10 أشياء يجب تذكُّرها عن أفراد العائلة السامِّين

التخلِّي عن صديق سام مشكلة يمكن حلها، فهناك كثير من النصائح للقيام بذلك، لكن ماذا عن التخلِّي عن أحد أفراد الأسرة السامين؟ معظمنا ليس في وضع يسمح له بالابتعاد عن عائلته، كما أنَّنا لا نريد القيام بذلك، لكن ماذا سيحصل إذا كان هذا هو الشيء الصحيح الذي ينبغي فعله؟ وماذا نفعل عندما يفسد أحد أفراد الأسرة حياتنا بسمومه؟ وكيف نتعامل مع شعورنا بالالتزام والارتباك والخيانة والحزن؟



قبل كل شيء، يجب أن تقبل حقيقة أنَّ العائلات ليست كلها طبيعية، أو قابلة للاعتماد عليها، أو التواصل معها وقت الحاجة، فليست كل رابطة عائلية مبنية على أساس الاحترام المتبادل والحب والدعم، ففي بعض الأحيان، تعني كلمة العائلة أنَّك تتشارك نفس السلالة والدم فقط، فبعض أفراد الأسرة يدفعوننا للنمو، وبعضهم الآخر للانهيار؛ لذا لمجرد أنَّ شخصاً قريبك لا يجعله ذا تأثير إيجابي في حياتك.

يجب عليك أن تفهم أيضاً أنَّ أحد أفراد الأسرة السام قد يمرُّ بمرحلة صعبة في حياته، وقد يكون مريضاً، أو مصاباً بالقلق المزمن، أو يفتقر إلى الحب والدعم العاطفي؛ إذ يحتاج هذا الشخص إلى أن يُصغى إليه ويُدعم، ولو تعددت أسباب مشكلاته، فقد تظل تحتاج إلى حماية نفسك من سلوكه السام في بعض الأحيان.

التعامل مع أحد أفراد الأسرة السامين:

الشيء الأساسي الذي يجب أخذه في الحسبان هو أنَّ كل حالة من حالات التعامل مع أحد أفراد الأسرة السامين تختلف عن الأخرى، لكن في كل حالة، هناك بعض المبادئ العامَّة التي يجب أن نتذكَّرها لمصلحتنا، مثل:

1. قد لا يكونون سيِّئين بطبيعتهم، لكنَّهم ليسوا الأشخاص المناسبين لقضاء الوقت معهم:

ليست كل العلاقات الأسرية السامَّة سلبية عن قصد؛ إذ يشمل بعضها أشخاصاً يهتمون لأمرك؛ أي أشخاص لديهم نوايا حسنة ولكنَّهم سامون؛ وذلك لأنَّ احتياجاتهم وطريقة حياتهم تجبرك على التنازل؛ فرغم صعوبة الأمر، يجب علينا أن نبتعد عنهم بما يكفي لمنح أنفسنا المجال للعيش، ولا يمكنك بسهولة أن تدمِّر نفسك يومياً من أجل شخص آخر، فعليك أن تجعل عافيتك أولوية، وسواء كان ذلك يعني قضاء وقت أقل مع شخص ما، أم مساندته عن بُعد، أم التخلِّي عنه، أم الابتعاد عن موقف مؤلم، فلديك كل الحق في المغادرة وإنشاء مساحة صحية لنفسك.

إقرأ أيضاً: 13 علامة تحذيرية للعلاقات السامة

2. يختبئ غالباً الأشخاص السامُّون بذكاء وراء السلوك العدواني السلبي:

 يأخذ السلوك العدواني السلبي عدة أشكال، لكن يمكن وصفه عموماً بأنَّه عدوان غير لفظي يتجلَّى في السلوك السلبي، فبدلاً من التعبير بصراحة عمَّا يشعر به الشخص، يقوم بإيماءات خفيَّة ومُزعجة موجَّهة إليك، وبدلاً من قول ما يزعجهم فعلاً، فإنَّهم يجدون طرائق صغيرة وتافهة لتوجيه الملاحظات لك حتى تنتبه وتنزعج، وأحياناً لا تدرك السبب.

ففي علاقة صحية، لن يشعر أحد أفراد أسرتك بالحاجة إلى الاختباء وراء السلوك السلبي للتعبير عمَّا يفكر فيه؛ لذا كن على درايةٍ بالسلوك السلبي عندما تواجهه، وإذا رفض الشخص الآخر توضيح موقفه واستمرَّ في سلوكه، فقد لا يكون لديك خيار سوى إنشاء مساحة بينك وبينه.

3. سيحاولون إرغامك على الخضوع لأسلوبهم إذا سمحت لهم بذلك:

نحن نسمع دائماً عن الطلاب المتنمِّرين في المدارس، لكن غالباً ما يكون أكبر المتنمِّرين أفراداً سامِّين من العائلة، ولا توجد حرية على الأرض تمنح أي شخص الحق في التقليل من قيمة نفسك، وللأسف، بعض الناس لن يكونوا سعداء حتى يزعجوك، وما عليك القيام به هو أن تتحلى بالجرأة للدفاع عن نفسك، فلا تعطهم المجال، فلا أحد لديه القوة لتحقيرك ما لم تمنحهم تلك القوة.

يتطلَّب الأمر قدراً كبيراً من الشجاعة للوقوف في وجه أعدائك، لكن بنفس القدر للوقوف في وجه عائلتك وأصدقائك؛ إذ يأتي التنمُّر أحياناً من أشخاص غير متوقعين؛ لذا كن مُدركاً لكيفية معاملة الأشخاص الأقرب إليك، وابحث عن المواقف الدقيقة التي يقومون بها، وعند الضرورة واجههم وافعل كل ما يلزم لمنح نفسك الفرصة لتنمو وتكون على طبيعتك.

شاهد بالفيديو: كيف تعلم أنَّك في علاقة سامة؟

4. التظاهر بأنَّ سلوكهم السام مقبول ليس أمراً جيداً:

فإذا لم تكن حريصاً، فيمكن لأفراد الأسرة السامِّين استخدام سلوكهم السيئ للحصول على معاملة أفضل؛ وذلك لأنَّ إسكاتك قد يبدو أسهل من الإصغاء إلى شكواهم، فلا تنخدع، فالتهاون على الأمد القصير يعني ألماً طويل الأمد بالنسبة إليك في مثل هذا الموقف، فالأشخاص السامُّون لا يتغيَّرون إذا كوفِئوا على عدم التغيير والتحسُّن.

قرِّر ألا تتأثَّر في سلوكهم، وتوقف عن العيش حولهم، أو تبرير عدائهم المستمر؛ فالشكوى والسلبية المستمرة لا تستحقان التحمُّل، فإذا كان أحد أفراد عائلتك فوق سن الواحد والعشرين، ولا يمكنه أن يكون شخصاً بالغاً منطقياً وموثوقاً ومحترماً دائماً، فقد حان الوقت لإبعاد نفسك عنه.

5. ليس عليك إهمال نفسك لأنَّهم يهملون أنفسهم:

مارس الرعاية الذاتية كل يوم، وخذ الأمر على مَحمل الجد، وإذا كنت مجبَراً على العيش أو العمل مع شخص سام، فتأكَّد من حصولك على وقت كافٍ وحدك للراحة والتعافي، فقد يكون الاضطرار إلى تأدية دور شخص بالغ عقلاني في مواجهة الحالة المزاجية السامَّة أمراً مرهقاً، وإذا لم تكن حريصاً، فقد تصيبك السمِّية وتصبح مثلهم؛ إذ يمكن لأفراد الأسرة السامّين إبقائك مستيقظاً في الليل وأنت تسأل نفسك باستمرار: "هل أفعل الشيء الصحيح؟ وهل أنا فظيع لدرجة أنَّهم يحتقرونني كثيراً؟".

يمكن لمثل هذه الأفكار أن تزعجك لأسابيع أو شهور أو حتى سنوات، وفي بعض الأحيان يكون هدف أحد أفراد الأسرة السام هو دفعك إلى الجنون، وذلك لأنَّهم في كثير من الأحيان لا يملكون أيَّة فكرة عن سبب شعورهم بالطريقة التي يشعرون بها، ولا يمكنهم رؤية ما وراء احتياجاتهم العاطفية، ومن ثمَّ تواصلهم وأفعالهم السامَّة.

ولأنَّك لا تستطيع التحكُّم بما يفعلونه، فمن الهام أن تعتني بنفسك حتى تظلَّ عاقلاً، وتشعر بالصحة والاستعداد للعيش الإيجابي ومواجهة السلبية عندما يكون عليك ذلك؛ فتمرينات اليقظة والتأمُّل والتمرين المنتظم تفي بالغرض.

6. إذا تحوَّل سلوكهم السام إلى أذىً بدني، فهذه مسألة قانونية يجب معالجتها:

فإذا كنت قد نجوت من غضب شخص في عائلتك يؤذيك جسدياً، وحاولت إصلاح الأمور، وأمضيت سنوات في التمسُّك بمفاهيم الثقة والإيمان، حتى بعد أن عرفتَ أنَّ تلك الأشياء غير الجميلة، التي يُبنى عليها الحب، لن تعود أبداً، فأنت تحمل العبء الأكبر من الإساءة، لكن طفح الكيل؛ فإذا كان شخص ما يسيء إليك جسدياً، فهو يخالف القانون ويحتاج إلى مواجهة عواقب أفعاله.

شاهد بالفيديو: كيف تتعامل مع الشخصية السامة؟

7. رغم صعوبة الأمر، لا يمكنك التعامل مع سلوكهم السام على محمل شخصي:

فعندما يكون الشخص سامَّاً جداً، فهذا ليس ذنبك، ومن المحتمل أن يحاول أفراد العائلة السامُّون الإيحاء بأنَّك قد ارتكبت شيئاً خاطئاً بطريقة ما، ونظراً لأنَّ الشعور بالذنب سهل بالنسبة إلى كثيرين منَّا، فحتى التلميح إلى أنَّنا ربما ارتكبنا خطأ ما يمكن أن يضرَّ بثقتنا ويزعزع عزمنا.

لذا لا تدع هذا يحصل لك، وتذكَّر أنَّ تملك قدراً هائلاً من الحرية تشعر به عندما لا تأخذ شيئاً على محمل شخصي؛ إذ يتصرَّف معظم الأشخاص السامِّين تصرفات سلبية ليس فقط تجاهك، لكن تجاه كل شخص يتفاعلون معه، وحتى عندما يبدو الموقف شخصياً، وحتى لو شعرت بالإهانة المباشرة، فعادةً لا علاقة للأمر بك، وما يقولونه ويفعلونه والآراء التي لديهم، تستند كلياً إلى نظراتهم إلى أنفسهم.

8. إنَّ كرههم لكونهم سامِّين لا يؤدي إلَّا إلى مزيدٍ من السمِّية في حياتك:

قال الزعيم الروحي "غاندي" (Gandhi) ذات مرة: "العين بالعين ستجعل العالم أعمى فقط"، وبصرف النظر عن مقدار كون تصرُّف أحد أفراد الأسرة سيئاً، لا تدع الكراهية تتراكم في قلبك، فمواجهة الكراهية بالكراهية ستؤلمك أكثر؛ فعندما تقرِّر أن تكره شخصاً ما، فإنَّك تبدأ تلقائياً بحفر قبرين: أحدهما لعدوك، والآخر لنفسك.

ومن ناحية أخرى، مَن يسامحون هم أولئك الذين يتمتعون بالقوة الكافية والذكاء بما يكفي للمضي قدماً، فبعد كل شيء، أفضل انتقام هو أن تكون مختلفاً عن الشخص الذي آذاك، وأفضل انتقام هو العيش جيداً، بطريقة توجِد السلام في قلبك.

9. يمكن للناس أن يتغيَّروا، ويمكن إصلاح بعض العلاقات الأسرية السامَّة على الأمد الطويل:

عندما تتأثر الثقة سلباً، وهو ما يحدث في كل علاقة عائلية تقريباً في مرحلة ما، من الضروري أن نفهم أنَّه يمكن إصلاح الأمر، بشرط أن يكون كلا الطرفين على استعداد للقيام بالتضحيات المتمثِّلة في النمو الذاتي.

في هذا الوقت، وعندما يبدو أنَّ الأساس المتين لعلاقتك قد انهار، لديك فرصة للتخلُّص من العادات التي أثرت سلباً فيكما، فقد يتطلَّب الأمر جهداً ووقتاً، وسترغب في الابتعاد، وخاصَّةً إذا كنت تظنُّ أنَّ الثقة المفقودة لا يمكن استرجاعها، لكن إذا فهمت أنَّ مستويات الثقة ترتفع وتنخفض طوال العمر، فمن المُرجَّح أن تجدا القوة للتماسك والنمو معاً، لكنَّ الأمر يتطلَّب اثنين، ولا يمكنك أن تفعل ذلك وحدك.

إقرأ أيضاً: كيف تبتعد عن الأشخاص السامين عندما يكون من الصعب القيام بذلك؟

10. للأسف، في بعض الأحيان كل ما يمكنك القيام به هو الابتعاد للأبد:

بصرف النظر عن كل التفاصيل، هذه هي حياتك، وقد لا تكون قادراً على التحكُّم بكل الأشياء التي يفعلها أفراد الأسرة السامُّون لك، ويمكنك أن تقرِّر عدم السماح لأفعالهم وآرائهم بغزو قلبك وعقلك باستمرار.

وبالإضافة إلى كل شيء، يمكنك أن تقرِّر مَن تسير بجانبه في الغد، ومَن ستتركه وراءك اليوم، وفي عالم مثالي، سنكون دائماً قادرين على إصلاح علاقاتنا مع أفراد العائلة السامِّين، لكن كما تعلم، العالم ليس مثالياً، فابذل جهداً وافعل ما في وسعك للحفاظ على الأشياء كما هي، لكن لا تخف من ترك الأمور، وفعل ما هو مناسب لك عندما يتعيَّن عليك ذلك.

المصدر




مقالات مرتبطة