم لمجموعة من المهارات الأساسية والمتكاملة. من المهارات القيادية والتنظيمية التي تمكنهم من رؤية الصورة الكبرى وتخطيط وتنفيذ الأعمال، إلى المهارات التحليلية والابتكارية التي تساعدهم على حل المشكلات بطرق خلاقة.
كما أن امتلاك المهارات التسويقية والمبيعية، والمهارات المالية، والمهارات التقنية والرقمية، كلها تشكل قوام متكامل لرواد الأعمال الناجحين.
فهذه المهارات المتنوعة تمكنهم من فهم السوق واحتياجات العملاء، وإدارة الشؤون المالية بحكمة، واستغلال التقنيات الحديثة لتعزيز أعمالهم.
في النهاية، إن التركيز على تطوير هذه المهارات الأساسية سيضمن لرواد الأعمال القدرة على بناء شركات قوية وقادرة على المنافسة والنجاح في بيئة الأعمال المتغيرة والمتسارعة. وهذا هو المفتاح لتحقيق الأحلام وإحداث التأثير الإيجابي في المجتمع.
أضف تعليقاً