تعريف التكنولوجيا:
تعد التكنولوجيا كلمة من أصل يوناني تتكون من مقطعين، (تكنو) الذي يعني الفن أو الحرفة، و(لوجيا) الذي يعني الدراسة أو العلم، وبمعناها الحرفي، فإنَّ التكنولوجيا تعني علم القدرة على الأداء أو التطبيق.
تعد التكنولوجيا مصدراً للمعرفة المخصصة لصنع الأدوات، وتنفيذ المعالجات، واستخراج المواد، وهي مصطلح واسع النطاق يستخدم لتنفيذ مهام متعددة في الحياة اليومية، ويمكن وصفها بأنَّها المنتجات والعمليات التي تسهل الحياة اليومية.
تعمل التكنولوجيا والعلوم معاً لإتمام مهام محددة أو حل المشكلات، ويمكن تطبيق التكنولوجيا في جميع جوانب الحياة اليومية ومن ذلك العمل، والاتصالات، والنقل، والتعليم، والتصنيع، والتجارة، ويعود استخدام التكنولوجيا بشكل صحيح بالنفع على الإنسان، في حين أنَّ استخدامها بشكل خاطئ قد يتسبب في ضرر.
كيف تؤثر التكنولوجيا في العمل؟
تغير التكنولوجيا مكان العمل جذرياً، فتؤدي دوراً كبيراً في إعادة تشكيل قطاع الأعمال وتغيير كيفية إدارة وتنفيذ العمليات، ومن بين الأمثلة عن ذلك:
1. تساهم في زيادة الكفاءة والإنتاجية:
تساهم التكنولوجيا في زيادة الكفاءة والإنتاجية من خلال استخدام أنظمة الحاسوب والبرمجيات لتبسيط العمليات وتحسين الجودة، كما تشجع على الابتكار وتطوير منتجات وخدمات جديدة تتماشى مع احتياجات السوق والعملاء، وهذا يعزز تنافسية الشركات ويحقق لها النمو المستدام.
2. تحسين الاتصال الداخلي والخارجي في الشركات:
هذا يعزز التنسيق بين الفرق ويحسن التواصل مع العملاء والشركاء التجاريين، كما توسع الأدوات التكنولوجية نطاق السوق للشركات من خلال الوصول إلى أسواق جديدة وزيادة الوعي بالعلامة التجارية والمنتجات، وهذا يسهم في زيادة حصة السوق وتحقيق إيرادات أكبر.
3. تمكن التكنولوجيا الشركات من إدارة كميات كبيرة من البيانات بشكل فعال وآمن:
هذا يساعد على اتخاذ قرارات استراتيجية مستنيرة بناءً على التحليلات والبيانات المتاحة، وتحسن تجربة العملاء من خلال توفير خدمات عالية الجودة وتسهيل عمليات الشراء والتواصل، وهذا بدوره يبني علاقات قوية مع العملاء ويعزز ولاءهم.
4. توفر الأدوات اللازمة لتعزيز الأمان وحماية البيانات والمعلومات الحساسة للشركة:
هذا يقلل من المخاطر الأمنية ويحافظ على سمعة الشركة.
باختصار، تغير التكنولوجيا مكان العمل من خلال تعزيز الكفاءة، ودعم الابتكار، وتحسين الاتصال، وتوسيع نطاق السوق، وإدارة البيانات بفاعلية، وتحسين تجربة العملاء، وتعزيز الأمان والحماية، وتساهم هذه التأثيرات في نمو وازدهار الشركات في بيئة الأعمال.
كيف يمكن للشركات استخدام التكنولوجيا؟
تؤدي التكنولوجيا دوراً حيوياً في تغيير مكان العمل بطرائق متعددة، وهذا يساعد الشركات على تحسين عملية التوظيف وإدارة القوى العاملة، وفي هذه الفقرة سنتحدث عن كيفية استفادة الشركات من التكنولوجيا:
1. التخلص من الحواجز الجغرافية:
تغير التكنولوجيا مكان العمل من خلال تسهيل إدارة وتدريب القوى العاملة الموزعة جغرافياً، ويمكن استخدام أنظمة إدارة التعلم (LMS) لتدريب الموظفين عن بعد بفاعلية، ومن خلال هذه الأنظمة، يمكن تقديم مواد وبرامج تدريبية عالية الجودة بصرف النظر عن موقع الموظفين.
تتيح التكنولوجيا أيضاً تنفيذ برامج إعداد وتدريب متطورة للامتثال، وهذا يسمح للموظفين بإكمال مهامهم الرسمية من أي مكان.
2. وصول أفضل إلى المسارات الوظيفية:
يسهِّل استخدام التكنولوجيا العثور على المواهب المناسبة في صناعة الشركات، وتحويل مجموعة الوظائف إلى مواقع على الإنترنت، كما يتيح لمديري التوظيف والمرشحين العثور على المطابقة الأفضل بسهولة، وهذا التحول ساعد المؤسسات على توسيع قواها العاملة بموظفين مناسبين، ومكَّن المهنيين من النمو والتطور في مساراتهم المهنية بشكل أكثر سلاسة.
3. توسيع نطاق المهارات:
تغير التكنولوجيا مكان العمل من خلال تسهيل تعلم المهارات الجديدة ومواكبة التغيرات في الصناعة، فتتيح للعاملين تقييم وتطوير مهاراتهم، وهذا يساعدهم على العثور على وظائف مرضية وذات رواتب جيدة.
يمكن للشركات أيضاً استخدام هذه المعلومات لتوظيف الأفراد الذين يمتلكون المهارات المطلوبة، فهذا يسهل تنفيذ استراتيجيات جديدة ويجعل القوى العاملة أكثر تنوعاً وقدرة على التكيف.
4. اتخاذ قرارات أفضل:
تساهم التكنولوجيا في تحسين عملية صنع القرارات داخل الشركات، ويساعد والوصول إلى البيانات الجوهرية على تصميم وتنفيذ برامج تطوير القوى العاملة بشكل محسوب ومدروس، وتمكِّن الأدوات التقنية التي توفر بيانات من تقييم الفجوات في التدريب وتصميم الدورات التدريبية بشكل أفضل، وتساعد هذه البيانات على اتخاذ قرارات مستنيرة وتحسين الأداء العام للشركة.
شاهد بالفديو: 7 طرق لتحسين مهارة اتخاذ القرار
5. حماية المعلومات:
تغير التكنولوجيا مكان العمل من خلال توفير مستوى عالٍ من الأمان للمعلومات الحساسة، فعلى سبيل المثال، توفر منصات التعليم الإلكتروني الأمان للبيانات، وهذا يسمح لفرق البحث والتطوير بالتركيز على التدريب بدلاً من القلق بشأن الأمان، ويعزز استخدام تقنيات مثل التعرف إلى الوجه وبصمات الأصابع الأمان ويضمن أن تكون المعلومات الحساسة متاحة فقط للأشخاص المناسبين، وهذا يقلل من مخاطر الانتهاكات الأمنية.
6. تعاون أفضل بين الفرق:
ساعدت التكنولوجيا الفرق على التعاون بطرائق أفضل وأكثر فاعلية، ومن الأدوات المستخدمة غرف الدردشة الرسمية وأدوات عقد المؤتمرات عبر الإنترنت، فتمكِّن الموظفين من التواصل والتعاون بشكل أفضل، وهذا يزيد من الإنتاجية ويساعد على تحقيق الأهداف التنظيمية، وهذا التعاون يعزز أيضاً الاتصال بين القادة والموظفين، والذي بدوره يساعد على إدارة الفرق بشكل أفضل وإبقاء العملاء على اطلاع دائم بتقدم العمل.
ماهي إيجابيات تأثير التقنية في قطاع الأعمال؟
من بين الإيجابيات التي أحدثها تأثير تغيير التكنولوجيا في مكان العمل هو زيادة الإنتاجية بشكل ملحوظ، فأدى تأثير التكنولوجيا الحديثة في أداء المنظمات إلى تعزيز الإنتاجية؛ وذلك من خلال استخدام برامج متقدمة لمعالجة العمليات الإنتاجية وأتمتة الأعمال المكتبية.
إضافة إلى ذلك، تم تطوير حلول تكنولوجية متقدمة لإدارة المخزون ومراقبة الإنتاج، وهذا بدوره أدى إلى تقليص التكاليف الإجمالية للإنتاج والحد من الوقت اللازم لإتمام المهام الإدارية، وذلك ساهم في تحقيق زيادة فعالة في الإنتاجية للمنظمة.
1. تحسين إدارة الجودة الشاملة:
هو جانب آخر يرتبط بالتأثير الإيجابي للتكنولوجيا في الأعمال، فالمنظمات التي تعتمد على التكنولوجيا والأجهزة والبرمجيات الحديثة في إدارة الجودة الشاملة تتمتع بالقدرة على تحقيق توازن مثالي بين الجودة واحتياجات العملاء والموظفين، وذلك بفضل قدرتها على جمع وتحليل البيانات بشكل دقيق وتقديم التقارير ضمن إطار تكنولوجي متطور.
2. تحسين إدارة المعرفة والمعلومات:
هو جانب آخر من الإيجابيات التي أحدثها تأثير التكنولوجيا في أداء الأعمال، فساهمت التقنيات الحديثة في إدارة المعرفة في تعزيز المنافسة بين المنظمات؛ وذلك من خلال تطوير المعرفة والعلوم، وهذا أدى إلى تحسين الأداء العام للمنظمات وتعزيز أداء موظفيها على الصعيد الشخصي، بفضل قدرتها على تخزين كميات هائلة من البيانات واسترجاعها بسرعة عند الحاجة.
3. تحسين إدارة التغيير:
هو نتيجة أخرى لتأثير التكنولوجيا في الأعمال، فبفضل التكنولوجيا، أصبحت المنظمات قادرة على تطوير استراتيجيات جديدة للتعامل مع العملاء والموظفين والمنافسين، وهذا أدى إلى تعزيز الابتكار والإبداع في إدارة التغيير وزيادة كفاءة وأداء المنظمات بشكل عام.
ما هي الآثار السلبية للتكنولوجيا؟
بالرغم من إيجابيات تغيير التكنولوجيا مكان العمل، ولكنَّها تأتي أيضاً مع آثار سلبية متعددة في صحتنا وحياتنا اليومية، ومن بين هذه الآثار السلبية:
1. إجهاد العين:
يسبب النظر المستمر والمطول إلى شاشات الكمبيوتر والهواتف للعين مثل حرق الأحاسيس، وتغيرات في تصور الألوان، وضبابية الرؤية.
2. مشكلات العلاقة:
يمكن إلقاء اللوم على مواقع التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك وتويتر عند تفاقم التفكك في العلاقات وزيادة حالات الطلاق، إضافة إلى تعزيز سلبية المشاعر والشك في الذات.
3. قلة النوم:
يؤدي الاستخدام المطول لأجهزة الكمبيوتر المحمولة في السرير أو إجراء المكالمات الهاتفية المتأخرة إلى السهر لساعات متأخرة، وهذا يؤثر سلباً في نومنا وصحتنا العامة.
4. آلام الظهر والرقبة:
يمكن أن يؤدي الاستخدام المفرط للهواتف المحمولة وأجهزة الكمبيوتر إلى إجهاد الرقبة والظهر بسبب الانحناء المستمر.
5. قلة الخصوصية:
تعرِّض وسائل التواصل الاجتماعي والإنترنت خصوصيتنا للخطر، وتجعل من الصعب حفظ معلوماتنا الشخصية بأمان من المتطفلين والقراصنة.
6. محتوى غير لائق:
قد نتعرض عن طريق الخطأ إلى محتوى غير مناسب عند استخدامنا للإنترنت، وهذا يزيد من خطر إرسال محتوى غير ملائم إلى الآخرين.
7. خطر السمنة:
يمكن أن يزيد الجلوس المطول أمام الهواتف وأجهزة الكمبيوتر من خطر الإصابة بالسمنة بسبب قلة الحركة والنشاط البدني.
تجسد هذه الآثار تحديات نواجهها في عصر التكنولوجيا، وهذا يستدعي اتخاذ إجراءات للتحكم في استخدامنا للتكنولوجيا وتقليل الآثار السلبية في صحتنا وحياتنا الشخصية.
في الختام:
لقد أدركنا أنَّ التكنولوجيا لم تكن مجرد أداة للتحسين فحسب، بل كانت محركاً لتحولات جذرية في كيفية فهم وممارسة العمل، فساهمت في تقليل الحواجز الجغرافية وزيادة الوصول إلى المهارات وتعزيز التعاون بين الفرق.
أضف تعليقاً