ويمكنك من خلال تحديد أهدافك، ووضع خطة لتحقيقها، أن تستثمر وقتك بمزيد من الكفاءة، ومن ثم تحقيق مستوى أعلى من الإنتاجية، وتقليل مستوى التوتر، والاستمتاع بحياتك أكثر.
إليك:
10 فوائد نحصل عليها حينما نوازن تحديد الأهداف مع إدارة الوقت:
1. وضوح الهدف:
إذا أردت تحقيق أهدافك، فيحب أن تكون أهدافاً واضحة، ومحددة بدقة، وهذا أمر لا غنى عنه، والحقيقة أنَّ الهدف هو ما يوجِّه أفعالنا، ويعطي مغزى لما نقوم به، ولكن توجد فائدة أخرى تتعلق بالأهداف المرجعية؛ أي الأهداف التي يتكون منها الهدف الأكبر، فنستخدم هذه الأهداف بوصفها خريطة طريق توجِّهنا نحو تحقيق أهداف حياتنا، ويمكن أن تفتقر أهدافنا للوضوح إذا لم تتم إدارتها بكفاءة.
من ناحية أخرى تضفي إدارة الوقت سمة التنظيم على العملية، ويتحول الهدف من مجرد فكرة إلى شيء قابل للتحقيق عندما نخصص له الوقت والموارد اللازمة؛ إذ تتضمن استراتيجية إدارة الوقت الفعَّالة تخصيص فترات زمنية للكتابة على أساس يومي، إذا كان هدفك تأليف كتاب على سبيل المثال، وهذا ما يحوِّل الفكرة المجردة إلى هدف ملموس.
2. ترتيب الأولويات:
حياتنا المعاصرة مليئة بمصادر التشتيت والمهام الكثيرة، ولذلك يُعدُّ تحديد الأولويات أمراً ضرورياً، ويمكننا من خلال تحديد الأهداف ترتيب أولوياتنا وفق أهميتها، والمشكلة هي أنَّه دون امتلاك مهارة إدارة الوقت، فقد نُصاب بالإرباك بسبب كثرة مهامنا اليومية، الأمر الذي قد لا يترك لنا مجالاً لتحقيق أهدافنا.
تتيح لك إدارة الوقت تخصيص الوقت الكافي لأكثر المهام أهميةً، كما يسمح لك تتبُّع الأهداف إحراز تقدُّم مطَّرد بوتيرة ثابتة، وبذلك تكون قادراً على التوفيق بين مهامك اليومية المُلحة، والأهداف بعيدة الأمد، وكما يقول الممثل "سكوت كان" (Scott Cann): "تحصل على النتائج المذهلة عندما ترتِّب أولوياتك بطريقة صحيحة".
3. التركيز والإنتاجية:
يجب أن تكون أهدافنا محددة، وقابلة للقياس والتحقيق، وذات صلة، ومحددة بموعد نهائي وهي ما تُسمى اختصاراً الأهداف الذكية؛ إذ تكمن فائدة هذه الأهداف في أنَّها تجعلنا أكثر تركيزاً وإنتاجيةً، ووفقاً لاستطلاع أجراه الكاتب "كليفورد تشي" (Clifford Chi) وشمل 300 شخصاً في الولايات المتحدة الأمريكية (USA)، فإنَّ 52% من الأشخاص يعتقدون أنَّ الأهداف الذكية أكثر كفاءةً في تحقيق الإنجازات مقارنةً بالأهداف غير الذكية، والعامل الأساسي لتحقيق هذه الأهداف هو البقاء على المسار الصحيح، وإدارة وقتنا بفاعلية، وسواء كنا نستخدم تقنية البومودورو (Pomodoro)، أم مصفوفة أيزنهاور (Eisenhower Matrix)، أم غيرها، فإنَّ تقنيات إدارة الوقت تساعد على الحفاظ على تركيزنا، والنتيجة هي تحقيق تقدُّم مطَّرد باتجاه تحقيق أهدافنا، وزيادة إنتاجياتنا بمرور الوقت.
شاهد بالفديو: 5 قواعد ذهبية مثبتة علمياً في تحديد الأهداف
4. التحفيز والشعور بالمسؤولية:
يمكن أن تدفعنا طموحاتنا إلى الخروج من منطقة الراحة الخاصة بنا، وبلوغ مستوى الإتقان، ولكن من الممكن أن تتضاءل حماستنا بمرور الوقت، وهنا يأتي دور مهارة إدارة الوقت، والشعور بالمسؤولية هو نتيجة لإدارة الوقت بشكل فعَّال، فنحن أكثر ميلاً للالتزام بتحقيق أهدافنا عندما نحدد لها الوقت اللازم، ويدفعنا هذا الالتزام للمثابرة في العمل حتى تحقيق أهدافنا حتى إذا تضاءل شعورنا بالحماسة.
5. التخلص من التسويف:
التسويف هو أحد أكثر العوائق شيوعاً في وجه تحقيق الأهداف، ويمكن أن تساعدك استراتيجيات إدارة الوقت الفعَّالة، مثل تقنية البومودورو أو تقسيم الوقت على التخلص من عادة التسويف، وإنَّ تخصيص فترات للعمل بتركيز، والذي يتخلله فترات استراحة يجعل المهمة أكثر سهولةً، وأكثر قابليةً للتحقيق.
نمارس جميعاً عادة التسويف من وقت لآخر، وقد أصبحنا نمارس هذه العادة في جميع مجالات حياتنا، ويعدُّ 20 إلى 30% من الناس أنفسهم مسوفين في آخر استطلاعات الرأي، في حين كانت هذه النسبة تتراوح بين 4 إلى 5% في سبعينيات القرن الماضي، وليس الأمر مستغرباً مع وجود الإنترنت، وإشعارات الهواتف الذكية، ووسائل التواصل الاجتماعي، ومقاطع الفيديو المسلية، وغير ذلك كثير، وتساعد لحسن الحظ تقنيات إدارة الوقت مثل تقنية البومودورو، وغيرها على التخلص من التسويف، فعندما تقسِّم وقتك إلى فترات زمنية تتخللها استراحات قصيرة، وتعمل فيها بتركيز، فإنَّك تجعل مهامك أكثر قابلية للإدارة.
6. قياس التقدُّم المنجز والمرونة الكافية لإجراء التعديلات:
من أجل قياس التقدُّم، والنجاح الذي تحرزه، فمن الضروري أن تضع الأهداف، ويساعدنا هذا على تحديد المجالات التي تحتاج إلى تطوير، وتتبُّع التقدم الذي نحرزه، فإذا تم تحديد الأهداف دون تخصيص الوقت اللازم لتحقيقها، فمن الممكن أن نُصاب بالإحباط، ونراوح في مكاننا، ولكن مع امتلاك مهارة إدارة الوقت، فيمكننا أن نجري تقييماً مستمراً للتقدُّم الذي نحرزه، ويمكن أن تساعدنا جدولة أهدافنا على تحديد ما إذا كنا على المسار الصحيح، أم أنَّنا نحتاج إلى إجراء بعض التعديلات، وباختصار نحن نحتاج إلى إجراء عمليات تقييم وتعديل مستمرة حتى نضمن تحقيق الأهداف.
7. تقليل الشعور بالتوتر:
يختبر أي شخص مستوىً معيناً من التوتر في بعض مراحل حياته، ووفقاً لمؤسسة "أميركان إينستيتوت أوف ستريس" (American Institute of Stress) يعاني 55% من الأمريكيين من التوتر خلال يوم العمل، وبينما وجد استطلاع أجرته شركة "فالوبينغوين" (ValuePenguin) في شهر آذار/ مارس من العام 2022 أنَّ 84% من الأمريكيين أفادوا بشعورهم بالتوتر لمرة واحدة على الأقل خلال الأسبوع، وبينما أفاد 15% منهم بأنَّهم يشعرون بالتوتر يومياً.
غالباً ما يؤدي وضع الأهداف دون امتلاك القدرة على إدارة الوقت إلى الشعور بالتوتر، والسبب هو الإرباك الذي نشعر به نتيجة عدم قدرتنا على إحراز تقدُّم في سبيل تحقيق أهدافنا، وفي المقابل تقلل إدارة الوقت بكفاءة من الشعور بالتوتر إلى حد كبير، وتزداد قدرتنا على إدارة حياتنا بشكل عام عندما نخصص الوقت اللازم لتحقيق الأهداف؛ أي بدلاً من الاكتفاء بالتفكير في أهدافنا فقط، فإنَّنا نجد أنفسنا نتقدَّم بخطىً ثابتة نحو هدفنا، ما يجعلنا قادرين على تحقيق أهدافنا دون الشعور بالتوتر أو القلق.
8. الاستمرارية:
التقدُّم بوتيرة ثابتة أمر ضروري لتحقيق أي هدف، فمن الممكن امتلاك روتين يومي أو أسبوعي يبقيك على المسار الصحيح من خلال إدارة الوقت بطريقة صحيحة، ومن المرجَّح أن تحصل على نتائج مذهلة من خلال الحفاظ على وتيرة أداء ثابتة بدلاً من الأداء المتقطع؛ إذ تستطيع من خلال إدارة وقتك تكريس عادات تساعدك على تحقيق أهدافك.
9. تحقيق الأهداف طويلة الأمد:
يجب ألا تقتصر على الأهداف قصيرة الأمد؛ بل يجب أن تمتلك أهدافاً طويلة الأمد أيضاً، لذا يمكنك من خلال إدارة وقتك بكفاءة أن تستثمر مواردك لتحقيق الأهداف طويلة الأمد، ويصبح تحقيق الأهداف طويلة الأمد ممكناً إذا استثمرنا الوقت، وثابرنا على بذل الجهد، وكي نتطور على الصعيد الشخصي والمهني، يجب أن نحرز تقدماً تدريجياً على صعيد أهدافنا طويلة الأمد، ففي نهاية المطاف ما يحقق لك هدفك الكبير هو هذه الخطوات التدريجية البسيطة التي تقوم بها بشكل مستمر.
10. تخصيص الوقت للتفكير العميق بالأهداف ومراجعتها:
لا يمكن تحديد الهدف بشكل صحيح بين عشية وضحاها؛ بل يحتاج الأمر إلى التفكير بتأنٍ وإجراء تعديلات مستمرة، ومن الهام جداً أن تدير وقتك بكفاءة كي تتيح لنفسك الوقت لإجراء تقييمات دورية للتقدُّم الذي تحرزه، وتكمن أهمية التأمل في أهدافك وقيمك في تحديد الجوانب التي تحرز فيها تقدماً جيداً، والجوانب التي تحتاج فيها إلى تحسين.
أسئلة شائعة:
ما هو تحديد الأهداف؟
هو العملية التي نقوم من خلالها بتحديد ما نرغب في تحقيقه مع وضع خطة عملية للوصول إلى النتائج المطلوبة، ويجب أن تكون الأهداف محددة، وقابلة للقياس، وللتحقيق، وذات صلة.
ما هي إدارة الوقت؟
هي العملية التي نقوم بموجبها بالتخطيط، والتحكُّم في النشاطات التي نقضي بها وقتنا، وتتضمن إدارة الوقت تحديد الأولويات، والقدرة على تجنُّب مصادر التشتيت، واستثمار الوقت بكفاءة.
ما هي علاقة تحديد الأهداف بإدارة الوقت؟
يجب على أي شخص يريد تحقيق النجاح أن يقرن تحديد الأهداف بإدارة فعَّالة للوقت، وكلما كانت أهدافك أكثر وضوحاً، تمكنت من إدارة وقتك بكفاءة أكبر بسبب تركيزك على النشاطات التي تساعدك على تحقيق أهدافك، ويتجلى الارتباط بين تحديد الأهداف، وإدارة الوقت بالنقاط الآتية:
1. وضوح الرؤية:
يمكنك أن تستثمر وقتك بكفاءة أكبر عندما تعرف بالضبط ما تريد تحقيقه.
2. سهولة ترتيب الأولويات بفضل تحديد الأهداف:
يمكنك من خلال ترتيب أولوياتك أن تركِّز على المهام الضرورية لتحقيق أهدافك.
3. الحفاظ على شعورك بالحماسة:
كلما كان هدفك أكثر وضوحاً ودقة، كنت أكثر حماسةً وأكثر تركيزاً.
إذاً، حتى تحقق أهدافك يجب أن تدير وقتك بكفاءة، وبخاصة أنَّ إدارة الوقت تمكنك من البقاء على المسار الصحيح؛ نظراً لأنَّ احتمالية التشتت والتسويف تقل عندما تكون لديك خطة واضحة عن كيفية قضاء وقتك.
شاهد بالفديو: 8 أمور عليك معرفتها عن الأهداف
نصائح لتعزيز مهارات تحديد الأهداف وإدارة الوقت:
1. حدد أهدافاً ذكية:
هي الأهداف التي تتميز بأنَّها محددة، وقابلة للقياس، وللتحقيق، وذات صلة، ومحددة بفترة زمنية، فمن المرجَّح أن تكون قادراً على تحقيق الأهداف التي تتميز بالسمات هذه.
2. قسِّم الأهداف الكبيرة إلى مجموعة من المهام الصغيرة:
من السهل أن تشعر بالإرباك، وعدم الثقة بقدراتك عندما تحدد لنفسك أهدافاً كبيرة، والأفضل أن تقسِّم الأهداف الكبيرة إلى مجموعة أهداف أو مهام أصغر قابلة للإدارة، والتحقيق.
3. أنشئ قائمة مهام يومية أو أسبوعية:
بعد أن تجزِّء هدفك الكبير إلى مجموعة أهداف أصغر، فإنَّه من الجيد أن تُنشئ قائمة مهام يومية أو أسبوعية، فهي تسهِّل عليك البقاء على المسار الصحيح.
4. نظِّم مهامك وفق أولويتها:
ليست كل المهام على نفس الدرجة من الأهمية، وأحياناً تكون لديك مهام مُلحة أكثر من غيرها، لذا يجب أن تنظِّم مهامك وفق أهميتها حتى تبدأ بالعمل أولاً على الأشياء الهامة.
5. حدد مواعيد نهائية:
يمكن أن يساعد تحديد المواعيد النهائية على جعلك متحمساً ومركِّزاً طوال فترة العمل، لذا احرص على أن تكون المواعيد النهائية واقعية ومنطقية.
6. قلِّل قدر الإمكان من مصادر التشتيت:
من الضروري أن تتجنب مصادر التشتيت إذا أردت أن تعزز إنتاجيتك، لذا قلِّل من مصادر التشتيت قدر الإمكان عند العمل على مهمة ما؛ مثلاً يمكنك أن تُطفئ هاتفك، وأن تغلق علامات تبويب المتصفح غير الضرورية، أو أن تعمل في مكان هادئ.
7. خذ فترات استراحة:
من الضروري جداً أخذ فترات من الاستراحة خلال يوم العمل حتى لو كانت قصيرة لا تتجاوز بضع دقائق، فيمكن أن تساعدك فترات الاستراحة على الحفاظ على تركيزك، وتعزيز إنتاجيتك.
في الختام:
من المستحيل أن يؤدي تحديد الأهداف وحده إلى تحقيق نتائج جيدة من دون إدارة الوقت، وخلاف ذلك صحيح أيضاً، ففي حين يمنحك تحديد الأهداف وضوح الرؤية، فإنَّ إدارة الوقت هي ما يبقيك على المسار الصحيح؛ أي إنَّ الأمرين يتكاملان مع بعضهما لتحقيق النجاح، وعندما تقوم بوضع هدف، أو جدول زمني بهدف إدارة الوقت، فتذكَّر العلاقة الهامة بين العاملين لتحقيق النجاح، فتوجد 10 فوائد نحصل عليها من تكامل تحديد الأهداف مع إدارة الوقت، وهي: وضوح الرؤية، وترتيب الأولويات، وزيادة التركيز، وتعزيز الحافز، وتكريس الشعور بالمسؤولية، والقدرة على قياس التقدُّم، وتقليل التوتر، وإمكانية التقدُّم بوتيرة ثابتة، وجعل الأهداف طويلة الأمد قابلة للتحقيق، وأخيراً إتاحة الوقت اللازم للتأمل في أهدافنا وخططنا، وما دمت تقرن التخطيط للأهداف بالإدارة الفعَّالة للوقت، فستحقق تقدُّماً ثابتاً نحو أحلامك.
أضف تعليقاً