كان الطقس في "المملكة المتحدة" (UK) مثالياً لممارسة التمرينات في شهر نيسان/ أبريل وأيار/ مايو، وامتلك كثيرٌ منَّا مزيداً من الوقت المتاح لتكثيف التمرين؛ وبذلك تغلَّب الناس على عقبتين رئيستين لممارسة الرياضة هما: الطقس والوقت المتاح.
عادةً، يكون الدافع صراعاً بين خيارات مختلفة. في الظروف العادية، تمتلك إما خيار ممارسة الرياضة أو ممارسة النشاطات الترفيهية الجذابة الأخرى، كالذهاب إلى المقهى أو السينما أو قضاء الوقت مع الأصدقاء، ولكن خلال الجزء الأكثر خطورة من الإغلاق، كان الخيار هو إما الخروج للتمرين أو البقاء في المنزل طوال اليوم، فاختار الناس ممارسة الرياضة.
طُبِّقت عمليات الإغلاق في جميع أنحاء العالم أيضاً إغلاقاً يشبه الإغلاق لبدء عام جديد أو فصل دراسي جديد أو عيد ميلاد؛ إذ يمكن للتواريخ والأحداث الهامة أن تعطِّل الروتين وتوفر فرصة لبداية جديدة؛ لذا بدأ كثير منا بممارسة الرياضة، ولكن، مثل قرارات العام الجديد، تلاشى دافعنا مع مرور الوقت.
غالباً ما يختلف نوع الدافع اللازم لبدء سلوك جديد اختلافاً كبيراً عن الدافع اللازم للحفاظ على هذا السلوك؛ إذ يبدأ معظم الناس بممارسة الرياضة لأنَّهم يعرفون أنَّ ذلك أمر جيد بالنسبة إليهم، ويشعرون بسبب الضغوطات الخارجية مثل الإعلانات التلفزيونية، أو الأصدقاء، أنَّه من الواجب عليهم فعل ذلك. الدوافع الواجبة هي وسيلة فاعلة لبدء سلوك جديد.
لكن مع تخفيف قيود الإغلاق، ظهرت العوائق التي تحول دون ممارسة الرياضة مرة أخرى، مثل إمكانية قضاء الوقت مع الأصدقاء في المقهى، أو الحاجة إلى مساعدة أطفالك للعودة إلى المدرسة مرة أخرى. يتطلب الاعتماد على الدوافع الواجبة في هذه السيناريوهات جهداً عقلياً كبيراً وقوة إرادة.
لسوء الحظ، فإنَّ أحد الجوانب الأكثر إثارة للاهتمام بالدافع البشري هو أنَّنا نكره الشعور بالجهد وقوة الإرادة ونميل إلى تجنُّبه، فالحانة، والأطفال، والتعب، والعمل كلها تفوز في المعركة ضد ممارسة الرياضة. الدوافع الواجبة غير مُجدية في الحفاظ على سلوك التمرينات الرياضية.
حتى بعض الأشخاص الذين واظبوا على ممارسة الرياضة، أبلغوا عن فقدان الحافز، ولكن مرة أخرى، قد يفسِّر نوع الدافع الذي يقود ممارساتهم سبب حدوث ذلك. يعاني الناس الذين يمارسون الرياضة للحصول على استحسان الآخرين أو لتعزيز احترام الذات في كثير من الأحيان، من زيادة القلق وعدم الرضى عن الجسم، مع ارتفاع مستويات ممارسة الرياضة.
ربما أدى الإغلاق وإغلاق الصالات الرياضية، إلى زيادة هذه المشاعر السلبية؛ ذلك لأنَّ الحالة كانت تعني أنَّ الناس لم يحصلوا على المدح وتعزيز الأنا التي كانوا يبحثون عنها.
للحد من انخفاض الحافز، هناك حاجة إلى نهج مزدوج يجعل ممارسة الرياضة سهلة على الأمد القصير مع تطوير دافع قوي على الأمد الطويل. يعتقد العديد من علماء النفس، عندما يتعلق الأمر بالتحفيز طويل الأمد، أنَّ هويتك هي واحدة من أكثر أنظمة التحفيز مرونة.
يمكن أن تكون الهوية غالباً مصطلحاً غامضاً ويصعب وصفها؛ ولكنَّ الأهداف التي تتلخص بماذا تطمح أن تكون هي أكثر تحفيزاً من الأهداف التي تتعلق بما تريد إنجازه أو فعله؛ لذا بدلاً من أن تهدف للتمرن، ركز على "أن تكون" شخصاً يمارس الرياضة.
هذا يعني أنَّه إذا كان دافعك ينطلق من مبدأ أنَّك شخص رياضي، فيمكنك حينها التصرف على هذا الأساس دون بذل مجهود ذهني، إما إذا كنت لا تعد نفسك رياضياً، وتحاول ممارسة الرياضة باستمرار، فسوف تركِّز انتباهك على أي فرصة تتيح لك التمرن، وهذا بدوره قد يؤدي إلى إجهاد عقلك في النهاية، وستحتاج حينها إلى قوة إرادة لمغادرة المنزل.
تستغرق هذه العملية بعض الوقت؛ لذا نحتاج أيضاً إلى إصلاحات تحفيزية سريعة بينما تتطور هوية المتمرِّن الصحي، وعلى الأمد القصير، يجب أن يكون المبدأ التوجيهي هو تقليل الجهد المطلوب للتمرين:
1. التخطيط للتمرين عندما يكون من السهل القيام به:
بالنسبة إلى الكثيرين، قد يعني هذا ممارسة الرياضة في أقرب وقت ممكن من اليوم؛ أي قبل ظهور الإغراءات والعقبات التي تتطلب جهداً للتغلب عليها.
2. تسهيل عملية ممارسة الرياضة:
أحضر ملابسك الرياضية من الدرج واستعد في المساء السابق، وخطط للتمرين الذي لا يتطلب الذهاب إلى مكان معين، وافعل أكبر عدد ممكن من الأشياء مسبقاً حتى يصبح بدء التمرين أمراً سهلاً عندما يحين الوقت.
شاهد بالفيديو: فوائد الرياضة على الصحة النفسية
3. تقسيم عملية ممارسة الرياضة إلى أجزاء:
على سبيل المثال: تغيير الملابس الرياضية لا يتطلب سوى القليل من الجهد، فالخروج من الباب يتطلب القليل من الجهد؛ وبذلك تجد فجأة أنَّ عدم ممارسة الرياضة أصعب من ممارستها.
4. القيام بما تستمتع به:
إنَّه أمر سهل ويتطلب الحد الأدنى من الدافع لتكرار التمرين الذي يشعرك بالرضى، إذا وجدت نفسك تريد القفز على الحبل أو الرقص بدلاً من رفع الأثقال أو الركض، فمن الأفضل أن تفعل ما ترغب فيه ويتطلب جهداً عقلياً أقل بكثير من محاولة إجبار نفسك على فعل شيء تعتقد أنَّه يجب عليك القيام به.
لا يتطلع الكثير منا إلى مزيدٍ من القيود الاجتماعية، فقد يمنحنا هذا فرصة أخرى لتطوير أسلوب حياة أكثر صحة، فالتركيز على "أن تكون" رياضياً وتقليل الجهد العقلي سيؤديان إلى انخفاض مفاجئ في الدافع للتمرين على الأمد الطويل.
المصدر: 1
أضف تعليقاً