نتناول في الجزء الثاني مجموعة من أهم المهارات والتقنيات والقواعد اللازمة للنجاح عموماً، واكتساب مهارات اللغات خصوصاً. أو بالأحرى تعلُّم أي شيء، فكل شيء في هذه الحياة سهلٌ يسير، وممكِنٌ تحقيقه، فقط نظرتُنا هي التي تحدِّد السهولة أو الصعوبة.
كيف أتعلم هذه اللغة؟ وكيف أجيد تكتيكاتها وأساليبها؟ وهل اللغات متشابهة أو هنالك تشابه بين اللغات بعضها بعضاً؟ وهذا وغيره سوف نتعرف إليه في المقال الذي بين أيدينا.
تكتيكات تعلم أي لغة:
طريقك لإجادة أي لغة يكمن في فهم تكتيكاتها، وأساليبها، وفلسفة هذه اللغة، ومن تكتيكات تعلُّم أي لغة:
1. اختيار مفرداتك:
احرص على تعلُّم المفردات الأكثر شيوعاً، ولكن في سياق الجُمل، ومارِس الحوار الذي تسمعه أو تتعلمه إلى أن تتقنه، مثل: التحيات.
2. أهمية المفردات:
لا تكمن المشكلة في القواعد النحوية؛ بل في المفردات وفهمها بشكلٍ جيد، فكيف لك أن تتكلم وتعبِّر عن شيء وليست أدواته معك؟ وتكوِّن جملةً وليست مفرداتها عندك؟ ولتحصيل أكبر قدرٍ ممكن من المفردات، إليك بعض النصائح التي ذكرها الخبراء، ومنها:
- عرِّف نفسك بأسهل الطرائق وأيسرها.
- تحكَّم في المفردات واحفظ عباراتٍ جاهزة.
- تعلَّم مفرداتٍ جديدةً في سياقات مختلفة وليس في كلمات متناثرة.
- انتقِل من الذاكرة القصيرة إلى الذاكرة الطويلة، من خلال التعلم النشط وربط الأمور ببعضها.
اربط الكلمات بلغتك الأم أو بموقفٍ ما حتى يتم تثبيتها في الذاكرة وتكوين صورةٍ ذهنية عنها، فذلك يجعلك تتذكَّر بسهولةٍ ويسر. يجب أن تحفظ وتربط الكلمة بصورةٍ ذهنية ما، ومن ثم تستخدمها في سياقٍ ما وتَثبت في الذهن، فالحل أن تجد لكل كلمةٍ المقابل لها بلغتك ومترادفات شبيهة بذات النطق، حتى تَثبت في ذهنك، وهذا ما يسمَّى بالتعلم النشط، ولا تنزعج من النسيان؛ فلا بأس، فالتذكُّر سيأتي في حينه، وأنت من يمسك بزمام الأمور ويقرِّر الطريقة التي يتعلم بها.
أمثلة عن ذلك:
- في اللغة الألمانية كلمة "tisch" تعني طاولة، فتخيَّل كلمة dish في اللغة الانكليزية واربط بينهما بصورةٍ ذهنية.
- كلمة "schatz" تُنطَق مثل كلمة "shuts" في اللغة الانكليزية فتخيَّل أنَّ كنزاً يُغلق في غرفةٍ ما واربط بينهما.
كذلك، نجد كثيراً من الكلمات الأجنبية متشابهة من حيث النوع والمعنى، فنجد نوع الكلمة "haus" بالألماني بمعنى "house" باللغة الانكليزية والتي تُنطق مثلها تماماً، كذلك كلمة "Knee" بالألماني تكون بالإنجليزية "knie" بدون نطق k.
3. خطة التعلم:
في هذه المرحلة سيتم الحديث عن الخطة الزمنية التفصيلية لتعلُّم اللغة، وما يجب فعله هو الالتزام بهذه الخطة تماماً، فالحكمة الخالدة تقول: "قليلٌ دائم خير من كثيرٍ متقطِّع".
ولكن، هنا يكمن سؤال لدى كثيرٍ من متعلِّمي اللغات، وهو: هل التعلم البطيء الثابت أفضل أم التعلم السريع المتذبذِب؟
فلنعلم أنَّ صاحب استراتيجية التعلم السريع المتذبذب، يراهن على الإنجاز، والقدرة على التحصيل بغضِّ النظر عن المهدَر من المعلومات. وهنا ذَكر الخبراء أنَّ التعلم السريع المتذبذب وحسب الإحصائيات يصل بالمتعلم لمستوى ثلاثة أضعاف نظيره ممَّن يتعلم ببطء وثبات، وفي الغالب لن يستمر البطيء؛ نظراً لشعوره بعدم الإنجاز. وهذا هو السر؛ وضوح الهدف مع تعلُّمٍ سريع حتى لو كان متذبذِباً في المستوى سيوجِد دافعاً للاستمرار، ولكن على المتعلم أن يتحلى بشيءٍ من الصبر وعدم النظر إلى الخلف أو البكاء على اللبن المسكوب؛ (أي المعلومات المهدَرة).
خطتك لتعلم اللغات:
وبعد الإجابة على السؤال الأزلي السابق، نتناول كيفية وضع خطةٍ يومية لتعلُّم اللغة:
- ذاكِر درساً يومياً.
- تعرَّف على معاني الكلمات.
- اقرأ الشروحات.
سيتم استعراض جدولٍ يومي كمقترحٍ لذلك:
اليوم الأول:
- تعرَّف على اللغة بشكلٍ عام.
- تعرَّف على الفصول المختلفة.
- اكتب العبارات المختلفة والمُهمة.
- استمِع ثمَّ استمِع.
اليوم الثاني:
- راجِع ما قمتَ به.
- اقرأ الدرس الثاني.
- تصفَّح مذكَّرة العبارات الخاصة بك.
- استمِع ثمَّ استمِع.
اليومان الثالث والرابع:
- راجِع دروس الأمس.
- كوِّن رسماً بيانياً لِما تعلَّمتَه.
- راجِع دروسك السابقة.
- استخدِم عبارات جديدة في كتابتك.
- استخدِم مفردات جديدة.
- كوِّن جملاً من أفكارك.
اليوم الخامس والسادس:
- راجِع دروس أمس.
- كوِّن مخططاً بيانياً بالضمائر التي استفدتَها والقواعد الجديدة التي تعلَّمتَها.
- ذاكِر درساً جديداً.
- استمِع ثمَّ استمِع.
- كوِّن جملاً.
- واصل العمل.
- جهِّز مذكَّرةً لمنهجٍ تستطيع الرجوع إليه.
اليوم السابع:
- راجِع ما سبق.
- تحدَّث مع آخرين.
- عايِش اللغة.
- شاهِد أفلاماً قصيرةً.
- استمِع ثمَّ استمِع.
تنمية المهارات اللغوية الخمس:
1. مهارة القراءة والكتابة:
تكمن إجادة الكتابة بإجادة مهارة القراءة وتنميتها باستمرار، فالقراءة هي المدخلات، والكتابة هي المخرجات، ويتم تنمية هذه المهارة من خلال:
- المراجعة الدائمة للمهارات المكتسبة.
- الاستفادة من وقتك الضائع في القصص المسموعة.
- الاستمتاع بالقراءات الخفيفة والمحبَّبة إليك.
- الكتب المصوَّرة هي فرصة ثمينة للإنجاز.
- الكتب والصحف، تنمِّي اكتساب اللغة الحية والحديثة.
2. مهارة الاستماع والتحدث:
كما القراءة والكتابة كمهارتين مرتبطتين ببعض، كذلك نجد أنَّ مهارة الاستماع هي الرافد الذي يغذِّي مهارة التحدث، لذلك فالمدخلات هي الاستماع والمخرجات هي التحدث مع الآخرين، والسبيل لذلك يكمن في:
- الاستماع إلى الحوارات اليومية والموضوعات الحيوية.
- إعادة برنامجٍ متدرِّج للاستماع وفق المستوى الذي يناسبك.
- تحقيق أقصى استفادة ممكِنة من خلال دمج المهارات الأربع ( القراءة والكتابة والاستماع والتحدث) ومزجهم بمهارة الكتابة الصحيحة أو القواعد الصحيحة.
- التدريب على النطق.
- التحدث مع أشخاصٍ من أهل اللغة.
- الالتقاء بمتحدِّثِين أصليين.
- حضور مناسباتٍ اجتماعية.
- تكوين الصداقات.
- زيارة للبلاد.
- زيارة الجاليات.
3. القواعد النحوية:
القواعد النحوية لا تدعو للقلق؛ بل نستخدمها بشكلٍ لا إرادي، فمن الضروري التحدث بغضِّ النظر عن وجود أخطاء لا سيَّما في المرحلة الأولى؛ لذا لا تَحفظ القاعدة؛ بل مارسها وطبِّقها بشكلٍ أو بآخر.
الخلاصة:
1. خطوات تعلُّم أي لغة:
الاستماع.... الكلام.... القراءة.... الكتابة....
- اسمع جُملاً، واحفظ عبارات في سياق واحفظها كما هي.
- نوِّع العبارات التي تسمعها، وكرِّرها.
- اسمع وتحدَّث، من خلال تقمُّصك للدور.
- اسمع محادثةً أطول واحفظها.
- لخِّص واقرأ قصصاً قصيرة.
- خذ فكرةً عن القواعد بشكلٍ عام.
- اكتب مذكرة عن حياتك اليومية.
- شاهِد أفلاماً وفيديوهات مرتبطة بالمستوى الذي أنت فيه.
- تحدَّث مع شخص.
- اكتب ولخِّص نصاً.
- تدرَّب على النطق واللهجة.
- أنت على الطريق.
2. معايشة اللغة:
عليك بوضع خطة للطوارئ، واستغلال الأوقات الضائعة؛ فلا تبحث عن الكمال وواصِل المسير لتحقيق هدفك.
3. استخدام الإنترنت:
مواقع الإنترنت والتطبيقات مليئة بمصادر مساعدة وفق المنهج الذي اخترتَه لنفسك، فاختر منها ما يتماشى مع منهجك، واستعن بالقواميس وغيرها من المصادر الهامة لاكتساب اللغة.
ومن هذه المواقع:
- word2word.com
- languages on the web
- freelang.net
- babelfish.com
- languages-on-the-web.com.
- http://how-to-learn-any-language.com/forum
- 200words-a-day.com
- linguaphone.co.uk
- assimil.com
كتبه الدكتور إسماعيل بكر، خبير اللغة الألمانية، واستشاري تدريب وتطوير إداري وقيادي.
المصادر:
- Fast Easy Way to Learn Language: Bill Handly
- Study Smarter, Not Harder/ Kevin Paul, M.A.
أضف تعليقاً