ثمَّة أسماء عدة تُطلق على اليقظة الذهنية، ولكن دعنا الآن نسمِّيها عقلية عيش اللحظة؛ حيث تمكِّننا هذه العقلية من المطالبة بالأشياء التي تبدو صغيرة ومن فهم أنَّها تعزز الأشياء الكبيرة، وفي الواقع، نحن نمتلك دائماً فرصة للاختيار؛ فيمكننا اختيار تلقِّي الفرح أو قبول السلبية، ويمكننا اختيار افتراض النوايا الحسنة أو السيئة، ويمكننا تقدير أنفسنا بدلاً من السماح للأفكار السلبية بالسيطرة علينا، وفي كل مرة تختار الإيجابية واللطف والتواصل، تخبر نفسك بأنَّك تستحق ذلك؛ لذا افعل ذلك بلا توقُّف لتحظى بحياة مليئة بالذكريات الإيجابية.
إليك بعض النصائح التي تساعدك على القيام بذلك:
1. حدِّد الأوقات التي تفكِّر فيها في الماضي وسجِّلها:
قد تعتقد أنَّك شخص يركِّز على الوقت الحالي، ولكن إذ تتبَّعت أفكارك والأوقات التي يشرُد فيها عقلك، قد تكتشف أنَّك تفكِّر كثيراً في لحظات ماضية أو قادمة، وهذا ليس أمراً مؤذياً، ولكنَّه لا يساعد العقل على التَّركيز على الحاضر، ويصبح مع مرور الوقت أمراً معتاداً؛ وذلك لأنَّه يسمح لنا بخداع أنفسنا للاعتقاد أنَّ الماضي أو المستقبل كان أو سيكون أفضل من الوقت الحالي بطريقةٍ ما، كما قد يؤدي ذلك إلى تدمير إحساسك بالسلام والرضا.
2. ابدأ بتحديد الأنماط والإشارات:
لا تسجِّل أفكارك عن طريق سرد كل الأشياء التي تفعلها بصورة خاطئة؛ فالهدف هنا هو تحديد أنماط وإشارات الأوقات التي لا نركِّز فيها على الحاضر، على سبيل المثال: إذا لاحظت أنَّك تفكر في يوم عطلة معيَّن مؤلم في كل مرة تشرب فيها كوباً من شاي النعناع، فقد حددت إشارة، قد تثير حواسنا ذكريات قوية بطرائق لا تستطيع أدمغتنا القيام بها بمفردها.
شاهد بالفديو: 7 نصائح للتخلص من التفكير في إخفاقات الماضي
3. صحِّح المسار بلطف:
ليس هناك مشكلة في التفكير في ذكريات ليست جيدة؛ فجميعنا يمتلك ذكريات مؤلمة، والتي من دونها، لن نقدِّر قيمة السعادة، ولكن إذا كانت تلك الذكرى تسلبك فرحة هذه اللحظة، فهي لا تخدمك، وبغضِّ النظر عن التعزيز السلبي، لا تتعلق اليقظة الذهنية بالحكم على أنفسنا بسبب الأفكار التي نفكِّر فيها، أو محاولة منعها من أن تخطر على أذهاننا؛ وذلك لأنَّ هذا مستحيل، ولكن يتعلق الأمر بملاحظة الفكرة وفصل أنفسنا عنها وتوجيه وعينا بلطف إلى الحاضر، وسيتطلب الأمر بعض الجُهد، ولكنَّه يستحق ذلك.
4. خصِّص وقتاً لممارسة اليقظة الذهنية:
تتطلَّب ممارسة اليقظة الذهنية بعض التمرينات لتعزيزها، وثمَّة العديد من الأدوات والتقنيات المتاحة، مثل التطبيقات التي تساعدك على القيام بذلك، والتي تتضمَّن جلسات تأمُّل سريعة مدتها 5 دقائق، وجلسات أخرى أطول لتساعدك على تخفيف التوتُّر، وقد تجد الأمر صعباً في البداية؛ وذلك لأنَّ عقلك سرعان ما سيشرد ويفكِّر في أمور عدة، ولكن بمرور الوقت، ستعتاد على الأمر من خلال التمرين.
5. ابتكر وسائل مختلفة لتذكيرك باللحظة الراهنة:
يمكنك استخدام الورق اللاصق لإيقاف عقلك بلطف عن أي سلسلة أفكار تجذب انتباهك؛ على سبيل المثال، يمكنك كتابة عبارة مثل: "لن تعود الدقيقة التي أعيشها ثانياً" ووضعها في مكان تنظر إليه كثيراً؛ حيث ستكون هذه وسيلة لإرشاد نفسك بلطف إلى أهمية تركيزك على الحاضر والشعور بالامتنان تجاه حياتك كما هي تماماً.
بالإضافة إلى ذلك، يتعيَّن عليك التفكير في المستقبل والتخطيط له؛ إذ لا تتطلَّب عقلية التَّركيز على الحاضر الاستغناء عن خططك للمستقبل؛ بل بالاحتفال بالحياة الرائعة التي تعيشها الآن بينما تخطط لجعلها أفضل في المستقبل.
أضف تعليقاً