روَّج الكاتب "تيم فيريس" (Tim Ferriss) لمصطلح تصميم نمط الحياة أول مرة في كتابه "العمل 4 ساعات في الأسبوع" (The 4-Hour Workweek)، والذي يشرح فيه إمكانية تغطية نفقات المعيشة من خلال العمل فقط لأربع ساعات أسبوعياً، ومن ثم ستكون لديك الحرية لفعل ما تريده في حياتك خلال الوقت المتبقي، ولكن في الحياة الواقعية؛ فإنَّ قلة قليلة من الأشخاص هم قادرون على تأمين دخل كاف بهذه الطريقة؛ بل إنَّ من يعمل 40 ساعة فقط أسبوعياً يعدُّ محظوظاً في الولايات المتحدة، ومع هذا يبقى من الضروري تصميم نمط الحياة المناسب لكل شخص، وبخاصة مع وجود جدول يومي مزدحم.
3 نصائح تساعدك على تصميم نمط الحياة الذي تحبه:
بكل الأحوال، إنَّ حياتك ستأخذ نمطاً محدداً، ولكن هذا النمط إما أن يتشكل بالصدفة أو من خلال توجيه واعٍ وإرادة منك، وفيما يأتي بعض النصائح التي تساعدك على تصميم نمط الحياة الذي تحبه بدلاً من الاضطرار للقبول بالواقع:
1. اختر مهنة تحبها:
يعد المردود المادي المعيار الرئيس لاختيار المهنة بالنسبة إلى الكثيرين، ولا شكَّ أنَّ المال هام، ولكن الأهم هو أن تحب العمل الذي ستقضي فيه سنوات، وقد يكون الكثيرون على استعداد لتغيير عملهم من أجل وظيفة بأجر أعلى، ولكن راحة الإنسان وسعادته يجب أن تكون أولويةً في العمل حتى لو تطلَّب الأمر الانتقال إلى عمل أقل أجراً.
شاهد بالفديو: 9 نصائح مهمة للنجاح في العمل
2. اهتم أكثر ببناء علاقات اجتماعية داعمة:
العلاقات الإيجابية والداعمة لها دور كبير في شعورك بالرضى عن حياتك؛ لذلك يجب إعطاء هذا الجانب الاهتمام الذي يستحقه وألا يترك الأمر للصدفة، والآخرون هم جزء أساسي من حياتنا وعلاقتنا معهم تبادلية تتطلب الاهتمام والدعم من كلا الطرفين، وإلا فإنَّ مصيرها الفشل بالتأكيد.
البداية تكون في الاختيار الواعي للشخص المناسب وليس الدخول في علاقات لمجرد ملء الفراغ العاطفي، وقد يبدو الأمر بديهياً ومع ذلك يقع معظم الأشخاص في هذا الخطأ، لذا حدِّد رغباتك بوضوح ولا تدخل في علاقات لا تلبي تطلعاتك واحتياجاتك.
كذلك الأمر بالنسبة إلى صداقاتك الحالية إذا شعرت أنَّها لم تعد مناسبة لك، فلا تتردد بالبحث من جديد عن أشخاص مناسبين يشاركونك الاهتمامات ذاتها.
3. خصِّص وقتاً لممارسة هواية تحبها:
للهوايات فوائد عدة، منها التخلص من التوتر وتنمية القدرات الذهنية إضافة إلى جانب المتعة، ويملك الفرد حتى المرحلة الجامعية متسع من الوقت للبحث وتجربة هوايات متعددة، ولكن فيما بعد ومع وجود التزامات عائلية ومهنية يصبح الأمر أكثر صعوبة، كما أنَّ اهتماماتك قد تتغير مع تقدمك في السن فتجد أنَّك لم تعد تستمتع بنفس الهوايات التي كنت تحبها من قبل.
لتتمكن من تحديد الهواية المناسبة لك فكر في الفوائد التي ترغب في الحصول عليها، سواء تنمية المهارات الذهنية أم قضاء وقت ممتع في الهواء الطلق أم الشعور بالحماسة والسعادة، ثم اسع لتلبية هذه الرغبات بالطرائق التقليدية المعروفة أو بابتكار وسائل أخرى غير مألوفة، ومع أنَّ معظم الأشخاص بدؤوا بممارسة هواياتهم في وقت متأخر نسبياً إلا أنَّ تلك الهوايات أصبحت الجزء الأهم في حياتهم سواء الكتابة أم النحت أم رياضة ما، لذا حاول أن تختار هواية تحبها ولا تشعر بالملل مهما قضيت وقتاً فيها.
في الختام:
إنَّ تصميم نمط الحياة ليس حكراً على الأشخاص الذين يعملون لحسابهم الخاص، وإنَّما هو متاح لكل إنسان يريد أن يتحكم بحياته ومستقبله، ويبذل كل ما في وسعه ليحقق الحياة التي يتمناها بدلاً من أن يضطر للقبول في واقع لا يشبه أحلامه.
أضف تعليقاً