قد يتسبب بأعراض جسدية كثيرة تتسبب بعدم القدرة على الإجابة، مثل الشعور بالحرارة أو البرودة أو تعرُّق اليدين أو الصداع واضطرابات المعدة واضطرابات التنفس في أثناء الامتحان؛ فكثيراً ما سمعنا عن طلاب على الرَّغم من الدراسة المكثفة لم يستطيعوا استرجاع ما دُرِس في أثناء الامتحان.
إنَّ السبب وراء القلق المرافق لفترة الامتحانات هو عدم التحضير الجيد في أثناء السنة الدراسية أو في الفترة السابقة للامتحان التي تقدَّر بأسابيع عدة؛ إذ نستطيع من خلال اتباع نقاط عدة التخفيف من التوتر والقلق والتحضير جيداً لتكون فترة الامتحان فترة طبيعية في حياة الطالب.
نصائح للتحضير والمذاكرة قبل الامتحان:
فترة الامتحان والتحضير له هي من أكثر الفترات التي يحتاج فيها الطالب إلى أن يكون بصحة جيدة، سواءً الصحة الجسدية أم النفسية؛ فبقدر ما يحافظ على صحته يكون اجتياز هذه الفترة أسهل؛ لذلك سنقدم لك أبرز النصائح للتحضير والمذاكرة قبل الامتحان:
1. جهِّز مكاناً خاصاً بالدراسة:
من الأمور المُحفِّزة على الدراسة هو المكان الذي تتم الدراسة فيه، على الرَّغم من سماعنا عن أشخاص كثيرين ممن درسوا في ظروف سيئة وأصبحوا أشخاصاً ناجحين، لكن تلك القدرة ليست متوفرة لدى الجميع؛ لذلك إن توفرت لديك مساحة كافية تستطيع تجهيز ركن خاص بالدراسة يحتوي على طاولة وكرسي مريحة وإضاءة جيدة؛ لأنَّ الإضاءة المنخفضة تسبب النعاس غالباً.
يحب أن تُوضع جميع الكتب وكمية من الأوراق والأقلام الكافية كي لا تحتاج إلى شيء في أثناء دراستك وتضطر إلى ترك الدراسة وتشتيت ذهنك، ويُفضَّل أن يكون ركن الدراسة بعيداً عن المشتتات كلها، مثل التلفاز، أما الحاسوب فيجب إغلاق جميع النوافذ غير المستخدمة في الدراسة وإغلاق شبكة الإنترنت أيضاً.
2. ضع خطة للدراسة:
الجدول الزمني يساعد على تسهيل دراستك والتخلص من الحيرة التي تقع فيها عندما تقرر ما هي المادة التي ستدرسها في هذا اليوم؛ لذلك ولتوفير الوقت أيضاً ضع مخططاً تحدِّد فيه وقت دراسة كل مادة بحسب وقت تقديم الامتحان.
قد يشعر بعض الطلبة بالملل إن قام بدراسة المادة نفسها خلال النهار؛ لذلك تستطيع دراسة مادة خلال الصباح وأخرى في فترة الظهيرة، وهكذا بتوازن، وتُعدُّ فترة الصباح أكثر فترة مناسبة للدراسة؛ لأنَّ العقل يكون مستريحاً ومنفتحاً؛ لذلك يفضَّل أن تدرس المواد الأكثر صعوبة بالنسبة إليك خلال فترة الصباح.
3. خذ فواصل:
يظن بعض الطلاب أنَّ النجاح والتفوق يحتاجان إلى دراسة متواصلة؛ لكنَّ أخذ الفواصل بين جلسات المراجعة يُعدُّ أمراً ضرورياً ليستعيد العقل نشاطه؛ إذ يستطيع في هذا الوقت الخروج إلى الشرفة واحتساء فنجان من المشروب المفضل كالشاي أو القهوة.
إضافة إلى ذلك فإنَّ التعرض للهواء النقي يساعد على استعادة الطاقة والحيوية؛ من ثَمَّ الدراسة بتركيز أعلى، كما يجب تحديد موعد تناول الوجبات، فمن الخطأ تناول الطعام في أثناء الدراسة، فالأفضل تناول الوجبة والاستمتاع بها بعيداً عن الدراسة كي لا يزداد التوتر والقلق.
شاهد بالفيديو: 8 طرق تُساعدك على الاستعداد للامتحان جيداً
4. التزم بالغذاء الصحي:
يحتاج جسم الإنسان في الحالة العادية إلى الطاقة الكافية التي تمكنه من أداء مهامه اليومية على أكمل وجه، وفي فترة التحضير للامتحان يجب الانتباه أكثر إلى الغذاء لتكون قدرة المخ على التركيز عالية.
أكدت دراسات عدة أهمية تناول وجبة الإفطار بالنسبة إلى الطلبة؛ لأنَّها تزيد من القدرة على حفظ المعلومات والتركيز أيضاً، وتستطيع أن تبدأ يومك بالأغذية الغنية بالكربوهيدرات، التي تعطي الطاقة الكافية طيلة اليوم ولا نعني بذلك الأغذية الغنية بالسكريات التي تسبب زيادة الوزن؛ إنَّما نقصد الكربوهيدرات الطبيعية الموجودة في الفواكه والخضراوات والحبوب والمكسرات.
كما ينصح بزيادة حصتك اليومية من البروتين بتناول البيض واللبن مثلاً، وبالنسبة إلى الوجبات الأخرى فيفضل أن تكون غنية بالمأكولات المنشطة والمغذية كالسمك الغني بدهون أوميغا 3، وتستطيع تناول وجبات خفيفة في أثناء الدراسة غنية بمضادات الأكسدة والأنثوسانين لتحسين الذاكرة والحالة المزاجية كالجوز والشوكولا والتوت البري.
5. احصل على قسطٍ كافٍ من النوم:
النوم غير الكافي مشكلة شائعة لدى التلاميذ وتترك هذه المشكلة آثاراً سلبية كثيرة مثل ضعف الذاكرة والتركيز وزيادة التوتر، وقد أوضحت دراسات كثيرة أنَّ متوسط درجات الامتحانات أفضل لدى الطلاب الذين ينامون مبكراً على نقيض من ينام متأخراً حتى وإن حصل على عدد ساعات نوم كافية بالاستيقاظ متأخراً في اليوم التالي.
الفكرة تكمن في النوم المُبِّكر أيضاً وليس في النوم الكافي فقط، وكي تنام مبكراً احرص على عدم شرب المنبهات كالقهوة مساءً؛ بل تستطيع الاستعاضة عنها بشرب ما يساعد على الاسترخاء وطرد الأرق مثل شاي البابونج، وحاول منذ بداية العام الدراسي أن تنظم نومك كي لا تجد صعوبة بذلك في فترة التحضير للامتحان.
6. تدرَّب على حل أسئلة الامتحانات للسنوات السابقة:
حاول خلال الفصل الدراسي أن تجمع أكبر قدر من الأسئلة التي وردت في امتحانات سابقة؛ لأنَّ فهم طبيعة الأسئلة في كل مادة والتعود عليها يساعدك على معرفة طريقة دراسة كل مادة.
كما يساعدك على معرفة مقدار الوقت الذي تحتاج إليه لحل الأسئلة؛ ومن ثَمَّ تدرك إن احتجت إلى تمرين أكثر كي تستطيع إنهاء الإجابة عن أسئلة الامتحان في الوقت المطلوب.
7. نظِّم جلسات مع الأصدقاء للدراسة:
تستطيع بعد الانتهاء من دراسة كل مادة تنظيم جلسة مع الأصدقاء وتبادل المعلومات وطرح الأسئلة والاستفسار عن النقاط التي لم تستطع فهمها، فربما لدى أصدقائك طريقة أبسط لدراستها؛ فمن السهل أن يتأثر الطالب بزملاء الدراسة؛ لذا تفيدك تلك الجلسات كثيراً في التحضير للامتحان.
8. نوِّع أساليب الدراسة:
ربما شعرت بالملل إن وضعت الكتاب أمامك ودرست في الوضعية نفسها لوقت طويل؛ لذلك يفضَّل تنويع أساليب الدراسة كأن تُعِدَّ ورقة عمل تدريبية تقيِّم من خلالها نفسك.
كما تستطيع تحضير ورقة بالملاحظات التي دونتها خلال الفصل الدراسي للاستفادة منها في تبسيط بعض الأمور المعقدة أو الصعبة بالنسبة إليك، أو تستطيع الاستعانة بالملخصات والمخططات التي تعدُّها لتسهيل الدراسة، لكن انتبه من الاعتماد عليها فقط فهي تلخيص للمادة؛ ومن ثَمَّ توجد تفاصيل عدة مفقودة فيها.
شاهد بالفيديو: 9 عادات دراسية بسيطة لتحسين التعلم
9. مارِس الرياضة:
تساعد النشاطات الرياضية الطالب على تطوير المهارات العقلية المختلفة مثل التحليل والتصور والإدراك والفهم والانتباه والتفكير أيضاً، وتخلِّصه من الملل الناتج عن الدراسة لفترة طويلة.
لذلك للرياضة دور هام في رفع التحصيل العلمي، كما أنَّها تساعد على حماية الجسم من الأمراض الناتجة عن الركود وقلة الحركة، وكثيرة هي النشاطات الرياضية التي تستطيع ممارستها مثل المشي نصف ساعة يومياً، ثم ممارسة بعض التمرينات أو تستطيع تحديد ساعة يومياً للذهاب إلى النادي الرياضي؛ لأنَّ الجو العام في النادي الرياضي يحفزك على ممارسة الرياضة دون ملل.
10. استمع إلى الموسيقى:
الموسيقى الهادئة والمريحة التي لا تحتوي على الكلمات تساعد الطالب على التخلص من التوتر والحالة المزاجية السيئة، مما يساهم في زيادة التركيز.
على الرَّغم من تلك الفوائد؛ فبعض الطلاب يجد صعوبة في الدراسة إن استمع إلى الموسيقى؛ لذلك هذه القاعدة ليست عامة، تستطيع تجربة ذلك لمعرفة ما إن كانت الموسيقى مفيدة لك أو لا.
11. ابتعد عن الهاتف:
مع أنَّ الطالب أحياناً بحاجة إلى الهاتف خلال الدراسة للبحث عن أمر ما، فإنَّ الهاتف المحمول هو من المشتتات الخطيرة بسبب وجود تطبيقات الدردشة ومواقع التواصل الاجتماعي التي يظن الطالب أنَّه سيلقي فقط نظرة إليها، ولا يشعر بمرور الوقت فتمضي ساعات ويتسبب ذلك بضياع الوقت حتى إنَّ بعض الدراسات أكدت أنَّ وجود الهاتف المحمول أمامك في أثناء الدراسة دون أن تلمسه كافٍ لتشتيت ذهنك وتقليل تركيزك.
في الختام:
فترة التحضير للامتحانات والمذاكرة من الفترات التي تتسم بالقلق والتوتر غالباً عند جميع الطلبة؛ لذلك من الضروري اتباع النصائح والطرائق التي تساعد على تخفيف التوتر في هذه الفترة.
النصائح التي تساعد على ذلك كثيرة؛ لكنَّ أبرزها وأهمها هو تجهيز ركن خاص للدراسة يحتوي على جميع المستلزمات وبعيد قدر المستطاع عن المشتتات؛ ومن ثَمَّ وضع خطة للدراسة تتضمن أوقات دراسة كل مادة والأيام المخصصة لها بحسب ما تحتاج إليه من وقت، مع الحرص على تحديد أوقات للاستراحة؛ لأنَّ النجاح والتفوق ليسا مرتبطين بالدراسة المتواصلة كما يظن بعض الطلاب.
الإنسان بحاجة إلى الاستراحة كي يستعيد طاقته، كما يحتاج إلى نظام غذائي صحي غني بالكربوهيدرات الطبيعية والبروتينات وأوميغا 3 أيضاً، وعلى الطالب النوم مبكراً لساعات كافية لضمان التركيز الكافي.
نستطيع لزيادة الفهم الاعتماد على وسائل عدة في الدراسة مثل الاطلاع على الملخصات أو تنظيم جلسات للدراسة وتبادل المعلومات مع الأصدقاء، وتستطيع أيضاً الاطلاع على أسئلة السنوات السابقة، ومن الضروري عند تطبيق تلك النصائح الابتعاد عن الهاتف المحمول لما يتسبب به من ضياع لوقت الطالب.
أضف تعليقاً