ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن الكاتبة "لومينيتا سافيوك" (Luminita D. Saviuc)، وتُحدِّثُنا فيه عن أهم الدروس التي تعلمتها خلال حياتها.
الدروس الفعَّالة المستفادة من الحياة:
ساعدتني هذه الدروس الخمسة عشر الفعالة على أن أُصبح الشخص الذي أنا عليه اليوم، وأعلم أنَّه سيكون هناك المزيد من هذه الدروس في المستقبل وأنا مُستعدة ومنفتحة ومتقبلة لجميعها.
خمسة عشر درساً هاماً تعلمته من الحياة:
1. نُعامَل في الحياة كما نُعلِّم الآخرين أن يعاملونا:
إنَّ أول درس من الدروس الهامة العديدة المُستفادة من الحياة هو أنَّ الناس سيعاملونك كما تسمح لهم بأن يُعاملوك؛ لذا احترِم وأَحبْ نفسك لترى الآخرين يفعلون الأمر ذاته.
2. لا وجود للأخطاء؛ بل كلها دروس فعالة نحتاج إلى إتقانها:
سوف تكتشف - إن كنت تتعلم من الأمور التي تحدث معك - أنَّه لا يوجد شيء يُسمى أخطاء؛ بل هي عبارة عن دروس فعالة يجب تعلُّمها، وإذا لم تكتشف ذلك، فمن المحتمل أن تبدو حياتك عندما تكون في سن الأربعين بالطريقة نفسها التي كانت عليها عندما كنتَ في العشرين، وتبدو في الستين من العمر كما كانت عليه عندما كنتَ تبلغ الأربعين وهكذا.
3. إنَّ المسامحة هي الهبة التي تمنحها لنفسك:
"المسامحة هي هبة تمنحها لنفسك، لتكون بسلام ولتكون سعيداً وتتمكن من النوم ليلاً، فأنت لا تسامح لأنَّك ضعيف؛ بل لأنَّك قوي بما يكفي لتدرك أنَّك ستكون سعيداً فقط عندما تتخلى عن الضغينة، وإذا تمسكت بأفكار سامة كالكراهية والغضب والاستياء تجاه شخص ما، فسينتهي بك الأمر بتسميم نفسك أكثر مما تسمم الشخص الآخر؛ لتكون بذلك غير سعيد على الإطلاق". من كتاب "15 من الأشياء التي يجب أن تتخلى عنها لتكون سعيداً" (15 Things You Should Give Up To Be Happy).
شاهد بالفيديو: أهم الدروس التي يجب أن نتعلّمها من الحياة
4. مقاومتك لأمر ما تجعله يستمر:
سيستمر كل ما تركز فيه، كما أنَّ مقاومتك لأمر ما لن تجعله يستمر فحسب؛ بل سيتضاعف حجماً أيضاً، فإذا كنتَ تريد تقليص شيء ما وجعله يختفي من حياتك، ستكون بحاجة إلى التوقف عن تغذية وجوده باستمرار محاربتك له.
5. ترتبط الحياة بالرحلة بشكل أكبر بكثير من ارتباطها بالوجهة:
نركز في الكثير من الأحيان في أحلامنا وأهدافنا الكبيرة بشدة لدرجة أنَّنا ننسى الاستمتاع بهذه الرحلة التي تسمى الحياة، وتذكَّر دائماً أنَّ الحياة تدور حول هذه اللحظة؛ إذ تتمحور الحياة حول الرحلة وليس الوجهة.
لذلك خذ نفساً عميقاً واسمح لنفسك بأن تكون حاضراً في كل ما تفعله، وأعطِ لنفسك فرصة الاستمتاع بكل ثانية من حياتك ومراقبة العالم من حولك والأشخاص الموجودين في حياتك والجمال الموجود في داخلك ومن حولك.
6. يستحق الناس فرصةً أخرى:
هذا درس آخر من هذه الدروس الهامة والمُستفادة من الحياة؛ وهو أنَّه من المحتمل أنَّك ستمنح الشخص - في اللحظة التي تسامحه فيها - فرصة ثانية ليكون بالقرب منك دون محاولة تذكيره بما فعله بك، ومعاملته ليس على أساس ما هو عليه الآن أو بحسب ما كان عليه من قبل؛ بل بحسب ما تريده أن يكون، ومن خلال قيامك بذلك ستسمح له أيضاً بالنمو وبأن يصبح أفضل وأفضل كل يوم.
قد يُخبرك كبرياؤك بأن تدع أولئك الناس يذهبون، لكن ما الذي يُخبرك به قلبك؟ جميعنا بشر ونرتكب الأخطاء ونستحق كُلنا فرصة ثانية، وربما ثالثة ورابعة وسادسة وسابعة.
7. إن لم تؤمن بنفسك فلن يؤمن أحد بك:
لا تتوقع أنَّ ما تراه غُباراً سيراه الآخرون ذهباً، فإذا لم تكن تؤمن بنفسك وبأنَّك قوي وثمين، فمن المحتمل أنَّ لا أحد سيؤمن بذلك، وسوف تتصرف بناءً على هذا المعتقد؛ الأمر الذي سيجعل الناس يعاملونك بناءً على رؤيتك عن نفسك وعن كيفية معاملتك لنفسك وعن أساس الطريقة التي تتصرف بها وسلوكك في هذا العالم.
8. سيحدد موقفنا تجاه الحياة موقفَ الحياة تجاهنا:
إذا كنتَ تعتقد أنَّ الحياة غير عادلة وأنَّه دائماً ما تحدث معك أمور سيئة، فمن المحتمل أنَّ الحياة ستعاملك بشكل غير عادل، ودائماً ما سيكون لديك العديد من الأسباب التي تجعلك تشتكي منها؛ وذلك لأنَّك تجذب إلى حياتك ما تفكر فيه طوال اليوم وتجذب إليك ما أنت عليه.
9. من المحتمل أن يحبك الآخرون في حال كنت تحب نفسك:
يتعلق الأمر برمته بحب الذات؛ فكل شيء يبدأ من النقطة التي نحب فيها ذواتنا، وإذا لم تحب نفسك، فكيف تتوقع أن تحصل على الحب من شخص آخر؟ لذا أحبْ نفسك وسترى أنَّ الآخرين سيحبونك بالمقابل.
10. يوجد في العالم الكثير من المعلومات لكن لا يوجد ما يكفي من الإلهام:
لنفكِّر في الأمر، أصبح الآن في إمكاننا - بفضل الثورة التكنولوجية - الوصول إلى الكثير من المعلومات أكثر من أي وقت مضى، لكن عندما يتعلق الأمر بالإلهام، فأستطيع أن أقول إنَّنا نعاني من العجز.
نحن نُركز كثيراً في الأمور من الخارج؛ مانحين تركيزاً بدرجة غير كافية إلى دواخل الأمور، فيبدو أنَّنا لم نفهم بعد أنَّ كل شيء يبدأ من الداخل، وإذا كانت الحالة الداخلية تعمُّها الفوضى، فسينعكس الأمر على الحالة الخارجية أيضاً.
أصغِ إلى قلبك وحدسك واعلَم أنَّ "الحدس هو الشيء الوحيد الثمين والحقيقي". العالم "ألبرت أينشتاين" (Albert Einstein).
11. لن يتغير العالم ما لم تتغير أنت:
نسمع الناس يشتكون طوال الوقت من مدى الجنون الذي يُصيب العالم، فهُم يريدون أن يغيروه، لكن إذا طلبت منهم اتِّخاذ الخطوة الأولى، فسيُصدمون قائلين أشياء مثل: "لماذا أنا؟ هل تعتقد أنَّ لدي عيباً ما؟ أنا مثالي وليس لدي ما أحتاج إلى تغييره، وأولئك الناس هم الذين يتصفون بالجنون وهم الذين يجب أن يتغيروا وليس أنا؛ إذ إنَّهم مَن يدمروننا جميعاً، وليس أنا".
إنَّ العالم الخارجي هو انعكاس للأشخاص الذين نحن عليهم في داخلنا، وكل هذا الجنون الذي المنتشر في مجتمعاتنا هو نتيجة لوعينا الجماعي؛ وهو وعي ملوث للغاية للأسف؛ لذا إذا كنا نريد أن يتغير العالم، فعلينا أن نبدأ بأنفسنا، وحقيقة توجد أخطاء وعيوب في جميعنا.
12. تختلف الوحدة عن العزلة:
يوجد فارق بين أن تكون وحيداً وأن تكون في عزلة؛ فعندما تكون في عزلة فإنَّك تستفيد منها للتواصل مع ذاتك الداخلية وللتأمُّل وتهدئة عقلك، وستختفي حينها تلك الحاجة المستمرة إلى البقاء مع الآخرين حتى لا تشعر بالوحدة، ويتحدث المؤلف الأمريكي "واين داير" (Wayne Dyer) عن هذا الأمر بطريقة رائعة قائلاً إنَّه لا يمكننا أبداً أن نشعر بالوحدة إذا أحببنا الشخص الذي يمكننا الانعزال معه.
إذا كنتَ تحب نفسك ولم تكن لديك مشكلة مع شخصك، وقبلت نفسك بشكل كامل، فستكون راضياً عن قضاء بعض الوقت الهادئ بعيداً عن كل الضوضاء، وحينها ستشعر بالسعادة عندما تكون بمفردك وعندما تكون محاطاً بأشخاص آخرين أيضاً.
شاهد بالفيديو: 15 درس في الحياة لا تقدمها لك المدرسة
13. كلَّما عبَّرنا عن امتناننا زادت الأشياء التي يجب أن نكون ممتنين لها:
يعمل قانون الجذب في النواحي الجيدة والسيئة أيضاً، ولكنَّ الأمر متروك لاختيارنا إمَّا بتركيز انتباهنا في الجانب السلبي أو الإيجابي؛ لذا ركِّز انتباهك في الأشياء العديدة العظيمة التي تمتلكها وتشعر بالامتنان لوجودها وسترى أنَّه كلما فعلت ذلك، زادت الأسباب التي سيكون عليك أن تمتنَّ لها.
14. الصبر فضيلة:
نحتاج إلى التحلي بالصبر لكي تحدث الأمور التي نتطلع إليها؛ فنحن نزرع في الدرجة الأولى بذرة العظمة ثم ننتظرها حتى تنمو، ونتيح لها النمو من خلال اعتنائِنا بها وحمايتنا لها، وتستغرق الأشياء العظيمة وقتاً ونحتاج إلى تعلُّم كيفية منحها الوقت.
15. لا تعني الشجاعة غياب الخوف:
إليكم آخر الدروس الفعالة العديدة المُستفادة من الحياة؛ إنَّ الخشية وذلك الخوف المجنون الذي لن يسمح لنا بالمضي قدماً ولن يُتيح لنا النمو وتغيير حياتنا وحياة من حولنا، سيظلان دائمَي الحضور في حياتنا، فعلى الرغم من معرفة معظمنا أنَّه لا وجود حقيقي للخوف وأنَّ وجوده مقتصر فقط في أذهاننا، فإنَّنا نختار أن يشل حركتنا من خلال السماح له بالتحكُّم بحياتنا وأحلامنا وأهدافنا ومستوى سعادتنا.
سيعترض الخوف طريقك متى أردت أن توسع آفاقك، وسيُزعجك متى أردت الخروج من منطقة راحتك، وسيكون موجوداً كلَّما أردت أن تكون أكثر مما أنت عليه، وكلما أردت فعل المزيد والحصول على المزيد.
ما نحتاج إلى القيام به هو النظر إلى ما هو أبعد من ذلك، وأن نكون على دراية دائماً بحقيقة أنَّ معظم الأشياء التي نخشاها لا تحدث أبداً؛ لأنَّ الخوف ليس أكثر من توقُّع كاذب يظهر على أنَّه حقيقي.
أضف تعليقاً