10 نصائح لعلاقات صداقة أفضل

وفقاً لدراسة أجرتها جامعة هارفارد (Harvard University)، تناولت العوامل التي تؤثِّر في طول عمر الإنسان، والتي استمرت لأكثر من 80 عاماً، فإنَّ العوامل التي تحدد عمر الإنسان لم تكن الجينات، أو اللياقة البدنية، أو مستويات الكوليسترول في الدم؛ بل مقدار شعور الأشخاص بالرضى في علاقاتهم.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذٌّ عن الكاتبة "فانيسا إدواردز" (Vanessa Edwards)، وتُقدِّم لنا فيه 10 نصائح لإنشاء علاقات صداقة قوية.

إذا كنت تبحث عن نصائح تساعدك على أن تكون صديقاً جيداً، فستقرأ في هذا المقال 10 نصائح تساعدك على تحقيق ذلك؛ وذلك بمساعدة خبير علاقات الصداقة "آدم سمايلي" (Adam Smiley)، مؤلف كتاب "الصداقة في زمن الشعور بالوحدة" (Friendship in the Age of Loneliness).

حقائق علمية مفاجئة عن الصداقة:

إليك الحقيقة المُرَّة: ليست كل الصداقات متساوية؛ إذ تشير الدراسات إلى أنَّ علاقات الصداقة تؤدي إلى السعادة فقط في حال كان الأفراد في هذه العلاقة أصدقاء مقربين؛ بعبارة أخرى، إذا كان لدينا في حياتنا مئات المعارف، والمئات من العلاقات السطحية، فلن يجعلنا ذلك سعداء؛ إذ تبدو حقيقة مألوفة بالنسبة إلينا، فيكفي أن نأخذ وسائل التواصل الاجتماعي بوصفها مثالاً حتى نعرف أين تكمن المشكلة، وهي أنَّنا وحيدون.

شعورنا بالوحدة هو نتيجة الاختلاف بين المستوى الذي نرغب فيه من التواصل، ومستوى التواصل الذي لدينا في الواقع.

صرَّح 36% من الأشخاص الذين شملهم استطلاع حديث أجرته جامعة هارفارد، أنَّهم اختبروا شعوراً قوياً بالوحدة، وربما الحقيقة الصادمة أكثر من غيرها هي أنَّ نصف الأشخاص الذين شعروا بالوحدة من البالغين الشباب، قالوا: لم يمنحهم أي شخص بضعة دقائق من وقتهم للاطمئنان عن حالهم بطريقة تجعلهم يشعرون بأنَّهم يهتمون لأمرهم.

إذاً نحن أمام أزمة شعور بالوحدة على مستوى خطير، والحل الوحيد لهذه المشكلة هو أن نتعلَّم كيف نصبح أصدقاءً أفضل، هذا هام للغاية لأنَّ الوحدة شعور، وليس ظاهرة يمكن التعرُّف إليها من خلال دلائل مادية.

الحل هو أن نصبح أصدقاء رائعين وليس فقط أصدقاء جيدين، ويحتاج العالم إلى أن يكون فيه أصدقاء كثر رائعين في الوقت الحالي، وليس أصدقاء مزيفين، يبقون أسبوعاً كاملاً دون اتصال؛ ومن ثمَّ يأتون إلى رؤيتك في يوم العطلة فقط، أو الأصدقاء الذين يبدون سعداء ومتفائلين طوال الوقت، لكن عندما تطلب منهم معروفاً فلن يساعدوك أبداً، الحل لمشكلة الوحدة هو أن تصبح صديقاً جيداً، لنتعرف الآن عن كثب إلى الصفات التي تجعل من الشخص صديقاً جيداً.

ما هي الصفات الثلاث التي تميِّز الصديق الجيد؟

إنَّ الصفات الأهم التي تميِّز الصديق الجيد وفقاً لشاستا نيلسون (Shasta Nelson) مؤلف كتاب "قضية الصداقة" (The Business of Friendship)، هي إظهار الضعف، والإخلاص والعقلية الإيجابية، وقد تقول لنفسك: "هل يُعقل أن تكون ثلاث صفات فقط؟ يجب أن يكون هناك المزيد"، وهذا صحيح، توجد سمات إيجابية كثيرة يمكن أن نبحث عنها في الصديق، مثل:

  • أن يكون بيننا وبينه أشياء مشتركة.
  • الذكاء.
  • الأناقة.
  • أن يكون لائقاً من الناحية البدنية.

لكن الصفات الثلاث التي قدمناها، هي سمات يمكن للجميع أن يتعلمها ويطورها مع الوقت، لننظر عن كثب إلى كل واحدة من هذه الصفات:

1. إظهار الضعف:

هو القدرة على الانفتاح، والتحدُّث بصدق، والاعتراف بمشاعرك وأخطائك للآخرين؛ إذ يرفض الأشخاص الذين تربطهم علاقات صداقة سطحية أن يُظهروا ضعفهم أمام بعضهم بعضاً؛ لأنَّهم يخافون من الرفض، في حين لا يخشى الأصدقاء الحقيقيون من إظهار نقاط ضعفهم، مما يسمح لهم بالتواصل العميق مع أصدقائهم المقربين، إذاً هل أنت من النوع الذي لا يواجه مشكلة في إظهار مشاعره ونقاط ضعفه أمام أصدقائه؟

حتى تعرف الإجابة قم بهذا الاختبار:

قيِّم مقدار التواصل الذي تحتاج إليه على مقياس من 1 إلى 5؛ إذ يشير الرقم 1 إلى أقل مقدار، و5 إلى أعلى مقدار، إذاً هل لديك مشكلة في أن:

  • تبقى وحيداً لأيام دون أي تواصل مع أشخاص آخرين؟
  • تتحدث مع أفراد عائلتك أو شريكك، دون أن تشعر بالحاجة إلى التواصل مع أشخاص آخرين؟
  • تخرج مع أصدقائك مرة في الأسبوع؟
  • تشعر بالحاجة إلى الخروج والتفاعل اجتماعياً مع الآخرين لمرات عدة في الأسبوع؟
  • يكون لديك علاقات اجتماعية عميقة يومياً، وتستمر طيلة اليوم؟

الآن قيَّم مستوى التواصل الذي تمارسه في الواقع، والفرق بين التقييمين يمثِّل حجم شعورك بالوحدة، وإدراك مستوى شعورك بالوحدة هو الخطوة الأولى للاعتراف بمكامن ضعفك أمام نفسك.

شاهد بالفيديو: صفات الصديق الحقيقي

2. الإخلاص:

يعني الإخلاص في علاقات الصداقة، أن يكون الصديق شخصاً يمكن الاعتماد عليه؛ بمعنى أنَّ أصدقاءك يدركون أنَّهم يستطيعون الاعتماد عليك، وتعلم أنت بالمقابل أنَّك مستعد لتقديم يد العون لهم عندما يحتاجون إليك؛ فالأصدقاء المخلصون، هم أشخاص صادقون، ولا يتغيرون فجأةً لمجرد أنَّك أصبحت تقضي الوقت مع أشخاص آخرين، وحتى تكون صديقاً مخلصاً، فإنَّك بحاجة إلى خطة صداقة، وإليك كيف تقوم بذلك:

أنشئ نظاماً مرئياً:

يوصي سمايلي برسم خريطة ووضع مواقع أصدقائك عليها، ثم دوِّن آخر مرة تواصلت فيها مع كل واحد منهم، ويمكنك استخدام ملاحظات لاصقة لتسهِّل عليك عملية تتبع تواصلك معهم؛ وبذلك يمكنك تحديد الوقت الذي يجب أن تتواصل فيها معهم مجدداً، ويمكنك أيضاً أن تضع رقماً بجانب اسم كل واحد منهم اعتماداً على مستوى قوة علاقتكما بوصفكما أصدقاء:

  • المستوى الأول: هم المعارف والأشخاص الذين تربطك بهم علاقات سطحية.
  • المستوى الثاني: هم الأصدقاء الجيدون أو الذين تتواصل معهم باستمرار.
  • المستوى الثالث: هم الأصدقاء المقربون الذين تناقش معهم قضايا شخصية وحساسة.

يُعدُّ إنشاء خريطة صداقة وسيلة رائعة لتذكيرك بالتواصل مع الأصدقاء، علِّقها فوق مكتبك بوصفها مفكرة؛ فهي تذكِّرك بالتواصل معهم عندما يكون لديك وقت فراغ قليل.

الإيجابية:

يعني أن تكون صديقاً إيجابياً، أن تكون قادراً على جعل أصدقائك سعداء، خاصةً خلال الأوقات العصيبة؛ أي أن تلقي عليهم نكات طريفة، أو تساعدهم على رؤية الجانب الإيجابي في الأوضاع السيئة، أو تكون صديقاً داعماً، وكل ما سبق هو جزء من كونك صديقاً إيجابياً، ويشجِّع الأصدقاء الإيجابيون أصدقاءهم على السعي إلى تحقيق أحلامهم وأهدافهم، وليسوا من النوع المُحبِط؛ بل من النوع الذي يقدِّم الدعم لتحقيق الأحلام.

إذاً، كيف تصبح إيجابياً؟ جرِّب هذه النصائح:

  • تحقق من أنَّ أصدقاءك في حالة مزاجية جيدة.
  • اطمأن على صديقك من خلال سؤاله عما إذا كان بخير.
  • اشترِ لأحدهم كوباً من القهوة.
  • اكتب اقتباسك المفضل أو عبارتك التحفيزية المفضلة على ورقة وأعطها إلى أحدهم.
  • قدِّم نفسك للأشخاص في حيِّك.

لاحظ أنَّنا نركِّز في هذه النصائح على الغرباء أيضاً، والسبب أنَّ الإيجابية هي طريقة تفكير لا تتجزأ، وليست شيئاً تمارسه حسب الرغبة فقط.

يؤكِّد العلم أنَّ اللطف مُعدٍ، فعندما تتعامل مع الآخرين بلطف، فإنَّ تأثير سلوكك سيتضاعف؛ لذا اتصل بأصدقائك، أو أرسل إليهم رسائل نصية، أو رسالة لطيفة عبر البريد الإلكتروني، أو رسالة عادية، يجب أن يعرفوا أنَّك تهتم لأمرهم، افعل شيئاً إيجابياً وسيلاحظه أصدقاؤك.

أفضل 10 نصائح لتصبح صديقاً جيداً:

هل تبحث عن نصائح موثوقة لتصبح صديقاً جيداً؟ لقد تعلَّمت خلال سنوات أنَّ الصداقة مثل العمل، يجب أن تبذل جهداً كي تصبح صديقاً جيداً؛ لكنَّ النتائج تستحق منك هذا العناء، وإليك النصائح التي تحتاج إليها لتصبح صديقاً جيداً:

1. ابتكر:

ربما سئمت من المخطط نفسه الذي تقوم به مع أصدقائك، مثل تناول الغداء معاً؛ لذلك فقد حان الوقت لإضافة بعض الإثارة، وما يجب أن تفعله هو إعادة ابتكار نشاطاتك الاعتيادية، والتفكير خارج الصندوق:

  • تناول مع أصدقائك طعاماً صينياً، أو استضفهم في منزلك لتناول طبق تجرِّبونه للمرة الأولى.
  • اخرجوا معاً لتناول طعام مكسيكي.
  • احضر معهم فصل تعلُّم فن الطبخ.
  • اخرج معهم في نزهة.
  • تناولوا معاً بعض الأطباق العالمية.
  • حضِّر لهم وجبة غداء نباتي.
  • اخرجوا معاً برفقة حيواناتكم الأليفة.
  • استضفهم في منزلك واطبخوا معاً، مع تخصيص وقت لنشاطات الأطفال، وفي حال قدَّموا اقتراحات للخروج معاً للعشاء، فحاول أن تأخذ المبادرة للقيام بشيء ممتع، واقترح عليهم واحدة من هذه الخطط؛ فالفكرة من هذا هي أن تكون مبدعاً.

2. تذكَّر المناسبات الهامة:

تذكَّر المناسبات المميزة التي تريد أن تحتفل فيها مع أصدقائك، كن مبدعاً في هذه المناسبات أيضاً:

  • أعياد ميلاد أصدقائك.
  • ذكرى علاقة صداقتكما.
  • ذكرى زواج صديقك.
  • أعياد ميلاد أطفالهم.
  • عطلتهم المفضلة.
  • العطلة التي تحب أن تحتفل فيها معهم.

يتذكَّر الأصدقاء الرائعون مناسبات بعضهم المميزة، وهم لا يفعلون ذلك بالاعتماد على الذاكرة، فتوجد مناسبات كثيرة لا يمكن تذكُّرها كلها؛ لكنَّهم يدوِّنون هذه المناسبات، وإليك ما يمكن أن تفعله من أجل ذلك:

  • حمِّل تطبيقاً خاصاً بقوائم المهام أو استخدم تطبيق المفكرة في هاتفك.
  • قم بجلسة عصف ذهني لتتذكر جميع المناسبات المميزة الخاصة بأصدقائك، يمكن أن يكون ذلك عيد ميلاد، أو أول يوم التقيتما فيه، أو حفلة خاصة أو مناسبة حضرتموها معاً، أو مناسبة حقق فيها صديقك تقدُّماً هاماً في الحياة، مثل ذكرى التخرُّج من الجامعة، أو ذكرى زواج.
  • اضبط تطبيق المفكرة؛ إذ يذكِّرك به قبل يوم أو يومين من الحدث الهام.
  • احتفل من خلال اختيار نشاط ممتع تقومون به معاً، أو ادعهم إلى حضور مناسبة اجتماعية، أو ابعث إليهم رسالة تذكِّرهم فيها بالمناسبة، وتدعوهم إلى مشاركتك الاحتفال.

ستتفاجأ إلى أيِّ مدى يقدِّر أصدقاؤك هذه الأشياء، وربما تكون واحداً من بضعة أشخاص فقط يتذكرون عيد ميلاد صديقك؛ لذلك استخدم هذه النصائح بحكمة.

شاهد بالفيديو: أقوال الحكماء والفلاسفة عن الصداقة

3. استفد من تأثير التعرُّض المحض:

كلما تكرر لقاؤك بشخص ما، ازددت إعجاباً به، يُسمى هذا في علم النفس بتأثير التعرُّض المحض، وهي نظرية قدَّمها عالِم النفس الاجتماعي روبرت زايونتس (Robert Zajonc)، فقد وجد زايونتس وبإثارة للاهتمام أنَّ جميع الكائنات الحية تستجيب في البداية للحوافز الجديدة من خلال التجنُّب؛ وذلك بسبب خوفها، لكن ما إن يتعرض الكائن الحي للحافز مراراً وتكراراً، فإنَّ خوفه يقل، ويزيد اهتمامه بمصدر الحافز.

تفسِّر نظرية التعرُّض المحض سبب خوفنا من إنشاء صداقات جديدة، في حين نشعر بأريحية في الوجود مع أصدقائنا القُدامى؛ لذلك لا تعتقد أنَّك غريب الأطوار لكونك لا تحب الغرباء، فهذا أمر طبيعي، لكن، إذا أردت أن تحسِّن من قدرتك على التعرف إلى أشخاص جدد، فتوجد طريقة؛ لذلك؛ إذ تبيَّن في تحليل تلوي لـ 208 دراسة استخدمت تأثير التعرُّض المحض أنَّ أفضل الطرائق للاعتياد على حوافز جديدة كانت كالآتي:

  • تقديم الحوافز بإيجاز.
  • التعرُّض للحافز بين 10ـ20 مرة.
  • التعرُّض مع إطالة الفترة التي تفصل بين مرات التعرُّض.

الآن، لنطبِّق هذا على العلاقات:

اسعَ إلى لقاءات وجيزة، بدلاً من اللقاءات الطويلة:

إذ تُظهر اللقاءات الوجيزة أنَّك تقدِّر وقت الآخرين، كما أنَّك تتجنب في هذه الحالة الملل، والذي يمكن أن تتعرض له أنت والشخص الآخر عندما لا يبقى شيء تتحدثان عنه أو تفعلانه في اللقاءات طويلة المدة، ويمكن أن تكون اللقاءات الطويلة مملة إذا لم تكن بينك وبين الشخص الآخر علاقة قوية بعد.

التقِ بأصدقائك، لكن ليس كثيراً:

لا تنطبق هذه القاعدة على الحالة التي يكون لديك فيها أصدقاء رائعون ترغب في الالتقاء بهم دائماً؛ لكن يتطلب بناء علاقة مع شخص جديد، نحو 10 لقاءات، تماماً مثل أيِّ شيء تختبره للمرة الأولى، فإنَّه يحتاج إلى الوقت حتى تعتاد عليه.

أعطِ صديقك مقداراً جيداً من الحرية الشخصية:

لا تكن شخصاً كثير الإلحاح وتطلب من صديقك الخروج كل يوم، لنفترض مثلاً أنَّ لديك زميل عمل جديد، وقد تشعر في الأسبوع الأول أو نحو ذلك، بأنَّك متحمس لقضاء الوقت معه والتحدُّث عن أشياء كثيرة، لكن مع مضي أشهر على علاقتكما يصبح الأمر مملاً إذا كنت تلتقيه كل يوم، لكن لنفترض أنَّك انتقلت إلى العمل في شركة أخرى، والتقيتما بعد شهرين من آخر مرة رأيته فيها، من المُحتمل جداً في هذه الحالة أن يكون لديكما الكثير لتتحدثا عنه.

معلومة إضافية:

لا يؤدي التعرُّض المحض إلى النتائج نفسها دائماً؛ إذ أظهرت إحدى التجارب الاجتماعية أنَّنا أكثر ميلاً إلى التشبث بشعورنا بعدم الإعجاب بشخص ما حتى لو التقيناه كثيراً إذا كنا لا نحبه من الأساس.

إقرأ أيضاً: 6 نصائح تساعدك على تكوين صداقات جديدة

4. اجعل أول يوم عمل في الأسبوع ممتعاً:

تؤكِّد دراسة استقصائية حديثة شملت أكثر من 40 ألف شخص أنَّ أول يوم عمل في الأسبوع، سواء أكان يوم الأحد أم الإثنين وفقاً لكل بلد، هو أسوأ أيام الأسبوع؛ إذ أفاد الناس أنَّهم يعانون فيه الآتي:

ذلك مقارنةً بيوم العطلة الذي يُعدُّ اليوم المفضَّل لدى الجميع، لكن يمكنك أن تجعل أول يوم في الأسبوع رائعاً إذا قمت بشيء مميز حقاً، وعلى خلاف العادة، لا يتعلق الأمر بالتخطيط لقضاء الوقت خارج المنزل في يوم العطلة؛ بل بأن تجعل أول يوم في الأسبوع يوماً رائعاً.

السبب، أنَّ الجميع يحبون يوم العطلة؛ لذلك نخطط في هذا اليوم للخروج والاستمتاع مع أصدقائنا، وعلى العكس يكره الجميع أول يوم عمل في الأسبوع، لكن إذا تمكنت من الاجتماع بأصدقائك فيه، فستشعرون جميعاً بالبهجة إذا كان لديكم شيء تتطلعون إليه.

لأنَّ الاستطلاع يُظهر أيضاً أنَّ الناس يشعرون بأنَّهم أكثر طموحاً في أول يوم عمل في الأسبوع، فحاول أن تجعله يوماً مخصصاً لممارسة الهوايات، أو للمشاركة في نادي الكتاب، أو للاجتماع معاً من أجل مناقشة المشكلات وتبادل النصائح، أو يمكنك القيام بشيء مُبتكر:

  • الخروج في نزهة.
  • الاجتماع مساءً للعب لعبة جماعية.
  • استضافتهم في منزلك للعشاء.
  • التسوق معاً من البقالة؛ ومن ثمَّ تناول الحلوى.
  • تناول المثلجات.
  • إنشاء نادٍ للقراءة.
  • قضاء أمسية لطيفة من خلال اللعب والغناء.

حاول أن تقوم بأحد هذه النشاطات في أمسية أول يوم في الأسبوع مرة كل أسبوع أو كل شهر، حسب مقدار انفتاحك على العلاقات الاجتماعية، اذهب برفقة أصدقائك إلى الأماكن الموجودة بالقرب منكم، أو أرسل إليهم رسالة جماعية تذكِّرهم فيها بالنشاط المخطط له في هذا اليوم، ويمكنك العثور على أصدقاء على موقع "ميت آب دوت كوم" (Meetup.com) أو من خلال المجموعات القريبة منك على تطبيق "فيسبوك" (Facebook)، ستجعل هذه الأفكار أول يوم في الأسبوع يوماً ممتعاً لك ولأصدقائك.

5. اطرح أسئلة تعزِّز الشعور بالحماسة:

نحن نسأل أسئلة مملة في أحيان كثيرة، مثل "كيف هو الطقس اليوم؟"، أو "كيف الحال؟" والسبب أنَّنا نسمع هذه الأسئلة مراراً وتكراراً، بدلاً من ذلك حاول طرح أسئلة ممتعة، فبدلاً من أن تسأل صديقك: "ماذا تفعل؟"، جرِّب هذه الأسئلة:

  • "ما هو الشيء غير المتوقع الذي حدث معك الأسبوع الفائت؟".
  • "ما هي أكثر المناسبات تميزاً من بين جميع المناسبات التي حضرتها؟".
  • "من هو الشخص الموجود في حياتك، والذي يجعلك تضحك من أعماقك؟.
  • "ما هي أسوأ مناسبة حضرتها على الإطلاق؟".
  • "إذا كنت قادراً على السفر إلى أيِّ مكان غداً، فإلى أين ستكون وجهتك؟".
  • "كيف تتخيل منزل أو شقة أحلامك؟".
  • "ما هو الشيء المُبتكر الذي تريد أن تساهم فيه لتحسين العالم؟".

6. تواصَل:

يجب أن تفعل ذلك باستمرار لتبقى على تواصل مع أصدقائك، أو يمكنك ببساطة أن ترسل إليهم رسالة، وإليك فيما يأتي بعض الأفكار التي يمكنك أن تستفيد منها:

رسالة تهنئة:

أرسل رسالة تهنئة إلى صديق لا على التعيين، يكفي أن تكتب بها "تهانيَّ" فهذا سيفي بالغرض؛ لأنَّ معظم الناس لديهم إنجازات يومية يحتفون بها، مثل ترقية، أو مولود جديد، أو ربما عيد ميلاد، أو الذهاب إلى صالة ألعاب رياضية جديدة، ستتفاجأ بالردود التي يتساءل فيها أصدقاءك عن معرفتك بأنَّهم أنجبوا طفلاً جديداً، أو أقاموا حفلة خطوبة.

مشاركة الصور:

إذا كان لديك ذكرى مميزة مع أصدقائك موثقة بالصور، فأرسلها إليهم، على سبيل تذكيرهم بالشيء الذي قمتم به معاً، يمكنك أن تكتب لهم أنَّك كنت تبحث في ألبوم الصور، ووجدت هذه الصورة التي تجمعكم معاً، وأحببت أن تذكِّرهم فيها.

جرة الصداقة:

اجمع قصاصات الورق واكتب أسماء أصدقائك عليها، ضع القصاصات في جرة، واختر واحدة عشوائياً، تواصل مع الشخص المدوَّن اسمه على القصاصة، جرِّب القيام بهذا النشاط الذي يعزز علاقة الصداقة مرة كل أسبوع أو أسبوعين.

مشاركة لحظاتك السعيدة:

من المُحتمل أنَّك تناولت وجبة طعام رائعة في أحد المطاعم مع صديقك، وفي المرة القادمة التي تتناول فيها وجبة مماثلة دون صديقك، التقط صورة لطبق الطعام وأرسله إليه.

بهذه الطريقة ستبقى على تواصل مع أصدقائك دائماً.

شاهد بالفيديو: 12 طريقة مُجرَّبة لتحسين مهارات التواصل

7. كن شجاعاً:

يتطلب الأمر شجاعة لإرسال رسالة نصية لشخص لم تتواصل معه منذ 4 سنوات؛ لكنَّك لست الوحيد في هذه الحالة، يعاني الأشخاص الذين يشعرون بالإحراج اجتماعياً صعوبة في تكوين علاقات صداقة، سنقدِّم لك الآن بعض النصائح لتساعدك على أن تكون محط إعجاب الآخرين؛ ومن ثَمَّ بناء العلاقات، يمنحك تعلُّم المهارات الاجتماعية قدرات مذهلة تمكنك من قراءة أفكار الآخرين.

اصقل الكاريزما الخاصة بك:

تحكَّم بالإشارات التي ترسلها واستفد منها، بدءاً من طريقة وقوفك إلى تعبيرات وجهك، وحتى الكلمات التي تختارها، ونبرة الصوت؛ وبذلك تحسِّن علاقاتك في الحياة الشخصية والمهنية.

تعلَّم قوانين السلوك البشري:

ستكون قادراً، من خلال إتقان هذه القوانين، من التعامل ببراعة مع أيِّ شخص وتزيد من تأثيرك؛ ومن ثَمَّ من نجاحك المادي.

إقرأ أيضاً: لم يعتبر الحفاظ على الصداقات أمر هام لصحتك؟

8. استخدم كلمة "صديقي":

استخدم هذه الكلمة باستمرار، على سبيل المثال: "على الرحب والسعة يا صديقي"، أو "من الرائع أن أسمعك تقول هذا يا صديقي"، أو "اشتقت إليك يا صديقي"، في بعض الأحيان، يؤدي إظهار التقدير لأصدقائنا من خلال قول ذلك لهم إلى تقوية العلاقة.

9. اكتشف لغة الحب المناسبة:

لغة الحب حسب الكاتب الأمريكي غاري تشابمان (Gary Chapman) هي الطريقة التي نعبِّر بها عن حبنا ونتلقاه من الآخرين، وتوجد 5 أنماط أساسية لهذه اللغة:

  • التواصل الجسدي، مثل العناق والمصافحة.
  • تلقِّي الهدايا.
  • قضاء وقت ممتع مع أحدهم.
  • تقديم معروف أو خدمة لأحدهم مثل تنظيف الأطباق، أو غسل الملابس لشخص ما.
  • عبارات الامتنان، مثل: "شكراً لك".

المشكلة هي أنَّنا لا نستطيع استخدام لغة الحب نفسها مع جميع أصدقائنا، ونتوقع أن نحصل على التقدير نفسه من الجميع، مثلاً يفضل بعض الأصدقاء تلقي الهدايا، بينما يحب بعضهم الآخر أن تثني على عمله؛ لذلك فإنَّ استخدام لغة الحب الملائمة، هي ما يجعل أصدقاءك يشعرون تجاهك بالمزيد من الحب، ولكي تحقق ذلك يجب أن تكتشف لغة الحب الملائمة لكل واحد منهم، جرِّب أن تقدِّم لهم الهدايا، وأيضاً الثناء عليهم من خلال التربيت على الكتف مثلاً، أو تقديم خدمة لهم.

10. احتفِ بهم:

عندما أسست برنامج "بيبول سكول" (People School) وهي دورة تدريبية رائدة في مجال التعامل مع الأشخاص ذوي الأداء المتميز، شعرت بسعادة غامرة مع كل تلك الزينة والأجواء الاحتفالية؛ لكنَّني تلقيت رسالة مُحبطة من أحد أصدقائي يقول فيها: "عمل رائع؛ لكنَّني أظن أنَّ الدورة التي يقيمها فلان أفضل"، وقد كان ردي أنَّني تجاهلته، ولم أعد أجيب على رسائله؛ لأنَّه صديق مزيف.

هذه حقيقة مرَّة؛ لكنَّ الأصدقاء المزيفين هم الذين لا يفرحون لفرحك، ويجدون آلاف الأسباب ليقنعوك أنَّ خدمتك أو منتجك سيفشل، أو أنَّ فكرتك لن تحقق نجاحاً وغير ذلك، وإضافةً إلى ذلك، لا يقدِّمون لك النقد البنَّاء.

لا تكن من هذا النوع من الأصدقاء؛ فالأصدقاء الحقيقيون هم من يشاركون بعضهم الفرح، ولا يحسدون بعضهم على الإنجازات؛ بل يتمنون لأصدقائهم النجاح؛ لذا احتفِ مع أصدقائك، ولا تكن حسوداً، واستمتع معهم عندما يكون هناك احتفال بأيِّ نجاح وإن كان نجاحاً بسيطاً.

إقرأ أيضاً: 8 أنواع من الأصدقاء لا يستحقون البقاء في حياتك

في الختام:

لماذا نشعر بالوحدة عندما نصبح بالغين؟ لأنَّنا لم نعد مجبرين على الركوب في حافلة المدرسة مع بعضنا بعضاً، أو نجلس بجانب بعضنا بعضاً على مقاعد الدراسة؛ لذلك قد يكون تكوين صداقات بالنسبة إلى الأطفال أسهل منه بالنسبة إلى البالغين.

عندما نصبح بالغين، لا يبقى مَن يطمئن علينا بالسؤال: "هل أصبح لديك أصدقاء في المدرسة؟"، لقد تغيَّرت أهدافنا مع تقدُّمنا في السن؛ ولذلك يجب أن نغيِّر المهارات التي تساعدنا على تكوين علاقات صداقة.

بالنسبة إلينا نحن البالغون، فإنَّ الصداقات أكثر مرونة؛ إذ لدينا أطفال وعمل ومسؤوليات أخرى يجب أن نتعامل معها في الحياة؛ لذلك نقرر أن نولي اهتماماً للمسؤوليات الأخرى أكثر من علاقاتنا مع الأصدقاء؛ لكنَّ المفارقة أنَّك كلَّما تمتعت بعلاقات أفضل مع أصدقائك، ازداد نجاحك المهني، وأصبحت أكثر سعادةً؛ إذاً، فلنعش حياةً سعيدة وناجحة من خلال إعطاء علاقاتنا مع أصدقائنا الأهمية التي تستحقها.




مقالات مرتبطة