ابتهج وكن متفائلاً دائماً، وخصص كثيراً من الوقت للضحك، وكن عفوياً، وجرِّب كل ما تحلم به، واستمتع بالأطعمة اللذيذة، واحرص على أن تنام مرتاح الضمير، واستمتع بحضور الحفلات، ومارس هواياتك بشغف، وقدِّر نعَم الله عليك، واحرص بالأخص على ما يأتي:
- التفكير العميق.
- التحدُّث بأدب.
- حب الآخرين.
- الضحك كثيراً.
- العمل الجاد.
- رد الجميل.
- عدم المبالغة بالتوقعات.
- التركيز على الحاضر.
- التعامل مع الآخرين بلطف.
- التحلي بالنزاهة.
- الصدق مع الذات.
الأهم من كل ما سبق ألا تسمح للقلق بأن يستنزف طاقتك لوقت طويل جداً، وقد تكون هذه الجملة الأخيرة إحدى أهم الدروس في الحياة؛ إذ إنَّ بعضنا يحتاج إلى عيش حياة بأكملها تقريباً حتى يدرك أنَّه كان يسمح لتوافه الأمور والميل للمبالغة ومصادر التشتيت بجعله يغفل عن جمال الحياة.
غالباً ما نقع ضحية أفكارنا السلبية، ونركِّز فقط على الأشياء التي لا تسير في حياتنا كما نتمنى، كما أنَّنا نولي أهمية كبيرة للأشياء التافهة، ونرفع من شأنها ونتفاجأ في النهاية أنَّنا أضعنا كثيراً من الوقت والجهد سدىً، ومن ثمَّ نشعر باليأس لكون حياتنا غير مُرضية أبداً، ولكنَّنا نصبح أكثر حكمةً مع التقدُّم بالعمر، ونجتنب المبالغة، وتضييع الوقت.
تعلِّمُنا الحياة بعض الحِكم تدريجياً بينما نتقدم بالعمر، وذلك لندرك كم من الوقت الثمين أهدرنا على أشياء لا فائدة منها، والحق يُقال: إنَّ هذه الصيرورة طبيعية، فلطالما كان الكبار في السن أكثر حكمة من الأشخاص في عمر الشباب؛ لذلك سنقدِّم في هذا المقال:
20 نصيحة نابعة من حكمة الكبار في السن من شأنها أن تعزز وعيك وفهمك للحياة:
1. لا تسمح لمفاجآت الحياة غير السارة بإحباطك طويلاً:
لن يكون معظم ما يجعلك متوتراً اليوم هاماً بعد شهر من الآن، وسوف تتيقن من هذه الحقيقة عاجلاً أم آجلاً؛ لذلك ابذل قُصارى جهدك للتخلي عن الأشياء التافهة، وحافظ على عقلية إيجابية، وامضِ قُدماً في حياتك.
2. لا تسمح للإخفاقات بزعزعة ثقتك بنفسك:
نحن نُقدِم على مخاطرات محسوبة في كل مرة نحدد فيها أهدافاً في حياتنا، ونتعلم تدريجياً أنَّنا ننجح أحياناً، ونخفق في أحيان أخرى، والأمران على نفس القدر من الأهمية على الأمد الطويل؛ لأنَّنا نتعلم من كليهما ونزداد خبرةً.
3. تجنَّب السعي المفرط للمثالية:
يجب فهم الفرق بين السعي المقبول للإتقان، وبين الهوس بالمثالية، فهو هام جداً للتخلي عن أفكارنا الخيالية، وامتلاك زمام الأمور في حياتنا، ولا يقتصر تأثير السعي للمثالية على زيادة مستوى التوتر والقلق لديك فحسب؛ بل يمنعك أيضاً من إنجاز أي شيء ذي قيمة على الإطلاق.
4. تجنَّب الاعتقاد الخاطئ بضرورة امتلاك ثقة كاملة قبل الإقدام على أي تجربة جديدة:
الثقة هي ذلك الشعور الداخلي الذي يمنحنا الصلابة ويساعدنا على تجاوز مخاوفنا وشكوكنا الذاتية، ولكنَّنا ندرك أنَّنا نادراً ما نتمتع بالثقة عند كل بداية جديدة؛ إذ تتزايد ثقتنا بأنفسنا ونصبح أكثر قدرة على استثمار طاقتنا كلما تقدم بنا العمر، فمن الأخطاء الشائعة التي يرتكبها معظم الشباب هي الرغبة في الشعور بثقة مطلقة قبل أن يُقدموا على تجربة جديدة لأول مرة، وسواء كان ذلك وظيفة جديدة، أم علاقة جديدة، أم الانتقال للسكن في مدينة جديدة وما إلى ذلك، ولكن الأمر لا يحدث بهذه الطريقة، لذا عليك أن تخرج من منطقة الراحة الخاصة بك، وتُقدم على المخاطرة؛ وذلك لتكسب الثقة بالنفس.
شاهد بالفديو: 8 نصائح تساعدك على فهم دروس الحياة جيداً
5. كن معطاءً إذا أردتَ أن تكسب:
تعلِّمُنا الحياة أن نكون مستعدين للعطاء حتى نكون قادرين على الكسب، وينطبق هذا على الغفران والمعرفة، ومساعدة الآخرين، والمحبة، والتسامح، وتقبُّل الآلام، وغير ذلك، لذا يجب أن تعطي في أغلب الأحيان حتى تأخذ بدورك؛ إذ نعرف جميعاً هذه الحقيقة، ولكنَّنا ننسى أن نكون معطائين مع أنفسنا أولاً، فهذا ما نحتاجه حتى تزداد نِعمُنا، ونحقق التقدُّم المنشود في الحياة.
6. خصِّص مزيداً من الوقت للعلاقات في الحياة الواقعية:
إذا كنت ممن يستخدم الإنترنت لأغراض نبيلة، مثل مدونات المساعدة الذاتية، فلا تنسَ أيضاً أهمية النشاطات التي تقوم بها في الحياة الواقعية؛ لذلك لا تكتفِ فقط بمساعدة الآخرين عبر الإنترنت؛ بل أحب عائلتك، وكن لطيفاً مع جيرانك، وتواصل مع الآخرين، وجسِّد القيم التي تدعو إليها.
7. تخلَّص من الاعتقاد الخاطئ بأنَّ التغيير الكبير يحدث فجأة ودفعةً واحدة:
نعتقد في سن الشباب أنَّنا كلما أنجزنا الأشياء بشكل أسرع، كان ذلك أفضل، ولكنَّنا ندرك فاعلية التقدُّم البطيء والتدريجي، والذي يحدث بوتيرة ثابتة مع تقُّدمنا بالعمر.
ستتعلم مع مرور الوقت أنَّ الجهود البسيطة، مثل إظهار الحب، والمعاملة اللطيفة، والكرَم مع الآخرين، لا يمكن أن تضيع سدىً على الرغم من بساطتها، وحقيقة أنَّ الجهود البسيطة تؤدي مع الوقت إلى نتائج مذهلة، وأنَّ ما تقدمه من معروف للآخرين سيعود لك في يوم من الأيام تُثبت لك أنَّك قادر على جعل العالم مكاناً أفضل بجهود بسيطة وبشكل تدريجي.
8. ابذل جهدك في العمل على تحقيق أهدافك:
كلَّما توسَّع أفقك، اتضحت الصورة أمامك أكثر وكنت قادراً على رؤية الأمور بشكل جلي على الرغم من التشويش الذي تسببه لنا الأفكار والظروف، لذا ثق أنَّك تستطيع تحقيق ما تحلم به إذا امتلكت الإيمان، فالإيمان بالله ومن ثمَّ بنفسك يجعلك أقوى، وهذا كفيل بجعلك قادراً على تحقيق أحلامك، لذا تفانَ في عملك وستحصد نتائج جهدك في المستقبل.
بصرف النظر عن الحيثيات، عندما يتعلق الأمر بإحداث تغيير جوهري في حياتك سواء كان تأسيس مشروع تجاري، أم الحصول على درجة علمية أعلى، أم بناء أسرة، أم زيادة وعيك الذاتي، أم أي هدف آخر يحتاج إلى الوقت والتفاني، فإنَّك أمام سؤال هام جداً، وهو: هل أنا مستعد لقضاء بعض الوقت يومياً في العمل وبذل الجهد حتى أستثمر الوقت بما يخدم هدفي بدلاً من التسلية والانشغال في مصادر التشتيت؟
فكِّر في هذا السؤال لبعض الوقت، فنحن نتاج عاداتنا، ولا تكفي المعرفة وحدها إذا أردت تطوير ذاتك؛ بل تحتاج إلى توظيف هذه المعرفة حتى تغيِّر أسلوب حياتك بطريقة تساعدك على التقدُّم.
9. تجنَّب المبالغة في التخطيط:
لا تُتعب نفسك بكثير من التخطيط، واترك لنفسك مساحة من الحرية؛ إذ ستتعلم مع مرور الوقت أنَّك تستطيع تحقيق كثير من الأشياء الهامة دون تخطيط، كما أنَّك تخاطر بالشعور بالندم عندما لا تحقق ما خططت له بعناية؛ لذلك اجعل توقعاتك معقولة فيما يتعلق بتنظيم حياتك، وجدولك الزمني، واسمح بهامش من الخطأ، واترك لنفسك مساحة للتعديل والاسترخاء في كل يوم من أيام حياتك.
10. تخلَّص من الرغبة في التحكُّم بكل شيء:
كلما تقدمنا في السن، أدركنا مدى عجزنا عن التحكُّم الفعلي في كل شيء، وليس من الحكمة أن تتشبث بقوة بالأشياء التي لا يمكنك السيطرة عليها، لذا آمن بالحكمة الإلهية في كل شيء يحدث معك، حتى عندما تواجه أشياء لا تفهمها، فيكمن الخير في كثير من الأشياء التي لم ترغب بحدوثها، أو التي كنت تحاول تجنُّبها.
11. توقَّف عن إلقاء اللوم على الآخرين وتحمَّل المسؤولية عن حياتك:
لا يمكن أن تحقق السعادة بينما تتهرب من المسؤولية وتلقي باللوم على الآخرين، وغالباً ما يكون تحمُّل المسؤولية شرطاً أساسياً لعيش حياة سعيدة، فيعتقد الشخص في هذه الحالة أنَّ سعادته ما هي إلا نتيجة لنمط تفكيره ومعتقداته وموقفه الذهني وسمات شخصيته وسلوكاته، ويستغرق بعض منا كثيراً من الوقت لتعلُّم هذا الدرس، ولكنَّه واحد من أهم الدروس التي يمكن أن تتعلمها على الإطلاق.
12. أدرِك أنَّ قيمتك لا تُحدد من خلال ثروتك أو ممتلكاتك المادية:
ستلتقي بكثير من الأشخاص الذين يقدِّرون قيمتك بناءً على ما تمتلك من مال وممتلكاتك المادية، ولكنَّك تعرف في قرارة نفسك أنَّ ما يحدد هويتك أسمى من ذلك بكثير، فلا تسعَ لاكتناز المال فقط؛ بل اسعَ للقيام بالنشاطات والهوايات التي تثير شغفك، وابحث عن الأشياء ذات القيمة الحقيقية، ونعني بذلك نوع الأشياء التي لا يمكن شراؤها بالمال، فما يهم حقاً هو قوة الشخصية، وصدق مشاعرك، وثقتك بنفسك.
13. لا تضع وقتك في مساعدة من لا يرغب بمساعدة نفسه:
لن يفهم بعضهم أبداً ما يرتكبه من أخطاء؛ لذلك لا تكلِّف نفسك عناء تعليمهم الصواب والخطأ، ولتكن الأولوية دائماً لتعليم نفسك، ودعك من المبالغة في مشاعر التعاطف مع الأشخاص الذين لا يشفقون هم على أنفسهم، فلن يفهم الأشخاص الذين يفسدون حياتهم بأنفسهم حرصك على تجنيبهم المشكلات، وكل ما يريدونه هو أن تشفق عليهم وتعاملهم بصفتهم ضحايا، وليس التغيير هدفهم، أو على الأقل لم يرغبوا بعد بذلك، وليس من وظيفتك أن تحثهم على ذلك.
14. تجنَّب أخذ الانتقادات على محمل شخصي:
ستشعر بالإهانة دائماً إذا أخذت كل شيء على محمل شخصي، ولا يستحق الأمر كل هذا العناء، وستدرك عندما يزداد وعيك أنَّ الطريقة التي يعاملك بها الآخرون تعكس شخصيتهم في حين تعكس رد فعلك شخصيتك أنت، لذا لا تفوِّت على نفسك متعة الحرية التي تشعر بها عندما تتوقف عن الاعتقاد بأنَّ آراء الآخرين وسلوكاتهم معك تحدد قيمتك.
15. تجنَّب خوض الجدالات العقيمة:
لا يتحدد مستوى ذكائك وقيمتك الذاتية بعدد النقاشات التي انتصرتَ بها؛ بل بعدد المرات التي أدركتَ بها أنَّ الدخول في جدل لا يستحق العناء وإضاعة الوقت، لذا تجنَّب الجدل العقيم مهما كلَّفك الأمر، فما من شيء يستحق الخلاف لفترة طويلة جداً، وإياك أن تندم على الاحترام واللطف الذي تعامل به الآخرين؛ لأنَّ سلوكك يعكس حقيقة شخصيتك، لذلك استمر بمعاملة الآخرين بلطف.
16. عامِل الآخرين بلطف وضع في حسبانك أنَّ الآخرين قد يمرون بفترات عصيبة:
نمر جميعاً بفترات عصيبة، وندرك مع تقدُّمنا في العمر مدى أهمية أن نُترك بسلام في هذه الفترات العصيبة، فلا تعرف حقاً ما يمر به الآخرون؛ لذلك كن لطيفاً مع الجميع، وعش حياتك بشكل طبيعي.
17. ركِّز على جمال الروح وليس الجسد:
سيقُل اهتمامك بجمال مظهرك مع تقدُّمك بالعمر، وستهتم أكثر بجمال روحك، وستدرك أخيراً أنَّ الجمال الحقيقي لا يتعلق أبداً بالمظهر؛ بل بشخصيتك، ومدى تأثيرك الإيجابي في الآخرين، ومقدار ثقتك بنفسك.
18. أدرِك أنَّ السعادة ترتبط بالبساطة وليس بالأشياء باهظة الثمن:
تصبح أقل اهتماماً بالممتلكات المادية مع تقدُّمك بالعمر، في حين تزداد حاجتك للأشياء البسيطة غير المكلفة التي تمنح الشعور بالسلام والسكينة.
شاهد بالفديو: 7 حكم تساعدك على إيجاد السعادة
19. لا تضع وقتك الثمين على العلاقات السطحية:
من الجيد أن يكون لديك معارف، ومن الرائع أن تكون شخصاً اجتماعياً، وودوداً، ولكن لا تبالغ وتوسِّع دائرة معارفك على حساب جودة العلاقات؛ أي تجنَّب الدخول في علاقات سطحية، وخصص الوقت الثمين للأشخاص الذين تهتم لأمرهم حقاً، فالوقت ثمين جداً، وسترغب عاجلاً أم آجلاً في أن تكون مع الأشخاص الذين يساهمون في سعادتك فقط.
20. ركِّز على الحاضر وقرر أن تكون سعيداً منذ هذه اللحظة:
من الطبيعي أن تصبح ذكرياتك كثيرة وأحلامك قليلة كلما تقدَّم بك العمر، ومن ثم يصبح المستقبل البعيد أقل قيمة بالنسبة إليك، ولكن لا بأس بذلك؛ لأنَّك قادر دائماً على الشعور بالسعادة إذا ركَّزتَ على الحاضر، وتذكَّر عندما تتوقف عن انتظار أن تتحسن حياتك في المستقبل أنَّ هذه ميزة وليست شيئاً سلبياً؛ لأنَّ بعضهم ينتظر طيلة حياته حتى يشعر بالسعادة، فلا تكن واحداً من هؤلاء، واستمتع بحياتك كما هي.
في الختام:
حان الوقت لتتخلَّى عن قلقك، ولأن تعيش حياتك بسعادة، لذا لست مضطراً أن تصل إلى نهاية العمر حتى تزداد حكمةً، ويمكنك من خلال هذه النصائح أن تحقق ذلك بالفعل، وتوفِّر على نفسك الكثير من السنوات.
أضف تعليقاً