دعنا نعرف أولاً ما هي نظرية منحنى التعلُّم، ثم نقدِّم لك أفضل 10 نصائح لتعزيز منحنى تعلُّمك للعثور على وسيلة تُخرِجك من هذا التوتر.
ما هي نظرية منحنى التعلُّم؟
منحنى التعلُّم هو تمثيل رسومي للوقت المستغرَق للقيام بمهمة ما، ووفقاً لهذا المنحنى، كلما زاد عدد مرات قيام الشخص بعملٍ ما، قلَّ الوقت الذي يستغرقه للقيام بذلك بنجاح؛ على سبيل المثال: إذا كنت تعزف على الجيتار لأول مرة، فقد تحتاج إلى بعض الوقت لتحديد موضع الإصبع على كل وتر، ولكن بعد تكرار الأمر عدة مرات، يمكنك القيام بنفس المهمة في غضون ثوان.
ورغم أنَّ النظرية نفسها ذات طابعٍ رياضيٍّ؛ إذ يتضمن إنشاء منحنى تعليمي دقيق معادلات وملاحظات مع مرور الوقت وبعض القياسات النزيهة، إلَّا أنَّه عند تطبيقها في حياتك اليومية، لا يتعين عليك إجراء جميع العمليات الحسابية؛ فكل ما تحتاج إليه هو أخذ فكرة عن منحنى التعلُّم لتتمكَّن من استخدام العلم الكامن وراءه لتحسين الأداء في المهام الصعبة على الأمد الطويل.
كما يمكنك تطبيق منحنى التعلُّم في جميع مناحي الحياة، سواء مع طفل صغير يتعرَّف إلى الأصوات، أم شخص بالغ يتعلَّم لغة جديدة؛ ومن ثم يمكن استخدام هذه النظرية في كل مكان؛ أي أنَّ تكرار المهمات والمعلومات سيؤدي إلى زيادة سرعة الأداء في هذا المجال؛ إذ سيعتاد العقل على هذه العملية وعلى الطريقة؛ ممَّا يؤدي إلى توفير الكثير من الوقت.
كيف تحسِّن منحنى تعلُّمك؟
هناك بعض الحِيَل التي يمكنك استخدامها لتسريع عملية تحسين منحنى التعلُّم، وسيساعدك تطبيق هذه النصائح على إتقان مجموعة كاملة من المهارات.
1. ابدأ بنقاط قوَّتك:
عندما تبدأ هذه العملية، فمن الأفضل أن تستمر في القيام بالمهام التي تتقن فعلاً تنفيذها؛ إذ سيساعدك هذا على تعلُّم العملية قبل الانتقال إلى مهام أصعب، كما سيُحافظ البدء بنقاط قوَّتك على حماستك.
على سبيل المثال: لنفترض أنَّك تعمل بالفعل على إتقان صناعة الفخار، يجب عليك أن تستمر في ممارسة المهارة نفسها بدلاً من البدء بشيءٍ جديد تماماً، وإلا ستفقد المهارة التي اكتسبتها في صناعة الفخار، وسيستغرق تعلُّم المهارة الجديدة وقتاً أطول أيضاً.
2. لا تتوقَّع حدوث المعجزات:
سيتعيَّن عليك تخصيص الكثير من الوقت من أجل تحسين منحنى تعلُّمك؛ إذ ليس هناك خدعة سحرية لتجعلك محترفاً في غضون أيام قليلة، صحيح أنَّ في إمكانك استخدام النصائح لتسريع عملية التعلُّم، ولكن في الوقت نفسه؛ كُن مستعداً لتخصيص وقت كافٍ لهذه التحسينات، وبعد فترة مبدئية من التعلُّم المعقَّد، سيبدأ المنحنى بالاستقرار؛ ممَّا يعني أنَّك تتحسن في المهارة التي اخترتها.
شاهد بالفيديو: 12 نصيحة لتسريع عملية التعلم
3. كرِّر المهام:
تدور نظرية منحنى التعلُّم حول تكرار المهمة الحالية لتقليل إجمالي الوقت المستغرَق فيها؛ ومن ثم يتمثَّل الهدف النهائي في تكرار مهمة معينة أكبر عددٍ من المرات، وقد تشعر أنَّ الأمر ممل وزائد عن الحاجة، ولكن بدون إعادة الشيء نفسه مراراً وتكراراً، لن يتحسن منحنى تعلُّمك.
4. استخدِم الأساليب الصحيحة:
يفضِّل كل شخص طريقة مختلفة للتعلُّم، ولكن هناك تقنيات تعلُّم عُمِّمَت بعد الكثير من التجربة والخطأ، وفي حين أنَّك قد تميل إلى تجربة أساليب جديدة للتعلُّم، عليك أن تعلم أنَّه في عملية تحسين منحنى التعلُّم، الوقت له أهمية كبيرة؛ لذا عليك أن تلتزم بالتقنيات الصحيحة والمجرَّبة لتعلُّم أي مهمة تنفذها.
5. نفِّذ الخطوات واحدةً تلو الأخرى:
يختلف منحنى التعلُّم باختلاف المهام والمهارات؛ لذا عليك التعامل مع منحنيات التعلُّم واحداً تلو الآخر، على سبيل المثال: إذا كنت تعمل على تعلُّم مهارة موسيقية، فالتزم بها حتى تتقنها، ثم انتقل إلى شيء جديد؛ إذ ستكون الأمور أصعب وستستهلك مزيداً من الوقت إذا حاولت التعامل مع مهارات ومهام متعددة في آنٍ واحد؛ ومن ثم لن يكون القيام بمهامٍ مختلفة في الوقت نفسه أمراً فعَّالاً أبداً؛ بل سيؤدي إلى نتيجة عكسية، وستبطئ سرعتك، كما يجب عليك تقسيم المهارة الواحدة إلى أجزاء، وعدم محاولة أخذ كل المعلومات الممكنة في آنٍ واحد.
6. قيِّم نفسك:
تخيَّل أنَّك تبذل قصارى جهدك ولكن لا تلاحظ أي تقدُّم في النهاية، قد تشعر بالإحباط واليأس، ولمنع هذا من الحدوث، استمر في تقييم نفسك بانتظام، سواء مرَّة كل أسبوع أم أسبوعين حسب طبيعة ما تتعلَّمه، واحرص على أن تكون تقييماتك الشخصية صادقة.
أفضل طريقة لقياس تقدُّمك هي حساب الوقت الذي تستغرقه في تنفيذ المهام ومقارنته بالمرَّات السابقة، وإذا كنت لا تتحسن بوتيرة ثابتة، فربما تحتاج إلى تغيير تقنيات التعلُّم التي تتَّبعها، أو قد يكون الخطأ في جدولك الزمني، أو أنَّك تضغط على نفسك كثيراً، أو لا تعمل بما يكفي من الجد.
7. احصل على تقييم خارجي:
قد تكون التقييمات الشخصية غير كافية أحياناً؛ لذا يكون رأي الآخرين مفيداً في هذه الحالة، ويمكنك القيام بذلك من خلال تسجيل تقدُّم منحنى تعلُّمك وعرضه على شخص آخر للحصول على تغذية راجعة، أو يمكنك القيام بالمهمة أمام خبير.
على سبيل المثال: إذا كنت تعمل على تحسين مهاراتك في الكتابة، فيمكنك كتابة مقال وإرساله إلى كاتب محترف لتقييمه، وكذلك يمكنك تصميم قطعة أثاث أمام النجار لمعرفة رأيه في أسلوبك؛ إذ سيكون التقييم الخارجي أكثر فائدة إذا جاءت التغذية الراجعة من خبير في المجال الذي تريد تحسينه، ولكن إذا لم يكن ذلك ممكناً، فيمكنك دائماً الاستفادة من رأي شخص عاديٍّ أيضاً.
8. حافِظ على تركيزك:
تعتمد تقنية استخدام منحنى التعلُّم على عقلك، فإذا لم يكن الدماغ مركِّزاً، ستكون كل جهودك عديمة الفائدة، وللحفاظ على تركيزك، سيكون عليك العمل بجد للغاية؛ إذ يساعدك العمل الجاد لبضعة أيام مساعدة تدوم لبقية حياتك، ولعدم تضييع الوقت؛ ركِّز على المهارات العملية التي تساعدك في الحياة.
ستؤدي كل هذه العوامل إلى نتائج إيجابية؛ لذا يمكنك تخصيص وقت في جدولك الزمني للتمرينات الذهنية لتقوية تركيزك، كما يجب عليك ممارسة مهارتك في عزلة لا تتعرَّض فيها للعديد من عوامل التشتيت، كما تُعدُّ فترات الراحة أمراً آخر هام للحفاظ على تركيزك طوال العملية.
9. حافِظ على إصرارك:
يتعرض الفحم لضغطٍ لا يوصف لكي يصبح ماساً، وسينبغي عليك التعرض لشيء مشابه أيضاً، فكما ذكرنا سابقاً، إنَّها ليست خدعة سحرية، ولا يمكنك أن تكون ناجحاً إلا إذا صمَّمت وثابرت؛ لذا إذا كنت تنوي الاستسلام نظراً لصعوبة إدارة الأمور، فلن تصل إلى هدفك أبداً.
10. اعرض المساعدة:
بمجرد أن تشعر أنَّك أصبحت متمكِّناً، فقد حان الوقت لتقوية تعلُّمك أكثر، وأفضل طريقة للقيام بذلك هي تعليم الآخرين؛ إذ ستكرِّر على ذهنك كل ما تعلَّمته، وستتمكَّن من تحسين أي عيوب بسيطة في تقنيتك.
في الختام:
قد يصل منحنى تعلُّمك إلى شكله الأمثل من خلال تطبيق هذه النصائح، كما يمكنك الاستفادة من هذه النصائح في تحسين حياتك المهنية من خلال البدء بالعمل على المهارات التي تساعدك على أن تصبح خبيراً في عملك، وبمجرد أن تصبح الشخص الأمهر والأنسب للوظيفة، سوف تتفوق تلقائياً؛ لذا كل ما عليك فعله الآن هو استخدام هذه النصائح والحِيَل بذكاء، وستحقِّق نجاحاً مضموناً في كل جانب من جوانب حياتك بمساعدة منحنى التعلُّم
أضف تعليقاً