10 طرق للتركيز عندما تشعر بالتوتر في العمل

كيف تركِّز عندما تشعر بالتوتر؟ الحقيقة هي أنَّك لا تفعل ذلك، فأنت تعلم ماذا يعني القلق، إذ لا يمكن لعقلك أن يلتزم بموضوعٍ واحدٍ لأكثر من بضع ثوانٍ. أنت تتنقل بقلق، كما لو أنَّ استقرار جسدك قد يساعد أيضاً في استقرار أفكارك.



يتسبَّب التوتر بتشتيت الدماغ بشتى الطرائق؛ لذلك، وقبل أن تتعلَّم كيفية التركيز عندما تشعر بالتوتر، فأنت تحتاج إلى فهم ما يجري في دماغك.

لماذا نفقد التركيز عند التوتر؟

عندما تشعر بالتوتر، سواءً كان ذلك بسبب نمرٍ يُلاحِقك، أم بسبب تعليقٍ مستفزٍّ من قبل زميلك في العمل؛ تحدث في دماغك سلسلةٌ من ردود الأفعال.

توضِّح كلية الطب في جامعة هارفارد ذلك بالتفصيل، ولكن ما يهمُّ حقاً هو فهم كيف يمكن للعواطف أن تثير استجابة الكرِّ والفر. تبدأ التغييرات في اللوزة الدماغية -منطقةٌ في الدماغ مسؤولةٌ عن معالجة العواطف- ثمَّ تتصل اللوزة الدماغية بمنطقةِ ما تحت المهاد، والتي تعمل كمركز قيادةٍ في الدماغ، وتنشُر بدورها إشارات التوتر في جميع أنحاء الجهاز العصبي، ليجهِّز الأخير الجسد لاستجابة الكَرِّ أو الفَرّ، فتتوسَّع حدقات الأعين لتحسين الرؤية، وتتباطأ عملية الهضم، ويزداد النبض ومعدَّل ضربات القلب، ويعمل العقل ويبحث باستمرارٍ عن مصادر التهديد. يمكن لهذه التغييرات أن تبقينا على قيد الحياة عندما نكون في خطر، ولكن يمكنها إحداث ضررٍ كبيرٍ عندما تتولَّد لدينا في موقع العمل.

شاهد بالفيديو: 10 عادات سيئة عليك التخلّي عنها لتصبح أكثر إنتاجية في عملك

لماذا يُعدُّ التركيز أمراً أساسياً في العمل؟

العمل مليءٌ بالعوامل التي تسبِّب التوتر، وإذا كنت لا تستطيع معرفة كيفية التركيز عندما تكون متوتراً في أثناء العمل، فسيكون عليك أن تكافح لإنجازه. تشمل مواقف العمل التي تسبب التوتر وتتطلَّب التركيز في الوقت نفسه ما يلي:

1. محادثات العملاء:

عليك التركيز عندما تتحدَّث مع عميل؛ ولكن عندما تكون العلاقة مع العميل متوترةً أو عدائية، فيمكن لهذا أن يُخرِجك من اللحظة الحالية. لهذا السبب، غالباً ما تركِّز الشركات على الإحساس بروح الجماعة، حيث يخلق الإحساس بالانتماء إلى الفريق شعوراً بالراحة، ويسمح هذا بدوره للعقل بالتركيز.

2. مكالمات المبيعات:

يمكن لمكالمات المبيعات أن تكون مرهقة، كما هو الحال في اجتماعات العملاء، حيث يحاول الأشخاص من الطرفين الحصول على أفضل وضعٍ لأنفسهم. يمكن للتركيز على تقليص المقارنات وتهيئة الظروف المواتية، أن يجعل الأمور أسهل بالنسبة إلى الجميع، فمثلاً: ربَّما يخفِّض طرفٌ من الأطراف ​​السعر لمنح الطرف الآخر مزيداً من الوقت لتنفيذ الاتفاق.

3. تطوير المنتج:

يجب أن تكون المنتجات ممتازةً عندما تصل إلى السوق، ويلقي هذا بالكثير من الضغط على فريق التطوير، حيث يجب على المهندسين استئصال الخلل، ويحتاج المصممون إلى التأكُّد من أنَّ التصميم يناسب الجميع؛ وفي حال لم يعرفوا كيف يركِّزون عندما يكونون متوترين، فيمكن أن يصبح اهتمامهم بالتفاصيل أقلَّ بكثير.

4. تحليل الأعمال:

إنَّ معرفة الخطوات التالية للشركة أمرٌ مرهق، فسبل عيش الناس على المحك، ويحتفظ المنافسون باستراتيجياتهم سراً؛ لذلك، يتطلَّب إدخال البيانات دون ارتكاب أخطاءٍ تركيزاً مكثَّفاً.

5. خدمة العملاء:

يقول ما يقارب اثنين من كلِّ ثلاثة أشخاصٍ أنَّهم يجدون أنَّ أحد أكثر الجوانب المسبِّبة للتوتر في عملية التسويق هو خدمة العملاء؛ لكن هذا التوتر هو سيفٌ ذو حدين، حيث يشعر موظفو خدمة العملاء بالتوتر لحلِّ الموقف بطريقةٍ تناسب الجميع، وإذا لم يجدوا طريقةً للتركيز عند شعورهم بالتوتر، فسوف يعانون من مشكلةٍ في تهدئة العميل وإيجاد حل.

مهما كان دورك في العمل، فهناك الكثير ممَّا يسبِّب التوتر، ولكن هناك أيضاً بعض الحلول السهلة للتحدِّي المتمَّثل بالتوصُّل إلى التركيز.

كيف تركِّز عند الشعور بالتوتر؟

إذا لم تكن متأكداً من كيفية التركيز عند الشعور بالتوتر، فلا تقلق بشأن ذلك؛ حيث تتطلَّب الكثير من الطرائق التالية القليل من الوقت أو المال:

1. عالِج شيئاً واحداً في كلِّ مرة:

على الرغم من أنَّ بعض الناس يُقسِمون أنَّهم يجيدون تعدد المهام، إلَّا أنَّ العلم يقول غير ذلك؛ إذ إنَّ العقل البشري مصمَّمٌ للتعامل مع شيءٍ تلو الآخر، ويُرغِم تعدد المهام العقل على تغيير آلية عمله؛ وغالباً ما يسمَّى هذا "تبديل السياق".

في كلِّ مرةٍ ينتقل فيها العقل إلى سياقٍ جديد، تكون هناك فترة تأخير، ومن المستحيل التركيز خلال تلك الفترة؛ لأنَّ الدماغ يكون غارقاً في معمعة إعادة توجيه نفسه. يمكن لهذا الشعور بالارتباك أن يضاعف عوامل التوتر التي تدفع شخصاً ما إلى القيام بمهام متعددةٍ في المقام الأول.

إقرأ أيضاً: 4 طرائق لتجاوز الشعور بالإرباك الذي يسبّبه تعدد المهام

2. مارس التأمَّل:

يمكن تعريف التأمُّل على أنَّه عكس تعدد المهام، فهو يُرغِم عقلك لاستكشاف اللحظة الحالية بعمق؛ وبعبارة أخرى: التمسك بالمهمَّة المتواجدة حالياً. يُمارَس التأمُّل منذ آلاف السنين للحدِّ من التوتر وتحسين التركيز، وهو مجاني، ويمكن القيام به في أيِّ مكان، وليس له منحنى تعلُّمٍ تقريباً.

وللقيام بالتأمُّل:

  • اجلس أو استلقِ في مكانٍ مريح. يمكن للمتأمِّلين ذوي الخبرة القيام بذلك في أيِّ مكان، ولكن بالنسبة إلى بقية من يحاولون التأمُّل في مكانٍ عامٍّ مثل المطار؛ فهو أمرٌ مربك.
  • اعثر على سريرٍ مريحٍ أو كرسي، وقلِّل عوامل الإلهاء من حولك، وركِّز على تنفُّسك. لا تحاول السيطرة عليه، فقط انتبه إذا ما كان بطيئاً وثابتاً، أم سريعاً وغير منتظم؛ وفي أثناء الإصغاء إليه، سيهدأ بشكلٍ طبيعي.
  • أصغِ باهتمام.

طريقةٌ أخرى للتأمُّل هي اختيار إحساسٍ واحدٍ والتركيز عليه حقاً. حاول التقاط أيِّ صوتٍ يمكن سماعه، ما هو أصغر وأقل صوتٍ يمكن لك سماعه؟

3. قلِّل من الكافئين:

قد تساعدك القهوة والشاي على التركيز مؤقتاً، لكنَّهما ليسا حلَّاً جيداً عندما تكون متوتراً بالفعل. حاول تقليل استهلاكهما، وسترى كيف تستجيب مستويات التوتر لديك.

الكافئين منبه؛ لذلك فهو ينخرط في استجابة الكر والفر لديك، وإذا كنت بالفعل في هذا الوضع، فالحلُّ لمشكلة التركيز لديك هو الاسترخاء.

شاهد بالفيديو: 6 نصائح للتخلص من سيطرة الكافيين على جسدك

4. جرِّب المكمِّلات الغذائية:

قد تساعدك جميع أنواع شاي الأعشاب والمكمِّلات الغذائية في التركيز عند التوتر، فمثلاً: يعدُّ زيت الكانابيديول (CBD oil) حلَّاً شائعاً للتوتر والقلق، كما يُعدُّ كلٌّ من شاي البابونج وشاي اللافندر علاجاً آمناً بالأعشاب، وغير مكلف. ألا تجعل المرخيات التركيز أصعب؟ ليس للأشخاص العالقين في وضعية الكر أو الفر، فقد يؤدِّي بعض التأثير المهدئ إلى تحقيق الكثير.

5. اذهب في نزهةٍ على الأقدام:

أحياناً، تكون أفضل طريقةٍ لاستعادة تركيزك عندما تكون متوتراً هي أخذ استراحةٍ ببساطة. إذا كان أخذ قسطٍ من الراحة في مكتبك أمراً صعباً بالنسبة إليك، فلماذا لا تذهب في نزهةٍ على الأقدام؟ لا شيء يمكنه تصفية العقل مثل المشي في الهواء الطلق. لذا، انتهز الفرصة لمحاولة القيام بواحدةٍ أو أكثر من طرائق التأمل هذه: انتبه إلى تنفسك، أو ركِّز على الضوضاء الطبيعية من حولك.

6. تواصل مع صديق:

البشر كائناتٌ اجتماعية، والاتصال بصديقٍ فكرةٌ رائعةٌ أخرى لاستعادة التركيز. لا يهمُّ من هو طالما أنَّك تستمتع بالتحدُّث معه، فقط حاول الإصغاء إلى الشخص الآخر وتفاعل معه، بدلاً من التفكير فيما ستقوله بعد ذلك؛ لأنَّ عيش اللحظة هو طريقةٌ رائعةٌ لتقليل التوتر وإعادة اكتشاف تركيزك.

7. اقرأ شيئاً بصوتٍ عالٍ:

واحدةٌ من أفضل أساليب التدقيق اللغوي الموجودة هي القراءة بصوتٍ عالٍ، والسبب هو أنَّه من السهل على العقل أن يسدَّ الثغرات عند قراءة شيءٍ ما بصمت. لذا، راجع محتوى عملك، أو اعرض تعديل محتوى عمل شخصٍ آخر، وتعامل مع هذا على أنَّه تدريبٌ على التركيز. لا تتوتَّر في كلِّ مرةٍ تكتشف فيها خطأً ما، بل كن سعيداً لأنَّك انتبهت إليه، واربط ذلك الشعور الإيجابي بالتركيز.

8. جرِّب طريقة بومودورو (Pomodoro Method):

يعني العمل بطريقة بومودورو إبرام صفقةٍ مع نفسك، فإذا كنت تعمل بجدٍّ وتركِّز لمدة 25 دقيقة، فلتأخذ استراحةً لمدة 5 دقائق.

حدِّد المهام لنفسك مسبقاً، ثمَّ اضبط المؤقت، وعندما ينطفئ، عيِّن وقتاً آخر للاسترخاء؛ وابذل قصارى جهدك للالتزام بوقت العمل، وكذلك بفترات الراحة.

إقرأ أيضاً: أفضل تطبيقات مؤقتات بومودورو لتزيد من إنتاجيتك

9. كن إيجابياً:

إحدى أصغر الطرائق وأكثرها أهمية، والتي يمكنك من خلالها تقليل مستويات التوتر، هي تغيير طريقة تفكيرك. إذا كنت ترى كلَّ شيءٍ مخيفاً ويسبِّب التوتر، فسيكون كذلك؛ وإذا قلت لنفسك أنَّه يمكنك أن تعمل وتتجاوز ذلك، فستفعل حقاً.

حاول إطراء نفسك. ليس لزاماً أن يكون إطراءً كبيراً، لكنَّه يجب أن يكون حقيقياً، ويمكن للقليل من الاطمئنان أن يمنحك الثقة لإعادة وضع المهمَّة قيد التنفيذ.

10. اطلب المساعدة:

إذا لم يقلِّل كلُّ ما تفعله مستويات التوتر لديك أو يحسِّن تركيزك، فقد يكون الوقت قد حان لطلب المساعدة. القلق هو حالةٌ طبيةٌ خطيرة، ويمكن أن تؤثِّر في كلِّ شيء، بدءاً من عملك وحتَّى زواجك.

أجرِ محادثةً مع طبيبك، حيث يمكن له أن يقترح تغيير نمط الحياة ووصف الأدوية؛ وإذا لزم الأمر، قد يحيلك إلى متخصص. إذا لم تكن مستعداً لذلك، فقد يكون من الأسهل التحدُّث معه على الهاتف.

أفكار أخيرة:

سواءً كنت تستطيع القيام بذلك بنفسك أم تحتاج إلى القليل من المساعدة، فمن الهامِّ التحقُّق من مستويات التوتر لديك، إذ يمكن للقليل من التوتر أن يحفِّزك؛ لكنَّ الكثير منه قد يقتل تركيزك.

يعني تعلُّمَ كيفية التركيز عندما تشعر بالتوتر في الحقيقة أنَّ عليك معرفة مقدار التوتر الذي تحتاجه لإبقاء المهمَّة قيد التنفيذ، وما إن تصل إلى هذه المرحلة، عليك أن تمضي لإكمال ما تبقَّى من مراحل.

 

المصدر




مقالات مرتبطة