والسبب هو أنَّك ما إن تتعرَّض للرفض ستجد نفسك تلقائياً تتبنى أفكاراً من قبيل: "هذا يثبت أنَّني لا أستحق هذا الشخص، أو هذا الشيء"، ولكن ما يجب أن تدركه؛ هو أنَّ الشخص الذي رفضك، أو الشيء الذي فشلت في الحصول عليه لا يستحقك، ولا يستحق أن يكون جزءاً من حياتك.
الرفض هو درس نحتاجه في كثير من الأحيان، فهو يعلِّمنا كيفية التخلي عن الأشخاص والفرص غير الملائمة لحياتنا حتى نتمكن من العثور على الأشخاص والفرص الملائمة، ولا علاقة للأمر بكونك جيداً بما فيه الكفاية، كل ما هنالك أنَّ الطرف الآخر فشل في إدراك قيمتك؛ وهذا يعني أيضاً أنَّ لديك متسعاً من الوقت لتطوير نفسك، واستكشاف الخيارات المُتاحة أمامك.
لا شك أنَّ تجربة الرفض مريرة، وتسبب الألم النفسي في بعض الوقت، فأنت إنسان في نهاية المطاف، ولديك مشاعرك التي قد تدفعك للتساؤل عن الأسباب التي أدت إلى ذلك، ولكن يجب بعد ذلك أن تستثمر عواطفك هذه بطريقة إيجابية، وهذا الأمر هام جداً، لذا يجب أن تحوِّل مشاعرك هذه إلى حافز ومصدر إلهام لتحقيق الحياة التي تريدها.
بصراحة، قد تكون أنت المسؤول عن معاملة شخص ما لك بطريقة غير محترمة، وربما أنت مَن قلَّلتَ من شأنك دون وعي وسمحت له بذلك، فالحقيقة أنَّنا نحن من نحدد قيمتنا من خلال ما نقبل بالحصول عليه مقابل وقتنا واهتمامنا؛ لذلك توقف عن التقليل من شأنك حالاً، فإذا لم تحترم وتقدِّر نفسك، فلن يفعل أحد ذلك، وبالطبع ليس من السهل تقبُّل هذه الحقيقة، ولكن فكِّر في الأمر على النحو الآتي: نحن نسمح لتجارب الرفض السابقة بتحديد حاضرنا، والسبب أنَّنا نسمح للأشخاص المتعجرفين، وبعض الظروف العصيبة المؤقتة بتحديد قيمتنا.
لقد حان الوقت للتخلص من هذه العقلية، والإيمان بأنَّك جدير بالحصول على أشخاص وفرص أفضل، لذا سنقدِّم في هذا المقال 20 نصيحة تساعدك على تجاوز تجربة الرفض، وتحويلها إلى فرصة لتطوير الذات، والانطلاق من جديد في حياتك:
20 نصيحة تساعدك على تجاوز تجربة الرفض:
1. أعد تقييم علاقتك بالشخص الذي رفضك:
من الجيد أن تفكِّر فيما يمكن لشخص احتقرك مراراً وتكراراً - على الرغم مما كنت تكنُّه له من حب واحترام - أن يقدِّمه لك وجدانياً ومعنوياً، وعلى الأغلب لن تسبب لك علاقتك بهذا الشخص سوى الشعور بالمرارة والاضطراب.
2. كفَّ عن السعي إلى السيطرة على الأشياء الخارجة عن نطاق إرادتك:
أحد أهم اللحظات في حياتك هي اللحظة التي تجد فيها القوة والشجاعة للتخلي عما لا يمكنك تغييره، ويشمل ذلك تغيير سلوك الآخرين وقراراتهم.
3. اعلم أنَّ الرفض لا يعني نهاية الحياة:
تذكَّر أنَّ رفض شخص ما لك أو عدم حصولك على شيء تريده بشدة ليس نهاية العالم على الرغم من كل ما قد تختبره من ألم جرَّاء هذا الرفض أو الإخفاق.
شاهد بالفديو: كيف تتعامل مع الرفض والفشل في الحياة؟
4. آمِن بأنَّك ستحصل على ما فيه مصلحتك عاجلاً أم آجلاً:
يأتي كل شيء في الوقت المناسب، ومن خلال الفرصة المناسبة، ولذلك فإنَّ كل مرحلة من حياتك لها أهميتها الخاصة، ولن يفوتك أبداً ما قُدِّر لك الحصول عليه حتى إذا تأخَّر ذلك أو حصلت عليه بطريقة غير متوقعة؛ لذلك حافظ على تركيزك، وكن إيجابياً بشأن الخطوة التالية التي يجب أن تتخذها، واستمر في المثابرة، ولكن دون أن تفقد صبرك، أو تستعجل الحصول على الأشياء.
5. كن مرناً وتكيَّف مع تقلبات الحياة:
تتبدل ظروف الحياة، ونتعرض فيها لكثير من التقلبات، ويتعيَّن علينا في كثير من الأحيان أن نسقط لننهض بقوة وعزيمة أكبر.
6. انظر إلى الجانب الإيجابي من التجربة:
لا تعد فقدان شيء ما أو شخص ما خسارة، وإنَّما فرصة لتخفيف حملك على الطريق المقدَّر لك أن تسلكه وحدك.
7. تذكَّر أنَّ الحياة مليئة بكثير من الفرص الأخرى:
الله أرحم بك من نفسك، وهو أكرم من أن يحرمك من شيء فيه منفعتك، لذا آمن دائماً بأنَّ الحياة تمنحك في نهاية المطاف الأشياء والأشخاص الذين يجعلونك سعيداً وراضياً، والصبر هو مفتاح الفرج، ولكن تذكَّر أنَّ الصبر لا يعني الانتظار، إنَّما يعني قدرتك على الحفاظ على موقف ذهني إيجابي مع مثابرتك على العمل الجاد لاستكشاف الفرص المُتاحة أمامك.
8. أكِّد لنفسك أنَّك تستحق ما هو أفضل:
لا يلاحظ الآخرون أحياناً ما نقوم به من أجلهم حتى نتوقف عن ذلك، وكثيراً ما نخسر احترامنا بسبب سخائنا؛ لذلك قد لا يكون السبب وراء رفضك سوى أنَّك لم تضع الحدود الصحيحة، فلا تسمح للآخرين بالتمادي معك دون أي خشية من خسارتك، فأنت تستحق ما هو أفضل من ذلك، وتستحق أن تكون مع الأشخاص الذين يساهمون في إسعادك، والذين يبذلون كل ما في وسعهم للحفاظ عليك في حياتهم، وليس الأشخاص الذين يتعاملون معك بفوقية، أو لا يمنحونك ما يكفي من الاهتمام.
9. تقبَّل أنَّ بعض العلاقات يجب أن تنتهي:
عندما تصل علاقتك مع أحدهم إلى طريق مسدود، فلا تحاول عبثاً إصلاح ما لا يمكن إصلاحه.
10. تحلَّ بالقوة لتجاوز التجربة:
نحن نختبر الشعور بالسكينة عندما نقرر ألا نسمح للأحداث والأشخاص بالتأثير في نمط تفكيرنا، لذا تذكَّر أنَّ أحداث حياتك السابقة لا تحدد هويتك، وإنَّما أنت من يحددها من خلال ما تقرر القيام به في الحاضر، لذا تجاوز الماضي، واسترخِ، وافتح صفحة جديدة من حياتك منذ هذه اللحظة.
11. لا تأخذ الأمر على محمل شخصي:
لا تبالغ في أخذ معتقدات الناس حولك على محمل شخصي، فمعظم ما يقوله الآخرون ويعتقدونه ما هو إلا تعبير عن أنفسهم ولا علاقة لك به، وتذكَّر أيضاً أنَّك لست مضطراً للخوض في أي جدال وبخاصة عندما يمكن أن يكون لذلك تأثير سلبي في شعورك باحترام الذات.
12. تذكَّر أنَّ إمكاناتك تفوق توقعات الآخرين:
ليس للرفض تلك الأهمية الكبرى إذا تذكَّرت حقيقة أنَّ معظم من يرفضونك لا يعرفونك جيداً؛ لذلك لا تسمح لآراء الآخرين بالنيل من ثقتك بنفسك، فنحن غالباً ما نقلل من إمكاناتنا من خلال الاعتقاد بأنَّ الآخرين يعرفون جيداً ما يمكننا القيام به، في حين أنَّ إمكاناتنا تفوق توقعاتهم بكثير.
13. اجعل التجربة مصدراً لتحفيزك:
افهم أنَّه يوجد دائماً أشخاص يحاولون تثبيط عزيمة الآخرين، ولكنَّك قادر على تحقيق النجاح على الأمد البعيد إذا حولَّت جميع الانتقادات، والآراء السلبية ومواقف الرفض إلى مصادر لتحفيزك بدلاً من تثبيط همتك.
14. كن ممتناً للقوة والمرونة التي اكتسبتها نتيجة الرفض:
تذكَّر عند التعرض للرفض أنَّ التجربة يمكن أن تجعلك أكثر ذكاءً، ومرونة إذا أحسنت استثمارها، ولا تتذكَّر عندما تفكِّر في الرفض الألم الذي شعرت به؛ بل تذكَّر القوة التي اكتسبتها، وكن ممتناً للتقدُّم الذي أحرزته، فلا بدَّ أنَّك مررتَ بكثير من المواقف العصيبة، ولكنَّها زادتك قوةً أيضاً، لذا اعترف لنفسك بهذا الفضل، وتابع تقدُّمك في الحياة مع شعورك بالامتنان للتجارب التي أنضجتك.
شاهد بالفديو: 8 فوائد للرفض ستثير إعجابك بالتأكيد
15. ركِّز على إيجابياتك لا على عيوبك:
يركز كثيرون منا على مثالبهم ويغفلون عن مناقبهم، فلا تكن واحداً من هؤلاء؛ بل امتلك الشجاعة لتكون على طبيعتك، أياً يكن ما يعتقده الآخرون عنك من كونك غريب الأطوار، أو مختلفاً عن البقية.
16. تجنَّب التفكير بأنَّ قيمتك تحددها معتقدات ومعايير الآخرين:
لن تؤدي مقارنة نفسك بالمعايير والمعتقدات التي يتبناها الآخرون إلا إلى التقليل من شأنك وشأن ذكائك وحكمتك، فما من أحد أقدر على التعامل مع وضعك الحالي منك؛ لذلك ثق بإمكاناتك، وتوقف عن التفكير بما يعتقده الآخرون.
17. اغتنم الفرصة للعمل بشغف على مهامك الحالية:
كلما امتلكنا مزيداً من الشغف والشعور بالمغزى من الحياة، تجنبنا إهدار الوقت والطاقة في السعي إلى الحصول على القبول من الآخرين.
18. تذكَّر أنَّك المسؤول عن الطريقة التي تستجيب بها للموقف:
يمكن كما ذكرنا آنفاً أن تحوِّل الصعوبات والأشياء التي من شأنها أن تجعلك تشعر بالإحباط إلى مصدر للتحفيز بدلاً من أن تسلبك إرادتك، لذا تذكَّر أنَّك المسؤول عن موقفك الذهني من الحياة حتى إذا لم تكن مسؤولاً عما يحدث معك كلياً.
19. تذكَّر أنَّه لا بدَّ لأي مِحنة أن تنتهي:
قد لا تكون المسؤول عن كل ما حدث أو يحدث حالياً في حياتك، ولكنَّك مسؤول بلا شك عن سلوكك ونمط تفكيرك الذي تستجيب من خلاله لهذه الأحداث، أو بالأحرى أنت مسؤول عن تجنُّب الاستجابة لهذه الظروف بنمط تفكير أو سلوك سلبي؛ لذلك ركِّز وتذكَّر أنَّ التغييرات الفعلية تحدث عندما تقرر أن تتحلى بالمسؤولية عن الأشياء التي تقع في نطاق إرادتك بدلاً من السعي إلى التحكم فيما لا تستطيع السيطرة عليه؛ إذ يتعلق الأمر بالتخلي؛ لأنَّك غالباً ما تكون عاجزاً عن منع الأشياء من الحدوث، ولكنَّك قادر على الحفاظ على تركيزك، والتحلي بالصبر حتى زوال المحنة.
20. ابدأ من جديد بكل جد وعزيمة:
كن قوياً بما يكفي حتى تتجاوز ما حدث معك في الماضي، وامتلك الحكمة اللازمة للمضي قُدماً في الحياة، والعزيمة اللازمة للعمل بجد، والصبر اللازم لاجتياز الصعاب حتى تحصل على ما تريده، وتقبَّل حقيقة أنَّ الأمور تتغير، وأنَّ هذه النهاية ما هي إلا بداية لمرحلة جديدة من حياتك ستسعى بكل جهدك لتكون مليئة بالسعادة، والرضى عن الذات.
في الختام:
حان الوقت لتتحلَّى بالأمل دون مساعدة أحد، وتؤمن بأنَّ قيمتك لا تتوقف على قبول الآخرين لك، فأنت جيد بما أنت عليه من أخطاء وهفوات وإخفاقات وعيوب، وأنت رائع بما تمتلكه من ذكاء وتعاطف وتطلُّع إلى مستقبل أفضل، وتذكَّر أن تتجاوز ما يحدث معك، وستكون قادراً على البدء من جديد وتحقيق ما تحلم به.
أضف تعليقاً