بفضل خبرته الطويلة بوصفه أكاديمياً أسترالياً متخصصاً في مناهج التعليم الحديثة وطرائق التدريس، وإيمانه بأنَّ تعلم اللغات يجب أن يكون مغامرة ممتعة، يقدِّم "هاندلي" هذا الكتاب بوصفه مفتاحاً لتتحدَّث اللغة الجديدة في غضون بضعة أشهر وتحويل رحلة تعلم اللغة إلى تجربة ممتعة ومرحة.
ماذا يتضمَّن كتاب (تعلَّم لغة جديدة بسرعة وحيوية)؟
يشرح المؤلف في المقدمة شغفه الشديد بتعلم اللغات الأجنبية والتحدث بها، معبِّراً عن سعادته لفكرة استخدام لغة خاصة لا يتقنها أصدقاؤه أو أفراد عائلته، وهذا قد يمكِّنه من إجراء محادثات سرية مع أشخاص يجيدون هذه اللغة، ويروي كذلك كيف نجح في إقناع فتاتين من جيرانه بتعليمه اللغة الفرنسية قبل دخوله المدرسة.
يسلِّط الضوء أيضاً على الاستراتيجية التي تعلمها من والده والتي اعتمدها طيلة حياته وهي (ربط المعلومات الجديدة بالمعلومات القديمة التي لديه، وأنَّه كلَّما كانت المعلومات غريبة أو مضحكة كان ذلك أفضل)، ويُذكَر أنَّ المؤلف "بيل هاندلي" يتحدَّث 15 لغة.
كان "بيل" متحمِّساً لبدء المدرسة الثانوية وتعلم اللغة الفرنسية تعلماً جدياً، لكن خاب أمله حين وجد أنَّ زملاء الدراسة الذين انتهوا من المدرسة، لم يكونوا قادرين على إجراء حوار بسيط باللغة الفرنسية، وبعد تخرجه لجأ "بيل" إلى شراء اسطوانات وحضور دروس مسائية لتعلم اللغة الفرنسية، وأحرز تقدُّماً ملحوظاً، وفي الوقت نفسه، اكتشف اسطوانات لتعلم اللغة الألمانية (منهج "آسميل" لتعلم اللغة الألمانية)، وبعد شهرين وصل إلى مستوى مقبول.
يروي أيضاً قصص شرائه لمناهج تعليم اللغة الروسية والإيطالية وتعلمها، إضافة إلى تطويره لآليات وطرائق تدريس، ودرَّس "بيل" اللغات في عدة دول مثل "كندا وسنغافورة وماليزيا"، واستغلَّ هذه الفرصة لتعلم لغات جديدة، ويتضمَّن كتاب (تعلم لغة جديدة بسرعة وسهولة) واحداً وعشرين فصلاً، ويختصُّ كل فصل منها بشرح إحدى طرائق تعلم اللغة والفوائد المتحصلة من هذه الخطوة، وهي على التوالي:
- لماذا نتعلم اللغات؟
- الإعداد.
- اختيار الأدوات.
- الانطلاق.
- إعداد منهج اللغة الأساسية الخاص بك.
- تعلم أبجدية أو نظام كتابة مختلف.
- استخدام القاموس.
- المواد المسجلة.
- المفردات.
- خطة التعلم.
- استثمار الوقت الضائع.
- الاستمتاع بالقراءات الخفيفة.
- الدروس النظامية لتعلم اللغات.
- التحدث مع الأشخاص.
- القواعد النحوية.
- برنامج الانغماس في اللغة.
- ماذا لو كنت لا ترغب في المذاكرة.
- استخدام الإنترنت.
- نصيحة لطلاب المدارس والجامعات.
- مدمنو اللغات.
- كيف تستعيد القدرة على المذاكرة.
لماذا نتعلم اللغات؟
في كتابه "تعلَّم لغة جديدة بسرعة وسهولة"، يقدِّم "بيل هاندلي" أسباباً متعددة تدفع كل فرد نحو اكتساب لغة جديدة، تتراوح بين السفر والرغبة في التواصل بين الثقافات، وضرورة التعامل مع شركات أو أشخاص يديرون أعمالهم بلغات أجنبية، فضلاً عن العوامل الشخصية مثل الزواج أو العلاقات مع أشخاص يتحدثون لغات مختلفة، والبحث عن معلومات ذات صلة بمجالات محددة، وبعض الأسباب قد تبدو ثانوية أو سخيفة مثل الاستمتاع بصوت لغة معيَّنة أو شراء منهج بثمن زهيد أو امتلاك الشغف بأصول اللغة التي تريد تعلمها أو حتى بهدف المتعة أو التحدي.
كل البدايات صعبة:
يعترف "هاندلي" بصعوبة كل بداية، فالمشكلة تكمن في البداية؛ فننظر إلى المَهمَّة ككل ونشعر بالهواجس من كمِّ الأمور التي يجب أن نتعلمها، فيقول: "المشكلة في أنَّنا حين نبدأ في مشروع جديد ننظر إلى المَهمَّة بجملتها، ويبدو لنا أنَّنا سنَنْسحق تحت وطأتها، إذ إنَّ علينا تعلُّمَ أمورٍ كثيرة جداً وكيف سنتمكَّن من تعلُّم كل هذا؟" لذا، يوصي بتقسيم أوقات المذاكرة إلى فترات قصيرة وتحديد أهداف محددة لتحفيز الشخص وتسهيل عملية التعلم، ويضع لنفسه بعض الأهداف:
1. الاستثمار الجيد للوقت:
لا حاجة لقضاء ساعات طويلة يومياً في تعلم اللغة، بل يمكن أن تكون ثلاثين دقيقة يومية كافية، ويمكن تقسيم هذه الفترة إلى فترات قصيرة، تتراوح مدتها بين خمس وعشر دقائق في تعلم اللغة المستهدفة، ويمكن الاستفادة من مزيد من الوقت خلال أيام العطل الأسبوعية.
2. أنت معلِّم نفسك:
يتعلَّق الأمر بك، حدِّد كيفية تعلمك، واختر الموارد التعليمية التي تناسبك.
3. اختيار اللغة:
عندما تفكِّر في تعلم لغة أجنبية إضافية، يجب عليك أن تسأل نفسك: "إذا كنت أرغب في تعلم لغة أجنبية ثانية أيضاً، فأي لغة ستكون الأكثر نفعاً؟".
4. تحديد الأهداف:
عندما تقرِّر البدء في تعلم لغة معيَّنة، يجب أن تكون لديك أهداف واضحة، ينبغي عليك تحديد هدف طويل الأمد، إضافة إلى أهداف قصيرة الأمد خلال عملية التعلم، والعملية تتضمَّن ثلاث خطوات أساسية: تحديد ما تريد تحقيقه، ووضع خطة لتحقيق ذلك، ثمَّ تنفيذ الخطة عند تحديد الأهداف، ومن الضروري تحديد مواعيد نهائية لتحقيقها، فإنَّ وجود حدود زمنية واضحة يزيد من احتمالية تحقيق الهدف، وبعد ذلك يجب وضع أهداف قصيرة الأمد، مثل تعلم درس واحد يومياً أو قضاء وقت محدد يومياً في دراسة اللغة، مقسَّمة إلى فترات زمنية قابلة للتحقيق.
اختيار الأدوات:
بمجرد اختيارك للغة التي ترغب في تعلمها، ستحتاج إلى استخدام بعض الأدوات التي تساعدك في عملية المذاكرة، مثل: المناهج التعليمية المسجَّلة، الكتب الدراسية، القواميس، كتب العبارات، الأشرطة والاسطوانات المدمجة، الملفات الصوتية، الإنترنت، الإذاعة والتلفزيون، بطاقات الدراسة، الدفاتر، المذاكرة في الصفوف المدرسية، قراءة الصحف والمجلات، فيشرح "هاندلي" في كتابه (تعلَّم لغة جديدة بسرعة وسهولة) كلاً من تلك الأدوات السابقة وكيفية استخدامها والفائدة المتحصلة منها.
الانطلاق في تعلم اللغة:
تتمثَّل الخطوة الأولى في رحلة تعلم اللغة المستهدفة في اكتساب مهارة قراءتها، فينصح "بيل هاندلي" بالتعلم من الكتب الدراسية، فيمكنك تقسيم دراستك إلى موجتين: تتضمن الموجة الأولى قراءة سريعة لكل فصل وحل التمرينات المرفقة به، بينما تشمل الموجة الثانية حل التمرينات الكتابية والشفهية.
لا تنسَ استخدام الكرَّاسات لتدوين الملاحظات والمراجعة المستمرة، يُمكنك أيضاً اعتماد قاعدة 80/20 المعروفة في تعلم اللغة، فتركِّز على تعلم الكلمات التي تحتل 20% من التكرار في المحادثات والكتابات، ولا تنسَ أهمية تحفيز نفسك للبقاء على المسار الصحيح.
شاهد بالفيديو: 6 نصائح لتعلّم اللغات الجديدة بشكلٍ سريع
استخدام المناهج التعليمية المسجلة:
تتوفر مجموعة متنوعة من المناهج التعليمية المسجَّلة التي يمكن أن تكون ذات فائدة كبيرة، ويجد بعض الأفراد متعة في حل التمرينات والتدريبات، ويحقِّقون نجاحاً كبيراً بهذا النهج، وإذا كان هذا الأسلوب مناسباً لك، فاستخدِمْهُ بنجاح.
من بين هذه المناهج، منهج "آسميل" الذي يَقسم الدروس إلى أجزاء سهلة للمراجعة اليومية، ويستخدم صوراً كاريكاتيرية لتوضيح محتوى الدرس وتقديم تمرينات قصيرة، ومن بين المناهج الأخرى، يوجد منهج "ترانسبيرنت لانجويدج" الذي يتيح لك تشغيل الصوت بأربع سرعات مختلفة، وتكرار سماع الكلمة وفق الحاجة، وتوفير وصف وشرح نحوي شامل لكل كلمة في الاستماع مع ترجمة لكل عبارة وتقديم المعنى الحرفي.
التركيز على المفردات:
يؤكد "هاندلي" أهمية التركيز على اكتساب المفردات في تعلم اللغات، بينما قد تتحسَّن القواعد النحوية تلقائياً مع امتلاك مجموعة متنوعة من المفردات، ويمكن أن تفهم ما تقرأ أو تسمع وكذلك التواصل بنجاح.
وضعُ خطةَ التعلم:
يتطلَّب تحديد خطة التعلم وضع جدول زمني محدد، والالتزام به قدر الإمكان، وعادة ما يُنصح بتخصيص وقت يومي للمذاكرة، فيمكن أن تكون الكمية متفاوتة، مع التركيز على الثبات والتقدم المستمر، ويمكنك أيضاً تخصيص بعض الأيام للمذاكرة أكثر من الأيام الأخرى، وفي بعض الأحيان، يمكنك الانغماس انغماساً كاملاً في دراسة اللغة، وتقترح الخطة المقترحة تقسيم الزمن إلى أسابيع ثم الأيام، فيُحدَّد ما يجب فعله في كل يوم، فمثلاً يمكن أن يتضمَّن اليوم الأول من الأسبوع الأول:
- التعرُّفْ إلى اللغة المكتوبة وقواعد النطق.
- قراءة الفصول القلائل الأولى في كل كتاب تعليمي.
- قراءة كتاب العبارات الخاص بك، والبحث عن العبارات الهامة من وجهة نظرك.
- الاستماع إلى شريط أو اسطوانة تعلُّم اللغة خاصتك.
استثمار الوقت الضائع:
يشير "بيل هاندلي" إلى فرص الوقت الضائع التي يمكن استثمارها في تعلم اللغات بسرعة وسهولة، يُعرِّف الوقت الضائع على أنَّه الفترات التي قد نقضيها في الانتظار في السفر، مثل الانتظار في محطات القطارات أو الحافلات، وفي القيام بالمهام اليومية مثل الانتظار في طوابير البنوك أو في الطلب في المطاعم.
يرى "هاندلي" أنَّ هذه الفترات يمكن استخدامها استخداماً إيجابياً لتعلم اللغات، وبمراجعة المواد التعليمية أو استخدام دفاتر الدراسة السريعة، يشدِّد على أهمية الاستفادة من هذه الفترات القصيرة لتعزيز عملية التعلم بدلاً من إضاعتها.
الاستمتاع بالقراءات الخفيفة:
يشجِّع "بيل هاندلي" على استمتاع الأشخاص بتعلم اللغات الجديدة من خلال القراءات الخفيفة والممتعة، ويشير إلى أنَّ تعلم اللغة يجب أن يكون عملية ممتعة وليست مجرد عبئاً مضنياً، ويمكن تحقيق ذلك من خلال الاستمتاع باللغة والاستفادة من القراءات الخفيفة، وتعدُّ القراءة من مختلف الأنواع مثل الكتب المصوَّرة، والكتب الفكاهية، والخيال العلمي، والأدب الواقعي، والصحف والمجلات، وصفحات الويب باللغة المستهدفة، وسيلةً رائعة لتعلم اللغة تعلماً ممتعاً وفعَّالاً، ويُنصح بالاحتفاظ بمجموعة متنوعة من هذه المواد القرائية لتكون في متناول اليد والاستمتاع بها في أي وقت.
الدروس النظامية لتعلم اللغات:
يشير "بيل هاندلي" إلى أهمية الدروس النظامية في تعلم اللغات، ويرى حضور الفصول الدراسية خياراً هاماً عند الدراسة وحدك، ويقول إنَّ حضور فصل دراسي يومياً أو أسبوعياً يساعد على الحفاظ على الانضباط والمثابرة في تعلم اللغة، خاصة إذا كان الشخص يجد صعوبة في الاستمرار بالتعلم وحده بسبب ضعف الإرادة.
يوضِّح "هاندلي" أنَّ الدروس النظامية تسهِّل عملية المذاكرة والتعلم، فتتيح الفرصة لطرح الأسئلة والتأكُّد من فهم المواد المُدرَّسة، كما أنَّها توفر خطة تنظيمية للمذاكرة، ويمكن للشخص التحضير لكل درس مسبقاً والاستعداد استعداداً أفضلَ للدراسة.
التحدُّث مع الأشخاص:
يشجِّع "بيل هاندلي" في كتابه (تعلَّم لغة جديدة بسرعة وسهولة) على التحدث مع الأشخاص الناطقين باللغة المستهدفة بوصفها وسيلة فعَّالة لتحسين مهارات التحدث والفهم اللغوي، ويقول إنَّ قضاء وقت مع أشخاص يتحدثون باللغة المستهدفة ويعيشون في ثقافتها يمكن أن يوفر تجربة شبيهة بزيارة لبلدهم، فيمكن للفرد أن ينغمس في اللغة ويحصل على تدريب مكثَّف في التحدث وفهم اللغة.
يؤكد "هاندلي" أنَّ لقاء الأشخاص الناطقين باللغة الأصلية هو واحد من أكثر الطرائق إمتاعاً وفاعلية لتحسين مهارات اللغة، إضافة إلى أنَّه يمثِّل فرصة جيِّدة لاكتشاف القواعد الاجتماعية والثقافية للمجتمع الذي يتحدث هذه اللغة، وهذا يساعد على تحسين التفاعل الاجتماعي والثقافي في التواصل باللغة المستهدفة.
في الختام:
يقدِّم مؤلف كتاب (تعلَّم لغة جديدة بسرعة وسهولة) الأسترالي "بيل هاندلي" الأساليب والاستراتيجيات التي يمكن لكل راغب بتعلم لغة جديدة اتِّباعها، فيساعدهم على بناء مفرداتهم بسرعة، وتحقيق فهم سلس وسهل للقواعد النحوية، إضافة إلى ذلك، يوضح للقارئ أهمية الاستعانة بأكثر من كتاب دراسي لتحقيق التقدم الفعَّال في تعلم اللغة، وكيفية استثمار الوقت "الضائع" بفاعلية في عملية التعلم، وكيفية التعامل مع الشعور بالاستسلام.
إضافة إلى ذلك يتناول الكتاب أكثر الطرائق فاعلية لتعلم اللغات، ومن ذلك التعلم السلبي والتعلم الفعَّال، وأساليب حفظ الأبجديات وتنظيم الكتابة، وكيفية استخدام المواد المسجَّلة استخداماً فعَّالاً، وتحقيق استفادة أقصى من المصادر اللغوية الإلكترونية.
أضف تعليقاً