تعريف مرض الإيدز:
مرض الإيدز Aids هو مرض فيروسي يسببه فيروس نقص المناعة البشرية (HIV). يؤثر الإيدز على جهاز المناعة للجسم، مما يجعله عرضة للإصابة بالأمراض والعدوى الأخرى بشكل أكبر. تتطور الإصابة بالإيدز عندما يكون مستوى خلايا الدم البيضاء المسماة بخلايا الـ CD4 منخفضًا بشكل خطير، مما يزيد من خطر الإصابة بالأمراض المهددة للحياة. يتطور المرض تدريجيًا ويمكن علاج أعراضه، ولكن لا يوجد علاج نهائي للإيدز حتى الآن.
آلية عمل فيروس الإيدز:
يمكننا أن نقول إنَّ آلية عمل فيروس الإيدز تتلخص في تخليص الجسم وبشراسة من قدرته على مقاومة الفيروسات والجراثيم والميكروبات والفطور والبكتيريا الضارة وغير الضارة، ومكافحة أي مادة غريبة تدخل وتهاجم الجسم وتبث سمها فيه.
بناء على ما قد تم ذكره، يفقد الجهاز المناعي كفاءته وقدرته على حماية خلايا الجسم من الكائنات الغريبة الممرضة والمميتة، فيصبح الجسم بكل ما فيه عرضة للإصابة بالكثير من الأمراض الخبيثة التي تسببها الفيروسات والجراثيم، ومن ضمنها مرض الإيدز.
كما يصبح الجسم أكثر عرضة للإصابة بأنواع مختلفة من السرطان الخبيث والحالات الالتهابية الحادة التي كان له القدرة قبل ذلك على مقاومتها ومهاجمتها والتصدي لها وإبطال مفعولها السام والممرض والمؤذي في خلايا الجسم، ومن جملة هذه الالتهابات التي قد تصيب الجسم أو تحدث فيه الالتهاب الرئوي والتهاب السحايا.
كيف تحدث الإصابة بمرض الإيدز؟
تحدث الإصابة بمرض الإيدز عندما ينتقل فيروس نقص المناعة البشرية (HIV) إلى الجسم من خلال السوائل الجسدية مثل الدم، السائل المنوي، أو السوائل المهبلية خلال الجنس، مشاركة إبر الحقن الملوثة، أو من الأم إلى الجنين خلال الولادة أو الرضاعة. فيؤثر الفيروس على جهاز المناعة ويضعفه، ويحدث تخلخل في آلية الدفاع عن الجسم مما يجعل الجسم عرضة للإصابة بالأمراض والعدوى الخطيرة.
ما هي الفئات الأكثر ميلاً للإصابة فيروس الإيدز؟
لا يمكننا وضع إجابة محددة واضحة بعينها؛ فلا توجد فئة محددة من البشر يستهدفها فيروس الإيدز ويتغلغل في جسمها ويرسم لها الموت كنهاية حتمية والألم كمصير أسود لا مفر منه ولا مهرب.
عموماً، إنَّ فيروس الإيدز هو فيروس شديد الخبث يمكن أن يصيب الإنسان في أي سن، وقد يصيب الذكر والأنثى؛ إذ إنَّه ليس مشروطاً بعمر محدد أو جنس محدد أو فئة محددة من البشر دون غيرهم.
شاهد: 10 أنواع أطعمة تقوي جهاز المناعة
ما هي الحالات التي يتزايد فيها خطر الإصابة بفيروس الإيدز؟
تشير الدراسات أن خطر الإصابة بفيروس نقص المناعة المكتسب يزيد في الحالات التالية:
1. العلاقات الجنسية غير المشروعة:
يزيد احتمال خطر إصابة الطرفين بفيروس الإيدز في حال كان الذكر والأنثى يمارسان وضعية الجماع دون استخدام واقٍ. تعد أي علاقة جنسية سبباً رئيساً للإصابة بفيروس الإيدز ليس فقط بين ذكر وأنثى، فيمكن أن تحدث الإصابة نتيجة علاقة جنسية بين ذكر وذكر أو بين أنثى وأنثى؛ أي إن الأشخاص مثليي الجنس ينقلون فيروس الإيدز بعد ممارسة العلاقة الجنسية؛ وهذا يشكل خطرا على حياتهم الصحية والنفسية.
2. العلاقة الجنسية غير المحمية:
فن العلاقة الجنسية البحتة التي تقوم على أساس عدم وجود واقٍ - والمقصود هنا بالواقي هو العازل الذكري أو الأنثوي - تعني بمفهومها العام والدقيق إنشاء اتصال جنسي وزيادة الوقوع في خطر الإصابة بمرض الإيدز خصوصاً إذا كان الشريك يحمل فيروس الإيدز ولا يعلم أنَّه حامل للفيروس وناقل له.
3. العلاقة الجنسية مع شخص مصاب بالإيدز:
إقامة علاقة جنسية مع شخص مصاب بأمراض جنسية مُعدية أو قابلة للعدوى أو تنقل العدوى؛ مثل مرض الزهري، ومرض الهربس، ومرض المتدثرة، وداء السيلان الخبيث، ومرض التهاب المهبل الفيروسي، وغيرها من الأمراض الجنسية التي تزيد من احتمال الإصابة بفيروس الإيدز ونقله.
4. الإستخدام المتكرر لحقن البوتوكس والوشوم:
الاستخدام المتكرر لحقن البوتوكس أو إبر الوشم أو غيرها من الأدوات التي تثقب سطح الجلد، وعدم تنظيفها وتعقيمها بعد استخدامها وحقن الإبرة ذاتها في جلد أكثر من شخص؛ وهذا ينقل فيروس الإيدز من شخص إلى آخر نتيجة تصرفات غبية وغير مدروسة.
5. تعاطي المخدرات:
تعاطي المخدرات باستخدام تقنية تسمى الحقن الوريدي، وتتم من خلال حقن إبرة مشتركة غير معقمة ومنظفة بشكل جيد ودقيق. عدم توفر كمية كافية من جين معين يختص بمحاربة مرض الإيدز والقضاء على هذا الفيروس وإفراز الأضداد اللازمة لإبطال مفعوله في خلايا الجسم وأنسجته.
6. أثناء الحمل والولادة:
يزداد احتمال إصابة الأطفال حديثي الولادة والأطفال الرضع والخدج في حال كانت الأمهات تحملن الفيروس منذ سنوات طويلة وفي أثناء الحمل والولادة؛ إذ ينتقل الفيروس إلى الجنين عبر رحم الأم.
أعراض مرض الإيدز:
يعاني الأشخاص الذين أصيبوا بفيروس نقص المناعة المكتسب " الإيدز" من بعض الأعراض التي تهاجمهم قبل معرفتهم بوقوعهم بالمرض، هذه الأعراض لها دور كبير في معرفة مرحلة المرض التي وصل إليها المصاب. ومن أهم أعراض الإصابة بمرض الإيدز، نذكر:
- التعرق في أثناء الليل بشكل كبير ومفرط ومبالغ فيه.
- الإصابة بقشعريرة نتيجة البرد أو حمى شديدة، وفيها ترتفع درجة حرارة الجسم الداخلية عما يزيد عن 38 درجة مئوية، وقد تستمر لعدة أسابيع.
- سعال جاف وحاد، وحدوث ضيق في التنفس.
- حالات إسهال مزمنة وحادة ومتكررة.
- ظهور بثور غريبة أو نقاط بيضاء مستديرة متقيحة، وجروح متقرحة أليمة وغريبة داخل تجويف الفم وعلى السطح العلوي للسان.
- الصداع المزمن والحاد يصاحبه آلام في الجبهة والرأس.
- رؤية مشوشة أو فقدان القدرة على رؤية وتمييز الأشخاص القريبين والأشياء البعيدة مع اضطراب في عملية الرؤية.
- خسارة كبيرة في الوزن.
- تعب وإجهاد عضلي مستمر لا يمكن تفسيره حتى لو لم يقم الشخص بأي عمل أو نشاط أو جهد عضلي وجسدي.
- حدوث انتفاخ والتهاب في الغدد اللمفية بشكل حاد ومزمن، وقد يستمر لمدة تتجاوز ثلاثة أشهر.
- زيادة احتمال إصابة الجسم بأنواع حادة من السرطانات؛ مثل سرطان الفم وسرطان الحنجرة.
المضاعفات التي قد تحدث للمريض حين يصاب بالإيدز:
حدوث الالتهابات الناجمة عن التقاط فيروس الإيدز وتغلغله داخل خلايا الجسم وتدميره لعدد كبير من الخلايا اللمفية التائية؛ وهذا يتسبب بإضعاف الجملة المناعية فيصبح الجسم أقل مقاومة للأمراض والجراثيم والالتهابات والإنتانات الفيروسية.
يصبح الشخص الذي يحمل فيروس الإيدز ضعيف المناعة وعرضة للإصابة بأمراض جرثومية وفيروسية معدية ومستشرية، ويرافق ذلك إصابته بأنواع خطيرة وحادة من السرطانات؛ مثل سرطان الفم والحنجرة.
نخص بالذكر هنا الالتهابات الجرثومية التي تبدأ أعراضها بعلامات بسيطة لكن سرعان ما تتصاعد وتزداد خطورة، ومنها: التعرق بشكل كبير في أثناء الليل، وحالات إسهال حادة ومتكررة، وخسارة سريعة في الوزن، وألم حاد في أسفل البطن، وسعال جاف وحاد، وضيق واختناق في أثناء عملية التنفس.
الوقاية من مرض الإيدز:
تشمل الوقاية من مرض الإيدز، ما يلي:
1. استخدام وسائل حماية مثل الواقي الذكري أثناء الجنس.
2. تجنب مشاركة إبر الحقن وضمان نظافة الأدوات الطبية.
3. فحص الحمل للسيدات الحوامل المصابات بالإيدز وتلقي العلاج المناسب.
4. تجنب مشاركة فرش الأسنان أو أدوات الحلاقة.
5. توعية الناس بأهمية الفحص الدوري للاكتشاف المبكر والعلاج.
علاج الإيدز:
يتضمن علاج الإيدز مجموعة من الأدوية المضادة للفيروسات المعروفة باسم العلاج الجمعي للإيدز (ART). هذا النوع من العلاج يهدف إلى تقليل مستوى الفيروس في الدم، ومنع انتشاره في الجسم، مما يحسن من صحة المريض المصاب بالإيدز ويعزز من نوعية حياته.
يتكون العلاج الجمعي للإيدز من مجموعة من الأدوية التي تستهدف مراحل حياة الفيروس وتثبط تكاثره، مما يساعد على تقليل تكاثر الفيروس في الجسم وبالتالي يعزز جهاز المناعة لدى المريض. يجب على المريض اتباع جدول منتظم لتناول أدوية الإيدز والالتزام بالعلاج لضمان فعاليته.
بالإضافة إلى العلاج الدوائي، ينصح بمتابعة منتظمة مع فريق طبي مختص لمراقبة تأثيرات العلاج والتأكد من سلامة المريض، وتقديم الدعم النفسي والاجتماعي للمرضى المصابين بالإيدز يعتبر أيضا جزءا هاما من علاجهم، حيث يمكن أن يساعد الدعم النفسي على تعزيز الصحة العقلية والتأقلم مع التحديات التي قد تواجههم.
اليوم العالمي للإيدز:
اليوم العالمي للإيدز حسب منظمة الصحة العالمية هو يوم توعية عالمي يحتفل به في 1 ديسمبر من كل عام، يهدف إلى زيادة الوعي بمرض الإيدز وتأثيره على الناس حول العالم، كما يستخدم هذا اليوم للتعبير عن التضامن مع الأشخاص المصابين بالإيدز والتأكيد على أهمية التوعية والوقاية من المرض.
يتم تنظيم فعاليات تثقيفية، فحوصات مجانية، حملات توعية، وندوات لزيادة الوعي بشأن الوقاية والعلاج، حيث يعتبر اليوم العالمي للإيدز فرصة للتضامن والعمل المشترك لمكافحة هذا الوباء ودعم المصابين به لتحسين نوعية حياتهم ووقف انتشار المرض.
خاتمة:
بعد دراسات طويلة ومكثفة أجرتها منظمة الصحة العالمية، أُحصي عدد المرضى المصابين بفيروس الإيدز أو بمرض نقص المناعة المكتسبة حتى هذا اليوم، وقد وصل العدد تقريباً إلى 39.5 مليون إنسان مصاب بهذا الفيروس في مختلف أنحاء العالم، وقد تزايد وتصاعد هذا العدد بشكل مطرد يوماً بعد يوم على الرغم من الجهود المستمرة والمحاولات الحثيثة من قبل منظمة الصحة للإنسان ومن قبل جهات رسمية والكثير من دول العالم بما فيها بريطانيا العظمى، والولايات المتحدة الأمريكية، والمملكة العربية السعودية على إيجاد طريقة ما يتم من خلالها تثبيط فاعلية هذا الفيروس.
أضف تعليقاً