نصائح للتعامل مع الأشخاص الذين لا يُعيرون اهتماماً كافياً للتفاصيل:
مقالُنا اليوم موجَّهٌ للمُهتمِّين بالتفاصيل والَّذين أعترفُ أمامكم أنَّني أنتمي إليهم، وسوف نستعرضُ معاً نصائحَ للتَّعامل مع الأشخاص الذين لا يُعيرون اهتماماً كافياً للتَّفاصيل، فإليك بعض هذه النصائح:
النصيحة الأولى: تقبَّل الاختلاف
هي واحدة من بين مجموعةِ النَّصائح للتَّعامُل مع الأشخاص الذين لا يعيرون اهتماماً كافياً للتفاصيل، هي تقبُّل اختلافِ الآخرين عنَّا؛ إذ تختلف طريقةُ التعامل مع التفاصيل من شخصٍ لآخر، فقد يهتمُّ بعض الناس بالتَّفاصيل الدقيقة، بينما قد لا يرى آخرون أهميَّتها.
يمكن أن يكون تقبُّلُ طبعَ شريكِك أو فردٍ من عائلتك الذي لا يهتمُّ بالتفاصيل صعباً، خاصَّةً إذا كنت تهتمَّ بها، لذا إليك بعض النصائح التي قد تساعدك:
1. افهمْ وجهةَ نظرِ الآخر:
حاولْ فهمَ وجهةِ نظرِ الآخرِ، فقد لا يرى أهميَّةَ التفاصيل بالطريقة نفسها التي تراها أنت، ربَّما يكون لديه أسلوبُ تفكيرٍ مُختلِفٍ، أو قد لا يملك القدرة نفسها على التَّركيز على التفاصيل الدقيقة مثلك.
2. تواصلْ مع الآخر:
من الهامِّ التواصلُ مع الآخرين الذين لا يهتمُّون بالتفاصيل عن هذا الموضوع، فأخبرْهُم كيف يؤثِّر عدم اهتمامهم بالتفاصيل في مشاعرك، واشرحْ أهميَّةَ التفاصيل بالنسبة إليك، ومن المُفضَّل أن يكونَ التواصلُ هادئاً ومباشَراً ولطيفاً بعيداً عن تبادل الاتِّهامات والصوت المُرتفِع.
3. حدِّدْ توقُّعات واضحةً:
حدِّدْ توقُّعات واضحةً للآخرين لما تتوقَّعه منه من حيث الاهتمام بالتَّفاصيل، وضِّحْ لهم ما تريد منهم القيامَ به بالضَّبطِ، وكيف تريدُ منهم القيام بذلك ولا تتركْ الأمرَ لتوقُّعاتِهم، فتحدَّثي عزيزتي بصراحةٍ عن رغبتك بوردةٍ أو بقضاءِ يومٍ في الخارج مع زوجك في ذكرى تعارُفِكما الأوَّل، فهو قد يُعِدُّ هذه الذكرى غير هامَّةٍ.
4. كنْ مَرِناً:
من الهامِّ أن تكون مرناً في تعاملك مع الآخر الذي لا يهتمُّ بالتفاصيل مثلك، فلا تتوقَّع منه أن يتغيَّرَ في ليلةٍ وضُحاها؛ لأنَّ التَّغييرَ الذي يدوم هو الذي يكون نابعاً من رغبةِ الآخرِ في التغيير وليس من محاولاتِ فرضِك عليه هذا التغيير.
5. تقبَّل الاختلافات:
من الهامِّ أن تقبلَ أنَّ الآخر شخصٌ مُختلِفٌ عنك، قد تكون لديه نقاط قوَّةٍ ونقاطُ ضعفٍ مُختلِفةٍ وقد لا يرى أهميَّةَ التفاصيل بالطريقة نفسها التي تراها أنت ولا يستطيع أن يُعِدُّها هامَّةً.
6. ركِّزْ على الإيجابيَّات:
ركِّزْ على الإيجابيَّات في علاقتك مع الآخر سواء كان شريكاً أم صديقاً أم فرداً من العائلة، تذكَّر كلَّ الأشياءِ التي تحبُّها فيه، ولا تَدَعْ هذا الاختلاف يطغى على علاقتك.
7. ابحثْ عن حلولٍ وسطيَّةٍ:
ابحثْ عن حلولٍ وسطيَّةٍ تُناسِبكما، على سبيل المثال، يُمكنُك تقسيم المهامِّ بحيث يتمكَّن كلٌّ منكما من التركيز على نقاطِ قوَّتِه.
8. لا تقارنْ شريكَك بالآخرين:
إذا ما كان الشخصُ الذي لا يُبالي بالتفاصيل هو شريكُك، فتجنَّب أن تقارنَ شريكَك بالآخرين، تذكَّر أنَّ كلَّ شخصٍ مُختلِفٍ، وأنَّ ما يصلح لشخصٍ ما قد لا يصلُح لشخصٍ آخرَ.
شاهد بالفديو: كيف تتخلص من هوس مقارنة نفسك بالآخرين
9. ابحثْ عن مساعدةٍ خارجيَّةٍ:
إذا كنت تواجهُ صعوبةً في تقبُّل طبعِ شريكِك في إهمال التفاصيل، فقد تحتاج إلى البحث عن مساعدةٍ خارجيَّةٍ، فيمكنك التَّحدُّث إلى مُعالِجٍ أو مُستشارٍ مُتخصِّصٍ في العلاقات.
إنَّ تقبُّلَ الاختلافات هو أحدُ أهمِّ أُسُسِ العلاقات الناجحةِ، ومن خلال التَّواصُل الصَّريح والتفاهُمِ والمرونة، يُمكنك تعلُّم تقبُّل طبعِ الآخرِ الذي لا يَهتمُّ بالتفاصيل، والحفاظ على علاقةٍ قويَّةٍ وصحيَّةٍ.
النصيحة الثانية: قدِّم تعليمات واضحة ومُباشَرةٍ
هي المرحلة الثانيةُ من نصائحِ التعامل مع الأشخاص الذين لا يُعيرون اهتماماً كافياً للتَّفاصيل هي التَّأكُّد من أنَّ تعليماتَك واضحةٌ ومُباشَرةٌ، ولا تتركْ مجالاً لسوءِ الفهمِ؛ لذا وضِّحْ ما تريد من الآخر القيام به بالضَّبطِ وكيف تريد منهم القيام بذلك.
قد لا يكون الشخص الذي لا يهتمُّ بالتفاصيل شريكَك، وقد يكون موظَّفاً أو زميلاً لك في العمل، وبينما أنت شخصٌ مُتطلِّبٌ وتُحبُّ أداءَ المهامِّ بدقَّةٍ عبر مُتابعةِ أصغرِ تفاصيله تُصدَم بتجاوز زميلك هذه التفاصيل، فينشأُ بينكما توتُّرٌ تُظهِر له من خلاله عدم تقديرِه لعملِك.
في مثل هذه الحالات وخاصَّةً إذا كنت مديراً أو عضواً في فريق عملٍ توخَّ الوضوحَ والدِّقَّة في إعطاء التعليماتِ لموظَّفيك وزملائك، وركِّز على نوعيةِ التفاصيلِ التي تودُّ منهم الالتفات إليها، فقد يكونون حقاً غير مُنتبهين لها وليسوا مُتقاعِسِين كما تظنُّ.
النصيحة الثالثة: قدِّمْ أمثلةً مَلموسةً
في هذه المرحلة حاول تقديمُ أمثلةٍ واقعيَّةٍ ملموسةٍ لنوعِ التفاصيل التي تهتمُّ بها وكيفيَّة التَّصرُّفِ الذي يجبُ أن يقوموا به ليوصِلوا لك اهتمامهم بها، وإذا ما كان الشريكُ هو من لا يهتمُّ بالتفاصيل قد يكون من المُفيدِ تقديمُ أمثلةٍ ملموسةٍ على ما تعنيه بالاهتمام بالتفاصيل، وضِّحْ لهم الأخطاءَ التي يرتكبونها ارتكاباً مُتكرِّراً، وكيف يمكنهم تجنُّبها في المستقبل.
على سبيل المثال يمكن أن تَذكُري لزوجك أنَّ إحضارَ نوعِ المكسَّرات الذي يُفضِّله هو شكلٌ من أشكال التفاصيل التي تهتمِّين بها، وأنَّكِ تُحبِّين أن يبادلَك هذا النوع من الاهتمام ويُحضِّرَ لك أشياءك المفضَّلة مهما كانت بسيطة، قدِّمي له مثالاً آخر أنَّ انتباهه للون شعرك الجديد أو ثيابك الجديدة هو أحدُ التفاصيل التي تُسعدك، وبذلك يتعلَّم كيف يُظهِر اهتماماً بالتفاصيل التي تهمُّك.
النصيحة الرابعة: كنْ صبوراً
الصبرُ ثمَّ الصبرُ، فقد يتطلَّبُ الأمرُ بعضَ الوقت والصبر لتعليمِ شخصٍ ما كيفيَّة الاهتمام بالتفاصيل، على سبيل المثال عندما تُوَظِّف غرافيك ديزاينر جديداً، فإنَّه سيكون من الصَّعبِ عليه إدراك التفاصيل التي تُثير إعجابك بتصاميمه المُخصَّصة لمُنتجاتك، ولكن بعدَ مرورِ وقتٍ مُعيَّنٍ من التعاون معاً سيُدرك المُصمِّمُ نوعيةَ التفاصيل التي يهمك التركيز عليها في عرض مُنتجاتِك ويتحسَّن تجاوُبُه مع متطلَّباتِك.
النصيحة الخامسة: استخدمْ التعزيزَ الإيجابيَّ
هنا يجب استخدام التعزيزِ الإيجابيِّ فعندما يَبذلُ الشخصُ جهداً للتَّركيز على التَّفاصيل التي هي أصلاً لا تهمُّه في العادة، امدحه وشجِّعه فيساعد ذلك على تحفيزه على الاستمرار في تحسينِ مهاراتِه.
شاهد بالفديو: 7 نصائح للتفكير الإيجابي من ديل كارنيجي
يمكنك أن تقولَ لزوجتك، شكراً لأنَّك حضَّرت لي القهوةَ صباحاً قبل العمل، أحبُّ أن نشربها معاً في بدايةِ النهارِ، هذا الامتنان بالتَّأكيد سيحفِّزُ زوجتَك على الاستمرار بالقيام بهذا الفعل لتسعدَك وتحسِّن حياتك، فالشكرُ والامتنانُ للشَّخص على الاهتمام بتفاصيلِك، أو مدحه أمام الآخرين (كأن يمدح المديرُ أحدَ موظَّفيه أمامَ بقيَّةِ الزملاء على اهتمامه بتفاصيل مَهمَّته في العمل) سيشجِّع الشخص على إيلاء التفاصيل أهميَّة مُضاعفتها في المرَّات القادمة، كما سيتشجَّع أشخاصٌ آخرون للاهتمام بها (وهم زملاء العمل في مثالنا).
النصيحة السادسة: ضعْ حدودَك
إذا كان الشخصُ الذي تتعامَل معه لا يَبذل أيَّ جهدٍ لتحسينِ مهاراته في الاهتمام بالتَّفاصيل، فقد يكون من الضروري وضعُ حدودٍ لعلاقتك به أو لتأثُّرك بتصرُّفاته غير المُباليةِ.
إذا ما كان زميلُك في فريقِ العملِ مثلاً وضِّح له أنَّ عدمَ اهتمامِه بالتفاصيل يؤثِّر في عملك، وأنَّك لن تتمكَّن من الاستمرار في العمل معه إذا لم يتغيَّرْ، وإذا كان الشخص غير المُهتمِّ في التفاصيل هو شريكُك في السَّكنِ الجامعي أو الحياة العائلية، فيجب عليك ألَّا تسمحَ له بتخطِّي الحدود الخاصة بك والتي تتعلَّقُ بالتفاصيل التي تهتم بها.
النصيحة السابعة: ابحثْ عن حلولٍ بديلةٍ
آخر صنيحة هي إيجادُ حلٍّ بديلٍ، فإذا لم تتمكَّنْ من تغيير سلوكِ الشخصِ، فقد تحتاج إلى البحثِ عن حلولٍ بديلةٍ، على سبيل المثال، إذا كان الشخصُ الذي لا يَهتمُّ بالتفاصيل هو موظَّفاً في قسمٍ ما ضمن شركتك، يمكنك تعيين شخصٍ آخر للتعامل في المَهامِّ التي تتطلَّب اهتماماً كبيراً بالتفاصيل، وإسنادَ مهامٍّ أُخرى لهذا الموظَّف الأقل حساسيَّةٍ بالنَّسبةِ للتَّفاصيل.
في الختام:
تذكَّر أنَّ التعاملَ مع الأشخاص الذين لا يُعيرون اهتماماً كافياً للتَّفاصيل قد يكون أمراً صعباً، ويزداد هذا الأمرُ تعقيداً إذا ما كانوا من ضمن دائرتك المُقرَّبة كأفراد العائلة أو الشريك، ولكن لا تقلق، إذ يُمكِن تحسين الموقف من خلال التَّواصل الصريح والتَّعليمات الواضحةِ والصَّبر والتعزيز الإيجابي، والتَّقبُّل الذي يُعَدُّ جوهراً لامتلاك حصانةٍ نفسيَّةٍ في مواجهةِ التَّصرُّفات التي تزعجك من الآخرين، والتي بالتأكيد لا تكون مقصودةً في كثيرٍ من الأحيان.
أضف تعليقاً