فنبدأ إضافة إلى النشاطات المدرسية في ممارسة نشاطات خارج الصف، وبناء العلاقات الاجتماعية، ولهذا السبب قد يكون من الصعب تخصيص الوقت لجميع هذه الالتزامات.
يفيد في الواقع ما يقارب من نصف طلاب المرحلة الثانوية بشعورهم بالتوتر في كل يوم من أيام المدرسة، وتثير هذه الحقيقة القلق بعض الشيء، ومن بين الأسباب التي تؤدي إلى ذلك هي صعوبة تحقيق التوازن بين عدة نشاطات في آن واحد، ولكن يمكن لحسن الحظ تعليم مهارة إدارة الوقت للمراهقين والأطفال من خلال اتِّباع هذه النصائح:
10 نصائح لتعليم طفلك أو ابنك المراهق مهارة إدارة الوقت:
أولاً: شجِّع المراهقين والأطفال على إنشاء روتين يومي
يعزز اتِّباع نمط حياة مألوف من شعور المراهق والطفل بالثقة والأمان، ويسهُل بالنسبة إلى الأشخاص من هاتين الفئتين العمرية توقُّع أحداث اليوم عندما يكون لديهم جدول زمني ثابت، وفضلاً عن كون الأمر يمنحهم شعوراً بالتحكُّم في مجريات يومهم، لذا يمكن للروتين أن يساعد على جعل المراهقين، والأطفال مُنتجين، ومنظَّمين، ويدفعهم للبقاء على المسار الصحيح.
يحتاج المراهقون على وجه التحديد إلى روتين حياة ثابت تقريباً، ونظراً لانَّهم معتادون على مقدار كبير من الحرية؛ فقد يجدون صعوبة في الالتزام بروتين يومي في البداية، ولكن يمكن للنصائح الآتية أن تساعدهم:
1. ابدأ بخطوات بسيطة:
ليس من الجيد أن تغيِّر الجدول الزمني للمراهق بشكل جذري دفعةً واحدة، وأضف في كل أسبوع نشاطاً أو نشاطين لجدوله الزمني، وبهذه الطريقة تخفف من شعوره في الإرباك، وتساعده على الالتزام بالجدول الجديد.
2. كن مرناً:
لا تسير الأمور دائماً وفق ما هو مخطط لها؛ لذلك يجب أن يكون المراهق مهيأً للتكيف مع المستجدات، وقد يحتاج المراهق مثلاً أن ينام لبعض الوقت الإضافي في اليوم الذي يلي إنجازه للكثير من الواجبات المدرسية وبقاؤه مستيقظاً لساعة متأخرة من الليل.
3. اجعل الأمر ممتعاً:
من غير المرجَّح أن يلتزم المراهق بروتين يفتقر إلى عنصر المتعة، لذا أضف هوايات واهتمامات المراهق إلى جدوله الزمني لجعل روتينه ممتعاً ومسلياً.
4. اسمح للمراهق بالمساهمة في إنشاء روتينه:
اسمح لابنك المراهق بالمساهمة في إنشاء روتينه؛ لأنَّك بهذه الطريقة تشجِّعه على الالتزام به، فضلاً عن أنَّ المراهق يعرف بشكل أفضل ما يلائمه، وقد تكون لديه بعض الأفكار المبتكرة التي تساهم في إنشاء روتين رائع.
5. كن إيجابياً وقدِّم له الدعم:
يجب أن تكون إيجابياً وداعماً لابنك المراهق عندما يواجه صعوبةً في الالتزام بروتينه، ولا يجب أن تلح عليه أو تنتقده، لذا شجِّعه بدلاً من ذلك، وساعده على فهم الفائدة التي يحققها من خلال الالتزام بهذا بالروتين، فمن الجيد أن تخبره بما يجب القيام به بطريقة لطيفة، وتعرض عليه القيام في بعض الواجبات المنزلية نيابةً عنه بينما يستعد للقيام بإحدى النشاطات والتي يواجه صعوبةً في الالتزام بها في روتينه الجديد.
بعض النصائح الإضافية التي قد تكون مفيدة:
- سهِّل على ابنك المراهق الالتزام بروتينه اليومي من خلال تقسيمه إلى مهام صغيرة، وبذلك سيشعر أنَّ الأمر أقل إرباكاً، وأكثر قابلية للإدارة.
- وفِّر لابنك المراهق جدولاً زمنياً مكتوباً، أو قائمة تحقق يستطيع الرجوع إليها واستخدامها.
- استخدم أسلوب التعزيز الإيجابي لدفع ابنك المراهق للالتزام بروتينه.
- كن متفهماً وصبوراً، فالأمر يتطلب الوقت حتى يتمكن الشخص من تطبيق روتين حياة يومي.
بعض الأمثلة التي يمكن لابنك المراهق أن يستفيد منها:
- الروتين الصباحي: قد يتضمن الروتين الصباحي الاستيقاظ يومياً في نفس التوقيت، وارتداء الملابس المناسبة، وتناول وجبة الفطور، وحزم حقيبة المدرسة، وربما توضيب وجبة الغداء لتناولها في المدرسة.
- روتين ما بعد العودة من المدرسة: قضاء بعض الوقت في القيام بالواجبات المدرسية، وأخذ استراحة، وممارسة رياضة معيَّنة، والتحضير للنوم.
- روتين عطلة نهاية الأسبوع: القيام بالواجبات المنزلية مثل أعمال التنظيف وغير ذلك، ولقاء الأصدقاء، والاسترخاء.
هذه مجرد أمثلة، ولكن يجب أن تضيف النشاطات التي تتلاءم مع اهتمامات واحتياجات ابنك المراهق، فالهدف الأساسي هو التأكد من إنشاء روتين ثابت، ومساعدة المراهق على الالتزام به، لذا يمكن أن يتعلَّم ابنك المراهق كثيراً عن إدارة الوقت والالتزام بالروتين من خلال المشاركة في إحدى الرياضات المدرسية، أو الصفوف الموسيقية، أو إحدى الأندية، أكثر مما قد تتمكن أنت من تعليمه له.
ثانياً: احرص على أن يتعلَّم ابنك المراهق مهارة تدوين المهام
ما من شيء يقلل الشعور بالتوتر مثل تحويل أفكارنا إلى قائمة مهام مكتوبة، وسواء كانت قائمة ورقية أم رقمية باستخدام الجهاز اللوحي أو الحاسوب المحمول، وينطبق هذا بشكل خاص على المراهقين في بداية مرحلة التعليم الثانوية.
يُنصَح المراهقون بتدوين كافة أفكارهم وتحويلها إلى قائمة مهام مكتوبة؛ لأنَّ من شأن ذلك أن يقلل من الجهد الفكري الذي يبذلونه في التخطيط، وأضف إلى ذلك أنَّ رؤية إنجاز المهام الواحدة تلو الأخرى على قائمة المهام يمنح المراهق شعوراً بالرضى، والحماسة لإنجاز مزيد منها، كما يمنحه الثقة للتعامل مع المهام الأكثر صعوبةً في المستقبل.
ثالثاً: ساعد المراهق على تحديد العوائق والتغلب عليها
إليك فيما يأتي بعض من أكثر الصعوبات شيوعاً بالنسبة إلى المراهقين:
1. مصادر التشتيت:
غالباً ما تتمثل هذه المصادر بوسائل التواصل الاجتماعي والأجهزة الرقمية وبخاصة الهواتف الذكية والحواسيب، ويمكنك مساعدة طفلك أو ابنك المراهق على التعامل مع هذه الصعوبات بواسطة النصائح الآتية:
- اقترح عليهم أخذ استراحة من الدراسة: يمكن إنجاز مزيد من المهام من خلال تجزئة وقت الدراسة إلى عدة فترات تفصل بينها استراحات قصيرة.
- اقترح عليهم استخدام برامج حظر التطبيقات والألعاب على الحاسوب أو الهاتف الذكي.
- اقترح عليهم استخدام الضوضاء البيضاء أو الموسيقى الهادئة للتخلص من الضجيج.
- اطلب منهم وضع هواتفهم الذكية في مكان آخر عند الدراسة، وضع في حسبانك تخصيص مكان واحد لجميع هواتف أفراد العائلة.
- هيئ لابنك المراهق بيئة تعلُّم تسمح بالتعلُّم بالطريقة التي يفضِّلها، وقد يرغب المتعلمون البصريون مثلاً في استخدام الملصقات، وغير ذلك من الأدوات التي تمكَّنهم من التعلُّم من خلال الرسم ووسائل التوضيح البصرية، وفي حين يفضِّل غالباً المتعلمون الاجتماعيون العمل في مجموعات، ومع ذلك من المفيد أن يتعلَّم المراهق بصرف النظر عن أسلوبه المفضَّل إنجاز المهام وفق ما يتلقاه من تعليمات، وذلك تمهيداً لدخوله سوق العمل بعد إنهاء فترة تعليمه.
2. جدولة كثير من المهام والإفراط في الالتزامات:
قد يقع المراهق أحياناً في خطأ الموافقة على كل ما يُطلب منه دون التفكير في الزمن الذي يستغرقه لإنجاز هذه المهام، وإليك بعض النصائح التي تساعد ابنك المراهق على تجنُّب هذا الخطأ:
- علِّم ابنك كيفية رفض الالتزام بمهام أو نشاطات تفوق طاقته.
- ضع جدولاً زمنياً أسبوعياً، ويُنصح بمراجعة هذا الجدول يومياً، وإنشاء قائمة مهام يومية بناءً عليه.
- رتب المهام حسب أهميتها: عَلِّم ابنك المراهق إحدى تقنيات تنظيم المهام وفق الأولويات مثل تقنية "آيزنهاور ماتريكس" (Eisnhower Matrix).
- اطلب منه جدولة وقت الفراغ، واحرص على أن يلتزم به.
- استفد من التطبيقات التي ترسل إشعارات أو رسائل تذكير، فيسهُل بهذه الطريقة البقاء على المسار الصحيح، ويمكن لك أن تركِّز على أشياء أكثر أهميةً دون القلق من نسيان شيء هام.
- قدِّر الوقت الذي تستغرقه المهمة وغالباً ما نعتقد أنَّ المهمة ستستغرق أقل من الوقت الذي تحتاجه في الواقع؛ وهذا يؤدي إلى التوتر، وتفويت المواعيد النهائية، ولهذا يجب أن يتعلم المراهق مهارة إدارة الوقت، فتساعده بعض التطبيقات على ذلك مثل تطبيق "لاما لايف" (Llama Life)، أو تقنية البومودورو (Pomodoro Technique).
3. التسويف:
تُعدُّ البداية هي الجزء الأصعب في الالتزام بجدول زمني أو روتين جديد؛ لأنَّ العائق الأكبر الذي يعترضنا هو التسويف، ولا يؤدي التسويف إلى التوتر فحسب؛ نظراً لأنَّه غالباً ما يؤدي إلى تفويتنا للمواعيد النهائية، بل يؤدي أيضاً إلى إهدار الوقت، ولكن يمكن التخلص من هذه العادة باتِّباع النصائح الآتية:
- احرص على أن يفهم ابنك المراهق سبب الصعوبة في البداية، ويختلف السبب من شخص لآخر، فقد يعود لاعتقاد المراهق بأنَّ الأمر صعب، وقد يكون بسبب الخوف من الفشل أو قلة الثقة بالنفس، وربما يكون السبب هو السعي إلى المثالية، أو بسبب شعوره بالقلق.
- جزِّء المهام الكبيرة إلى مهام أصغر، وبهذه الطريقة يشعر المراهق بمزيد من القدرة على التعامل مع المهام الكبيرة.
- علِّم ابنك المراهق أن يتعامل مع المهام بطريقتين مختلفتين، وتقوم الطريقة الأولى على التعامل مع المهام الأكثر صعوبةً، وإذا انتهى ابنك من هذه المهام في وقت باكر، فمن غير المرجَّح أن يؤجل المهام الأخرى، وفي حين تقوم الطريقة الثانية على البدء بالمهام السهلة، وبهذه الطريقة يكتسب ابنك الثقة بنفسه، ويؤمن بقدرته على إنجاز المهام الأكثر صعوبة.
- استخدم التعزيز الإيجابي، فمن الممكن أن تكافئ ابنك المراهق بالسماح له بممارسة نشاطه المفضَّل بعد إنجاز إحدى المهام، أو ربما قضاء الوقت مع الأصدقاء، أو لعب إحدى ألعاب الفيديو، أو قد تشتري له شيئاً مثل كتاب جيد، أو لباس جديد في نهاية الشهر.
- حدِّد موعداً نهائياً وهمياً، وبهذه الطريقة ينتهي العمل قبل الموعد الحقيقي، ويتجنَّب المراهق التسويف.
شاهد بالفديو: 18 نصيحة لاستثمار الوقت بفاعلية
رابعاً: حدد الوقت الذي يكون فيه ابنك المراهق في ذروة إنتاجيته
يكون بعضهم في ذروة إنتاجيتهم في الصباح الباكر، وبعضهم في فترة لاحقة من النهار، وبعضهم الآخر في فترة متأخرة من المساء، أو قبل النوم مباشرةً، وسواء كان ابنك المراهق شخصاً يفضِّل العمل في الصباح الباكر أم لا، فإنَّ الأشخاص الذين يستيقظون باكراً ينجزون مزيداً من العمل في وقت أقل، ويحققون لأنفسهم حياةً أفضل، وضِّح لابنك المراهق هذه الحقيقة، واطلب منه البحث عن أمثلة عن هذه الحقيقية من واقعك.
تتطلب معظم الأعمال والمهن الاستيقاظ باكراً؛ لذلك وضِّح لابنك المراهق أنَّ الاستيقاظ في الصباح الباكر يعزز فرصه للنجاح في الحياة إلى أن يبلغ مستوى معيناً من الأمان المادي والخبرة التي تهيؤه للعمل وفق جدول زمني مختلف إذا رغب بذلك.
ساعد ابنك المراهق على معرفة الوقت الذي يبلغ فيه ذروة إنتاجيته، وكيفية استثمار ذلك لصالحه، ويمكن تحديد ذلك بطرح بعض الأسئلة، فقد ترغب بسؤال ابنك عن الوقت الذي يشعر فيه بأكبر قدر من التركيز، ويبلغ أعلى مستوى من الأداء، أو يمكنك بدلاً من ذلك تتبُّع إنتاجيته بمرور الوقت إذا لم يكن بمقدورك سؤاله عن ذلك بطريقة مباشرة.
يمكن لتطبيقات تتبُّع الإنتاجية أن تساعد من خلال قياس التقدُّم في أثناء العمل، أو بعد إنجاز المهمة، وأما إذا كنت تعرف مسبقاً الوقت الذي يكون فيه ابنك في ذروة إنتاجيته، فيمكنك عندها أن تنشئ له جدولاً زمنياً مناسباً له وفقاً لذلك، وقد يرغب مثلاً ابنك المراهق بجدولة المهام الضرورية في الفترة التي يكون فيها في ذروة إنتاجيته، في حين يجدول المهام غير الضرورية في الفترة التي تتدنى فيها إنتاجيته إلى أقل مستوى خلال اليوم.
خامساً: علِّم طفلك أو ابنك المراهق أن يطلب المساعدة عند الحاجة إليها
من المألوف أن يبالغ الأطفال والمراهقون في تقدير قوة ذاكرتهم؛ لذلك قد يمتنعون عن كتابة كل شيء يتعلمونه في الصف المدرسي.
احصل على أسماء وأرقام زملاء ابنك حتى يستطيع التواصل معهم عندما يتغيب عن المدرسة أو تكون لديه أسئلة؛ إذ يتواصل بعض الطلاب مع المعلِّم بشكل مباشر للتأكد من أنَّهم يفهمون محتوى الدرس، أو المطلوب منهم في الواجب، ويساعد حصول الطفل أو المراهق على الدعم، والمساءلة من مصادر خارجية على زيادة تركيزه، ومن ثم نجاحه دراسياً، لذا إياك أن توبِّخ ابنك عندما يحتاج إلى المساعدة؛ بل يجب أن تعلِّمه ألا يتردد في طلبها بطريقة صحيحة عند الضرورة.
سادساً: تجنَّب الإلحاح على ابنك المراهق وتذكيره بواجباته أكثر من اللازم
قد تميل إلى الإلحاح وتذكير ابنك المراهق بشكل متكرر، ولكن اعلم أنَّ الإلحاح على المراهق من أجل القيام بواجباته المنزلية أو المدرسية مراراً وتكراراً لا يؤدي سوى إلى إضعاف شعوره بالمسؤولية، ويجب بدلاً من ذلك وضع توقعات واضحة، وفرض عقوبات مناسبة عند الضرورة.
سابعاً: علِّم ابنك المراهق ضرورة العمل في بيئة منظَّمة
من المألوف أن نجد بعض المراهقين غير منظَّمين، وفوضويين، وهذا طبيعي كونهم لم يبلغوا بعد المرحلة التي يستوعبون فيها أهمية التنظيم، ومع ذلك فإنَّ من شأن هذا الأمر في حال تعلِّمه أن يحسِّن أدائه لنشاطاته اليومية.
إليك بعض النصائح التي تساعد ابنك المراهق على تنظيم المكان المخصص لدراسته:
- ساعده في ترتيب أغراضه.
- اطلب منه تخصيص مكان لكل صنف من الأشياء.
- ضع اسماً، أو علامة تمييز للفئة على الرفوف والأدراج المخصصة لها.
- ذكِّره بضرورة إعادة الأشياء إلى مكانها الصحيح بعد الانتهاء من استخدامها.
ثامناً: اسمح له باللعب
بالطبع لا ننصح بتجاهل المخاطر التي ينطوي عليها الإفراط في ممارسة ألعاب الفيديو، وقد تؤدي هذه العادة السلبية إلى القلق، واضطرابات النوم، والإصابة بالسمنة لدى الأطفال والمراهقين، وأضف إلى ذلك خطر الألعاب التي تحرض على العدوانية، وغير ذلك من مشاعر العنف، ومع ذلك يتعلَّم الأطفال من خلال الألعاب؛ وهذا يعني إمكانية استثمارها في شيء مفيد بشرط أن تكون اللعبة مناسبة.
تشجع بعض الألعاب الطفل على ممارسة النشاط البدني، والتفكير النقدي، وممارسة المهارات الاجتماعية، فضلاً عن ألعاب المعرفة والذكاء التي تحسِّن القدرات الفكرية للاعب، ويُنصح بدلاً من منع ابنك نهائياً من ممارسة ألعاب الفيديو بوضع بعض الحدود في المنزل، لذا حدد فترة زمنية تسمح فيها لابنك باللعب، ويمكنك أيضاً أن تتحقق ما إذا كانت اللعبة مناسبة قبل شرائها، وذلك إما من خلال سؤال ابنك، أو قراءة المراجعات عبر الإنترنت.
يمكنك أيضاً جعل ألعاب الفيديو مناسبة تجمع أفراد العائلة كلها، كأن تخصص ليلة لممارسة ألعاب الفيديو مع جميع أفراد العائلة، ولكن لا يقتصر تحفيز الأطفال على الالتزام بروتين معيَّن على ألعاب الفيديو، لذا يمكنك تحويل أي واجب دراسي إلى لعبة بوصفها مهمة يتجاوزها الطفل إلى المستوى الأصعب.
تاسعاً: احتفظ بتقويم عائلي في متناول اليد للمواعيد الهامة
يمكنك من خلال مشاركة تقويم ورقي أو رقمي مع أفراد العائلة أن تعزز لديهم الشعور بالمسؤولية، ويمكن أن يستفيد الأطفال والمراهقون من تذكيرهم بالمواعيد، والمناسبات القادمة سواء من قبَل آبائهم، أو أشقائهم، أو أي شخص يقدِّم لهم الرعاية، كما يمكن أن تكون إدارة الوقت عملية ممتعة عندما تضع إشارة على المهام المنجزة في التقويم المعلَّق على الحائط بدلاً من فعل ذلك في التقويم الرقمي.
عاشراً: علِّم ابنك المراهق أن يخطط بشكل مسبق للأسبوع المقبل
يمكن أن تسير الأمور على نحو خاطئ على الرغم من كل التخطيط، وما نمتلكه من إرادة، ويمكنك الاستعداد لهذه المفاجآت من خلال التخطيط المسبق مثلاً أن تعلِّم ابنك المراهق تخصيص وقت في كل أسبوع للاستعداد للأسبوع المقبل، وقد يقوم بذلك من خلال التخطيط المسبق، والتعامل مع أي مهمة متبقية من الأسبوع الماضي في يوم العطلة، وبصرف النظر عن الموقف شجِّع ابنك على تخصيص بعض الوقت لتنظيم شؤونه، وتحديد ما يجب إنجازه في الأسبوع المقبل.
قد يكون من الصعب بالنسبة إلى الأطفال والمراهقين أن يديروا وقتهم بحكمة، ويبقوا على المسار الصحيح، ولكنَّهم سيشعرون بمزيد من الثقة بالنفس، ويختبرون مستوىً أقل من التوتر، ويشهدون تحسناً في تحصيلهم العلمي من خلال تطبيق النصائح الـ 10 التي ذكرناها في هذا المقال، كما ستعود عليك بصفتك أباً أو أماً في نهاية المطاف بالفائدة؛ لأنَّك لن تحتاج إلى تذكير طفلك أو ابنك المراهق بضرورة إدارة الوقت بعد أن يمتلك هذه المهارة ويستمتع بفوائدها.
أسئلة شائعة:
ما هي فوائد تعليم الأطفال والمراهقين مهارة إدارة الوقت؟
يستفيد الأطفال والمراهقون من إدارة الوقت بعدة طرائق، ومنها:
- تعزيز إنتاجيتهم وقدراتهم على تنظيم شؤونهم.
- عدم تفويت المواعيد النهائية.
- التخلص من التوتر والتسويف.
- تعلُّم تحديد الأهداف والقدرة على إنجازها.
- استثمار الوقت بمزيد من الكفاءة.
- الاستمتاع بمزيد من وقت الفراغ.
كيف يمكن أن تبدأ بتعليم مهارة إدارة الوقت لطفلك أو ابنك المراهق؟
إليك بعض النصائح التي تساعدك على ذلك:
1. ابدأ بتعليمه هذه المهارة في مرحلة مبكرة من حياته:
ابدأ بذلك في أقرب فرصة ممكنة، وتذكَّر أنَّك تستطيع تعليم الأطفال مهارة إعداد قوائم المهام، وتحديد الأهداف.
2. كن نموذجاً يُحتذى به:
يقلد الأطفال والمراهقون سلوك الأشخاص البالغين؛ لذلك يجب أن تدير وقتك بكفاءة كي تكون قدوة لطفلك أو ابنك المراهق.
3. علِّم ابنك مهارة تقسيم المهام:
فيشعر المراهق أو الطفل بالإرباك أو الإرهاق نتيجة التعامل مع مهام كبيرة؛ لذلك يجب أن يتعلم ابنك كيفية تجزئة المهام الكبيرة إلى مجموعة من المهام الأصغر والقابلة للإدارة، وطبعاً من خلال مساعدتك له.
4. ضع توقعات منطقية:
لا تتوقع من ابنك المراهق أن يتعلم مهارة إدارة الوقت في عشية وضحاها، لذا قم بزيادة صعوبة الأهداف التي تحددها له بينما يتعلم، ويطبِّق المهارات التي تعلَّمها.
5. كن صبوراً وداعماً:
يتطلب تعلُّم هذه المهارة الوقت والممارسة، لذا كن صبوراً وداعماً لطفلك أو ابنك المراهق خلال تعلُّمه لهذه المهارة.
ما هي أفضل تقنيات إدارة الوقت التي يمكن أن يتعلمها الطفل أو المراهق؟
أفضل التقنيات هي:
1. إنشاء جدول زمني يومي:
وبذلك يعرف ابنك مسبقاً ما يجب عليه التعامل معه من مهام ومتى يجب إنجازها مسبقاً.
2. استخدام تقنية "قوائم المهام":
تتبَّع التقدُّم الذي ينجزه ابنك حتى تساعده على البقاء منظَّماً.
3. تعليم ابنك المراهق أن يضع مواعيد نهائية لمهامه:
وبذلك تتحسن قدرته في إدارة المهام وترتيب الأولويات.
4. منح ابنك المراهق فترات من الاستراحة:
وبذلك يتجنَّب الإرهاق.
5. تعليم ابنك المراهق أن يتخلص من مصادر التشتيت:
من خلال إيقاف تشغيل أجهزته الإلكترونية مثل الهاتف، والحاسوب، والجهاز اللوحي، وما إلى ذلك، وإيجاد مكان هادئ للدراسة.
6. تعليم ابنك المراهق أن يرفض ما لا يتفق مع أولوياته:
فيجب أن يرفض عندما يُطلب منه شيء يستغرق كثيراً من وقته ويكون على حساب أولوياته.
شاهد بالفديو: 10 نصائح لتعليم طفلك فن إدارة الوقت
ما هي الأخطاء الأكثر شيوعاً التي يرتكبها الآباء عند تعليم أطفالهم أو أبنائهم المراهقين مهارة إدارة الوقت؟
1. توقُّع نتائج مبهرة في فترة زمنية قصيرة:
يتطلب تعلُّم إدارة الوقت بكفاءة الوقت والجهد كما قلنا سابقاً؛ لذلك كن صبوراً، ولا تتوقع من ابنك المراهق أن يتقن هذه المهارة فوراً.
2. المبالغة في الانتقاد:
قد تؤدي المبالغة في الانتقاد إلى إحباط ابنك واستسلامه، لذا ركِّز بدلاً من ذلك على التحفيز، والتعزيز الإيجابي.
3. الإلحاح:
لن يؤدي الإلحاح في طلب الشيء إلى جعل ابنك يتعاون معك، لذا يجب أن تقدِّم له الدعم أو المساعدة إذا كان يحتاجهما.
4. عدم التصرف بصفتك قدوة يُحتذى بها على صعيد إدارة الوقت:
من غير المُحتمل أن يتعلم الطفل مهارة إدارة الوقت إذا كان والداه يفتقران لهذه المهارة، وستكون قدوة يُحتذى بها من قبَل طفلك أو ابنك المراهق إذا كنت تدير وقتك بكفاءة وفاعلية.
في الختام:
من غير المُحتمل أن ننسى ما نتعلمه في سن مبكرة، وبخاصة عندما نتعلمه بالطريقة الصحيحة، ونلمس فوائده بطريقة مباشرة، لذا استخدم هذه النصائح لتعليم طفلك أو ابنك المراهق مهارة إدارة الوقت، وسيكون النجاح حليفه في الدراسة والحياة العملية.
أضف تعليقاً