1. التحدث بطريقة مثيرة للاهتمام:
لا تجد أشخاصاً مملين محبوبين، يريد الناس أن يصادقوا أفراداً مثيرين للاهتمام وجذابين؛ لذا لتوسيع دائرة أصدقائك، تعلَّم كيفية التحدث مع الناس عن الموضوعات المثيرة للاهتمام.
لإتقان هذه المهارة إليك نصيحتان:
- كن متحدثاً أفضل.
- كن شخصاً مثيراً للاهتمام.
كن متحدثاً أفضل:
من المفارقات أنَّ الأشخاص الذين من الممتع التحدث معهم هم الذين يتجنبون الحديث عن أنفسهم، ووفقاً للكتاب الأكثر مبيعاً "آسر" (Captivate): فإنَّ الاهتمام الحقيقي بالآخرين يمكن أن يؤدي إلى محادثات رائعة.
"كن أكثر تميزاً من خلال تذكر الأشخاص الذين تقابلهم حقاً، من أسمائهم إلى اهتماماتهم" - المؤلفة فانيسا فان إدواردز (Vanessa Van Edwards).
لا يمكن أن يكون الناس المحبوبون نرجسيين، فهم يجذبون الأصدقاء لأنَّهم مهتمون حقاً بالتعلم من الآخرين، ويجرون محادثات رائعة؛ لأنَّهم مارسوا فن سؤال الآخرين عن آرائهم وشغفهم واهتماماتهم.
كن شخصاً مثيراً للاهتمام:
مهارات المحادثة الجيدة وحدها ليست كافية؛ إذ ينجذب البشر انجذاباً طبيعياً نحو الإثارة، ولكي تكون شخصاً مثيراً للاهتمام، يجب أن تفعل أشياء مثيرة للاهتمام في الحياة، يضمن قضاء كل يوم في مشاهدة التلفزيون أو تصفح وسائل التواصل الاجتماعي محادثات مملة وعدداً أقل من الأصدقاء.
تتطرق المحادثة الممتعة للهوايات والآراء والاهتمامات وأشياء تحب التحدث عنها، على سبيل المثال:
- ما هو أكثر شيء أنت متحمس بشأنه في الأشهر القادمة؟
- ما هي الكتب التي تقرؤها؟
- ما هي المهارات الجديدة التي تمارسها؟
- ما هي المشاريع الإبداعية التي تعمل عليها؟
- ما هي المعلومات التي تحب أن تتعلم المزيد عنها؟
إذا كنت تتعلم دائماً، فسيكون لديك أشياء كثيرة مثيرة للحديث عنها، بينما قد يؤدي تكرار الأشياء نفسها إلى مواجهة صعوبة في العثور على أصدقاء جدد أو توسيع دائرتك الاجتماعية.
يتمتع الأشخاص الذين يجربون أشياء جديدة بانتظام بمزيد من الثقة بالنفس وذاكرة أفضل، وهم أسعد ومبدعون أكثر ويستمتعون بصحة أفضل؛ إذ يُعدُّ الخروج من منطقة راحتك أحد أفضل الطرائق لتوسيع دائرتك الاجتماعية مع إضافة بعض الحماسة إلى حياتك في الوقت نفسه.
"يبدأ كل نمو بالخروج من منطقة راحتك" - الكوتش توني روبينز (Tony Robbins).
لنفترض أنَّك تشعر بالخوف من مقابلة أشخاص جدد، في هذه الحالة، قد يكون الوقت قد حان للبحث عن هواية جديدة تحمسك للتواصل الاجتماعي مرة أخرى، وبالنتيجة سيكون لديك المزيد لتتحدث عنه في المحادثة مع أشخاص جدد، مما يجعلك تبدو مثيراً للاهتمام أكثر.
خطوة عملية: اكتب 3-5 أشياء جديدة ترغب في تعلمها أو تجربتها في الشهر المقبل، يمكن أن تكون هذه الأشياء بسيطة مثل تعلم كيفية طهي وجبة أو الوقوف على اليدين أو ممارسة هوايات جديدة ومثيرة، أو مثل تدريب جري لخمسة كيلومترات، أو حضور دورة رسم، مهما كان الأمر، أضف أمراً يحمسك إلى وقت فراغك؛ فقد تكون لديك موضوعات محادثة مثيرة للاهتمام.
2. الإصغاء:
يصغي الأشخاص المحبوبون بقدر ما يتحدثون، ويستمتع الناس بالوجود معهم؛ لأنَّهم يشعرون بأنَّهم محط تقدير، وأنَّ هناك من يصغي إليهم؛ لكنَّ معظم الناس يعتقدون أنَّهم مستمعون أفضل مما هم عليه حقاً.
أحياناً نفكر في الشيء التالي الذي سنقوله، بدلاً من الإصغاء إلى رأي الطرف الآخر من المحادثة، لكن يمكن أن يضر هذا علاقاتنا؛ لأنَّ نسبة 45% من التواصل تتضمن الإصغاء، وهو فن يمارسه الأشخاص الذين لديهم علاقات اجتماعية كثيرة باستمرار:
- يولون اهتمامهم الكامل للشخص الذي يتحدث معهم.
- يستخدمون التواصل البصري والإيماءات أو العبارات التحفيزية لإظهار أنَّهم مهتمون حقاً بما يقوله الآخرون.
- يطلبون تفسيرات ويطرحون أسئلة عما قيل.
- يستمعون لتذكر تفاصيل هامة عن حياة أصدقائهم، على سبيل المثال عيد ميلادهم أو طعامهم المفضل أو مشكلتهم الأخيرة.
- يتجنبون الإلهاءات في أثناء المحادثة، مثل الهواتف أو النظر بعيداً أو مقاطعة الآخرين.
يريد الناس قضاء مزيد من الوقت مع أولئك الذين يهتمون بهم؛ إذ يُظهر كونك مستمعاً جيداً التعاطف والعطف مع الأصدقاء والغرباء.
نصيحة: حسِّن مهارات التواصل لديك من خلال ممارسة الإصغاء ممارسة أفضل في أثناء محادثاتك اليومية.
3. تجنُّب النميمة:
يتحدث الأشخاص المحبوبون عن أشياء كثيرة؛ لكنَّهم لا يتحدثون بالسوء عن الآخرين، تشرح الأبحاث في علم النفس الاجتماعي أنَّ النميمة تقلِّل من الشعور بالأمان الاجتماعي ويمكن أن تقلِّل من احترام الناس لأنفسهم، كما تقلِّل النميمة بشدة من احتمال أن يأتمنك الناس على تفاصيل حياتهم.
افترض أنَّ الناس يسمعونك تتحدث حديثاً سلبياً عن الآخرين، في هذه الحالة، قد يفترضون أنَّك ستتحدث عنهم حديثاً سيئاً عندما يغيبون أيضاً، كما يمكن أن تجعلك النميمة تبدو سطحياً وأنانياً وانتقادياً.
قالت السيدة الأولى السابقة في الولايات المتحدة الأمريكية "إليانور روزفلت" (Eleanor Roosevelt): "يناقش العظماء الأفكار في حين يناقش الأشخاص العاديون الأحداث، بينما يناقش التافهون شؤون الناس الخاصة".
توجد أشياء أفضل بكثير للحديث عنها على أيَّة حال، يريد الناس أن يكونوا برفقة الأفراد الذين يعلون من شأن الآخرين، بدلاً من تقليله.
شاهد بالفيديو: 10 قواعد مهمة لبناء علاقات إجتماعيّة ناجحة
4. التعبير عن محبة الناس:
يحاول الناس باستمرار معرفة ما إذا كان الآخرون يحبونهم أو لا، لكن يصعب على الفرد معرفة رأي الآخرين فيه لأنَّنا نحاول إخفاء آرائنا؛ إذ إنَّنا بوصفنا بالغين نخفي مشاعرنا لنبدو ناضجين؛ لكنَّنا كنا واضحين أكثر عندما كنا أطفالاً، حين كنا نخبر الشخص بصراحة سواء كنا نحبه أم لا.
توجد ظاهرة معرفية مثيرة للاهتمام تسمى انحياز تضخيم الإشارة (Signal Amplification Bias)، تشرح لماذا لا يعبِّر الناس علانية عما يشعرون به؛ إذ يمنعنا الخوف من الرفض من التعبير صراحة عما إذا كنا نحب شخصاً أو لا؛ لأنَّنا لا نريد المخاطرة بأن نحبهم أكثر مما يحبوننا؛ لكنَّ هذا يؤدي إلى تساؤل كل شخص ما إذا كان الآخر يحبه أو لا.
يستخدم الأشخاص المحبوبون الإشارات لإظهار اهتمامهم بالآخرين، فيخبرون الناس صراحة أنَّهم يحبونهم وسبب حبهم لهم، ممَّا يدل على أنَّهم يقبلون الآخرين كما هم ويريدون قضاء مزيد من الوقت معهم.
نصيحة: إذا كنت تريد أن تكون محبوباً أكثر، فتأكد من التعبير عن إعجابك بالآخرين، أخبرهم بالصفات الإيجابية التي تراها فيهم، وعندما تكون في بيئة اجتماعية، تحدَّث بإيجابية عن أصدقائك الآخرين، وتجنب التحدث عنهم بسلبية.
5. مساعدة الآخرين:
المساعدة أسهل طريقة لتحسين مكانتك الاجتماعية وكسب مزيد من الأصدقاء، لكن من الضروري أن تقدِّم المساعدة بطريقة معينة حتى لا تبدو وكأنَّك تسعى إلى تحقيق مصلحتك الشخصية.
افترض على سبيل المثال أنَّك خبير تقني، وأنَّ صديقك يواجه مشكلة في ضبط جهاز جديد، في هذه الحالة، يمكنك بسهولة عرض مساعدتك عليه؛ لأنَّك تتمتع بالمهارة اللازمة، ويسعدك مشاركتها معه.
افترض من ناحية أخرى أنَّك تعمل في مجال العقارات، وأنَّ صديقك يبحث عن شقة جديدة فتتعاطف معه، وتعرض تعريفه على بعض الأشخاص لمساعدته على العثور على منزل بسرعة أكبر، هنا أيضاً يمكنك تقديم مساعدة عالية القيمة بهدف نبيل.
لكن إذا كنت تحاول سراً عقد صفقة تحصل على عمولة عليها، أو إذا كنت تحاول المساعدة مقابل شيء يمكن أن يفعله هذا الشخص لك، فيمكن بسهولة عدُّ مساعدتك مزيفة أو لمصلحة شخصية.
عرض مساعدة الآخرين من خلال مشاركة مهاراتك هو طريقة رائعة لتكوين صداقات جديدة، لكن تأكد من فهم نياتك من مساعدة الناس فقط، كي لا تبدو وكأنَّك تساعد شخصاً ما فقط من أجل الحصول على شيء في المقابل.
6. إتقان مهارة واحدة:
عادة ما يكون لدى الأشخاص الذين يجيدون حرفتهم دائرة اجتماعية أوسع، وليس هذا بالضرورة؛ لأنَّ المهارة تجعلك أكثر شعبية؛ بل لأنَّ الثقة بالنفس والشغف اللذَين تتمتع بهما بشأن مجال عملك يجذبان الناس إليك.
إنَّ كونك بارعاً فيما تفعله يمكن أن يجذب الانتباه الإيجابي في المدرسة ومكان عملك وغير ذلك؛ إذ سيلاحظ الناس نجاحك ويسألون عنه، حتى إنَّهم قد يقصدونك للحصول على المشورة.
كلنا نعمل على اكتساب وتطوير مهاراتنا؛ لذا إن كنت بالفعل تعمل على تنمية معرفتك في مجال معين أو تتعلم مهارة جديدة، تذكر أنَّ الجميع يبدأ من الصفر، كنا جميعاً أطفالاً عاجزين ووجب علينا تعلم كل شيء مع تقدمنا في العمر.
يُعدُّ طلب النصيحة، والعثور على منتورز والتواصل مع الأقران والقراءة والتعلم المستمر طرائق رائعة لتنمية مهاراتك وتنمية علاقاتك الاجتماعية في الوقت نفسه.
نصيحة: ركِّز على شيء واحد فقط تريد أن تتفوق فيه.
شاهد بالفيديو: صفات الصديق الحقيقي
7. تعزيز النمو الشخصي:
قد يبدو من التناقض بعض الشيء التركيز على تحسين نفسك لزيادة شعبيتك؛ لكنَّ الحقيقة هي أنَّك تحتاج كي تجذب الناس إليك أولاً أن تحسِّن نفسك.
من الصعب التوفيق بين دائرة واسعة من العلاقات الاجتماعية إذا كنت لا تعرف حتى الآن من أنت أو ما تريده في الحياة، لا يعني هذا أنَّك بحاجة إلى الاعتزال حتى تقرر كلَّ شيء؛ بل يعني ببساطة أنَّك يجب أن تركز على تطورك الشخصي أولاً ليصبح لديك ما تشاركه في صداقاتك.
عندما تنمي ثقتك بنفسك ووعيك الذاتي وصبرك وطريقة تفكيرك، سيرغب المزيد من الناس في التعامل معك لأنَّك ستلهمهم، ويقول الكاتب ألدوس هكسلي (Aldous Huxley): "يوجد شيء واحد فقط في الكون يمكنك تحسينه حتماً، وهو نفسك".
بينما تعمل لتصبح أفضل من خلال التطوير الشخصي والخروج من منطقة راحتك، يمكنك تغيير تفاعلاتك الاجتماعية لتصبح أكثر شعبية.
8. دعم الأصدقاء:
إذا كنت ترغب في اكتساب المزيد من الأصدقاء، فلا تنسَ دعم أصدقائك، ومن الضروري الاطمئنان بانتظام عنهم، والاستماع إلى ما يحدث في حياتهم، والوجود معهم في أوقات الحاجة.
غالباً ما يتغاضى الساعون إلى كسب محبة الناس عن دعم أصدقائهم؛ لكنَّ تجنب ذلك بسيط جداً:
- تشجيعهم عندما يحققون إنجازات كبيرة أو صغيرة.
- دعمهم عندما يمرون بظروف قاسية.
- تقديم النصيحة عندما يطلبونها.
- التواصل معهم بانتظام.
- تذكُّر المناسبات الهامة في حياتهم، مثل أعياد الميلاد أو الذكرى السنوية لزواجهم.
كلما دعمت الآخرين زاد دعمهم لك، ومنبع الشعبية الحب الحقيقي والاهتمام، وعندما تساعد أصدقاءك في أوقات حاجتهم، فإنَّك تساهم في إنشاء نظام دعم قوي سيسندك أنت والآخرون في محيطك.
خطوة عملية: تصفح قائمة جهات الاتصال وتواصل مع الأصدقاء القدامى، على سبيل المثال، أرسل إلى 3 أشخاص سلاماً.
9. تكوين علاقات جديدة:
قد تلاحظ أنَّ الأشخاص المحبوبين يفتحون باستمرار محادثات جديدة مع أي شخص يصادفونه، فيبدؤون التفاعلات الاجتماعية بسرعة ويتحدثون غالباً إلى الغرباء وكأنَّهم أصدقاء بالفعل، وإذا صدف ووجدوا قواسم مشتركة بينهم، غالباً ما يكون الشخص الودود هو أول من يبادر في تبادُل معلومات الاتصال أو يسأل عنها.
العالم مكان ضخم، ويمكن أن تجد صداقات جديدة في كل مكان، يجب عليك فقط أن تكون على استعداد للبحث عنها، وفي حين قد يكون الأمر غير مريح بعض الشيء في البداية، لكن كلما تدربت على التحدث مع الغرباء، أصبح من الأسهل تكوين علاقات جديدة.
نصيحة: ابدأ بالمجاملات، فمن أسهل الطرائق لبدء محادثة هي مدح شخص ما وسؤاله عن هذا الموضوع، على سبيل المثال، إذا كنت مهتماً بصناعة المجوهرات، فمن المحتمل أنَّك ستلاحظ مجوهرات الناس كثيراً؛ لذا يمكنك بدء محادثة من خلال الثناء على عقد يرتديه شخص والسؤال من أين حصل عليه، مثال آخر هو ملاحظة شخص يرتدي قميصاً رياضياً، إذا كنت مهتماً بالرياضة، فيمكنك أن تقول: "أحب قميصك" وفتح نقاش عن لاعبيك المفضلين.
في الختام:
لقد تحدَّثنا في هذا الجزء عن 9 استراتيجيات لتصبح محبوباً وتجذب الأصدقاء، وسنكمل حديثنا في الجزء الثالث عن استراتيجيتين إضافيتين، وأربع خطوات لتصبح محبوباً في المدرسة أو الجامعة، فتابعوا معنا.
أضف تعليقاً