نصائح لزيادة مناعة الطفل:
قبل كلِّ شيء يجب على الأهل أن يدركوا جيداً أنَّه في كلِّ مرة يتعرض فيها أطفالهم للمرض، فإنَّ أجسامهم ستشكل أجساماً مضادة، وهذه الأجسام مسؤولة عن حمايته في المستقبل؛ لذلك ليس من داعٍ للخوف عند إصابة الطفل بالمرض؛ وذلك لأنَّه أمرٌ طبيعي في رحلة تقوية وتعزيز صحة جهازه المناعي الذي يحتاج وقتاً طويلاً لينمو ويتطور.
فلا شكَّ أنَّ المناعة الضعيفة تجعل الطفل معرَّضاً للإصابة بالأمراض تعرُّضاً كبيراً ومستمراً كأمراض جهاز التنفس الشائعة جداً، فكلُّ ما حول الطفل يُعَدُّ جديداً بالنسبة إليه؛ ولهذا السبب تجده يلتقط المرض أسرع من غيره، فجسده لم يجهِّز بَعْد آلية الدفاع المثالية تجاه هجوم الجراثيم والميكروبات، وطبعاً، هناك العديد من النصائح التي يمكن على الأهل اتباعها لتقوية الجهاز المناعي لأطفالهم وسنذكر أهمها فيما يلي:
- أصبح اليوم لجوء الأمهات إلى الحليب الصناعي شائعاً جداً، بدلاً من إرضاع أطفالهم رضاعةً طبيعية، في الحقيقة وكما أكَّدَت جميع الدراسات والبحوث العلمية هذا أمر خاطئ ولا يجب اللجوء إليه إلا في الظروف القاهرة، فالرضاعة الطبيعية وخاصة في الأشهر الستة الأولى من عمر الطفل ضرورية جداً لتعزيز المناعة عنده، فلا يُنصَح مثلاً بإعطاء الفيتامينات من مصادر أخرى غير حليب الأم، فهو غني بالعناصر الغذائية المتنوعة. وهو غنيٌ أيضاً بالأجسام المناعية الطبيعية، ويحتوي على العناصر الغذائية الداعمة للجهاز المناعي كالبروتينات والسكريات والدهون، ويقوم جسم الأم عندما تتعرض للمرض بتكوين الأجسام المضادة وتُنقَل هذه الأجسام إلى الطفل في أثناء الرضاعة، وهذا ما يساهم في جعل الطفل الذي يرضع من أمه محصَّناً أكثر ضد الجراثيم، إضافةً إلى تماثله للشفاء تماثلاً أسرع من غيره من الأطفال الذين يتلقون حليباً صناعياً، ويمكن تقديم الحليب الصناعي لإشباع الرضيع دون الاستغناء عن الرضاعة الطبيعية إذا اقتضَت الحاجة.
- لا يجب إهمال اللقاحات، كما يجب إعطاؤها للطفل في مواعيدها وضمن الجدول المحدد من قِبل المراكز الصحية، فحصول الطفل على هذه اللقاحات يساعده على تكوين مناعة ضد العديد من الأمراض.
- من الضروري حصول الطفل على ساعات نوم كافية ليلاً، وليحصل الطفل على نوم هانئ، لا بُدَّ من تهيئة الظروف الملائمة لذلك؛ كإطفاء الضوء وجميع الأجهزة الكهربائية من تلفاز وغيرها؛ وذلك لأنَّ الغرفة المعتمة تحرِّض الجسم على إفراز هرمون النوم، كما يحتاج الطفل الرضيع من 14 إلى 17 ساعة نوم يومياً، وتتقلص هذه المدة إلى ثماني ساعات تقريباً عند الأطفال في مرحلة المدرسة.
شاهد بالفيديو: 6 خطوات لنوم هانئ للصغار
- يجب تجنيب الطفل تناول الأغذية غير الصحية والمشبعة بالدهون والسكريات؛ وذلك لأنَّ هذه الأطعمة تساهم في زيادة وزن الطفل وهذا ما سيضعف مناعته ويُضعف حركته ويؤثر في نشاطه.
- يجب الاهتمام بنظافة الأطفال الشخصية، واتباعهم لقواعد النظافة العامة من غسل اليدين والاستحمام والعناية بنظافة الأسنان، ولتحقيق ذلك، لا بُدَّ من تدريب الطفل على غسل يديه بالماء والصابون قبل الطعام وبعده وبعد الخروج من المرحاض وفرك يديه لمدة تصل إلى 20 ثانية تقريباً، كما يجب تجنيب الأطفال الأماكن المكتظة والمزدحمة؛ وذلك لأنَّ مثل هذه الأماكن تشكِّل بؤرةً لانتقال الأمراض، ولا ننسى إبعاد الأطفال عن المرضى وعدم مخالطتهم لهم تجنُّباً لانتقال العدوى.
- من الأخطاء الشائعة جداً اعتماد الأهل على المضادات الحيوية بكثرة عند مرض أطفالهم، وفي الحقيقة إنَّ لذلك مفعول عكسي ويؤدي إلى إضعاف مناعة الطفل؛ حيث تُستخدَم المضادات الحيوية فقط وفقاً لتعليمات الطبيب وإرشاداته ولا يجب الإفراط باستخدامها أو تقديمها للأطفال عشوائياً.
- يجب على الطفل ممارسة الرياضة؛ وذلك لأنَّها ضرورية لتنشيط الدورة الدموية، فضلاً عن أهميتها لصحة القلب والرئتين وهذا ما ينعكس بدوره على مناعة الطفل ويقويها.
- يجب الحرص على نظافة أغراض الطفل؛ كألعابه مثلاً وتعقيمها باستمرار، والعناية بنظافة ملابسه أمر ضروري، فقد تكون هذه الملابس حاملةً للجراثيم.
- من الهام حصول الطفل على غذاء صحي ومتوازن، مع الاهتمام بتقديم حاجة الجسم فقط دون زيادة أو نقصان، وخاصةً في المراحل الأولى من إدخال الطعام، ويجب على الأم استشارة الطبيب في هذه المرحلة لمعرفة أنواع الأغذية والأطعمة التي يُمكن تقديمها للطفل، فالغذاء المتعدد والمتنوع يزيد من مناعة الجسم ويقويه ويحميه من الوقوع فريسةً سهلةً للأمراض، ومن الهام أيضاً الحصول على العناصر الغذائية من مصادرها الأساسية، فيجب إطعامهم البرتقال مثلاً وليس عصيره.
- إعطاء الطفل كميات كافية من الماء واعتماد الماء كمشروب أساسي بدلاً من العصائر المليئة بالسكريات التي تحدَّثنا آنفاً عن أثرها السلبي في الجهاز المناعي.
- يجب تعليم الطفل كيفية التعامل مع التوتر والتخفيف منه، فالطفل معرَّض في أثناء دوامه المدرسي للتعب والإرهاق وهذا ما يشعره بالتوتر، ومن ثمَّ ينعكس كل ذلك سلباً على الجهاز المناعي الذي يُنتج في هذا الوضع عدداً أقل من خلايا الدم البيضاء المسؤولة عن مقاومة الجراثيم، وهذا ما سيؤثر بدوره أيضاً في كفاءة الجهاز المناعي في مواجهته للمرض وسنقدِّم عدداً من التقنيات التي يمكن تعليمها للطفل للتخفيف من التوتر:
- تقنيات التنفس بعمق وببطء: فهذا ما يساعده على الاسترخاء.
- الضحك: يقوي الضحك الجهاز المناعي استناداً إلى ما وصلَت إليه الدراسات الحديثة التي تقول إنّ الضحك يزيد من إنتاج الخلايا المُنتجة للأجسام المضادة، كما يرفع الضحك من هرمونات السعادة، ويُخفض من هرمونات التوتر.
- ممارسة التمرينات: قيام الطفل ببعض التمرينات تقنية مفيدة جداً للتخلص من الطاقة السلبية والتخفيف من التوتر الذي يعاني منه.
شاهد بالفديو: 10 أنواع أطعمة تقوي جهاز المناعة
أطعمة تزيد مناعة الطفل:
ذكرنا آنفاً أنَّ حصول الطفل على غذاء صحي ومتوازن ضروري جداً لتقوية الجهاز المناعي لديه؛ لذلك سنعرض قائمةً بأهم الأطعمة التي يجب الحرص على تقديمها للطفل:
- حليب الأم: تحدَّثنا آنفاً عن أهمية وضرورة حصول الطفل على حليب الأم.
- السمك: تحتوي الأسماك وخاصةً أسماك السردين والسلمون على أوميغا 3 الذي يُعَدُّ مُحفِّزاً قوياً لخلايا الدم البيضاء والتي تُعَدُّ بدورها مسؤولةً عن محاربة الجراثيم وحماية الجسم منها.
- اللحوم الحمراء: الحديد من العناصر الهامة لتقوية مناعة الجسم وتعزيز صحة الجهاز المناعي، ويوجد الحديد بكثرة في اللحوم الحمراء التي تحتوي أيضاً على البروتينات التي تدخل في تكوين الأجسام المضادة التي تحارب الجراثيم.
- الثوم: للثوم أهمية كبيرة في تقوية ردة فعل الجسم المناعية وفي إنتاج الأجسام المضادة ومحاربة الجراثيم؛ وذلك لاحتوائه على عنصر السيلينيوم النادر جداً، كما يحتوي الثوم على مضادات الأكسدة الضرورية أيضاً لصحة الجسم وحمايته.
- الزبادي: يحتوي على بكتريا مفيدة تسمى بروبيوتك، تعيش هذه البكتيريا في الأمعاء وتحمي الجهاز الهضمي، وكما تقوم هذه البكتيريا بإنتاج فيتامينات مفيدة للجسم.
- الحبوب الكاملة والمكسرات: يُعَدُّ الشوفان من العناصر الغذائية الهامة جداً؛ نظراً لاحتوائه على فيتامين (ب) الذي يؤدي دوراً كبيراً في إنتاج الطاقة الضرورية لتزويد كريات الدم البيضاء بالطاقة اللازمة، كما يساعد هذا الفيتامين على تقوية الأغشية المخاطية وهذا ما يُقلل الإصابة بالعدوى، وتجدر الإشارة إلى أنَّ الشوفان يُستخدَم في صناعة الخبز الأسمر، وللمكسرات أهمية كبيرة لاحتوائها على زيت أوميغا 3 وعلى السيلينيوم الذي تحدَّثنا آنفاً عن أهميته للمناعة.
- العسل: غني بمضادات البكتيريا ويُعَدُّ مضاداً حيوياً، كما يحتوي على مضادات الأكسدة؛ لذلك يُعَدُّ العسل من أهم الأغذية التي تقوي المناعة.
- البيض: مصدر هام للبروتينات، ويحتوي صفار البيض على فيتامين د الضروري جداً لصحة العظام.
- الخضار والفواكه: تُعَدُّ مركبات البيتا كاروتين وفيتامين (أ) هامة جداً لمناعة الطفل؛ وذلك نظراً لدورها في حماية وتقوية تركيب الجلد والأغشية المخاطية اللذين يشكلان الحاجز الدفاعي الأول في وجه الجراثيم؛ لذلك لا بُدَّ من تناول الأطعمة الغنية بها كالجزر والطماطم.
ويجب أيضاً تزويد الأطفال بكميات كبيرة من فيتامين C لدوره الكبير في تعزيز المناعة، كما يجب تناول الخضار والفواكه الغنية بالألياف والأملاح المعدنية الضرورية لعمليات الهضم والإخراج، وهذا ما نجده في الليمون والفريز والكيوي، وسنعدِّد فيما يلي أهم أنواع الخضار والفواكه التي يجب توفرها في غذاء الطفل لتعزيز مناعته:
- الموز: نظراً لاحتوائه على البوتاسيوم الضروري للجسم بشكل عام وللجهاز المناعي بشكل خاص، ولاحتوائه على الألياف الضرورية للهضم أيضاً.
- البروكلي: يحتوي أيضاً على مضادات أكسدة بنسبة عالية.
- سبانخ خضراء: يحتوي على الحديد الذي يحمي من فقر الدم.
- بطاطا: تحتوي على البوتاسيوم والألياف.
- التفاح: غني بالحديد والألياف.
- البرتقال والليمون: يحتوي على البوتاسيوم والمغنيزيوم، ويحتوي أيضاً على فيتامين (ج) الذي يُخفف ويُقلل من أعراض نزلات البرد والزكام.
كما تجدر الإشارة إلى أنَّ هناك مجموعة من المشروبات التي تقوي المناعة كالزنجبيل والحلبة.
في الختام:
يسبب مرض الأطفال المتكرر ضغطاً نفسياً كبيراً على الأهل وعلى الأطفال أنفسهم؛ لذلك نجد أنَّ معظم الآباء يسعون إلى تعزيز صحة ومناعة أطفالهم ليصبحوا أكثر قدرةً على مواجهة العالم الذي يحيط بهم، وخاصةً عندما يصلون إلى مرحلة المدرسة التي يصبح فيها الطفل معرَّضاً بشكل كبير للعدوى إن لم تكن مناعته قويةً وإن لم يتَّبع قواعد النظافة العامة، وفي النهاية، علينا أن نعرف أنَّ المناعة القوية مرتبطة بطريقة حياة صحية ونظام غذائي صحي متوازن.
أضف تعليقاً