10 طرق لجعل العمل من المنزل أكثر إيجابية وإنتاجية

قد يكون من الصعب في أثناء العمل من المنزل أن نسترخي فقط ونعيش في وضع مريح ودافئ طوال الوقت، ناهيك عن التركيز في العمل الذي بين يديك؛ حيث تنخفض درجة حرارة الطقس، وتتشكل الغيوم في السماء، ويخيِّم اللون الرمادي، ونحن لا نزال نحاول استيعاب الجائحة التي حلت بنا.



نميل في فصل الشتاء إلى العزلة والسبات، ولكن لن نستطيع أن نختبر هذا الشعور مع التزامنا بالعمل من التاسعة إلى الخامسة؛ إليك إذاً بعض النصائح القيِّمة التي يقدمها عالم النفس البيئي ومستشار السلامة "لي تشامبرز" (Lee Chambers)، حول كيفية الشعور أكثر بالإيجابية وتحقيق الإنتاجية في أثناء العمل من المنزل:

1. اسمح بدخول أكبر كمية من الضوء إلى المنزل:

حقِّق أقصى استفادة مع القليل من الضوء الذي تتلقاه بالفعل خلال النهار في فصل الشتاء، وأَعِد ترتيب مساحة العمل في منزلك بوضع مكتبك بجوار نافذة لزيادة تعرضك إلى ضوء النهار الطبيعي والاستفادة من فيتامين "د" قدر الإمكان.

قال "تشامبرز" لموقع "هاف بوست يو ك" (HuffPost UK): "يكون الضوء أقوى في الشتاء لأنَّه محدود، وغالباً ما أقترحُ على الأشخاص نقل مكاتبهم المنزلية إلى جانب نافذة أكبر بإضاءة أكثر، وعندما يكون اليوم أقصر تزداد أهمية فعل ذلك؛ إذ إنَّه يعزز الدافع حقاً ويجعلنا نشعر وكأنَّنا لسنا في شتاءٍ غائمٍ ومُظلِم".

2. وفِّر نباتات منزلية في مكان العمل:

يمكن أن تساعد النباتات على بث المزيد من الحياة في الغرفة؛ لذا أَضِف بعض النباتات والأوراق الخضراء إلى مكان عملك، فقد أوضحَت دراسة نُشِرَت في وقت سابق من هذا العام أجراها فريق من العلماء في جامعة "هيوغو" (University of Hyogo) في "اليابان" (Japan) أنَّه يمكن أن تقلِّل النباتات الموجودة على مكتبك من مستويات التوتر والقلق؛ مما يساعد على حماية صحتك الذهنية على الأمد الطويل.

يقول "تشامبرز": "الجميل هو أنَّك عندما تهتم بالنباتات، تكتسب خبرة البستنة والاهتمام بالطبيعة وتشعر وكأنَّك مُتأصِّلٌ ومتعلق بها، وحتى عندما تكون الأشجار عارية في الخارج، يُذكِّرك نمو النباتات من حولك - حتى في قسوة الشتاء - بالوجود والاستمرارية، وبأنَّ الربيع ليس ببعيد".

3. خصِّص وقتاً في جدولك الزمني تقضيه مع نفسك فقط:

لا تكتفِ فقط بحضور الاجتماعات التي تتحدث فيها مع الأشخاص حول أمور العمل، وحاول أن تخصص وقتاً اجتماعياً خارج العمل وبعض الوقت للعناية الذاتية بنفسك أيضاً.

يقول "تشامبرز": "تحتاج في فصل الشتاء إلى أن تكون أكثر انضباطاً مع جدولك الزمني، وإذا لم يكن الأمر كذلك، فسوف تصبح أكثر توتراً ويمكن أن تستسلم بسهولة لعزلتك وبعدك عن الآخرين، فخصص وقتاً مريحاً ودافئاً تقضيه مع نفسك، واستعمل الزيوت العطرية والحمام الدافِئ واجعل منها شيئاً تتطلع إليه بعد يوم طويل من العمل".

4. دوِّن الطموحات في المفكرة:

من السهل الاستغراق في التفكير في الحاضر، ولكن من الهام أيضاً أن تكون لديك أشياء تتطلع إليها، فنحن لا نعلم ما يخبئه لنا المستقبل فقد يُخبِّئ لك إجازة رائعة، ولكنَّ هذا لا يعني بالضرورة أنَّها لن تكون مثالية.

يقترح "تشامبرز": "احتفِل في حديقة منزلك وأشعِل موقداً صغيراً، واستمتع بحفلة عمل افتراضية ممتعة، وابدأ تدوين الأشياء التي تتطلع إليها في المفكرة، وستشعر بالدعم لمجرد الترقب والإثارة وانتظار الأشياء".

إقرأ أيضاً: ما هو الطموح؟ وكيف تحقق طموحاتك؟

5. تغذَّ جيداً من أجل صحة سليمة:

يؤثر النظام الغذائي بشكل مباشر في مخرجات العمل ومستويات الإنتاجية أكثر مما يدركه معظمنا، وقد ذكرت منظمة الصحة العالمية (WHO): أنَّه "على الرغم من عدم وجود أطعمة أو مكملات غذائية يمكن أن تمنع أو تعالج عدوى "كوفيد-19" (COVID-19)، إلَّا أنَّ النظم الغذائية الصحية هامة لدعم أجهزة المناعة".

تقلل التغذية الجيدة أيضاً من احتمالية الإصابة بمشكلات صحية أخرى، بما في ذلك السمنة وأمراض القلب والسكري وبعض أنواع السرطان.

كما أنَّها تساعد على رفع الإنتاجية والكفاءة والطاقة والروح المعنوية، ويقول "تشامبرز": "ستكون قادراً على التركيز بشكل أفضل وإنجاز المهام عندما تتناول طعاماً صحياً، جرِّب تحضير الوجبات والطهي أكثر في المنزل، وتناول طعاماً صحياً وبكميات أكبر أكثر من فصل الصيف، واستبدل كوباً من الشاي بكوب من الشوكولاتة الساخنة".

من ناحية الطعام، جرِّب بعض هذه الوصفات الدسمة للحساء أو اليخنة السريعة أو وجبات الإفطار سهلة التحضير التي ستُبقيكَ دافئاً لفترة أطول.

6. مارِس التمرينات الرياضة:

على الرغم من إغراء البقاء في السرير لساعة إضافية أو الجلوس على الأريكة بعد يوم طويل من العمل، إلَّا أنَّه من الهام أيضاً ممارسة التمرينات المنتظمة في الداخل أو الخارج، حتى لو كان الجو بارداً ومظلماً ورطباً، وتبدو متابعة نظام صحي في فصل الصيف أسهل كثيراً عندما يكون الصباح لطيفاً والأيام طويلة، ولكنَّ اللياقة البدنية والحركة هي المفتاح لإفراز هرمون الإندورفين المسؤول عن الشعور بالسعادة.

يشرح "تشامبرز" قائلاً: "مارِس بعض التمرينات البسيطة في المنزل، فاركض في المكان أو مارس اليوغا؛ إذ إنَّها طريقة سهلة للإحماء، وتعزز تدفُّق الدم إلى المخ وستجعل العمل أسهل قليلاً".

حاول أن تتحرك قليلاً بعد مدة جلوس طويلة؛ حيث تقترح منظمة الصحة العالمية أنَّ: "أداء بعض الحركات الخفيفة لمدة ثلاث إلى أربع دقائق، مثل المشي أو التمدد؛ يساعد على إرخاء العضلات وتحسين الدورة الدموية ونشاط العضلات".

7. احصل على قسطٍ كافٍ من النوم:

ازداد الحرمان من النوم والأرق ازدياداً كبيراً خلال الجائحة؛ حيث يدفع معظمنا الثمن في اليوم التالي إذا حصلنا فقط على فترة نوم قصيرة ليلاً؛ إذ إنَّنا نشعر بالملل أو الصعوبة في التفكير، ولقد ثَبُتَ علمياً أنَّ الحصول على قسط كافٍ من الراحة يمكن أن يحسن انتباهك وتركيزك؛ مما يسمح لك بالبقاء في حالة أكثر يقظة وتركيزاً حتى في هذه الأوقات الغريبة، كما أنَّه يقوي جهاز المناعة لديك ويمنح جسمك الوقت الذي يحتاج إليه للتعافي.

يضيف "تشامبرز": "تجعلنا الليالي الطويلة المؤرقة أكثر إرهاقاً، كما أنَّ الحصول على مزيد من النوم يساعد على تعزيز التنظيم الهرموني العاطفي؛ لذا، تأكَّد من حصولك على قسط كافٍ من النوم بمجرد حلول أشهر الشتاء".

إقرأ أيضاً: كيف تنال قسطاً من الراحة وتستعيد قدرتك على الإنتاج؟

8. دوِّن الأفكار:

يمكن أن يساعدنا تدوين الأفكار وتجميعها - في حال كانت مبعثرة ومشتتة - على الحفاظ على التركيز الذهني، فهذه الطريقة لا تعزز الذاكرة والفهم فحسب؛ بل تحافظ أيضاً على تنظيم الأفكار وتحديد الأهداف وتحقيقها، وقد يكون تدوين الأفكار على الورق أيضاً وسيلة فعالة لتخفيف التوتر بشكل كبير.

يقول "تشامبرز": "يمنح تدوين الأفكار الأشخاص فرصة للتفكير والتعبير وتنفيذ بعض الأمور، فهناك دائماً حدود لما يمكن وما لا يمكن فعله الآن، ولكنَّ الشتاء لا يتغير وما يزال في إمكاننا ممارسة بعض النشاطات الاجتماعية في الهواء الطلق، فقط تأكَّد من أنَّك على دراية بالقواعد في منطقتك.

9. قلِّل من استخدام وسائل التواصل الاجتماعي:

يُعَدُّ استخدام وسائل التواصل الاجتماعي والأخبار أمراً ضرورياً، ففي حين أنَّه من الهام أن تظلَّ على اطِّلاع دائم بالنصائح الصحية وأن تبقى على تواصل، إلَّا أنَّه من الأهمية أيضاً إيقاف تشغيل الأجهزة الإلكترونية عند الحاجة، ويوضِّح "تشامبرز": "يمكن أن يؤجِّج الشتاء المشاعر السلبية وهو ما يزيد إحباطنا، وغالباً ما تغذيها الكثير من الأشياء التي نتلقاها عبر الإنترنت والوسائط التي نستخدمها".

حاول تحديد الوقت الذي تقضيه في استعمال الهاتف، واتبع روتيناً يتيح لك فيه الوقت تصفح وسائل التواصل الاجتماعي والأخبار في الصباح أو المساء لفترة محددة من الوقت، وتجنَّب استعمال الأجهزة الرقمية قبل ساعةٍ من النوم.

إقرأ أيضاً: كيف تقلل استخدام وسائل التواصل الاجتماعي وتتواصل مع الحياة مجدداً؟

10. قدِّر الأشياء الصغيرة:

من الصعب أن تجد السعادة في الأوقات العصيبة، ولكن توجد طرائق لممارسة الامتنان فكلَّما زاد تقديرنا، كانت نظرتنا إلى الحياة أفضل، يقول "تشامبرز": "نتكيَّف ويَفرِضُ علينا المجتمع آراءَه، ونحب أن نتذمر من أي شيء وكل شيء، فقدِّر واستمتع بمشهد أوراق الشجر المتساقطة أو منظر تساقط الثلوج؛ إذ إنَّ هذه اللحظات الصغيرة هي شيء لا يمكننا رؤيته في بيئة العمل المكتبي".

المصدر




مقالات مرتبطة