15 نصيحة لتزيد من قدرتك على التعلم

يمكنك التعلُّم بطريقةٍ أسرع وأفضل وأسهل من خلال النصائح التي سنذكرها في هذا المقال والتي ستساعدك على تحقيق أقصى استفادة من التعلُّم، وستتمكَّن من تعلُّم أي شيء بطريقةٍ أكثر فاعلية، ولكن لنبدأ أولاً باستعراض فوائد التعلُّم.



لماذا يجب أن تستمر في التعلُّم طوال الحياة؟

نحن نبدأ بالتعلُّم منذ لحظة ولادتنا، لكنَّ بعضنا يتوقف عن التعلُّم الفعَّال بعد انتهاء مرحلة المدرسة، فهل توقفت عن التعلُّم أيضاً، أم أنَّ هناك شيئاً ما تتعلَّمه لغاية الآن؟ إذ يُعدُّ التعلُّم الفعَّال لشيء ما يتعلَّق بمجالك، أو تعلُّم هواية جديدة، أمراً بالغ الأهمية لتطوير شخصيتك.

فيما يأتي بعض فوائد التعلُّم المثبتة علمياً:

1. نبقى فطنين:

يؤدي تعلُّم مهارات جديدة إلى زيادة مادة الميالين في أدمغتنا، وهي المادة البيضاء المسؤولة عن سرعة البديهة والقوة الذهنية.

2. نحصل على عملٍ أفضل:

تُظهر الأبحاث أنَّ الأشخاص الحاصلين على مستويات عالية من التعليم يحصلون على فرص أفضل للتوظيف.

3. نحافظ على صحتنا النفسية:

تُظهر أبحاث أخرى أنَّ التعلُّم يمكن أن يمنحنا إحساساً بوجود هدف نسعى إليه، ويقلِّل من المشكلات النفسية.

من أفضل الفوائد للتعلُّم هي أنَّه أحد أسرع الطرائق لبناء الثقة في النفس، فإذا كنت تعاني من متلازمة المحتال، فإنَّ التعلُّم هو من أفضل الطرائق للتخلُّص منها.

شاهد بالفيديو: 8 طرق لتلتزم بالتعلم مدى الحياة

15 نصيحة تساعدك على التعلُّم بطريقة فعَّالة:

1. استخدم تقنية "قَصر الذاكرة":

إذا حاولت تخيُّل منزلك فعلى الأغلب ستكون قادراً على تذكُّر معظم التفاصيل الأساسية المتعلِّقة به، وهذا يتم في الواقع من خلال استخدامك لتقنية "قصر الذاكرة"، وهي عبارة عن أسلوب تعليمي يقوم على تخيُّل مكان معيَّن مألوف بالنسبة إليك، ووضع أفكارك فيه، وتعتمد هذه التقنية على ذاكرتك المكانية لمساعدتك على التعلُّم وحفظ مفاهيم مختلفة.

إليك الخطوات لاستخدام هذه التقنية:

1.1. الخطوة الأولى:

محاولة تخيُّل مكان تعرفه جيداً، مثل منزلك.

2.1. الخطوة الثانية:

تخطيط المسار بالكامل، تخيَّل نفسك تمشي في الفناء الأمامي، وتعبر الباب الأمامي، وتدخل غرفة المعيشة، وتعبر جميع الغرف الرئيسة في منزلك، وينصح بعضهم بالمشي مع عقارب الساعة، لكنَّ ذلك ليس ضرورياً، ففي النهاية سيكون لديك العديد من قصور الذاكرة، وستتمكَّن أيضاً من إعادة تشكيل قصر الذاكرة بعد تجربته مرات عدة، لذلك لا تقلق إذا لم يكن قصرك مثالياً من المحاولة الأولى.

3.1. الخطوة الثالثة:

إنشاء قائمة بالأشياء التي تريد حفظها، مثل قائمة بالأشياء التي تريد شراءها من البقالة.

4.1. الخطوة الرابعة:

أخذُ عنصر أو عنصرين معاً ووضع صورة ذهنية لهما في كل مكان من قصر الذاكرة الذي بنيته، وحاول تضخيم الصور التي تتخيَّلها، واجعلها تتفاعل مع الموقع، على سبيل المثال تريد تذكُّر الجزر في قائمة التسوق الخاصة بك، فيمكنك هنا تخيُّل جزرة عملاقة تفتح باب منزلك الأمامي.

بعد الانتهاء من ذلك، يمكنك ربط الصورة التي تخيَّلتها بشيء معين تعلَّمته، على سبيل المثال، لفتح الباب الأمامي، ربما يتعيَّن على الجزرة استخدام معادلة رياضية، كمفتاح لقفل الباب.

2. اكتب الملاحظات باستخدام الورقة والقلم:

إذا كنت معتاداً على كتابة كل شيء تتعلَّمه، فقد تجد أنَّه من الأفضل القيام بذلك بالطريقة التقليدية؛ أي باستخدام الورقة والقلم، ولهذا قد لا تجد أنَّ الكتابة الرقمية تساعدك، وقد أُجريت مقارنة بين الكتابة اليدوية والكتابة الرقمية؛ إذ:

  • طلب الباحثون من الطلاب في البداية أن يكتبوا يدوياً، ومن ثمَّ أن يدوِّنوا بطريقة رقمية ملاحظات من كتاب علم الأحياء.
  • قارن الباحثون بين الملاحظات المكتوبة يدوياً والملاحظات المكتوبة رقمياً.
  • وجد الباحثون أنَّ الطلاب في أثناء الكتابة الرقمية يبدون مثقلين من الناحية المعرفية؛ بعبارة أخرى، إنَّ الطلاب كتبوا الملاحظات باستخدام حواسيبهم، لكنَّ هذه الكتابة لم تؤدِّ إلى ترسيخ المعلومات مثلما فعلت الكتابة اليدوية، كما أظهر الطلاب معرفة أقل ومستوى أقل في دقِّة المصطلحات والقدرة على ربط الأفكار.

لذلك، عندما يتعلق الأمر بالتعلُّم، يكون القلم والورقة أكثر فائدة من لوحة المفاتيح.

نصيحة عملية: يمكنك الكتابة باستخدام الورق وغيره، مثل الملاحظات اللاصقة، أو دفتر اليوميات، أو على لوح أبيض، حتى يمكنك الكتابة على هوامش الكتب التي تقرأها.

إقرأ أيضاً: كيف تتعلم بفاعلية باستخدام أسلوب التعلم الحسي الحركي؟

3. اقرأ بالطريقة التقليدية:

بمناسبة الحديث عن الكتابة اليدوية، قد تكون قراءة الكتب الورقية أيضاً أفضل من الكتب الرقمية، والحقيقة أنَّ الدراسات وجدت أنَّ 90% من الطلاب يفضِّلون الكتب الورقية أكثر من الرقمية، وعلاوةً على ذلك فقد وجد محاضر في علم النفس أنَّ عدد مرات تكرار المعلومات التي يحتاج إليها الطلاب للحفظ يزداد عندما يقرؤونها من الكتب الرقمية، ويقلُّ عندما يقرؤونها من كتبٍ ورقية.

يمنحنا الإحساس المادي من خلال حمل الكتاب وتقليب الصفحات مزيداً من المدخلات الحسية مقارنةً بالقراءة الرقمية، وهذا يساعدنا على حفظ المعلومات؛ لذلك، فإنَّ العلم يؤكِّد أهمية القراءة من الكتب الورقية لتحسين جودة التعلُّم.

4. استخدم تقنية الربط:

إذا كنت مهتماً بتعلُّم اللغة فقد يكون من المفيد أن تعرف أنَّه وَفقاً لموقع "لينغ كيو" (LinqQ)، فإنَّ تحقيق الطلاقة الأساسية في لغة ما يستغرق ما يقرب من 480 ساعة لبعض اللغات، و720 ساعة للغات الأكثر صعوبة، وفي مقابلة مع مؤسِّس الموقع "ستيف كوفمان" (Steve Kaufmann) تحدَّث "كوفمان" عن تقنية تُعرف باسم الربط، وهي تقنية لتعلُّم عديد من الموضوعات المرتبطة مع بعضها.

فعلى سبيل المثال، قد يدمج الشخص الذي يتعلَّم السباحة بين السباحة الحرة وسباحة الصدر وكيفية الطفو، وسيكون نمط الربط النموذجي في هذه الحالة كالآتي:

تعلُّم الموضوع (أ)-> تعلُّم الموضوع (ب)-> تعلُّم الموضوع (ج)-> تعلُّم الموضوع (أ) وهكذا…

فقد يكون الربط فعَّالاً أكثر من تعلُّم شيء واحد فقط، وقد اختُبرت هذه التقنية في فصول دراسة فعلية؛ إذ قاموا بدراسة الطلاب في فصل دراسي واحد دُمج فيه بين الجبر والهندسة، بالإضافة إلى واجبات الطلاب المنزلية التي تحتوي على مزيج من الأسئلة من المادتين، وكانت النتيجة بعد شهر تحسُّن في أداء الطلاب بنسبة 76% مقارنةً بالطريقة التقليدية، ويعدُّ الربط طريقة رائعة لإضفاء المتعة على الموضوعات التي تتعلَّمها إضافةً لفائدته في تعزيز القدرة على التعلُّم.

 إليك بعض الأفكار التي يمكنك تنفيذها:

  • إذا كنت تتعلَّم البرمجة فلا تكتفِ بتعلُّم لغة برمجة واحدة فقط مثل "سي إس إس" "CSS"، بل تعلَّم أيضاً لغة "أتش تي إم إل" "Html"، و"جافا سكريبت" "JavaScript".
  • إذا كنت تتعلَّم الإدارة، فبدِّل بين مهارة التعامل مع الناس، والإدارة، ومهارات قيادة الشركات.
  • إذا كنت تتعلَّم الرسم، فبدِّل بين رسم جسم الإنسان والتظليل والتلوين.

5. خُذ استراحات منتظمة:

إذا كنت متوتراً أو تشعر بأنَّه يجب عليك الإسراع في القيام بشيء ما فسيكون من الصعب أن تتعلَّم، فالتوتر مناقض حرفياً للتعلُّم، فلا شك أنَّه من الصعب جداً استيعاب المعلومات عندما تكون غاضباً أو تفكِّر بطريقة سلبية.

تُظهر إحدى الدراسات أنَّ التوتر يُضعف استرجاع الذاكرة، ويفقدنا المرونة الفكرية والسلوكية؛ لذلك قبل البدء بتعلُّم شيء ما حاول أن تمنح عقلك استراحة، وهذه بعض النصائح:

1.5. مارس التأمُّل:

مارس التأمُّل لمدة 5 أو 10 دقائق، واختر تقنية التأمل التي تفضِّلها.

2.5. استنشق الزيوت العطرية:

استنشاق الرائحة المفضَّلة لديك يساعد عقلك على الاسترخاء ويهيِّئك للتعلُّم.

3.5. خُذ حماماً دافئاً:

وهذه الطريقة رائعة للاسترخاء، وقد وجدت إحدى الدراسات أنَّ الحمامات الدافئة تقلِّل من التوتر والقلق والغضب والاكتئاب.

4.5. خُذ فترات استراحة:

إذا كنت تقضي ساعات متواصلة في تعلُّم شيء ما، فحاول استعادة نشاطك الذهني من خلال أخذ استراحات، تمشَّ قليلاً، أو نظِّم وقتك من خلال استخدام نظام لتقسيم الوقت إلى فترات عمل وفترات راحة.

6. اختبر نفسك:

تُظهر الأبحاث أنَّ الطلاب الذين خضعوا لاختبار بعد الدراسة تمكَّنوا من استرجاع المعلومات التي درسوها على الأمد الطويل أكثر من الطلاب الذين لم يخضعوا لاختبار، وأفضل طريقة للتحضير للاختبار هي تقنية التكرار المتباعد، وهي تقنية تعليمية تعتمد على المراجعة المنظَّمة والمتكرِّرة للمعلومات المراد حفظها.

إنَّها تقنية فعَّالة كوننا ننسى غالباً 20% ممَّا تعلَّمناه بعد 24 ساعة ما لم نراجعه، وبحسب هذه النسبة فإنَّنا إذا لم نراجع ما تعلَّمناه أو لم نختبر أنفسنا فإنَّنا سنحتفظ فقط بنسبة 60% ممَّا تعلَّمناه بعد ثلاثة أيام، في حين أنَّنا إذا راجعناه لمرة واحدة فقط فسنحتفظ بهذه المعلومات لفترة أطول، لكن بنفس النسبة وهي 60% لكن لمدة سبعة أيام.

كلما راجعنا أكثر، زادت كمية المعلومات التي ترسخ في الذاكرة، وهذا يعني أنَّه يمكننا بلوغ مستويات عالية من الحفظ، مع أنَّنا نضع فترات متباعدة بين المراجعات، وهنا تكمن الروعة في تقنية التكرار المتباعد، وبعد عدد من المراجعات، قد نحتاج فقط إلى مراجعة واحدة للموضوعات التي تعلَّمناها بعد أسابيع أو حتى أشهر، ثمَّ يتبقَّى عليك أن تختبر نفسك بعد هذه المراجعات بالطريقة التي تفضِّلها.

إقرأ أيضاً: ملخّص كتاب التعلّم السريع للكاتب دايف ماير – الجزء الأول

7. خذ قيلولة:

من المعروف أنَّ أداءنا يتحسَّن عندما نحصل على قسط وافر من النوم في الليل، لكن إذا لم تحصل على ليلة نوم جيدة، فيمكن للقيلولة أن تساعد، فقد أظهرت الأبحاث أنَّه حتى النوم لفترة قصيرة والذي يستمر من 45 إلى 60 دقيقة، ينتج عنه تحسُّن بمقدار خمسة أضعاف في استعادة المعلومات من الذاكرة.

يشرح المؤلف "دانيال بينك" (Daniel Pink) في كتابه "متى: الأسرار العلمية للتوقيت المثالي" (When: The Scientific Secrets of Perfect Timing)، أنَّ القيلولة تجعلنا نستعيد طاقتنا الذهنية؛ إذ إنَّ دماغنا يصاب بالإرهاق خلال اليوم، وتساعد القيلولة على استعادة طاقتنا الذهنية، ومن ثمَّ نتمكَّن من العمل بطريقة أفضل.

يوصي "بينك" في كتابه أيضاً بأخذ قيلولة بعد تناول جرعة من الكافيين؛ إذ تشرب كوباً من القهوة، ثمَّ تأخذ قيلولة لمدة 25 دقيقة - وهو الوقت الذي يستغرقه الكافيين لتبدأ تأثيراته بالظهور - لكن على أي حال فإنَّ الوقت المثالي للقيلولة يختلف من شخص لآخر.

8. عدِّل البيئة التي تتعلم فيها لتناسبك:

تؤثِّر البيئة كثيراً في قدرتك على التعلُّم، على سبيل المثال تخيَّل نفسك في أحد هذه الأماكن:

  • غرفة هادئة في المكتبة.
  • في متنزه.
  • في مقهى صاخب.
  • الغرفة التي تعمل فيها في المنزل.

يفضِّل بعض الأشخاص الأماكن الهادئة؛ إذ يستطيعون العمل دون أن يشتِّت شيء ما انتباههم، فيما يفضِّل بعضهم الآخر الأماكن الأكثر حيوية، مثل المقهى المزدحم، وقد يؤدي الكرسي الذي تجلس عليه دوراً هاماً أيضاً، لأنَّك إذا كنت تعمل عن بُعد فمن المُحتمل أن تجلس على كرسيك لساعات طويلة كل يوم، ولذلك فإنَّ الكرسي المريح يساعدك على التعلُّم لأنَّه يجنِّبك آلام الظهر المزعجة.

9. سهِّل الأفكار والمفاهيم المعقدة:

ابتكر الفيزيائي "روبرت فاينمان" (Robert Feynman) تقنية تعلُّم قائمة على التنظيم من خلال الكتابة على صفحة العنوان لدفتر ملاحظات فارغ، ومن هنا كان "فاينمان" قادراً على تقسيم الفكرة شديدة التعقيد إلى مجموعة أفكار سهلة جداً، وكان "فاينمان" يشرح لنفسه الفكرة وكأنَّه طفل في الخامسة من عمره، وإليك كيفية فعل ذلك:

  • اختر مفهوماً يصعب تعلُّمه، وليكن مثلاً أشجار البونساي.
  • حاول تسهيل المفهوم كما لو كنت تشرحه لطفل ذي خمس سنوات، ويمكنك استخدام المقارنات، وهي طريقة كان يعدُّها "فاينمان" مثالية للتعلُّم، وفي مثالنا يمكنك القول: "أشجار البونساي تشبه الأشجار الكبيرة تماماً، ولكنَّها أصغر في الحجم".

فهذه التقنية سهلة جداً، ولكنَّ تقسيم المفاهيم الصعبة إلى عدد من المفاهيم السهلة، يمكن أن يساعدك على تجميع هذه المفاهيم اليسيرة بالطريقة المناسبة لتشكيل المفهوم المعقَّد مرةً أخرى.

10. مارس الرياضة:

إذا كنت تمارس الرياضة بانتظام، فقد تتعلَّم بسرعة أكبر، وذلك لأنَّ الدراسات وجدت أنَّ زيادة معدَّل ضربات القلب من خلال ممارسة الرياضة، يمكن أن يؤدي إلى زيادة القدرة على التعلُّم؛ هذا لأنَّه في أثناء عملية التعلُّم، تُنشَّط خلايا عصبية جديدة، وممارسة الرياضة تساعد على جعل هذه الخلايا تعيش لفترة أطول؛ لذلك مارس الجري في وقت الفراغ، أو رفع الأثقال، أو بعض التمارين التي تعتمد على وزن الجسم.

يمكنك أيضاً تجربة المكاتب التي يتم العمل عليها في وضعية الوقوف، أو استخدام جهاز المشي لبضعة دقائق لزيادة معدَّل ضربات القلب.

إقرأ أيضاً: كيف تسرع وتيرة التعلم من خلال النظرية الإنسانية؟

11. اكتشف ما إذا كنت تتعلَّم بطريقة أفضل عند سماع الموسيقى أم أنَّ الهدوء هو ما يناسبك:

يحب بعض الأشخاص الاستماع للموسيقى في أثناء التعلُّم، وبعضهم الآخر يفضِّل الهدوء التام، لكن إذا كنت تحاول التعلُّم وسط الكثير من الضجيج والصخب فعلى الأغلب لن تحصد الكثير من النتائج؛ إذ تشير بعض الدراسات إلى أنَّ سماع الموسيقى في أثناء الدراسة يؤثِّر سلباً في الذاكرة، وأنَّ الهدوء يساعد الأشخاص على التذكُّر تذكُّراً أفضل، في حين تُظهر دراسات أخرى أنَّ بعض أنواع الموسيقى، مثل الموسيقى الكلاسيكية يمكن أن تعزِّز أداء الذاكرة.

لذلك، قد تتساءل عن الإجراء السليم في أثناء الدراسة، هل تستمع للموسيقى، أم تدرس في هدوء تام؟

الحقيقة هي أنَّ الأمر يتعلَّق بمستوى الضجة الذي يلائمك، وهذا يعتمد على طبيعة شخصيتك، والطريقة الأمثل لمعرفة ما إذا كنت تحب سماع الموسيقى أم لا في أثناء التعلُّم هي من خلال التجربة، فإذا وجدت أنَّك تفضِّل سماع الموسيقى في أثناء التعلُّم، فحاول التعرُّف إلى نوع الموسيقى الذي تفضِّله.

12. تعلَّم في أماكن متعدِّدة:

يميل معظم الناس إلى التعلُّم في نفس المكان، وعادةً ما يكون مكتبهم، لكن قد يكون من الأفضل تغيير المكان الذي تتعلَّم فيه من وقت لآخر؛ إذ سيصبح لديك في هذه الحالة أماكن عدة للتعلُّم، مثلاً مكتبك المنزلي، والأريكة، والمقهى الموجود في منطقتك، والمكتبة العامة، والحديقة الموجودة في حيِّك وغير ذلك؛ فأن يكون لديك أكثر من مكان تتعلَّم فيه هو في الواقع طريقة مفيدة للتعلُّم، لأنَّها تعتمد على ظاهرة تُسمَّى الذاكرة المرتبطة بالسياق.

لقد وجد باحثون من "جامعة ويسكونسن" (University of Wisconsin) أنَّ أدمغتنا تربط بين البيئة التي نكون فيها مع ما نتعلُّمه خلال وجودنا فيها؛ وهذا يعني أنَّه كلما زاد عدد الأماكن التي تتعلَّم فيها، زادت قدرة عقلك على ربط ما تتعلَّمه مع هذه الأماكن.

13. اجعل المكان الذي تتعلَّم فيه ملائماً لمساعدتك على التعلُّم:

تأكَّد أنَّ المكان الذي تتعلَّم فيه مُجهَّز بالظروف المثالية للتعلُّم، ويتضمَّن ذلك الإضاءة ولون المكان والتنظيم المناسب:

  • حاول أن تتعلَّم في بيئات ذات إضاءة طبيعية؛ إذ تشير الدراسات إلى أنَّه عندما تمت مقارنة فاعلية التعلُّم في بيئة ذات إضاءة خافتة مع بيئة ذات إضاءة طبيعية، فقد ازدادت نسبة التحصيل لدى الطلاب بنسبة 25% في البيئات ذات الإضاءة الطبيعية؛ لذلك ادرس بالقرب من النوافذ أو في منطقة تدخل إليها أشعة الشمس.
  • اختر المكان المناسب لك للتعلُّم بناءً على لونك المفضَّل، فمثلاً يساعد اللون الأزرق على الشعور بالهدوء والراحة، والأحمر يبقينا متحمِّسين، ويمكن أن يجعلنا اللون الأصفر نشعر بالإيجابية والسعادة.
  • رتِّب المكان الذي تتعلَّم فيه، فقد وجدت دراسة أجرتها "جامعة كارنيجي ميلون" (Carnegie Mellon University)، أنَّ الطلاب الذين كانوا يدرسون في بيئة غير مرتبة كانوا أكثر عرضة لتشتُّت الانتباه، ويضيِّعون كثيراً من الوقت المخصَّص للدراسة، وبالنتيجة كان تحصيلهم العلمي أقل مقارنةً بالطلاب الذين يدرسون في بيئات مُنظَّمة ومرتَّبة.
إقرأ أيضاً: التعلم الذاتي: مفهومه، وأهميته، واستراتيجياته، وطرق تطبيقه

14. وسِّع معرفتك في المجال الذي تتعلَّمه:

يمكنك جمع مزيد من المعلومات من خلال تعلُّم مزيد من الموضوعات المماثلة للموضوعات التي تعرفها بالفعل، مثلاً، إذا كنت تتعلَّم بناء الخزانات، فقد ترغب أيضاً في التعرُّف إلى أنواع الدهانات المُستخدمة لطلاء الخزانات، وأنواع الأشجار التي تصنع منها الخزانات الخشبية، والأنواع المختلفة الشائعة في جميع أنحاء العالم.

إذ ستساعدك هذه التقنية على توسيع نطاق معرفتك من خلال ربط ما تتعلَّمه وتخزينه في الذاكرة طويلة الأمد، ولاكتساب مزيد من المعرفة قد ترغب في تجربة القراءة السريعة، وتعني القراءة بأسلوب سريع مع استيعاب ما تقرأه.

15. انقل معرفتك للآخرين:

إذا كنت تستطيع تعليم شخص آخر ما تتعلَّمه فهذا رائع، لكن لا تقلق إذا لم تكن قادراً على ذلك، فقد أظهرت الأبحاث أنَّه حتى توقع أنَّك ستكون قادراً على تعليم شخص آخر ما تتعلَّمه يزيد من قدرتك على التعلُّم، وذلك لأنَّ طريقة تفكيرنا تتغيَّر بحيث تحفِّزنا على التعلُّم بطريقة أكثر فاعلية من الحالة التي نتعلَّم بها فقط للخضوع لاختبار.

وإليك بعض النصائح لتصبح خبيراً فيما تتعلَّمه:

  • علِّم صديقاً، ويكفي أن يكون لديك صديق أو أحد أفراد أسرتك لتشارك معهم ما تتعلَّمه.
  • سجِّل مدونة صوتية، فهذه طريقة سهلة لنشر ما تتعلَّمه وتأسيس قاعدة معجبين، وكل ما تحتاجه هو ميكرفون، ويمكن أن يؤدي هاتفك الجوال هذه الوظيفة.
  • أنشِئ مدونة على الإنترنت، فإذا كنت تجيد الكتابة فلم لا تحوِّل معرفتك إلى كلمات يمكن لجميع الناس قراءتها؟
  • أنشئ قناةً على موقع "يوتيوب" (YouTube)، وتصرَّف كخبير حقيقي في مجالك.

شاهد بالفيديو: 11 نصيحة لتزيد من قدرتك على التعلم

التعلُّم علاج لفرط التفكير:

هناك طريقة رائعة للحدِّ من القلق والتفكير المفرط، وهو تعلُّم لغة جديدة، فبهذه الطريقة يكون لديك عدد أقل من الكلمات لاستخدامها، وهذا يعني أنَّه لا يوجد عديد من الكلمات لاستخدامها في التفكير، على الأقل ليس بعدد الكلمات التي تعرفها في لغتك الأم.

وطبعاً ليس فقط تعلُّم اللغة هو ما يساعد على التخفيف من القلق والتفكير المفرط، إنَّما تعلُّم أي شيء جديد يساعد على ذلك.

هل تختلف الطرائق التي نتَّبعها في التعلُّم؟

يعتقد معظمنا أنَّنا نولد بميول فطرية للتعلُّم، فبعضنا يحب التعلُّم باستخدام الوسائل البصرية، وبعضنا عن طريق الوسائل السمعية، وآخرون من خلال التجارب العملية البحتة، لكن في الواقع تُظهر الدراسات أنَّ هذا التصور خاطئ، فمن خلال إحدى الدراسات أجاب الطلاب عن استبيان لتحديد أسلوب التعلُّم المفضَّل لديهم، وغيَّروا عاداتهم الدراسية للتلاءم مع أسلوبهم المفضَّل، لكن لم يطرأ أي تحسُّن على تحصيلهم الدراسي.

الخلاصة:

إذاً، أي طريقة في التعلُّم ستؤدي إلى تحصيل نتائج إيجابية، ينبغي فقط امتلاك الشغف، وتطبيق هذه النصائح سيساعدك على أن تستمتع أكثر في رحلتك التعليمية، وتحسِّن قدرتك في التعلُّم.

المصدر




مقالات مرتبطة