11 أمراً لا يهتم بها الأشخاص السعيدون

أحد أكبر التحديات التي تواجه الخبيرين والقادة في فترة ما بعد الجائحة هو مساعدة أنفسهم والآخرين على تجنب المشاعر السلبية والاكتئاب، سواء كانت هذه المشاعر تنتج من العمل عن بُعْد أم من تدابير الصحة العامة الأخرى.



بصرف النظر عن أي شيء آخر، تنخفض إنتاجية وإبداع الأشخاص المكتئبين وغير السعيدين في الحياة المهنية والاجتماعية.

لمعالجة هذا الموضوع، يمكِننا أن نتعلم من علم السعادة السلوكي؛ حيث يُعلِّمنا أنَّ الأشخاص السعيدين، دائماً يقاومون المشاعر السلبية والاكتئاب من خلال تجنُّب بعض طرائق التفكير غير المنتجة، ومن ثمَّ وفقاً للعلم، هناك 11 أمراً لا يهتم بها الأشخاص السعيدون، وتشمل:

1. السعي وراء السعادة كهدف في الحياة:

بقدر ما يبدو هذا الكلام غريباً، وجد الباحثون أنَّ السعي وراء السعادة يبعدنا عنها، وفي إحدى الدراسات، اكتشف العلماء أنَّ الأشخاص الذين يبحثون عن السعادة من خلال مشاهدة الأفلام السعيدة غالباً ما يشعرون بخيبة أمل بعد ذلك، وكانوا في الغالب أكثر اكتئاباً من الأشخاص الذين لم يشاهدوا هذه الأفلام، وبدلاً من ذلك قرؤوا الأخبار.

وفي دراسة أخرى طويلة الأمد، وجدوا أنَّ الأشخاص الذين سعوا وراء السعادة من سن الشباب، وافتهم المنية في وقت مبكر، ربما من الاكتئاب الذي أصابهم لأنَّهم لم يصلوا إلى السعادة التي سعوا لها، كبديل لذلك، يقترح الباحثون خوض التجربة الحالية، ولكن دون السعي الدائم إلى تحقيق تجارب سعيدة.

إقرأ أيضاً: السعي وراء السعادة: إثبات الذات وخطأ هرم ماسلو للاحتياجات

2. إلقاء اللوم على أحد:

بقدر ما تعني السعادة السعي إلى تقليل التوتر، فإنَّ إحدى أفضل الطرائق التي يقوم بها الأشخاص السعيدون دائماً، هي عدم إلقاء اللوم على أحد أو حتى التفكير فيه؛ حيث وجد العلماء على سبيل المثال: أنَّ الأشخاص الذين يلومون الآخرين دائماً - حتى عندما يكونون على حق - يعانون من العديد من الأمراض المرتبطة بالتوتر.

في الماضي، جادل علماء النفس مثل فرويد، بأنَّ إلقاء اللوم على الذات يؤدي إلى الاكتئاب، ومع ذلك، فإنَّ الأدلة الحديثة التي قدَّمها علماء الدماغ تحدَّت هذا الرأي؛ إذ وجدوا أنَّ النوع السلبي من اللوم الذاتي يمكِن أن يكون آليةً دفاعية؛ حيث لم يتقبَّل الشخص المكتئب اللوم على بعض الأحداث الماضية، وفي الواقع، يثير لوم الذات مراكز المتعة في الدماغ، فالعديد من الأشخاص السعيدين يحققون هذه الحالة من خلال عدم السعي إلى إلقاء اللوم في المقام الأول.

3. فقدان الأشياء من أجل تحقيق التغيير:

عدو التغيير هو عدم قدرتنا على ترك الأمور؛ حيث وجد بعض علماء الدماغ في جامعة "ييل" (Yale) أنَّه كلما كان ارتباطنا أقوى بالممتلكات، ازداد توترنا بشأن فقدانها لإحداث التغيير، وبطبيعة الحال، هذا يقودنا إلى مقاومة التغيير، ومع ذلك فإنَّ هذا يقودنا إلى حلقة مفرغة.

كما أظهرَت دراساتٌ أخرى أنَّ التوتر يؤدي إلى تجنب الخسارة؛ حيث تتكون لدينا وجهة نظر سلبية عن المجازفة، فعندما نتجنب الخسارة على سبيل المثال، نكون غير مستعدين لقبول الفرص عندما يتوجب علينا ذلك ونرغب في خوض المخاطرات في حين لا يجب أن نفعل ذلك، والنتيجة هي أنَّنا نجعل الأمور أسوأ لأنفسنا خصوصاً؛ لأنَّنا نقاوم التغيير، ونتيجة لذلك، لا يقاوم الأشخاص السعيدون التغيير دائماً؛ حيث إنَّهم يدركون أنَّ الخسائر غالباً ما تكون ضروريةً لإفساح المجال من أجل تحقيق مكاسب جديدة.

شاهد بالفديو: 10 أسرار لا يبوح بها الأشخاص السعداء

4. تفويت أي حدث:

على غرار عدم اهتمامهم بالتغيير، فإنَّ الأشخاص السعيدين لا يهتمون بتفويت أي حدث، فأصبح الخوف من فوات الشيء "فومو" (FOMO) ظاهرةً شائعة، خاصة عندما يتعلق الأمر بالمراهقين، فلا تؤدي ظاهرة "فومو" إلى القلق والتوتر فقط؛ بل يُعرَّف أيضاً بأنَّه نوع معيَّن من القلق.

علاوة على ذلك، هناك دراسات تُظهر أنَّه يمكِن لظاهرة "فومو" أن تزيد السعادة بالفعل إذا حفَّزَت المراهقين على إقامة المزيد من الروابط الاجتماعية؛ ومن ثمَّ فإنَّ مؤيدي ظاهرة "فومو" يدَّعون أنَّه أمرٌ جيد، ومع ذلك، وكما سيخبرك أي مراهق، فإنَّ تكوين العلاقات الاجتماعية والحفاظ عليها هو التحدي الأكبر بالنسبة إليهم، وإذا فشلوا في القيام بذلك، فيمكِن أن يُصابوا بالاكتئاب في كثير من الأحيان؛ حيث يتجنب الأشخاص السعيدون دائماً هذه الأفكار، ويَعُدُّون ما فاتهم "من الواضح" أنَّه ليس ضرورياً.

5. إضاعة الوقت في التفكير في المؤامرات:

بدأتَ ترى الآن العلاقة القوية بين القلق والتوتر والسعادة، عموماً يقضي التوتر على السعادة، وعلاوة على ذلك، هناك عدد قليل من الأشياء التي تثير التوتر أكثر من نظريات المؤامرة، ففي مراجعة للعديد من الدراسات حول الصلة بين المؤامرات والتوتر، أظهر العلماء أنَّ الإيمان بنظريات المؤامرة لا يخلق التوتر فحسب؛ بل يجعل التوتر هؤلاء الناس أكثر عُرضةً لتصديق هذه المؤامرات، وإذا كنتَ تحت ضغط وتوتر شديدَين، فمن المرجح أن تعتقد أنَّ هناك أشخاصاً سيئين يحاولون النيل منك.

وفي الواقع، هذا لا يعني أنَّ الأشخاص السعيدين ليس لهم القدرة على الشعور بالخطر، وبدلاً من ذلك، فإنَّهم يتجنبون التفكير الزائد في الأمور، الذي يخلق العديد من نظريات المؤامرة، مما يقود المرء إلى القلق؛ حيث يدرك الأشخاص السعيدون ذلك ويكسرون هذه الحلقة المفرغة من خلال عدم الالتفات إلى هذه المؤامرات.

إقرأ أيضاً: 6 مضيعات للوقت عليك تجنبها

6. حمل الضغائن:

يشبه حمل ضغينة إلى حد كبير الميل إلى إلقاء اللوم، فالتمسُّك بالأحقاد له تأثير سلبي لا يصدَّق في الشخص؛ حيث وجدَت الأبحاث التي أجرتها مؤسسة "مايو كلينك" (Mayo Clinic) أنَّ عدم حمل الضغائن؛ أي التسامح، له فوائد عدة قابلة للقياس، بما في ذلك: العلاقات الصحية، وتحسين الصحة النفسية، وتقليل القلق والتوتر والعداء، والحفاظ على انتظام ضغط الدم، وتقليل أعراض الاكتئاب، والحفاظ على قوة الجهاز المناعي، وتحسين صحة القلب، وتعزيز الثقة بالنفس.

7. حسد الآخرين:

في إحدى الدراسات الرائعة، أظهر الباحثون أنَّ الأشخاص الذين يحسدون الآخرين يصبحون أكثر بخلاً، وفي الوقت نفسه، الأشخاص غير المهتمين بما لدى الآخرين ليسوا أكثر كرماً فحسب؛ بل إنَّهم أكثر سعادةً، ولطالما ارتبط الكرم بالسعادة بالطبع، لكنَّ الأمر الأكثر إثارةً للدهشة بالنسبة إلى غير السعيدين هو أنَّ الكرم المرتبط بالسعي وراء السعادة والذي يرافقه الشعور بالحسد يكون أقل فاعليةً في خلق السعادة والحفاظ عليها.

8. النظر إليهم على أنَّهم جاهلون:

وجد علماء السلوك في دراسة هامة، أنَّ النساء اللواتي يشعرن بالقلق من أن يُنظَر إليهن على أنهنَّ جاهلات يعملن بجد أكثر من الرجال لإثبات خطأ مَن يرونهم كذلك، وقد أدى ذلك إلى نتائج عكسية وتوليد المزيد من التوتر، ومن ثمَّ زيادة التعاسة، ومن الناحية البيولوجية، لم يكن هناك فرق بين الرجال والنساء من حيث جهودهم في أثناء الدراسة، باستثناء القلق، ويشير هذا إلى أنَّ الرجال الذين لم يهتموا بأن يُنظَر إليهم على أنَّهم "أغبياء" كانوا أكثر سعادةً؛ بعبارة أخرى، أحد مفاتيح السعادة هو عدم القلق من أن يُنظَر إليك على أنَّك جاهلٌ أو غير كفء.

9. التفكير بشأن المستقبل:

وجدَت الدراسات السلوكية منذ بدء الجائحة أنَّ هناك موجةً من الأمراض النفسية والجسدية المرتبطة ارتباطاً مباشراً بالمخاوف بشأن المستقبل، وفي الواقع، أظهرَت دراساتٌ أخرى أنَّ الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات القلق يقلقون كثيراً؛ وذلك لأنَّهم يتوقعون وجود المزيد من القلق في المستقبل، إلا أنَّ المفارقة هي أنَّنا لا نستطيع التنبؤ بقدر معيَّن من القلق في المستقبل.

في الواقع، وعلى الرغم مما يُسمَّى بـ "المستقبليين" (futurists) الذين يزداد عددهم الآن على الإنترنت، إلا أنَّه لم يتنبأ أي منهم بالجائحة، فالدرس الذي يجب تعلُّمه عن السعادة هو: ألا تقلق بشأن المستقبل؛ وذلك لأنَّه لا يمكِنك التنبؤ به أو تغييره.

إقرأ أيضاً: الخوف من المجهول وشبح المستقبل

10. سوء نية الآخرين:

من الواضح أنَّ تصرُّفات الآخرين، خاصة عندما تكون غير مقصودة يمكِن أن تزعجنا، ومع ذلك، فإنَّ الأشخاص السعيدين دائماً يستخدمون مزيجاً من السلوكات المذكورة آنفاً، على سبيل المثال: إلقاء اللوم على أنفسهم وعدم الاهتمام بكيفية نظر الآخرين إليهم وما إلى ذلك، كآلية للتعامل مع طريقة معاملة الآخرين لهم، وكي نكون واضحين؛ هذا لا يعني أنَّهم يتجاهلون المواقف التي تسبَّبوا فيها بإلحاق الأذى بالآخرين، ففي الواقع، وجد الباحثون أنَّه عندما نتسبب في إلحاق الأذى بالآخرين، ولكنَّنا نتجاهل ذلك، فإنَّ عقلنا الباطني يعذبنا، مما يجعلنا غير سعيدين، كبديل لذلك، يتطلب الطريق إلى السعادة تطبيق آليات المواجهة المذكورة آنفاً بإخلاص.

11. أن يصبحوا مشهورين أو أثرياء أو أن يحافظوا على جمالهم:

كما ذكرنا آنفاً، يؤدي استخدام مزيج من آليات السعادة المذكورة آنفاً، على سبيل المثال: عدم البحث عن السعادة كهدف وعدم القلق بشأن التغيير وعدم الاهتمام بتقييمات الآخرين، إلى تجاهل الأشخاص السعيدين للإشهار بأنفسهم كوسيلة لتحقيق السعادة، فلا داعي للقلق بشأن التغيير، فهم يدركون التغيير في أنفسهم، سواء من حيث الثروة أم من الناحية الجسدية.

المصدر




مقالات مرتبطة