23 نصيحة تحفزك على الإبداع

نحن نمتلك جميعاً قدرةً على الإبداع، لكن أحياناً نحتاج إلى تنمية الجانب الإبداعي لدينا، وسواء كنا نعمل في المجال التقني أم في المجال الفني، فكل مجال يحتاج إلى الإبداع. لكنَّ السؤال هو كيف تصقل هذا الإبداع؟ الجواب هو من خلال النصائح التي سنذكرها في هذا المقال، لكن أولاً لنجب عن هذا السؤال.



ما هو الإبداع؟

الإبداع هو إعادة إنشاء شيء موجود فعلاً، أو ابتكار شيء جديد وفريد، لكن باستخدام مواهبك ومهاراتك الخاصة، فيمكن أن يظهر الإبداع من خلال توظيف مهاراتك بطرائق جديدة، أو تحويل أفكارك إلى شيء واقعي، ويمكن أن يتجلَّى الإبداع بأشكال متعددة؛ في التفكير، والفن، والموسيقى، وتصميم الملابس، وإضافة إلى كل ما سبق، فإنَّ الإبداع هو شيء يمكن تعلُّمه.

كيف تصبح مبدعاً؟

لا يتعلَّق الإبداع بالواقعية بقدر ما يعني تخطِّي القيود العقلية، فمثلاً قد يُطلب منك التفكير بمئة طريقة مختلفة لعصر الليمون، وقد لا تستطيع التفكير سوى بطريقتين:

  1. استخدام اليدين.
  2. استخدام عصارة.

لكن لو فكَّرت خارج الصندوق لتوصَّلت إلى طرائق أخرى مثل، عصرها باستخدام الأوزان في صالة الألعاب الرياضية، فقد تبدو فكرة غريبة، لكن هذا هو المطلوب منك للإبداع، أن تخرج بأفكار غير مألوفة، وكتدريب عملي حاول القيام بجلسة عصف ذهني، واكتشف 10 استخدامات مختلفة للمظلَّة.

فيما يأتي 24 نصيحة تحفِّزك على الإبداع:

1. اقرأ كتاباً في موضوع جديد:

فكِّر في آخر كتابين قرأتهما، وعلى الأغلب ستجد أنَّك تقرأ نفس النوع من الكتب في كل مرة، وهذا أحد الأسباب التي تجعلنا نتوقف عن التفكير الإبداعي، فنحن نقرأ نفس الموضوعات لنفس المؤلفين وهذا لا يساعد على تحفيزنا.

إذ إنَّ التكرار هو العائق الحقيقي أمام الإبداع، فلإطلاق العنان لإبداعك يقول "روبرت إبستاين" (Robert Epstein) مؤلف كتاب "الكتاب الكبير لألعاب الإبداع" (The Big Book of Creativity Games)، إنَّه يجب علينا توسيع نطاق معرفتنا من خلال حضور فصل دراسي يقدِّم معلوماتٍ غير مألوفة، أو قراءة مجلات تتناول موضوعات جديدة.

نظراً لأنَّ جميع المعارف مرتبطة مع بعضها فستصبح أكثر إبداعاً كلما قرأت أكثر، لأنَّك ستكون قادراً على دمج أفكار مختلفة في مجموعة أوسع من المهارات، أو خوض تجارب جديدة.

خطوات عملية:

  1. قراءة كتاب يحفِّز على التغيير.
  2. اتباع دورة تعليمية في مجال لا علاقة له بعملك.
  3. قراءة مجلات في موضوع مختلف عمَّا قرأته سابقاً.
  4. قراءة كتب في مجال لم تقرأ عنه سابقاً.
  5. ممارسة رياضة جديدة، مثل رقص الباليه.

شاهد بالفديو: 8 طرق لتنمية الإبداع في نفسك

2. اقضِ وقتاً مع المبدعين:

يتحدَّث رائد الأعمال "كيث فيرازي" (Keith Ferrazzi) في كتابه "لا تأكل وحدك" (Never Eat Alone)، عن وجود علاقات قوية يمكنك الاعتماد عليها؛ إذ تساعدك هذه العلاقات في مجال عملك وتحقيق النجاح.

فإذا أردت أن تكون مبدعاً يجب أن تحيط نفسك بأشخاص متنوِّعين وبارعين، فسواء أعجبنا ذلك أم لا، فإنَّنا نتأثر بالأشخاص الذين نقضي وقتنا معهم، لذلك حاول أن تقضي وقتك مع أشخاص يدعمون إبداعك لا مع أشخاص يستنزفونه.

باختصار، اقضِ وقتك مع أشخاص مبدعين بطرائق مختلفة، واخرج بصحبة الأشخاص الذين لديهم هوايات إبداعية، ومارسوا معاً نشاطات تثير لديكم الشغف، أو ركِّزوا على مجالات فريدة من نوعها حتى تصبحوا متخصِّصين فيها.

نصيحة عملية: حدِّد موعداً لتناول العشاء، أو لممارسة الألعاب التي تُمارَس على الألواح، مثل الشطرنج مع الأصدقاء، ويمكنك حتى أن تجتمع معهم من خلال تطبيقات التواصل الاجتماعي، فالأمرُ الهامُّ هو أن يمتلك هؤلاء الأشخاص اهتمامات مثيرة تعزِّز إبداعك.

3. مارس التجربة الفكرية:

عندما تفكِّر في "ألبرت أينشتاين" (Albert Einstein) فقد تتخيَّل عالم رياضيات مجنوناً جالساً وراء مكتبه، ويعمل على حلِّ المعادلات، لكنَّ "أينشتاين" كان يعرف قوة الخيال، وهو ما يُسمَّى أكاديمياً بالتجربة الفكرية، وهي نشاط فكري يمكن للمرء القيام به من أجل التمييز بين نتائج العمل المُحتملة.

فقد يستخدم معظم المفكرين العظماء التجربة الفكرية؛ إذ يمكن أن تؤدي إلى استنتاجات قوية لمسائل تبدو مستحيلة الحل، مثل كيفية السفر بسرعة الضوء.

أجرى "أينشتاين" أول تجربة فكرية له عندما كان في السادسة عشرة من عمره؛ إذ حاول أن يتخيَّل كيف سيبدو السفر بسرعة كبيرة لدرجة أنَّك تتحول إلى ما يشبه شعاعاً ضوئياً، وهذه مجرد واحدة من تجارب "أينشتاين" الفكرية، والتي أدت في النهاية إلى ابتكاره للنظرية النسبية.

فالسؤال هو كيف تجري تجربتك الفكرية؟ التجارب الفكرية يسيرة جداً، وإليك خطوات للتفكير بطريقة عبقرية مثل "أينشتاين":

  1. تصوَّر سيناريو، ما هي مشكلتك الإبداعية؟ تصوَّر المشكلة في عقلك، وحاول حلها.
  2. حدِّد أفعالك، ما هي الإجراءات التي يمكنك اتخاذها للتغلب على العقبات؟ ما الذي يمنعك من الإبداع؟ وكيف تتخلَّص من هذه العقبة؟ بعد الإجابة عن هذه الأسئلة ضع قائمة بالإجراءات، قد يكون من المفيد تدوين خريطة ذهنية، أو تدوين ملاحظات كتابية.
  3. حدِّد النتيجة، ما هي نتيجة كل واحد من هذه الإجراءات؟ وكيف تشعر بعد حدوث هذه النتيجة؟ تخيَّل نفسك تُحقِّق الهدف والنتيجة النهائية بعد أن تطلق العنان لإبداعك.

نصيحة عملية: أجرِ تجربة فكرية كلما واجهت عقبة إبداعية، ويمكنك حتى أن تتخيَّل الأشياء التي تفعلها يومياً مع بعض التعديل:

  1. تخيَّل أنَّك تمارس تمرينات باستخدام الأوزان، لكنَّك ترفع أوزاناً أثقل ممَّا ترفعه عادةً، أو أنَّك تقوم بتمرين جديد.
  2. تخيَّل أنَّك تطهو طعام العشاء، وتحضِّر طعاماً لم تجرِّبه من قبل.
  3. تخيَّل القيام بعمل روتيني أمام الجمهور.
إقرأ أيضاً: أهمية الوقت الخاص في تعزيز الإبداع بالنسبة إلى آينشتاين وستيف جوبز

4. استخدم دفتر ملاحظات الجيب:

لا بدَّ أنَّك تضع في جيبك هاتفك الجوال ومفاتيحك ومحفظتك، لكن لماذا لا تضع أيضاً دفتر الملاحظات؟

إذ يحمل الكاتب والمؤلف "أوستن كلاون" (Austin Kleon) دفتراً صغيراً يوضع في الجيب لتتبع أفكاره العشوائية يومياً، فقد يساعده هذا على إطلاق العنان لقدراته الإبداعية، فكلما شعر بطاقة إبداعية، يُخرج الدفتر ويدوِّن خلاصة ما يفكِّر به.

قد تتساءل لماذا لا يستخدم أحد تطبيقات الملاحظات على هاتفه الجوال؟ والجواب أنَّ الدفتر والقلم لا يعملان على البطارية التي يمكن أن تنفد، ويوجد شيء مميز في الكتابة اليدوية لا يمكن أن تحصل عليه من خلال الكتابة الرقمية.

نصيحة عملية: احصل على دفتر جيب أو دفترين مع قلم مناسب، وعندما يخطر في ذهنك شيء إبداعي دوِّنه على الدفتر، ويمكنك حتى تدوين اقتباساتك المفضلة التي قرأتها، أو كلمات الأغاني المفضلة، أو الإلهام الذي شعرت به من خلال لوحات معينة، فأنت لا تعرف متى يمكن أن تحصل على فائدة من هذه الكتابات في المستقبل.

إذا لم تكن من هواة الكتابة يمكنك تسجيل الملاحظات عبر مسجل الصوت الموجود على هاتفك، أو استخدام تطبيقات مثل "نوشن" (Notion).

5. اقضِ بعض الوقت في بيئة طبيعية:

ربما لا تحب الجلوس في منزلك طوال اليوم، لكنَّك لست الوحيد الذي لا يحب ذلك، فقد أظهرت دراسة نُشرت في مجلة "كريتيفيتي ريسيرش" (Creativity Research) أنَّ قضاء الوقت في بيئة طبيعية قد يحفِّز على الإبداع.

توجد 5 عوامل بيئية أثبتت أنَّها تُعزِّز الإبداع:

  1. التفاصيل المرئية المعقدة في البيئة، مثل اللوحات أو الفن.
  2. منظر لبيئة طبيعية، مثل الجلوس بالقرب من نافذة تطلُّ على منظر طبيعي.
  3. استخدام المواد الطبيعية، مثل الأخشاب.
  4. البيئة التي لا يكون فيها كثير من الألوان الباردة مثل الأزرق والبنفسجي.
  5. تقليل الاستخدام للمواد المُصنعة مثل البلاستيك.

نصيحة عملية: حاول أن تجلس في مكان قريب من الطبيعة:

  1. ضع بعض النباتات في مكتبك.
  2. اذهب إلى أماكن فيها مساحات خضراء وأشجار.
  3. ضع صورة منظر طبيعي كخلفية على جهاز الكومبيوتر.
  4. علِّق بعض اللوحات الطبيعية.
  5. أضف بعض الألوان الدافئة إلى جدران منزلك ومكتبك.
  6. اجلس بجانب النافذة أو الشرفة.
  7. إذا كنت تعمل عن بُعد فقم بأداء العمل في حديقة أو مقهى يطلُّ على منظر طبيعي.
  8. الاستماع لبعض الموسيقى التي تحفِّز على تخيُّل المناظر الطبيعية.

الأمر الهامُّ هو أن تحاول الارتباط أكثر بالطبيعة، فكلما ازداد ارتباطك بالطبيعة ازداد إبداعك، وإذا لم تكن قادراً على وضع بعض النباتات في مكتبك، فجرِّب الذهاب في نزهة إلى الحديقة، وبذلك ستجني فائدة مضاعفة، فقد أظهرت دراسة قامت بها جامعة "ستانفورد" (Stanford) أنَّ المشي يحفِّز على الإبداع بنسبة 60%.

6. خذ استراحة صامتة:

عندما يتعلَّق الأمر بأخذ فترات استراحة، فإنَّ الهدوء يصبح أمراً هامَّاً، لنفترض أنَّك تأخذ قسطاً من الراحة، وتستمع للمدونة الصوتية المفضَّلة لديك، أو تتعلَّم وتكتشف شيئاً جديداً وتشعر بشعورٍ جيد، لكنَّ هذا لا يساعد على الإبداع، وذلك وَفقاً لدراسة تُسمَّى الضوضاء الزائدة بالتلوث الضوضائي، وهي ظاهرة تحدث عندما يتلقى عقلك باستمرار معلومات جديدة من مصادر خارجية، ولا تتاح له فرصة للاسترخاء.

لذلك، يمكن أن يساعد التفكير بصمت على استعادة طاقتك الذهنية ويحفِّز على الإبداع، ويشبه الأمر حاجتك إلى الراحة بعد التمرين، فعقلك أيضاً يحتاج إلى وقت راحة ليتعافى من الإرهاق بعد العمل، ويتحقَّق هذا من خلال أخذ فترات راحة هادئة دون ضوضاء.

نصيحة عملية: ستشعر بأنَّك تحتاج إلى استراحة هادئة عندما تشعر بأنَّك توقَّفت عن الإبداع، فيمكنك ضبط المنبه لمدة تتراوح بين 5 و10 دقائق والجلوس وحدك، ويمكنك خلال هذه الفترة أن تمارس التأمل.

7. ضع موعداً نهائياً:

الخطأ الذي يقع فيه كثير من المبدعين هو أنَّهم لا يكملون مشاريعهم التي يبدؤون فيها، وبصرف النظر عن مقدار التقدُّم الذي يحقِّقونه، فإنَّهم يجدون دائماً أشياء جديدة ليغيروها أو يضيفوها في أثناء سعيهم لتحقيق الكمال، وبذلك لا ينتهي المشروع أبداً.

لكن، حتى لو كنت تتوقَّع أنَّك وصلت إلى الكمال، يمكن لشخص آخر أن ينظر إلى إبداعك ويكتشف العشرات من الأخطاء فيه، لذلك من المفيد أن نؤكِّد أنَّ الهدف من الإبداع هو الابتكار وليس تحقيق الكمال.

نصيحة عملية: ابدأ مشروعك، وحدِّد له موعداً نهائياً صارماً، فوَفقاً لقانون "باركنسون" (Parkinson) يسعى الأشخاص إلى تحقيق أكبر استفادة من وقتهم خلال الوقت الممنوح لهم لإنجاز المهام، وهذا من العوامل التي تؤدي إلى التسويف، فمثلاً تجد نفسك تبدأ بالعمل بوتيرة بطيئة وفي حالة تشتُّت ذهني، لكن ما إن يقترب الموعد النهائي تشعر أنَّك تبذل كل جهدك.

أمَّا إذا كنت تمارس نشاطاً إبداعياً من أجل المتعة والتعلُّم فقط وليس عليك الالتزام بموعد نهائي، فيمكنك تحديد الأيام التي تشارك فيها عملك مع صديق أو أحد أفراد العائلة، ومن ثمَّ وضع مواعيد نهائية لإنجاز العمل، وأخبرهم بما تعمل عليه حتى تشعر بالمسؤولية.

8. ابقَ سعيداً:

وجدت دراسة أجريت بقيادة الدكتورة "كارين جاسبر" (Karen Gasper) أستاذة علم النفس الاجتماعي في "جامعة ولاية بنسلفانيا" (Penn State University) أنَّ الحزن يقلِّل من القدرة على الإبداع، ووجِد أيضاً:

  1. تكليف الطلاب الجامعيين الحزينين والسعداء بالقيام بمهمة بطرائق مختلفة.
  2. كانت حلول الطلاب الحزينين أقل ابتكاراً من الطلاب السعداء.

قد يكون السبب هو أنَّنا عندما نشعر بالحزن نكون أكثر حذراً من ارتكاب الأخطاء ونكون أكثر تحفظاً، وعندما نكون سعداء نشعر بمزيد من الحرية الفكرية، وهذا يسمح لنا بابتكار أفكار جديدة وأكثر إبداعية.

نصيحة عملية: حاول تخطِّي مشاعر الحزن والإحباط، وتعلَّم كيف تكون سعيداً، فالخبر الجيد أنَّ السعادة هي مهارة يمكن تعلُّمها، ومن المفيد أن تعمل على ذلك باستمرار.

9. حافظ على حماستك مهما تعرَّضت للصعوبات:

عندما تحاول ابتكار شيء جديد فمن المُحتمل أنَّك ستواجه كثيراً من العقبات، لكنَّ المقياس الحقيقي لمعرفة ما إذا كانت مساعيك صحيحة وستتكلَّل بالنجاح أم لا هو ما إذا كنت ما تزال تشعر بالحماسة لأداء العمل في الأوقات التي تراودك فيها الشكوك، وتشعر فيها بالإحباط والفشل.

إذ تصف الكاتبة "إليزابيث جيلبرت" (Elizabeth Gilbert) السنين التي كافحت فيها من أجل أن تصبح كاتبة ناجحة، وأضافت أنَّها لم تفقد شغفها تجاه مهنتها أبداً، فالكتابة بالنسبة إليها جزء من كيانها، ولا يمكن لأي صعوبات مهما بلغت أن تجعلها تشكُّ بهذه الحقيقة؛ فإذا كانت مساعيك الإبداعية نابعة من رغبة حقيقية، فستشعر كما شعرت "جيلبرت".

نصيحة عملية: اسأل نفسك: "هل مسعاك الإبداعي هو ما تريده؟" إذا كان الجواب نعم، فحاول أن تقرأ عن كيفية تحويل الإخفاقات إلى فرص للنجاح.

إقرأ أيضاً: أيقظ إبداعك الكامن في شاكرا العَجُز (سفاديستانا)

10. استمر في أداء عملك اليومي:

كشفت "جيلبرت" خلال كتابها "السحر الكبير" (Big Magic) عن مدى خطأ المقولة التي تدَّعي أنَّه كي تعيش بطريقة إبداعية، ينبغي أن تصبح فنَّاناً متفرِّغاً يُخاطر بكل شيء آخر في الحياة من أجل نجاح فنه.

ففي حين قد تنجح هذه المقولة مع كثير من الأشخاص، فإنَّها تتجاهل حقيقة أنَّه يمكنك العمل بوظيفة بدوام كامل، والحصول على علاقات مستقرة، والمشاركة في أنشطة أخرى، وتظل شخصاً مبدعاً جداً؛ فالسرُّ يكمن في جعل الإبداع جزءاً من حياتك اليومية.

فيما يأتي طريقتان سهلتان لتدمج الإبداع في روتينك اليومي:

  • خصِّص جزءاً من الوقت الذي تقضيه على وسائل التواصل الاجتماعي أو في مشاهدة التلفاز، للعمل على مشاريع إبداعية.
  • ابدأ يومك عند الاستيقاظ بنشاط إبداعي، أو افعل ذلك قبل الذهاب إلى النوم.
  • ادعُ أصدقاءك للانضمام إليك في حضور الدروس، أو الانضمام إليك في هواياتك الإبداعية وبذلك تجعل منها تجربة جماعية.

نصيحة عملية: حاول تحويل نشاطاتك الإبداعية إلى عمل جانبي تجني من خلاله المال.

11. استفد من الأحلام لاكتشاف الحلول:

طلبت الدكتورة "باريت" (Barrett) في كلية الطب بجامعة "هارفارد" (Harvard) من الطلاب التفكير في مشكلة كانوا يحاولون حلها كل ليلة قبل الذهاب إلى النوم، ووجدت أنَّ 34% من الطلاب لديهم بالفعل حلم يمثِّل حلاً لمشكلتهم؛ إذ يساعد الحلم على تعزيز قدراتنا الإبداعية، فمثلاً:

  1. كان لاعب الغولف المعتزل "جاك نيكلوس" (Jack Nicklaus) يحلم بتصحيح مساره في لعبة الغولف والتعافي من الإخفاق.
  2. توصَّل الروائي الاسكتلندي "روبرت لويس ستيفنسون" (Robert Louis Stevenson) إلى حبكة الفيلم الشهير "الدكتور جيكل والسيد هايد" (Dr Jekyll and Mr Hyde) من خلال حلم رآه.
  3. اكتشف الموسيقار "بول مكارتني" (Paul McCartney) لحن أغنية "أمس" (Yesterday) من خلال حلم، وكان مصدر إلهام لكتابة أغنية "الغواصة الصفراء" (Yellow Submarine).

إذ يساعدنا الحلم على التركيز على مشكلاتنا دون أن نتعرَّض للتشتيت، وهنا يأتي دور تقنية آلة الأحلام:

  1. أحضِر صندوقاً فارغاً؛ أي صندوق مصنوع من الورق المقوى، مثل صندوق جهازك الخليوي الجديد، واكتب عليه "آلة الأحلام".
  2. اكتب على قصاصة ورق مشكلة أو مشكلتين رئيسيتن تريد حلهما في حياتك وتحتاجان إلى بعض الإبداع؛ يمكن أن تكون فكرة لمشروع تجاري.
  3. ضع مشكلاتك داخل آلة الأحلام، وخصِّص 5 دقائق كل يوم قبل النوم للتفكير بحلول لمشكلاتك. فقد تعمل هذه التقنية من خلال الدمج بين التخيُّل والأحلام، ومن خلالها فإنَّنا نشعر بأنَّنا أخرجنا المشكلات من تفكيرنا، ونحاول إيجاد حل لها في الواقع الحقيقي، وباستخدام أحلامنا يمكننا التركيز على هذه المشكلات دون أن يتشتَّت تركيزنا، وهذا على النقيض من التركيز عليها في حالة اليقظة التامة.

نصيحة عملية: اصنع آلة الأحلام، وركِّز على مشكلاتك من خلالها كل ليلة.

كيف تصبح مبدعاً في الفن؟

12. قم بالخربشة:

لا نقول إنَّ الخربشة ستؤدي إلى إنجاز تحفة فنية، فالغرض المباشر من الخربشة هو شيء آخر، وهو تحفيزك على التفكير الإبداعي، لذلك أخرج قطعة من الورق وخربش عليها فقط؛ فالشيء الهامُّ الذي يجب مراعاته عند ممارسة هذا التدريب هو أن تشعر بالمتعة، لا تركِّز على الهدف النهائي، ركِّز على العبث الذي تقوم به وحاول أن تستمتع.

نصيحة عملية: خربِش على لوحة فارغة، من خلال استخدام الوسائل البدائية من أقلام رصاص وأقلام تلوين، وارسم كل ما يتبادر إلى ذهنك.

13. استخدم تقنية "بوب روس" للرسم:

حاول الرسم باستخدام أسلوب "بوب روس" (Bob Ross)، وإذا كنت لا تعرف من هو "بوب روس" فهو رسام ومقدِّم برنامج "متعة الرسم" (The Joy Of Painting).

نصيحة عملية: احصل على الإكريليك مع فرشاة ولوحة قماشية، وشاهد أحد مقاطع بوب روس على "اليوتيوب" (Youtube) وقلِّد أسلوبه في الرسم.

14. جد الإلهام:

هذه خطوة يسيرة لكنَّها فعَّالة، تمهَّل قليلاً في أثناء ما تفعله في يومك، وحاول إيجاد مصدر إلهام لما تفعله، فأينما كنت، ومهما كان الشيء الذي تفعله، حاول أن تجد مصدراً للإلهام.

نصيحة عملية: اضبط منبهك لثلاث مرات خلال يوم، وعندما يرن توقَّف لمدة دقيقة عمَّا تفعله، وابحث خلال هذا الوقت عن الإلهام، وادمج بين هذه النصيحة ونصيحة دفتر الجيب التي ذكرناها أعلاه، وحاول أيضاً تغيير مكان جلوسك، مثلاً اجلس على الجانب الآخر من مكتبك، فربما تجد شيئاً مختلفاً أو تكتسب منظوراً جديداً.

كيف تكون مبدعاً بالكتابة؟

يمكن أن تكون الكتابة نشاطاً شاقاً، إذ توجد أوقات تشعر فيها أنَّ إبداعك توقف تماماً، لكن من خلال هذا التمرين ستخرج من حالة الركود.

15. استلهم من كتابات أخرى:

إنَّ كتابة القصص، وخاصةً القصص الخيالية أمر صعب جداً، وذلك لأنَّك تبني عالماً جديداً تماماً من الصفر.

لذلك، دعونا نستلهم من قصة "هاري بوتر" (Harry Potter)، باستخدام تقنية إعادة الكتابة، يمكننا إيجاد طرائق مبتكرة وجديدة لتطوير قصة دون الحاجة إلى إنشاء قصة جديدة كلياً، فأنت تحصل في هذه الحالة على العمل وقد أُنجِز منه الجزء الشاق، ويمكنك حتى أن تعيد ابتكار الشخصيات.

في مثالنا سنستبدل "هاري بوتر" بـ "غاري بوتر" (Gary Potter) الذي يتم قبوله في مدرسة "هوغورتس" (Hogwarts) أيضاً، لكنَّه بدلاً من أن يقاتل "فولدمورت" (Voldemort) سيد الظلام، فإنَّه يقاتل جيشاً من الكعك الغاضب.

نصيحة عملية: فكِّر في قصة أو شخصيات أو عالم تودُّ الكتابة عنه، وخذ عناصر مشابهة، لكن أضف لمستك الخاصة.

كيف تصبح أكثر إبداعاً في الرسم؟

جرِّب هذه النصائح العامة في الرسم، بصرف النظر عن مستوى احترافيتك.

16. ارسم باليد التي لا تستخدمها عادةً:

إذا كنت رساماً فإنَّك تميل لاستخدام اليد المهيمنة اليمنى أو اليسرى، لكن في هذا التمرين سنغيِّر هذه العادة؛ فإنَّ استخدام يدك غير المهيمنة يشبه إلى حد كبير ركوب الدراجة لأول مرة، إذ سترتكب كثيراً من الأخطاء، لكنَّك ستتعلَّم خلال ذلك، وتكمن الفائدة في هذا التمرين في أنَّك ستضطر إلى الرسم ببطء والتفكير في أساسيات الرسم.

نصيحة عملية: ارسم شيئاً باليد التي لا تستخدمها عادةً، وخصِّص وقتاً يومياً أو يوماً في الأسبوع أو الشهر لممارسة هذا التمرين.

17. وظِّف مشاعرك في الرسم:

قد يرسم بعض الناس بطريقة أفضل عندما يربطون المشاعر بالعمل الفني الذي يقومون به، فقد تكون قادراً على الإحساس بأنَّ رسمك حيٌّ ومليءٌ بالمشاعر، لكن في جميع الأحوال، عندما يكون لديك مشاعر مرتبطة بعملك الفني، فإنَّ إبداعك يتدفَّق بطريقة أفضل.

نصيحة عملية: حاول رسم شيء عاطفي، مثل حيوان أليف، أو أحد أفراد أسرتك، أو لعبة كنت تلعب بها في طفولتك، وفي عملك اللاحق حاول إنشاء قصة لعملك الفني.

هوايات إبداعية:

إليك بعض الهوايات الإبداعية التي يمكنك ممارستها خلال وقت الفراغ:

  • جمع التذكارات: جرِّب جمع الطوابع، أو العملات المعدنية، أو الحلي الغريبة، أو الهدايا التذكارية، ويمكنك إضافة شيء جديد لمجموعتك، مثل الصخور أو الزهور المجففة التي جمعتها من الأماكن الفريدة التي زرتها؛ فعندما تنظر إلى مجموعتك سيكون لديك أشياء فريدة تمثِّل ذكرياتك.
  • نوادي القراءة: إذا كنت مهتماً بالقراءة، فحاول جعلها تجربة جماعية، فنوادي القراءة طريقة رائعة لمشاركة أفكارك مع الآخرين، بالإضافة إلى أنَّك ستكون قادراً على قضاء الوقت مع غيرك من المبدعين.

18. تعلَّم لغة جديدة:

تشير الدراسات إلى أنَّ الأشخاص متعددي اللغات أكثر إبداعاً من الأشخاص الذين يتحدثون لغة واحدة؛ إذ يجعلك تعلُّم لغة جديدة قادراً على التعبير عن أفكارك من خلال كلمات وطرائق جديدة.

19. استفد من الأشياء القديمة:

قد يكون لديك كثير من الخردة، فحاول استخدام هذه الأشياء بطريقة إبداعية، ويمكنك استخدامها لإضفاء مظهر جديد على سيارتك أو دراجتك.

20. مارس فن طي الورق:

"الأوريغامي" (Origami) هو فن طي الورق الياباني؛ إذ يمكنك صنع الأمور التقليدية من الورق، مثل الرافعة الورقية أو الضفدع، لكن يمكنك ممارسة هذه الهواية على مستوى أعلى، وأيضاً من خلال مشاهدة مقاطع أوريغامي على اليوتيوب.

21. كن مبدعاً في ممارسة التمرينات الرياضية:

من المُحتمل أنَّك تقوم كل يوم بممارسة تمرينات الضغط، لذلك جرِّب بعض هذه النصائح:

  1. مارس اليوجا.
  2. تعلَّم فناً قتالياً جديداً.
  3. تعلَّم الرقص على جهاز المشي.
  4. مارس رياضة تشي كونغ.

22. استمع للموسيقى:

تُظهر الدراسات أنَّه وبصرف النظر عن نوع الموسيقى التي تسمعها إلا أنَّها كلها تشجِّع على الإبداع، ووَفقاً للبروفيسور "أدريان نورث" (Adrian North) من جامعة "هيريوت وات" (Heriot-Watt) أنَّه بصرف النظر عن التفاوت في تاريخ نشأة الموسيقى الكلاسيكية وموسيقى الميتال مثلاً، إلا أنَّهما متشابهتان جداً.

23. مارس هواية الطبخ:

يُعَدُّ الطبخ الإبداعي هواية رائعة، فما عليك سوى الحصول على وصفة من أحدهم أو عن طريق الإنترنت، وإضافة لمستك الخاصة، ويمكن أن تضيف إليها شيئاً يسيراً، مثل إضافة بعض القرفة إلى كعكة الليمون، أو يمكن أن تضيف شيئاً قوياً، مثل إضافة اللحم المُقدَّد إلى اللبن.

شاهد بالفديو: 7 تقنيات للعصف الذهني لاستلهام أفكار أكثر إبداعاً

لماذا يصعب علينا أن نكون مبدعين؟

وجدت الأبحاث أنَّ الخوف من التميُّز هو السبب الرئيس لعدم توصُّل الأشخاص إلى حلول مبتكرة، أو التعبير عن أنفسهم بأسلوب إبداعي، ومع ذلك، فإنَّك عندما ترفض مشاركة أفكارك مع الآخرين، أو ترفض المشاركة في أنشطة إبداعية، فإنَّك تحرم نفسك وتحرم العالم من أشياء قد تكون مفيدة.

في الختام: تجنَّب التصنيفات

إنَّنا منذ الصغر نتعرَّض لمحاولة تصنيفنا من قبل آبائنا أو المعلمين في المدرسة، فهم يرون أنَّنا ننجح في مجال دون الآخر، ويصنِّفوننا على هذا الأساس، فهم لا يملكون نوايا سيئة، إنَّهم يحاولون توجيهنا إلى المجال الذي يعتقدون أنَّنا سننجح به.

لكنَّ النتيجة هي أنَّنا نُصنَّف في مرحلة مبكرة من حياتنا على أنَّنا مبدعون أو غير مبدعين، وتؤثِّر هذه التصنيفات كثيراً في المجالات التي نسعى إلى النجاح فيها، لذلك يجب أن نفهم أنَّ هذه التصنيفات لا تحدِّد قدراتنا، إضافةً إلى ما يأتي:

  1. كل شخص مبدع: فإذا طُلب من مجموعة أشخاص رسم منزل، فكل شخص سيرسمه بطريقة مختلفة، وهذا لأنَّ كل واحد منهم مبدع بطريقته.
  2. أي خيار تتخذه في حياتك هو خيار إبداعي، لذلك دافع عن خياراتك.
  3. الإبداع عادة وليس موهبة؛ أي إنَّه شيء عملي، فكلما استخدمته أكثر تطوَّر وأصبح أقوى، وهو اختيار واعٍ تقوم خلاله بتقييم القرار الذي ستتخذه، وإضافة لمسات إبداعية عليه، وهذا الخيار يصبح في النهاية عادة.

المصدر




مقالات مرتبطة