10 سلوكات تدل على أنَّ المرء تعيس دون أن يدرك ذلك
1. المغالاة في تقدير الذات
تعدُّ المغالاة في علم النفس علامة واضحة على تعاسة متجذِّرة في نفس الشخص التعيس، وعندما يستميت المرء ليُري العالم مدى عظمته، فهو يحاول إخفاء إحساسه بعدم الرضى، أما الشخص الراضي عن حياته، فلا يحتاج إلى التباهي بنجاحه أو إنجازاته؛ لأنَّه متصالح مع ذاته، لذلك فإنَّ من يغالي في تصرفاته ويتباهى ويسعى جاهداً أن يُلفت الأنظار إليه، فهو يحاول ملء فراغ في داخله.
المشكلة في المغالاة هي سهولة الخلط بينها وبين الثقة، فمن منَّا لا يريد أن يُنظر إليه على أنَّه ناجح ومتميز، ومع ذلك، إذا بحثت بعمق، فستجد أنَّ المغالاة أقرب إلى الإحساس بعدم الأمان منه إلى الثقة، وإنَّها آلية دفاعية تُستخدم لإخفاء الإحساس بعدم الكفاءة والتعاسة، فإذا لاحظت أنَّ شخصاً ما يحاول باستمرار إثبات قيمته، فاعلم أنَّه يحاول إخفاء شيء ما.
2. العزلة
العزلة سلوك شائع يمارسه الأفراد الذين يشعرون بتعاسة شديدة دون أن يدركوا ذلك، فغالباً ما يلاحَظ على الشخص الذي يعاني من هذه الحالة انسحابه التدريجي من المحيط الاجتماعي، فقد يتوقَّف عن المشاركة في الفعاليات الاجتماعية المعتادة، ويتجنَّب لقاء الأصدقاء؛ بل وقد يحد من تواصله من خلال الرسائل.
في البداية، قد تعزو هذا الانسحاب إلى انشغالات الحياة وضغوطات العمل، ولكن مع مرور الوقت، يتَّضح لك جلياً أنَّ الأمر يتعلَّق بالعزلة، وكثيراً ما يكون السبب وراء هذا السلوك صراعاً داخلياً مع مشاعر سلبية، مثل الإحساس بالفشل أو خيبة الأمل، بينما يحاول الشخص الحفاظ على مظهر إيجابي أمام العامة، فالعزلة هي آلية للتكيُّف مع الصراعات الداخلية، فيجد الشخص أنَّه من الأسهل إخفاء ألمه عندما يكون وحده.
3. إهمال الذات
قد يبدأ الفرد الذي يشعر بتعاسة شديدة في إهمال احتياجاته الأساسية، مثل عدم الاهتمام بالنظافة الشخصية أو تخطِّي وجبات الطعام، وقد يصل به الأمر إلى تعاطي المخدرات، وأفادت منظمة الصحة العالمية أنَّ الأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب غالباً ما يهملون صحتهم البدنية، فقد يتوقفون عن ممارسة الرياضة، أو يلجؤون إلى تناول أطعمة غير صحية، أو حتى يتعاطوا المخدرات.
يشير هذا الإهمال إلى شيء أعظم من الكسل أو اللامبالاة، فهو مظهر من مظاهر الصراع الداخلي، فإذا لاحظت أنَّ شخصاً ما في حياتك يهمل نفسه، فقد يكون ذلك علامة على أنَّه يتصارع مع مشاعر التعاسة؛ لذا، عليك تفهُّم ذلك والتعاطف معه لمساعدته على اجتياز هذه الأوقات الصعبة.
شاهد بالفديو: لا تدع التعاسة تتحكم بحياتك
4. الإفراط في العمل
من الشائع أن يرى التعساء في العمل وسيلة للهروب من المشكلات الشخصية، فيمجِّد مجتمعنا العمل الدؤوب ويعدُّه مؤشراً على التفاني والالتزام، ولكن عندما يتجاوز الأمر الحد الطبيعي، فهذه مشكلة تتطلب حلاً سريعاً، ويتَّخذ الفرد الذي يفرط في العمل من وظيفته مكاناً يختبئ فيه من مشكلات أعمق ليس مستعداً لمواجهتها، ويصبح المكتب ملاذاً آمناً يشعر فيه بالسيطرة في حين أنَّ كل شيء آخر في حالة يُرثى لها.
5. الانفعال
قد يكون الانفعال عرضاً شائعاً لدى التعساء، فقد يصبح الفرد الذي كان صبوراً ومتفهِّماً سريع الانفعال، وغالباً ما يكون هذا التحول في السلوك بسبب اضطراب عاطفي يختلج في صدره، وقد يعاني من مشاعر الحزن أو الإحباط أو خيبة الأمل، لكنَّه يعبِّر عنها بالغضب، واعلَمْ أنَّ هذا التغيير في السلوك لا يتعلق بك، فهو انعكاس للصراع الداخلي الذي يخوضه ذلك الشخص التعيس، فإذا لاحظت أنَّ شخصاً ما في حياتك أصبح سريع الانفعال والغضب دون مبرر، فقد يكون ذلك علامة على أنَّه يخفي تعاسة دفينة في داخله.
6. فقدان الاهتمام
من أكثر العلامات المفجعة للتعاسة الدفينة في المرء، هي عندما يفقد الاهتمام بالأشياء التي كان يحبها، إذ تصبح الهوايات، والشغف، وحتى الأشخاص عبئاً عليه.
لنتأمَّل هنا رجلاً اعتاد قضاء ساعات في العزف على جيتاره، مستغرقاً في الإيقاع واللحن، والآن لم يعد مهتماً بالعزف نهائياً، أو رجلاً كان دائماً الأول في سباقات المشي لمسافات طويلة، وقد أصبح الآن يفضِّل قضاء أيامه في المنزل.
لا يتعلق فقدان الاهتمام هذا بالملل أو ضيق الوقت؛ بل هو علامة على أنَّه فقد تلك الشرارة، تلك السعادة التي كان ينعم بها عند ممارسة هذه النشاطات، إنَّه نداء صامت للمساعدة، وهو مؤشر على صراع داخلي يصعُب عليه تحمله وحده، فإذا لاحظت ذلك في شخص ما في حياتك، فتواصَلْ معه وساعده قدر استطاعتك.
7. أنماط النوم المضطربة
غالباً ما يكون النوم هو أول ما نفقده عندما نشعر بالتعاسة، ويواجه الفرد الذي يشعر بتعاسة شديدة تغيُّرات في أنماط نومه، مثل مواجهة صعوبة في النوم، أو الاستيقاظ المتكرر في الليل، أو حتى النوم كثيراً، فالنوم وسيلة لاستعادة نشاط الجسم وحيويته، لذلك عندما يكون مضطرباً، فإنَّه يؤثر في مزاجنا ونشاطنا وسلامتنا العامة، وإذا لاحظت أنَّ شخصاً ما في حياتك يعاني من تغيرات في أنماط نومه، فقد يكون ذلك أكثر من مجرد أرق أو توتر، وقد يكون علامة على تعاسة دفينة في داخله.
8. المبالغة في الفكاهة
غالباً ما يُنظر إلى الفكاهة على أنَّها علامة على السعادة والرضى، ولكن في بعض الأحيان، قد تكون قناعاً يخفي وراءه تعاسة شديدة، وقد يستخدم التعساء الفكاهة بوصفها آلية دفاع، مستخدمين النكات والضحك لإخفاء مشاعرهم الحقيقية، وإنَّها طريقة لصرف انتباه الناس عن الاضطرابات الداخلية التي يعيشونها، فالابتسامة تخفي في بعض الأحيان كثيراً من الألم.
9. الحساسية المفرطة
غالباً ما تجعل التعاسة الناس أكثر حساسية للنقد أو التغذية الراجعة السلبية، فقد يأخذون الأمور على محمل شخصي أو يظنون أنَّ الآخرين يعتدون عليهم، حتى عندما لا تكون لديهم أية نية لإلحاق الأذى بهم، وقد تكون هذه الحساسية المفرطة علامة على أنَّهم يعانون من مشاعر الشك الذاتي أو عدم الأمان، وإنَّهم يشعرون بالإحباط أصلاً، لذا فإنَّ أي شكل من أشكال النقد أو السلبية يُضعف احترامهم لذاتهم.
10. الانسحاب العاطفي
أهم علامة يجب الانتباه إليها عند التعساء هي الانسحاب العاطفي، فقد يصبح هؤلاء غير متجاوبين وغير مبالين، فالانسحاب العاطفي هو شكل من أشكال الحماية الذاتية، وإنَّها طريقة لحماية أنفسهم من مزيد من الألم العاطفي أو خيبة الأمل، فإذا لاحظت أنَّ شخصاً ما في حياتك ينسحب عاطفياً، فمن الهام أن تتفهَّم مشاعره وتتعاطف معه، وهذا السلوك هو نداء واضح للمساعدة، وعلامة على أنَّه يعاني تعاسة دفينة في داخله ويحتاج إلى الدعم.
في الختام
إنَّ كشف تعقيدات المشاعر الإنسانية ليس بالمهمَّة السهلة، وغالباً ما تتأثر سلوكاتنا وأفعالنا وردود أفعالنا بعدد هائل من العوامل الداخلية والخارجية، المرئية وغير المرئية، وعندما يتعلَّق الأمر باكتشاف التعاسة، علينا أن نفهم أنَّ هذه السلوكات ليست مجرد مظاهر عشوائية؛ بل إنَّها علامات على صراع داخلي، ربَّما مع خيبة الأمل، أو الفشل، أو الوحدة، أو ببساطة رغبة لم تتحقق، وهذه العلامات ليست واضحة دائماً، وغالباً ما تمرُّ دون أن يلاحظها أحد أو يُساء فهمها.
من السهل الخلط بين الإفراط في العمل والتفاني، أو الفكاهة المفرطة والمرح، ولكن في الواقع، قد تكون هذه السلوكات نداءً للمساعدة، غير أنَّه يُعبَّر عنه بسلوكات مقبولة اجتماعياً، ففي هذا العالم الحافل بالعمل والمشاغل، من الضروري أن ننتبه إلى الإشارات الخفية التي يرسلها إلينا أحباؤنا، وفي بعض الأحيان، كل ما يحتاجون إليه هو شخص يصغي إليهم، أو كلمة طيبة، أو التأكيد لهم أنَّهم ليسوا وحدهم في معاناتهم.
أضف تعليقاً