سنستعرض في هذا المقال أسباب هشاشة العظام عند الرجال، وطرائق الوقاية منه، وأبرز أساليب العلاج الفعَّالة، وأهم مضاعفاته عند الرجال.
أسباب هشاشة العظام عند الرجال
نستعرض فيما يأتي أبرز أسباب هشاشة العظام لدى الرجال، مقسَّمة إلى ثلاثة محاور رئيسة: العوامل البيولوجية، ونمط الحياة، والأسباب المَرَضية.
العوامل البيولوجية
من أهم العوامل البيولوجية لهشاشة العظام هي:
1. نقص هرمون التستوستيرون
يؤدي هرمون التستوستيرون دوراً أساسياً في الحفاظ على صحة العظام، فهو يُحفِّز تكوين العظم ويقوِّيه. يُفقِد انخفاض مستوى هذا الهرمون مع التقدم في العمر العظام كثافتها ويزيد خطر الإصابة بالهشاشة.
2. التقدم في العمر
تنخفض كثافة العظام مع تقدم الرجال في السن، ممَّا يجعلها أكثر عرضة للهشاشة والكسور.
عوامل نمط الحياة
نمط الحياة يؤثر بشكل كبير في الاصابة بهشاشة العظام، من أهمها:
1. قلة النشاط البدني
يُضعِف نقص الحركة والرياضة العظام، فتعتمد العظام على النشاط البدني لتحفيز نموها والحفاظ على قوتها.
2. التدخين والكحول
يؤثِّر التدخين سلباً في امتصاص الكالسيوم، كما أنَّ الإفراط في تناول الكحول يعيق عملية تكوين العظام الجديدة.
3. سوء التغذية
يُضعِف نقص العناصر الغذائية الضرورية، مثل الكالسيوم وفيتامين د في النظام الغذائي العظام، فيعتمد الجسم على هذين العنصرين اعتماداً رئيساً لبناء العظام والحفاظ على قوتها.
الأسباب المرضية
من أهم الاسباب المرضية للاصابة بهشاشة العظام عند الرجال هي:
1. الأمراض المزمنة
تؤثِّر بعض الأمراض المزمنة مثل السكري، وأمراض الكلى، واضطرابات الجهاز الهضمي في قدرة الجسم على امتصاص العناصر الغذائية الهامة لصحة العظام.
2. تناول أدوية معيَّنة
تسبب بعض الأدوية، مثل الكورتيزون (الستيرويدات) هشاشة العظام عند استخدامها لفترات طويلة؛ لأنَّها تؤثر في تكوين العظام وتزيد من معدل تآكلها.
تتعدد أسباب هشاشة العظام عند الرجال، وتتداخل فيها العوامل البيولوجية مع نمط الحياة والأمراض المزمنة؛ لذا فإنَّ فهم هذه الأسباب يمثِّل الخطوة الأولى في الوقاية من المرض وعلاجه.
الوقاية من هشاشة العظام عند الرجال
تجنُّب أسباب هشاشة العظام عند الرجال أمراً بالغ الأهمية للحفاظ على صحة العظام وتقليل خطر الكسور، خاصة مع التقدم في العمر. تتحقَّق الوقاية من خلال التركيز على نمط حياة صحي يشمل التغذية السليمة، والنشاط البدني، والإجراءات الوقائية. نستعرض تالياً أبرز الطرائق التي تساعد الرجال على حماية عظامهم:
1. اتباع نظام غذائي متوازن
إن اتباع نظام غذائي متوازن يساعد الرجال في الوقاية من هشاشة العظام وذلك من خلال:
1.1. تناول الأطعمة الغنية بالكالسيوم
الكالسيوم هو العنصر الأساسي لصحة العظام، ويوجد بكثرة في منتجات الألبان، والأسماك، مثل السردين والسلمون، والخضروات الورقية، مثل البروكلي والسبانخ.
2.1. الحصول على فيتامين د
يساعد فيتامين د الجسم على امتصاص الكالسيوم بفعالية، ويمكن الحصول عليه من التعرض لأشعة الشمس، أو من الأطعمة، مثل البيض والأسماك الدهنية، أو من خلال المكملات الغذائية الموصوفة.
3.1. تجنب الأطعمة الضارة
تُفقِد الأطعمة الغنية بالملح والمشروبات الغازية الكالسيوم من الجسم؛ لذا يجب تقليل استهلاكها للحفاظ على صحة العظام.
2. ممارسة الرياضة بانتظام
ممارسة الرياضة بانتظام لها دور كبير في تحسين صحة الرجال و الوقاية من هشاشة العظام وذلك من خلال:
1.2. تمرينات القوة
تقوِّي تمرينات رفع الأثقال العضلات وتزيد كثافة العظام، ممَّا يقلل خطر الإصابة بالهشاشة.
2.2. تمرينات التحمُّل والتوازن
تعزز بعض التمرينات، مثل المشي، والركض، واليوغا صحة العظام، وتقلل من خطر السقوط الذي قد يؤدي إلى الكسور.
شاهد بالفيديو: فوائد الرياضة على الصحة النفسية
3. تعديل نمط الحياة
يجب على الرجال التوقف عن الكثير من العادات الصحية الضارة لحمايتهم من هشاشة العظام، و من أهمها:
1.3. الإقلاع عن التدخين
يقلل التدخين من امتصاص الكالسيوم ويضعف العظام؛ لذلك يعدُّ الإقلاع عنه خطوة هامة للحفاظ على صحة العظام.
2.3. تقليل استهلاك الكحول
يؤثِّر الإفراط في تناول الكحول سلباً في قدرة الجسم على تكوين عظام جديدة؛ لذا يجب الحد من تناوله.
4. إجراء الفحوصات الدورية
من أهم الفحوصات الدورية التي يجب القيام بها للمساعدة كإجراء وقائي لهشاشة العظام هي:
1.4. قياس كثافة العظام
يُنصح الرجال، خاصة بعد سنِّ الأربعين، بإجراء فحص كثافة العظام دورياً لتحديد أي انخفاض في كثافة العظام واتخاذ الإجراءات اللازمة مبكراً.
2.4. استشارة الطبيب بانتظام
تساعد استشارة الأطبَّاء حول العوامل التي قد تزيد من خطر الإصابة بالهشاشة على الوقاية والعلاج الفوري.
تعتمد الوقاية من هشاشة العظام على التوازن بين التغذية السليمة، والنشاط البدني المنتظم، وتجنب العادات الضارة. يضمن اتباع هذه الخطوات للرجال عظاماً قوية وصحية طوال حياتهم.
علاج هشاشة العظام عند الرجال
يصبح العلاج ضرورياً عند تشخيص هشاشة العظام لمنع تفاقم الحالة وتقليل خطر الكسور. يشمل العلاج مجموعة من التدخلات الطبية والتغييرات في نمط الحياة. نناقش فيما يأتي أبرز أساليب العلاج التي يمكن أن تساعد الرجال على التعامل مع هشاشة العظام واستعادة صحة عظامهم:
العلاج الدوائي
يعد العلاج الدوائي من أهم اساليب علاج هشاشة العظام من خلال الادوية التالية:
1. أدوية تعزيز كثافة العظام
- تُستخدَم أدوية، مثل البيسفوسفونات (Bisphosphonates) التي تقلِّل تآكل العظام وتزيد كثافتها، ممَّا يقلل من خطر الكسور.
- تشمل الخيارات الأخرى أدوية، مثل دينوسوماب (Denosumab) أو تيريباراتيد (Teriparatide)، التي تُستخدَم وفق حالة المريض وشدة المرض.
2. مكملات الكالسيوم وفيتامين د
- تُوصف مكمِّلات الكالسيوم وفيتامين د لتعويض النقص وتحسين صحة العظام.
- يُنصح بالجرعات التي يحدِّدها الطبيب لتجنب الإفراط الذي قد يؤدي إلى مشكلات صحية أخرى.
العلاج الطبيعي
يشمل العلاج الطبيعي لهشاشة العظام مجموة من الاجراءات مثل:
1. تمرينات تقوية العظام والعضلات
- يشمل العلاج الطبيعي برامج رياضية مخصصة لتحفيز نمو العظام وتقوية العضلات المحيطة بها، ممَّا يوفر دعماً إضافياً للعظام الضعيفة.
- يُوصى بتمرينات تحمُّل الوزن، مثل المشي السريع أو رفع الأوزان الخفيفة.
2. تحسين التوازن والحركة
- تقلل التمرينات التي تركِّز على تحسين التوازن، مثل التاي تشي واليوغا من خطر السقوط الذي قد يؤدي إلى الكسور.
التدخل الطبي
يشمل التدخل الطبي ناحيتين مهمتين:
1. علاج الأمراض المسبِّبة
- إذا كانت هشاشة العظام ناتجة عن أمراض مزمنة، مثل اضطرابات الغدة الدرقية أو الكلى، فيجب علاج هذه الحالات أولاً لتحسين صحة العظام.
- مراقبة الآثار الجانبية للأدوية المستخدمة لعلاج الأمراض المزمنة لتقليل تأثيرها السلبي في العظام.
2. التدخل الجراحي عند الضرورة
- في حالات الكسور الشديدة أو المضاعفات الناتجة عن هشاشة العظام، قد يكون التدخل الجراحي ضرورياً، مثل تركيب المفاصل الصناعية أو إصلاح الكسر.
الدعم النفسي والتوعية
يعد الجانب النفسي احد أهم العوامل للوقاية من هشاشة العظام:
1. الدعم النفسي
- تسبب هشاشة العظام القلق والخوف من السقوط والكسور، فيساعد الدعم النفسي المرضى على التأقلم مع حالتهم وتحفيزهم على الالتزام بالعلاج.
2. التثقيف الصحي
- زيادة وعي المرضى حول أهمية الالتزام بالعلاج وتجنب العادات التي تضر بصحة العظام.
يجمع العلاج المتكامل لهشاشة العظام بين التدخلات الطبية والعلاج الطبيعي، مع التركيز على علاج الأسباب الأساسية وتعزيز نمط حياة صحي. يُحدِث الالتزام بالعلاج والتعليم حول الحالة فارقاً كبيراً في تحسين جودة حياة المريض.
مضاعفات هشاشة العظام عند الرجال
تؤدي هشاشة العظام إلى عدد من المضاعفات الخطيرة التي تؤثر في جودة حياة المريض، وتشمل أبرز هذه المضاعفات:
1. زيادة خطر الكسور
- تصبح العظام هشة وعرضة للكسر بسهولة حتى مع إصابات طفيفة.
- تُعدُّ كسور الورك من أخطر الكسور، فهي تحتاج غالباً إلى تدخل جراحي وقد تؤدي إلى إعاقة طويلة الأمد.
- كسور العمود الفقري شائعة أيضاً، وتسبِّب آلاماً مزمنة، وتشوهات في القامة، وتؤثر في الطول بسبب انضغاط الفقرات.
2. الألم المزمن
- تؤدي الكسور، خاصة في العمود الفقري إلى آلام مستمرة يصعب السيطرة عليها.
3. فقدان الاستقلالية
- الكسور المتكررة أو الألم المزمن يصعِّبان أداء النشاطات اليومية، ممَّا يدفع المصابين للاعتماد على الآخرين في تلبية احتياجاتهم.
4. المضاعفات الصحية الثانوية
تزيد قلة الحركة الناتجة عن الألم أو الكسور من خطر:
- ضعف العضلات.
- الجلطات الدموية.
- الالتهابات الرئوية بسبب قلة النشاط البدني.
5. التأثيرات النفسية
- يسبِّب الخوف من السقوط أو التعرض لإصابات جديدة القلق والاكتئاب.
- يؤدي إلى العزلة الاجتماعية وانخفاض جودة الحياة.
6. الإعاقة الدائمة
- تؤدي الكسور في الحالات الشديدة إلى عجز دائم يجعل المريض غير قادر على الحركة أو استعادة نشاطه الطبيعي.
التشخيص المبكِّر لهشاشة العظام وعلاجها المناسب يُقلِّلان هذه المضاعفات ويضمنان حياة أكثر نشاطاً وصحة.
في الختام
تتطلَّب هشاشة العظام عند الرجال بوصفها مشكلة صحية وعياً خاصاً، فيمكن الوقاية منها أو تقليل تأثيرها من خلال نمط حياة صحي، والتشخيص المبكر، والعلاج المناسب. يحافظ الرجال باتباع النصائح الطبية والالتزام بالتغييرات الإيجابية على صحة عظامهم ويتجنَّبون المضاعفات المرتبطة بهذا المرض، ممَّا يضمن لهم حياة أكثر صحة ونشاطاً.
أضف تعليقاً