ملاحظة: هذا المقال مأخوذٌ عن الكاتبة "إرين فالكونر" (Erin Falconer)، وتُشاركنا فيه 10 دروس مستخلصة من تجارب الحب والانفصال التي خاضتها خلال العام الفائت.
إنَّ الانفصال عمَّن تُحب من أشد التجارب إيلاماً في الحياة الإنسانية، وتحفل الحياة بالتحديات التي تدفعنا إلى تقويم جوانب معينة من شخصياتنا وأرواحنا وتنميتها، فيحتاج بعض الأشخاص إلى تعزيز مشاعر القبول والحب الذاتي لكي يتغلبوا على قلة ثقتهم بمظهرهم الخارجي، كما يخشى بعض الأشخاص التعرض للرفض والفشل، ويجدر بهم أن يعملوا على التخلص من هذه المخاوف غير المنطقية، ويحتاج الفرد إلى أن يتعلم كيف يعتني بنفسه خلال التجارب الأليمة، فيتعرض الجميع بلا استثناء للصعوبات في الحياة، ويجب عليهم أن يتغلبوا عليها ويستعيدوا راحة بالهم.
لقد واجهتُ أوقاتاً عصيبة ونلت نصيبي من الألم، وبتُّ أعي الحكمة من التجارب القاسية، وأدرك أنَّ التحديات ستساعدني على تقويم ذاتي وتنميتها، ومساعدة الآخرين على الشفاء أيضاً من خلال مشاركة تجاربي والحكمة المستخلصة منها؛ فقد أحببتُ وفشلت خلال العام الفائت عدة مرات، ولن أتطرق إلى التفاصيل الصادمة والقاسية؛ لكنَّني - وبكل اختصار - تعرضت لتجارب أليمة، وتسنَّى لي بعدها تنمية وتقويم قلبي، وروحي، ونفسيتي.
10 دروس تعلمتها من الحب، والانفصال، والشفاء:
1. عدم تقديم تنازلات:
إيَّاك أن تغير شخصيتك أو تساوم عليها من أجل شخص آخر؛ لأنَّك ستقابل في حياتك من يتقبلك ويحبك كما أنت.
كنت أفكر أحياناً بأنَّني لن أقابل من يحبني كما أنا في حياتي، ويدفعني الخوف إلى النظر في موضوع تقديم التنازلات لتسوية علاقاتي؛ لكنَّني قررت أن أثق في وجود هذا الشخص وأنتظر قدومه ولا أهدر وقتي وطاقتي وأشوه شخصيتي لنيل استحسان أحد آخر.
2. لا يكتمل الإنسان بوجود الشريك العاطفي؛ بل بتقدير ذاته واكتفائه بها:
أنت كامل ومثالي وحدك ولا تحتاج إلى شريك عاطفي حتى تشعر بالكمال والرضى والكفاية، قد يكون شعورك بالنقص نابعاً من الأفكار السلبية، والشك الذاتي، وربما تعاني تدنياً في تقدير ذاتك؛ الأمر الذي يؤثر سلباً في نظرتك إلى نفسك ومحبتك لها؛ لذا يجب أن تبدأ بالشعور بالسعادة الآن من خلال السعي إلى بناء الحياة التي تحلم بعيشها.
لم أكن أشعر بالاكتفاء والكمال فيما مضى؛ لأنَّني كنت أخشى السعي في سبيل تحقيق أحلامي أو تلبية غرضي ورسالتي الوجودية، ولقد عثرت على الشجاعة اللازمة لتحقيق أهدافي فيما بعد، وأنا سعيدة وراضية للغاية عمَّا حققته في حياتي حتى الآن.
3. مسامحة الجميع:
تعلمت أن أسامح الآخرين، وأصرف النظر عن أخطائهم، خطر لي ذات مرة أن أتخلص من اللوم، والعتب، والمرارة، والسخط الكامن داخل قلبي تجاه شركاء حياتي السابقين، وقررت أن أبرر تصرفاتهم، وأعدَّ أنَّهم بذلوا ما بوسعهم في العلاقة، ولم يدركوا الأذى النفسي الذي تسببت به أفعالهم، ولم يتعمدوا إلحاق الضرر بي بالأساس، ولم تكن أفعالهم مقصودة، وعندها أدركت أنَّه ليس ثمة أخطاء لأغفرها؛ فتخلصت حينها من جميع أفكاري ومشاعري السلبية، وغمرتني بعدها مشاعر السكينة، والهدوء، والتعاطف، وراحة البال التي غابت عني لفترة طويلة.
شاهد بالفديو: 8 نصائح لإظهار التعاطف ومراعاة الآخرين
4. تقديم الشكر للجميع:
عليك أن تكون ممتناً للحظات والذكريات الطيبة وتقدِّرها؛ فهي سترافقك طوال حياتك، وتشكر من فتح قلبه وروحه وشاركك مشاعره في يوم من الأيام، لقد لقيت الحظ والتوفيق في حياتي وعشت تجربة العشق بكل ما فيها من شغف وسعادة، لا مثيل لمشاعر الحب في الحياة وهو يستحق أن نسعى إليه ونبذل ما بوسعنا للاحتفاظ به.
5. ضرورة معاملة المرء لنفسه بلطف:
من الضروري أن تكون هادئاً وتعامل نفسك برفق عندما تتعرض لخيبة أمل أو تُصاب بالحزن والغم، وعليك أن تعتني بنفسك وتقدرها في مثل هذه الظروف، وتمتنع عن لومها أو الشعور بالاستياء، وتستريح لبعض الوقت لكي تتجاوز التجربة وتمضي قدماً في حياتك.
لم أستطع تقبل هذا المفهوم فيما مضى؛ لأنَّني شخصية مندفعة وطموحة للغاية في مسائل العمل، واعتدت أن أضغط على نفسي وأنتقدها، وأزيد من صعوبة الموقف؛ لأنَّني أريد تجاوز العلاقة الفاشلة بسرعة؛ وبالنتيجة صارت عملية التعافي تتطلب وقتاً أطول، وقد ساعدتني مشاعر التعاطف تجاه نفسي، وامتناعي عن إصدار الأحكام على تجاوز العلاقات الفاشلة بسرعة وبأقل الخسائر الممكنة.
يمكنك أن تمارس تمرينات اليوغا لتزيد من مشاعر الحب والتعاطف تجاه ذاتك، وكثيراً ما أشعر خلال ممارسة اليوغا بأنَّني أحب ذاتي كما هي دون فرض أي شروط، وأقر بقوتي وعزيمتي، وأكون رحيمة ولطيفة مع نفسي.
6. عدم كبت المشاعر:
لا بأس في أن تشعر بالحزن، والألم، والمرارة، وتبكي وتفصح عن الأسى الكامن داخل نفسك دون أن تكبت مشاعرك، ويجب أن تعبر عن عواطفك حتى تتمكن من التخلص منها، ولكن حذارِ من أن تنجرَّ وراءها، وتعدَّ أنَّ حياتك مزرية وتشفق على نفسك وتعيش دور الضحية، عليك أن تدرك هذه الأفكار، وتضع حداً للعواطف السلبية حتى لا تزيد الأمور سوءاً.
7. أخذ استراحة:
يجدر بك أن تفعل ما يلزم لتتعافى، وتشفى، وتستعيد نشاطك وعافيتك النفسية، ولا بأس في أن تلازم المنزل طوال النهار وتشاهد التلفاز عند اقتضاء الضرورة، فقد كنت أشعر في بعض الأوقات بالحزن الشديد وفقدان الشغف والحماسة وأعجز عن العمل، ثمَّ أبدأ بالشعور بالذنب وتزداد حالتي سوءاً، عليك أن ترحم نفسك، وتقدر صعوبة التعافي من ألم الفقد.
شاهد بالفديو: 10 نصائح لاستعادة تقدير الذات بعد الانفصال عن الشريك
8. الامتناع عن الشعور بالندم:
ستبدأ بالشعور بالندم بعد الانفصال، وقد تلوم نفسك؛ لأنَّك انخدعت بشريكك ولم تكتشف حقيقته، وتتساءل عن أسباب فشل العلاقة، وتحمِّل نفسك ذنب ما حدث، يجب أن تتصالح مع الماضي وتقبله، وتمضي في حياتك.
9. يستحق الفرد أن يعيش بسعادة وشغف وطموح:
لطالما آمنت بأنَّني أستحق تحقيق أحلامي المهنية وبناء مشروعي الخاص؛ لكنَّني رحت أتساءل في الأوقات العصيبة فيما إذا كنت أستحق فعلاً أن أقابل الشريك المنشود وأعيش العلاقة المثالية التي لطالما حلمت بها، وأصبحت أدرك الآن دون أدنى شك أنَّني أستحق كل الخير والتوفيق في جميع جوانب حياتي.
10. أهمية الإصرار على إيجاد الحب:
عليك أن تقدِّر تجربتك على الرغم من شعورك بالفشل أو الرفض لأنَّ العلاقة لم تنجح، يجب أن تقدِّر قيمتك الذاتية، وفرصة وقوعك في الحب، وحقيقة أنَّك ما زلت عازم على البحث عن الحب على الرغم من الشقاء، والألم الذي تعرضتَ له، وعليك أن تذكر نفسك بمدى روعتك؛ حتى لا تقلل من قيمة نفسك وتقدم تنازلات مجحفة بحقك في العلاقات.
إقرأ أيضاً: 5 مؤشرات تدل على فشل العلاقة الزوجية
في الختام:
لا بدَّ أن ينتهي الألم ويحل الحب والسعادة في نهاية المطاف، ولا داعي لأن تواجه هذا الألم وحدك؛ بل يمكنك أن تطلب المساعدة والدعم من عائلتك وأصدقائك، ويجب أن تملأ حياتك بالأشياء الجميلة والأشخاص المحبِّين، أنت أقوى وأقدر على تجاوز الصعاب واستعادة راحة بالك أكثر ممَّا تظن.
تقول الكاتبة "فيرونيكا أ. شوفستال" (Veronica A. Shoffstall): "عليك أن تملأ حياتك بالحب والسعادة والشغف، وتعتني بنفسك وتحبها، ولا تنتظر الحب والاهتمام من أحد".
أضف تعليقاً