3 طرائق لاتخاذ قرار حاسم:
1. التقدُّم السريع نحو المستقبل:
الطريقة الأولى هي طريقة التقدُّم السريع، فعندما تشغِّل مقطع فيديو على مشغل فيديو، يوجد زر التقدم السريع للانتقال إلى جزء لاحق من الفيديو، وكذلك، طريقة التقدم السريع هي المكان الذي تضع فيه نفسك في المستقبل مع خيار معين، ثم تسأل نفسك إذا كان هذا هو ما تريده.
كيف يساعد هذا؟
أولاً: غالباً ما يتشوَّش ذهننا عندما نواجه موقفاً معيناً، إذ ننشغل بالمخاوف، وهي المخاوف التي قد لا تكون ذات أهمية على الأمد الطويل، فيساعدنا التقدُّم السريع نحو المستقبل على رؤية الأشياء التي تهم والأشياء التي لا تهم على نحو أوضح، وقد لا تكون الأشياء التي تهمنا الآن ذات أهمية على الأمد الطويل، وعلى النقيض من ذلك، قد تكون الأشياء التي تبدو غير هامة لنا الآن هامة جداً على الأمد الطويل.
ثانياً: عندما تتصوَّر نفسك في المستقبل، تتضح إيجابيات وسلبيات هذا الخيار، إذ يتسنى لك أن ترى حقائق كل خيار وما سيحدث بعد ذلك، فهو يساعدك على تقييم ما إذا كان اتخاذ خيار معين سيوصلك إلى المكان الذي تريده، بدلاً من إضاعة سنوات من حياتك لمعرفة ذلك.
كيفية استخدام هذه الطريقة:
- اختر المعضلة التي تواجهها الآن، فقد يتعلق الأمر بعلاقتك أو زواجك أو عملك أو صداقتك أو صحتك أو مجالات الحياة الأخرى.
- حدِّد الخيارات التي تفكر فيها لهذه المعضلة.
- طبِّق أسلوب التقدم السريع على كل خيار.
- تخيَّل لو اتخذت الخيار أ. كيف ستكون حياتك بعد عام من الآن؟ أو ثلاث سنوات؟ أو خمس سنوات؟ أو 10 سنوات؟ شاهد السنوات تمر وأنت تعيش الحياة على هذا الطريق، ما الذي ستفعله؟ كيف سيكون شعورك؟
- كرِّر ما سبق مع الخيار ب، ثم الخيار ج، وهكذا.
- ما هو السيناريو الذي تريد أن تكون فيه؟ هذا هو الاختيار المناسب لك.
شاهد بالفديو: 8 طرق فعالة لجعل القرارات الصعبة أكثر سهولة
2. الرؤية المثالية:
قال العالِم "ألبرت أينشتاين" (Albert Einstein) ذات مرة: "لا يمكن حل أي مشكلة بنفس مستوى الوعي الذي سبَّبها".
إذا كنت تريد حل معضلتك الحالية، فأنت تحتاج إلى تبني إطار ذهني مختلف، أي تبنِّي عقلية شخص حقق هدفك الذي تصبو إليه، وهذا يقودنا إلى طريقة الرؤية المثالية.
كيفية استخدام هذه الطريقة:
بالنسبة إلى المعضلة التي تواجهها:
- ما هي رؤيتك المثالية لهذا الجانب من حياتك؟ على سبيل المثال، إذا كنت مُخيَّراً بين وظيفتين، ما هي رؤيتك المثالية لحياتك المهنية؟ إذا كنت تفكر في الزواج من شخص ما، ما هي رؤيتك المثالية على صعيد الحب؟
- ما هو الخيار الذي سيوصلك إلى رؤيتك المثالية؟
مثال: البقاء متزوجاً أم الطلاق
لنفترض أنَّك متزوج منذ 25 عاماً، ومع أنَّك فقدت كل الرغبة في البقاء مع شريك حياتك، فإنَّك تخشى طلب الطلاق، وربما أنت خائف من الوحدة، أو من الوصمة الاجتماعية، أو من المجهول، أو من التعامل مع الرسوم القانونية، أو من خوض إجراءات الطلاق، أو من مواجهة الحياة بعد الطلاق.
هنا اسأل نفسك:
- ما هي رؤيتي المثالية على صعيد الحب؟
- ما هو الخيار الذي يقودني إلى رؤيتي المثالية؟
ربما تكون رؤيتك المثالية هي أن تكون مع شخصٍ يفهمك، ويحبك، وتريد أن تقضي بقية حياتك معه، وبالنظر إلى خياراتك، ما هو الخيار الذي سيوصلك إلى رؤيتك هذه؟
- الخيار أ: البقاء مع شريك الحياة ولكن كل شيء في العلاقة يظل على حاله. هذا لن يوصلك إلى رؤيتك لأنَّك فقدت كل الرغبة في أن تكون معه.
- الخيار ب: طلب الطلاق. قد يوصلك هذا أو لا يوصلك إلى رؤيتك. إذا انفصلتما، فقد تظل أعزباً ولا تقابل أي شخص مناسب، ومن ناحية أخرى، قد تلتقي بشريك حياة مناسب ويتكلل الأمر بالزواج.
- الخيار ج: إجراء محاولة أخيرة لحل الأمور، تحدَّث مع شريك حياتك وأخبره بكل ما يدور في ذهنك، وأعطه إنذاراً، واستشر متخصصاً في الزواج.
كما ترى، لا يوجد حل حاسم، فالزواج علاقة فيها طرف آخر، ولا يمكننا أبداً معرفة كيف سيتصرف، ولا يمكننا التحكم في سلوكه، ومع ذلك، عندما تعرف رؤيتك، يمكنك اتخاذ خطوات توصلك إلى السيناريو المثالي، ويمكنك إخبار شريكك بهذه الرؤية وإقناعه بها.
إذا لم يبذل شريكك أي جهد ولم يكن متجاوباً حتى بعد ثلاثة أو ستة أشهر من محاولتك، فيبدو أنَّ الخيار (ب) هو الحل، حتى لو كنت لا تعرف ما يخبئه المستقبل، على الأقل لديك فرصة أن تقابل شخصاً أنسب لك، ولكن إذا التزمت الخيارين (أ) و(ج)، فلن تصل أبداً إلى رؤيتك المثالية على هذه المسارات.
طريقة الرؤية المثالية مفيدة؛ لأنَّها تجعلك تركز على ما تريده والخروج من المأزق الحالي؛ لذا بدلاً من التفكير في أوجه القصور الحالية (والتي ستزيد الأمر سوءاً)، فإنَّك تفكر فيما تريده حقاً وتكتشف أفضل طريقة لتحقيق ذلك، وقد يتضمن ذلك إجراء محادثة صعبة والشعور بالألم، ولكن لا خيار لك سوى ذلك إذا كان هذا الأمر يعوق تحقيق رؤيتك المثالية.
3. تحليل الإيجابيات والسلبيات:
الطريقة الأخيرة هي تحليل الإيجابيات والسلبيات، وهي مفيدة عندما يكون لديك عدد قليل من الخيارات المتشابهة أو المختلفة تماماً عن بعضها بعضاً، وتحتاج إلى اختيار خيار واحد، وهنا عليك تقييم كل خيار واختيار أنسب خيار يطابق معاييرك.
كيفية استخدام هذه الطريقة:
- حدد أفضل الخيارات القليلة المتاحة أمامك لهذه المعضلة.
- أجر تحليلاً مفصلاً للإيجابيات والسلبيات لكل خيار.
- حدد أهم 2-3 معايير لديك.
- اختر أنسب خيار يطابق هذه المعايير.
مثال: الهجرة
لنفترض أنَّك تفكر في الهجرة أو الحصول على إقامة دائمة في مكان ما، لقد سئمت العيش في وطنك وترغب في الانتقال إلى مكان آخر، ونظراً لأنَّك تعمل في مجال مطلوب بشدة؛ فلديك خيارات للحصول على وظيفة حول العالم، وهذا أمر محير أيضاً، لأنَّك لا تعرف أفضل مكان تنتقل إليه.
باستخدام هذه الطريقة، اسأل نفسك:
- ما هي الأماكن القليلة التي أرغب في الانتقال إليها، وتوفر لي مستقبلاً مهنياً واعداً؟
- ما هي إيجابيات وسلبيات كل مكان؟
- ما هي أهم 2-3 أهداف لي في البلد الجديد؟
- أي خيار أنسب لهذه الأهداف؟
بهذه الطريقة، يمكنك حصر خياراتك في أماكن قليلة: الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وأستراليا ونيوزيلندا على سبيل المثال، فتعتمد إيجابيات وسلبيات أي بلد على خياراتك المفضلة، ولكن تشمل بعض العوامل تكاليف المعيشة ونمط الحياة وجودة الرعاية الصحية وجودة التعليم (إذا كان لديك أطفال) والثقافة والطقس.
في أثناء إجراء هذا التحليل، ستتعلم مزيداً من الأمور عن المعايير التي تهمك؛ لذا عليك أن تقرر أنَّ الخيارات (أ) جودة الرعاية الصحية، و(ب) نمط الحياة، و(ج) الثقافة هي الأكثر أهمية بالنسبة إليك، ويمكنك بعد ذلك اختيار أنسب خيار يتوافق مع هذه المعايير.
من الهام تحديد أهم 2-3 معايير لديك؛ لأنَّ معظم خيارات الحياة ليست مثالية على الإطلاق، وإذا كان الكمال هو هدفك، فقد لا تصل إلى قرار أبداً، فأنت تحتاج إلى توضيح أولوياتك، واختيار الخيار الأفضل وتحقيق أقصى استفادة منه.
ينطبق تحليل الإيجابيات والسلبيات على تقييم خيارات الوظيفة أيضاً، فإذا لم يكن أي من اختياراتك يناسب معاييرك، فابدأ من جديد واستكشف الخيارات الأخرى، وكرر ذلك حتى تجد خياراً يطابق أهم 2-3 معايير لديك.
مراجعة القرار:
باستخدام هذه الطرائق معاً، لا بد أن تجد حلاً لمعضلتك، وفي بعض الأحيان، قد تعطيك إحدى الطرائق حلاً غامضاً، فإذا كان الأمر كذلك، استخدم الطريقتين الأخريين ويجب أن يكشف الحل عن نفسه، وإذا استخدمت الطرائق الثلاث وحصلت على نفس الحل، فهذه علامة واضحة على أنَّ هذا هو الطريق الذي يجب اتباعه.
من غير الممكن أن تحصل على إجابات متضاربة جداً؛ لأنَّ هذه الطرائق تهدف إلى قيادتك إلى حياتك المثالية، وفي النهاية، يجب أن يستوفي قرارك هذه المعايير، فاسأل نفسك:
- هل هذا الاختيار سيقربني من حياتي المثالية؟ ينبغي ذلك، وإلا فلماذا تفكر فيه؟
- هل سيجعلني سعيداً؟ يجب أن يجعلك اختيارك سعيداً، فإن لم يكن كذلك، فهذا يعني وجود خطب ما، فابدأ من جديد لتقييم مزيد من الخيارات.
- إذا لم أفعل هذا، فهل سأندم على ذلك؟ ينبغي ألا يسبب الاختيار الجيد الندم، ومن الأفضل أن تفعل شيئاً لترى كيف سينتهي، بدلاً من تجنبه والتساؤل عما كان سيحدث، فعلى الأقل ستعلم أنَّك بذلت قصارى جهدك ومن ثم لن تشعر بأي ندم.
في الختام:
اعلم أنَّ التفكير الخاطئ يؤدي إلى حلول خاطئة؛ لذا لحل مشكلاتنا علينا التعامل معها من زاوية مختلفة وأكثر وعياً، فيساعدنا التقدم السريع على تصور المستقبل ورؤية النتائج طويلة الأمد لأي خيار، ويجعلنا تصور رؤيتنا المثالية نركز على السيناريو المثالي الذي نريده، ثم نكتشف الخيار الأفضل لتحقيقه، ويساعدنا تحليل الإيجابيات والسلبيات على تقسيم كل خيار وتحليله إلى جوهره الأساسي، حتى نتمكن من انتقاء الخيار الذي يناسب أولوياتنا على أفضل وجه.
استخدم الطرائق الثلاث لتوضيح النتيجة المثالية والمسار الذي يساعدك على تحقيقها، لكن يجب أن تحدِّد الغاية قبل الكيفية: ما هي غايتك المثالية؟ ثم، كيف يمكنك تحقيقها؟
أضف تعليقاً