تابِعْ معنا قراءة المقال لاكتشاف 15 علامة تدلُّ على الشخصية شديدة الحماسة.
تعريف الشخصية شديدة الحماسة
يُخفي معظمنا مشاعره الحقيقية خلف ستار أو قناع اجتماعي، فلا يظهر للآخرين سوى ما يريد أن يروه. ولقد تعلَّمنا مذ كنَّا صغاراً أن نتحكَّم في مشاعرنا ونحافظ على رباطة جأشنا، لكنَّ الشخصيات شديدة الحماسة لا تستطيع كبت مشاعرها الفيَّاضة تجاه الأشياء والأشخاص، ولا يُخفي هؤلاء مشاعرهم ولا يكتمونها، فيبلغ شغفهم في الواقع حدَّ التعصُّب تجاه الأشياء التي تثير اهتمامهم.
قد يكون من الرائع أن تصاحب شخصاً كهذا إذا كنت تشاركه الاهتمامات، ولكن عندما تختلفان، فقد يكون التعامل معه صعباً للغاية. مع أنَّ هذا المستوى من الشغف شديد وغير مريح للآخرين من حوله، فإنَّ هذا الشخص متصالح مع ذاته، وليس لديه أية رغبة في تخفيف حدة مشاعره أو كبتها.
ويرى بعض الناس أنَّ الشخصية شديدة الحماسة هي شخصية قوية الإرادة، لكنَّها أكثر من ذلك، فهي ترغب في عيش الحياة إلى أقصى حدٍّ وبكل تفاصيلها. عادة ما يختار الناس المسار السهل، لكنَّ الشخص شديد الحماسة يختار المسار الصعب، ويريد خوض التحديات والتجارب الصعبة لإضفاء معنى على وجوده. قد تعتقد أنَّه يبالغ أو يضخِّم الأمور، لكنَّه في حقيقة الأمر يعيش الحياة بحماسة وشغف شديدَين.
إيجابيات الشخصية الحماسية
تتمتع الشخصية الشديدة الحماسة بالعديد من المزايا والصفات الايجابية، منها:
- تشعر برغبة قوية في خوض تجارب جديدة والتعرف إلى أشخاص جدد.
- تعيش كلَّ موقف بأقصى درجاته، ممَّا يمنحها متعة حسية كبيرة.
- تشعر بشغف شديد تجاه الأشياء والأشخاص الذين يهمونها.
- تدعم الأشخاص الذين تهتم بهم إلى أقصى حدٍّ ممكن.
- تتمتَّع بدافع قوي لتحقيق النجاح.
- تتعاطف بسهولة مع الآخرين.
- تكرِّس نفسها لعلاقاتها، ممَّا يجعلها شريكاً رائعاً.
سلبيات الشخصية الحماسية
قد تظهر مع الجوانب والميزات السلبية في الشخصية الحماسية، ومنها:
- تُصاب بالاكتئاب بسهولة عندما تسوء الأمور.
- تشعر بالضغط والغَبَن بسبب الأشخاص والمواقف، ممَّا قد يؤدي إلى عدم القدرة على التعامل مع الأشياء أو حتى التعبير عمَّا تشعر به.
- تبالغ في ردِّ الفعل عندما لا تستطيع التعامل مع شيء ما.
- تنهار عندما تحدث أشياء صغيرة، لأنَّها تراها كبيرة.
ما هي العلامات التي تدلُّ على الشخصية شديدة الحماسة؟
يمكنك التعرف على الشخصيات الشديدة الحماسة من خلال عدة علامات، منها:
1. الشغف
بسبب إدراكك القوي للحياة والأحداث، أنت شغوف جداً بالأشياء التي تهمُّك، فكلُّ شيء يهمك تقريباً، وكونك شغوفاً جداً يعني أنَّك تفتح قلبك للآخرين بسرعة. أنت شخص مَرِحٌ ومتحمِّسٌ للتطورات الجديدة، مثل طفل في عيد الميلاد عندما تحدث أشياء جديدة. يجعل منك هذا الشغف موظفاً مجتهداً، لكنَّك قد تثير المشكلات عندما لا تسير الأمور كما تريد. في العموم، إنَّ شغفك مُعدٍ، ويُحفِّز زملاء العمل والعائلة، فأنت مجتهدٌ ومخلصٌ وعازمٌ على النجاح، لأنَّك تحترق بشغف عليك اتِّباعه، وليس لديك خيار آخر.
2. قدرة كبيرة على فهم العواطف
غالباً ما تكون الشخصيات شديدة الحماسة ذات طبيعة حسَّاسة وعاطفية، ممَّا يجعلها بطبيعتها تتعاطف مع الآخرين. إذا كنت من هذا النوع، فأنت بارع في قراءة عواطف الأشخاص من حولك وفهمها، وقد تُضخِّم حتى هذه العواطف وتعبِّر عنها كما لو كانت عواطفك أنت. على الرغم من أنَّ القدرة على استشعار العواطف العميقة للآخرين موهبة رائعة، إلَّا أنَّها قد تكون مرهِقة في بعض الأحيان.
في كثير من الاحيان يصعب عليك التمييز بين مشاعرك الخاصة ومشاعر أولئك من حولك، فإحساسك بالعواطف أشد بكثير من إحساس الآخرين بها. لذا، عندما تشاهد فيلماً حزيناً، ستحزن أكثر من أي شخص آخر، وأنت هنا لا تبالغ في رد فعلك، بل إنَّك ببساطة تعالج المشاعر، وتحسُّ بها على مستوى أعمق وأشد.
شاهد بالفيديو: صفات الشخصية الشغوفة
3. شدة الغضب
يُخفي معظم الناس مشاعرهم السلبية، ويكبتون الغضب، ولكن عندما تكون شخصاً شديد الحماسة، فقد تطلق فجأة العنان لجميع مشاعرك المكبوتة. عادةً ما يكبت الآخرون الغضب إلى حدٍّ ما، لكن بالنسبة لك، فهو ينفجر فجأة. قد يصف بعضهم ذلك بأنَّه مبالغة في ردِّ الفعل، لكنَّك ببساطة تعبِّر عن غضبك بطريقتك. وعندما يزول الغضب، قد تشعر بالارتباك والخجل بعض الشيء، ولكن في تلك اللحظة، كان الغضب حقيقياً ولا يمكنك كبته.
4. التمسك بالعلاقات
أنت لا تفصح عن الكثير عن نفسك بسرعة فحسب؛ بل عندما تُعجَب بشخصٍ ما، يتحوَّل هذا الإعجاب بسرعة إلى حبٍّ، فأنت تتعلق بالطرف الآخر بشدة في العلاقات، وتثنيك مودتك له عن خسارته، لذا تتشبَّث بقوة بهذه العلاقة. إذا ابتعدَ عنك، فلن تتقبَّل الأمر، وتتشبَّث به أكثر، وقد يصبح هذا الود مقزِّزاً، وقد تُتَّهم بالتكلُّف، لأنّك شغوف للغاية بكلِّ من تهتم به، وستفعل أي شيء من أجله، ولن تدعه يرحل. إن ألحقَ هذا الشخص الأذى بك عن قصد، فمن المحتمل أن يتحوَّل حبك وعاطفتك إلى مرارة.
5. شدة التحديق
يتميَّز الأشخاص شديدو الحماسة بنظراتهم الحادة، فعندما يتواصلون بصرياً معك، تشعر كأنَّهم يخترقون أعماقك. نظراتهم ليست مجرد نظرات عابرة؛ بل سِهامٌ تكشف اهتمامهم الشديد بك. يمتلكون عادةً قدرة عجيبة على الحملقة، وكأنَّهم يستكشفون كل جزء منك، فقد تشعر في تلك اللحظة بأنَّهم يرون ماضيك وحاضرك ومستقبلك بوضوح تام. وراء هذه النظرات الثاقبة تكمن حساسية شديدة وقدرة ملاحظة عالية، فهُم يلتقطون أدقَّ التفاصيل ويستخلصون منها الكثير من المعلومات، وعلى الرغم من أنَّ هذه النظرة قد تكون مجاملة لك، إلَّا أنَّها قد تثير في الوقت نفسه شعوراً بالارتباك أو القلق، خاصة عندما تأتي من شخص غريب.
6. حبُّ المحادثات الهادفة
إذا كنت تتثاءب وتفقد الاهتمام عندما يتحدث الناس عن أشياء تافهة، مثل الصفقات والطقس، فقد يعني ذلك أنَّك شخص شديد الحماسة، وتتوق إلى التحفيز العقلي. لذا فإنَّ المحادثات العميقة والمعنوية هي ما يُشعل شغفك. تملأ موضوعات، مثل الحياة الآخرة والتنوير والشخصيات والارتباط والرضى الشخصي، قلبك فرحاً، فأنت تحبُّ الغوص بعمق ومناقشة ما تفكِّر فيه مع شخص مثقَّف مثلك، فالحكم، والتأملات، والأديان، كلُّها موضوعات تثير اهتمامك. عندما تتحمَّس للمحادثة، يمرُّ الوقت بسرعة دون أن تلاحظ أنَّك ستتأخَّر عن موعدك.
7. الصراحة
أنت لا تراوغ فيما تريد الحديث عنه، لأنَّك صريح وبليغ وحازم. فإذا كان لديك فكرة تريد توصيلها، ستفعل ذلك دون اعتبار لرأي الآخرين. أنت لا تهتم بالمجاملات الاجتماعية، وتدخل في صلب الموضوع مباشرة. أنت تحبُّ نقل الحوار إلى موضوعات عميقة قد تجعل الآخرين يشعرون بالضيق، لأنَّك لا تحبُّ الأحاديث السطحية، وقد لا تكون خطيباً بليغاً، لكنَّك تتحدَّث بحماسة وشغف عمّا يهمك.
8. الخلوة بنفسك
غالباً ما تنجذب إلى عالمك الداخلي، فتجد الملاذ الآمن بعيداً عن تعقيدات الحياة الواقعية. قد لا يفهمك العالم كما تتمنَّى، فيوفِّر لك عقلك مساحة واسعة لاستكشاف أفكارك وخيالاتك، وتبني بالقراءة والاستماع إلى الموسيقى عالَماً داخلياً غنياً بالقصص والشخصيات التي تتحدث إليك. يوفِّر لك هذا العالم المنصة المثالية لإجراء محادثات عميقة واستكشاف أفكار خلَّاقة، فتنمِّيه بالتعلم المستمر وتوسيع مداركك، وتجعله أكثر حيوية، فهو ملاذك الذي تلجأ إليه عندما تشعر بالحاجة إلى التحفيز الفكري والعاطفي.
9. التقلُّبات المزاجية غير المفهومة
قد يصفك الناس بأنَّك متقلِّب المزاج، ولكنَّ التغيُّرات المفاجئة في حالتك العاطفية غالباً ما تُفهم خطأ، فأنت لا تتعامل مع المشاعر بالتدريج؛ بل تشعر بكلِّ شيء بعمق أكثر من الآخرين. قد يراك بعضهم شخصاً سريع الغضب، لكنَّ الحقيقة أنَّ عواطفك تتحرَّك بسرعة كبيرة جداً على عكس الآخرين. وقد تحتاج أحياناً إلى وقت للتعامل مع التغييرات، وعندما تشعر بالضغط، قد تبالغ في ردِّ فعلك، فتنفعل فجأة، لكنَّ هذا لا يعني أنَّك غير مستقرٍّ عاطفياً؛ بل أنَّك مختلف فقط.
10. ارتفاع معدَّل الذكاء
مع اهتماماتك الواسعة وشغفك الشديد بكلِّ ما تقوم به، هل تستغرب أن تكون مهاراتك الذهنية تفوق المتوسط؟ نعم، لديك معدَّل ذكاء أعلى من المتوسط. للأسف هذا الذكاء المتزايد يعني أنَّك غالباً ما تكون غير راضٍ عن التفاعلات الاجتماعية، فأنت واسع المعرفة، وربَّما لا تجد شخصاً تشاركه هذه المعرفة، وحين تجد من تشاركه أفكارك تشعر بالراحة، وتتمسَّك به بكلِّ قوتك. أنت أيضاً تستوعب المعلومات استيعاباً أعمق وأسرع من الآخرين، ونتيجة لذلك أنت بارع في حلِّ المشكلات، ولديك قدرات ذهنية أعلى من معظم الناس.
11. حدَّةُ التركيز
تتَّحد قدرتك الذهنية مع شغفك بالأشياء التي تثير اهتمامك لإنتاج مستوى حاد من التركيز والعزيمة. فكلما كان التحدي أصعب، زادَ عمق تركيزك، واستثمرت أكثر في جميع مواردك العقلية المكتسبة للتَّغلُّب على أي تحدٍّ. أنت متفانٍ في عملك، وبصرف النظر عمَّا تكون مشغولاً به، تحقِّق دائماً أفضل نتيجة ممكنة بفضل تركيزك. يجعلك مستوى الذكاء المرتفع لديك، وعمق معالجتك للمشاعر، وقدرتك على حل المشكلات عقلياً، شخصية قوية وشديدة التركيز.
12. تجنُّب الافتراضات المسبقة
على الرغم من أنَّك قد تكون سريعاً في ردود فعلك العاطفية، إلَّا أنَّك لا تحب الافتراضات. فإذا تصرَّف شخص ما بجهل، فإنَّك تغضب، وأنت تعلم أنَّ المعرفة قوة، وتعتقد أنَّ الناس يجب أن يتبيَّنوا قبل إطلاق آراء قائمة على افتراضات خاطئة.
13. الإيمان بالحقائق
أنت تؤمن بأهمية الحقيقة وضرورة البحث عنها، وبصرف النظر عن الموقف، ستتصرف دائماً بصدق، حتى لو أضرَّ ذلك بالآخرين. عندما يكون لديك دليل، ستشير إلى المنطق الخاطئ دون خشية أحد، كونك تبحث عن الحقيقة. أنت على استعداد لتحمُّل العِقاب، والضيق، والنمو المؤلم، لأنَّ ما من شيء آخر يناسب شخصيتك القوية.
14. الرومانسية
قد تبدو متناقضاً، فأنت مؤمن بالحقائق، ومتقلِّب المزاج، وشديد التركيز، ورومانسي في الوقت نفسه. إيمانك بالرومانسية وبالسعادة الدائمة ينعكس شغفك على حياتك العاطفية، فتبحث عن رابط عميق في العلاقات، لذلك تفضِّل التخلي عن الرضى الباهت لأجل الالتزام العاطفي حتى لو كان مشحوناً بالصراع.
15. العيش وفق معايير عالية
عندما تعيش الحياة بشغف وتفانٍ وتركيز وذكاء عالٍ ومهارات تواصُلٍ ممتازة وشخصية قوية تجعل الآخرين يشعرون بصغر شأنهم. من الواضح أنَّك تضع لنفسك معايير عالية، فأنت لا تؤمن بحياة دون هدف، ولن تقبل ذلك من الآخرين. بعيداً عن الكمال، أنت تضع الحدود وتفرضها، وتعرف بالضبط ما تريد وما لا تتساهل معه، وتسعى لتحقيق أقصى إمكاناتك، وتعتقد أنَّ الآخرين يجب أن يفعلوا ذلك أيضاً.
في الختام
كونك شخصاً يتمتَّع بشخصية شديدة الحماسة ليس أمراً سيئاً، شريطة أن تتمكَّن من تحقيق التوازن بين ضبط العواطف والتركيز وتقلبات المزاج وارتفاع معدل الذكاء، وبين مهارات التواصل الاجتماعي والصبر والمغفرة (لنفسك وللآخرين). كما قد يساعدك تتبُّع أفكارك ومشاعرك من خلال تدوينها في دفتر اليوميات على معرفة الجوانب التي ستحسِّنها.
أضف تعليقاً