15 طريقة للخروج من منطقة راحتك وعيش الحياة التي تريدها (3)

لقد تحدَّثنا في الجزء الأول والثاني من هذا المقال عن أهمية الخروج من منطقة الراحة، وعن أكثر المشكلات الشائعة التي يواجهها الناس في هذا الصدد، كما طرحنا بعض النصائح التي قد تساعدك على الخروج من منطقة الراحة، وسوف نستكمل بقيَّة النصائح في هذا الجزء الثالث والأخير.



1. انتبِه إلى الطريقة التي تُحدِّث نفسك بها:

يُعدُّ التحدث مع النفس أحد الطرائق التي يمكِنك الخروج بها من منطقة راحتك، فنحن نتحدث مع أنفسنا طيلة الوقت، وندرك أنَّ الحديث الإيجابي الذاتي، أو العبارات المحفِّزة قد تكون وسيلة قوية لزيادة ثقتنا بأنفسنا، وبناء شخصية قوية؛ لذا عليك أن تتمرَّن على التحدث إلى نفسك بطريقة مشجعة تُعزز ثقتك بنفسك، وتدفعك إلى التغلُّب على نقاط ضعفك.

عندما يبدو أمر ما صعب التحقيق أو مستحيل الإنجاز؛ فذلك لأنَّ عقلك يُصعِّب عليك الأمر؛ وبالتالي، يجب عليك أن تتغلَّب أولاً على أفكارك المقيِّدة قبل أن تتمكن من التغلب على المشكلة؛ لذا تَحدَّث إلى نفسك حديثاً إيجابياً ومحفِّزاً لتعزيز حافزك، ولكي تؤمِن أنَّ بإمكانك فعل ما تريد؛ لأنَّك عندما تؤمِن بالحديث الداخلي الإيجابي الذي تقوله لنفسك باستمرار، تصير الأمور واضحة، وتنشأ الفرصة، ولا يمكِن أن تقيِّدك منطقة راحتك بعد ذلك.

2. ضَع هدفاً جريئاً واسعَ إلى تحقيقه:

تشبه هذه النصيحة نصيحة تحدي نفسك؛ فمِن أجل الخروج من منطقة راحتك، ينبغي عليك تحديد أهداف كبيرة وجريئة لتعزيز إمكاناتك، ففي الواقع، أنت لن تَعرف أبداً إمكاناتك حتى تحاول استثمارها؛ لذا لا تقلق بشأن تحديد أهداف كبيرة، أو السعي وراء أشياء يبدو تحقيقها ضرباً من الخيال.

يجب أن تثق بنفسك حتى قبل الشروع في المحاولة، وأنَّ بإمكانك تحقيق ما تريد، وأنَّه مهما كانت الأهداف التي تريد تحقيقها، فقد فعلها أحدهم بالفعل، وكل ما عليك فعله هو أن تقتدي بنجاحه وتتخذ خطواتٍ مماثلة، وعندما تحدِّد هدفاً يتخطى حدود إمكاناتك؛ فإنَّك تجبر نفسك على الخروج من منطقة راحتك والقيام بالأمور على نحو مختلف.

إقرأ أيضاً: 7 خطوات لكي تبدأ الآن بعيش الحياة التي تحلم بها

3. تعلَّم وحسِّن نفسك:

لا يحتاج هذا إلى تفسير؛ فعندما تتعلَّم وتتحسَّن، تصبح شخصاً أفضل، ومع تقدُّم مستواك، تخرج من منطقة راحتك تدريجياً. على سبيل المثال: اقرأ حوالي كتابين في الشهر أو كتاباً في الأسبوع إذا استطعتَ؛ إذ ستمنحك القراءة المعرفة وتُلهمك عديداً من الأفكار.

فضلاً عن ذلك، هناك سُبلٌ كثيرة يمكِنك من خلالها التعلُّم والتحسُّن، والقراءة ليست إلَّا واحدة منها، ولكن يمكِنك أيضاً حضور الدورات، وورش العملؤ والندوات، وتبادل المحادثات مع أشخاص ناجحين آخرين، وما إلى ذلك.

شاهد بالفديو: 8 طرق لتلتزم بالتعلم مدى الحياة

4. غيِّر مظهرك الخارجي:

غالباً ما ينعكس شعورنا الداخلي على مظهرنا الخارجي، والعكس صحيح؛ على سبيل المثال: تخيَّل أنَّ هناك قميصاً معيَّناً يعجبك كثيراً، ستشعر في كل مرة ترتديه فيها بمزيدٍ من الثقة لأنَّك تبدو أنيقاً؛ وبالتالي، قد يغيِّر مظهرك الخارجي أفكارك الداخلية؛ ممَّا يعني أنَّه بإمكانك الخروج من منطقة راحتك من خلال تغيير المظهر الذي تبدو عليه.

عندما ترتدي ملابس مِهنية خاصَّة بالعمل، سيعتقد الآخرون أنَّ أداءك مميَّز، وسيؤثِّر ذلك أيضاً في نظرتك لنفسك؛ وبالتالي، عندما تصفف شعرك جيداً، وترتدي زياً مِهنياً، وتتصرف بثقة، يمكِنك التأثير في الآخرين وفي رؤيتك لنفسك أيضاً. بعد ذلك، ستشعر بالدافع لإنجاز مزيدٍ من المهام؛ ممَّا يخرِجك من منطقة راحتك.

قد يكون تغيير مظهرك أمراً غير مريح إذا لم تكن معتاداً على ذلك، لكنَّك سترسل رسالة قوية إلى نفسك مفادها أنَّك جدير بالاهتمام وأنَّك جميل قلباً وقالباً.

5. اتَّخِذ قراراً والتزِم به:

يعلِّمك اتِّخاذ القرار أن تثق في حكمك؛ لذا فهو أمرٌ هام، ولكنَّ الأهم هو التمسك بالقرار الذي اتَّخذتَه والالتزام به؛ على سبيل المثال: عندما تسألك زوجتك عن الطعام الذي تريد تناوله على العشاء، لا تُجِب بعبارات مثل: "لا أعرف" أو "أي شيء"؛ بل اتَّخِذ قراراً سريعاً وقُل ما تريد.

أحياناً، يجب أن تتَّخذ قراراً سريعاً، وفي أحيان أخرى، ينبغي عليك التفكير مليَّاً في الأمر، ولكن لا تخَف من ذلك، وحتى عندما تختار تأجيل اتِّخاذ قرارك، أخبِر الآخرين أو تعهَّد لنفسك أنَّك ستعود بقرار في وقتٍ معيَّن، وحدِّد متى بالضبط؛ إذ يحملك هذا على الالتزام والخروج من منطقة راحتك.

6. تحرَّك بهدوء وانتظام:

قد يستغرق الخروج من منطقة راحتك بعض الوقت؛ وبالتالي، لا تقلق إذا فعلتَ ذلك بتمهُّل. في الواقع، يُعدُّ القيام بذلك تدريجياً من خلال اتِّخاذ الخطوات واحدةً تلو الأخرى أفضل بكثير من التحرُّك على عجل؛ لأنَّك عندما تحاول أن تتغيَّر تغييراً جذرياً، ستقاومه على الأرجح وتعود في النهاية إلى حيث كنت؛ لذا يعاني الناس كثيراً عندما يحاولون فعل عديدٍ من الأمور في وقتٍ واحد، وقد يعجزون أيضاً عن التغيير.

ستجني الفوائد المنشودة نفسها إذا حاولتَ أن تتغيَّر أو تنفِّذ خطتك تدريجياً؛ لذا لا تخَف من البدء بتروٍّ؛ على سبيل المثال: لا تفترض أنَّه يتعين عليك استجماع شجاعتك لطلب الزواج من زميلة لك على الفور، فقط تحدَّث إليها وفكِّر كيف يمكِنك التحرُّك بعد هذه الخطوة، وحدِّد مخاوفك، ثم واجهها تدريجياً.

7. اتَّبع حافزك:

قد تخطر في بالك أحياناً بعض الأفكار التي تتطلَّب منك القيام بشيء استثنائي، مثل الأوقات التي يراودك فيها شعورٌ بالدافع أو الرغبة للذهاب إلى صالة الألعاب الرياضية، أو حجز تذكرة طيران للسفر إلى مكانٍ ما، أو الشعور بالإلهام والرغبة في بدء مشروع تجاري جديد. ولكن نظراً لأنَّك شخص واقعي، لا تمنح الأمر أهمية.

يتطلَّب الخروج من منطقة راحتك القيام بأشياء مختلفة وغير عادية، وتأتي هذه اللحظات عندما تمتلك الدافع والحافز للقيام بها؛ لذا لا تمنع نفسك من فعل شيء خارجٍ عن المألوف، وجرِّب القيام بأمور جديدة.

عندما تخطر ببالك فكرة السفر إلى الخارج، اشترِ تذكرة الطيران وسافِر إذا أمكن، وعندما ترغب في ممارسة الرياضة، افعل ذلك على الفور، وعندما تشعر بالدافع لبدء نشاط تجاري عبر الإنترنت، افعل ذلك دون خوف؛ لأنَّنا نرغب أحياناً في القيام بأمورٍ غير عادية، ولكن عندما تبالِغ في اتِّخاذ موقفٍ دفاعي، يصعب عليك تنفيذ الأمور التي قد تُغيِّر حياتك للأفضل، فلا تخشَ الفشل، وتعلَّم منه لتتفوَّق وتنال ما ترجو.

إقرأ أيضاً: كيف تحفز نفسك في الأوقات الصعبة!

في الختام:

نأمل أن تكون قد فهمتَ الآن مقدار أهمية الخروج من منطقة راحتك، ولقد طرحنا 15 نصيحة تساعدك على الخروج من منطقة راحتك؛ إليك ملخص سريع:

  • اتَّخِذ مساراً مختلفاً للسير.
  • جرِّب تناول وجبة مختلفة، أو اذهب إلى مطعم جديد.
  • اقرأ كتاباً جديداً.
  • تحدَّث إلى شخصٍ غريب.
  • سافِر إلى بلد جديد.
  • تغلَّب على مخاوفك.
  • تحدَّ نفسك.
  • تعلَّم من إخفاقاتك السابقة.
  • انتبِه إلى الطريقة التي تُحدِّث نفسك بها.
  • ضَع هدفاً جريئاً واسْعَ إلى تحقيقه.
  • تعلَّم وحسِّن من نفسك.
  • غيِّر مظهرك الخارجي.
  • اتخِذ قراراً والتزِم به.
  • تحرَّك بهدوء وانتظام.
  • اتَّبع حافزك.

طبِّق هذه النصائح واستعدَّ للتغيير، وأسدِ النصائح التي نجحتَ في تطبيقها للآخرين.

 

المصدر




مقالات مرتبطة