يتولَّى مدير الابتكار مسؤولية الإشراف على الاستراتيجيات، والنشاطات، والفرص المتعلقة بالابتكار على مستوى المؤسسة، وتهدف هذه الممارسات إلى تعزيز قدرة الشركة على النمو في المستقبل وتحسين سير العمليات في داخلها وتقديم الخدمات والمنتجات للعملاء وفق الجودة المطلوبة.
لا تقتصِر إجراءات الابتكار على المنتجات والخدمات، بل إنَّها تشمل كافة الإجراءات والعمليات على مستوى المؤسسة، فيجب الحرص على تحديث جميع العمليات وتحفيز الموظفين على الإبداع والابتكار لزيادة فاعلية العمل وتحسين الإنتاجية، وتضم مسؤوليات مدير الابتكار اقتراح الاستراتيجيات التسويقية والإعلانية، وإعداد الخطط التدريبية الخاصة بالموظفين الجدد، وتطبيق استراتيجيات الابتكار في كافة أقسام ومستويات المؤسسة، ونشر ثقافة الابتكار وفوائده بين جميع العاملين.
تقتضي إحدى أهم وظائف مدير الابتكار دفع مبادرات الابتكار إلى الأمام ضمن الشركة، والمداومة على توجيه الأسئلة، وإثارة القضايا التي تستدعي الاهتمام، والبحث عن فرص الابتكار الجديدة.
مسؤوليات مدير الابتكار:
يمكن توضيح طبيعة عمل مدير الابتكار عن طريق شرح مسؤولياته ومهامه، وتجدر الإشارة إلى وجود بعض الاختلافات الثانوية في هذه المسؤوليات من شركة لأخرى تبعاً لاستراتيجية الابتكار التي تعتمدها، ولكن تتشابه المهام الأساسية بصرف النظر عن خطة العمل المطبقة.
فيما يأتي 7 وظائف أساسية يقوم بها مدير الابتكار:
1. الإشراف على تنفيذ حملات الابتكار:
تقتضي الوظيفة الأساسية لمدير الابتكار إعداد حملات متكاملة تشمل عدة أهداف، وإجراءات عمل، واستراتيجيات تضمن نجاح الابتكار وديمومته في كافة أقسام ومستويات المؤسسة، ويتعين على مدير الابتكار أن يشرف على تنفيذ الحملات ويتأكد من نجاحها وديمومة فاعليتها، ويواصل العمل على ابتكار أفكار جديدة تسهم في تطوير وتبسيط الإجراءات والعمليات ضمن المؤسسة.
2. التوفيق بين أهداف كل من مبادرات الابتكار والشركة:
تقتضي إحدى المهام الأساسية لمدير الابتكار ربط أهداف الشركة مع نتائج مبادرات الابتكار، وتنجح مبادرات الابتكار عندما تساهم في تحقيق أهداف الشركة وتسريع وتيرة العمل، ويجب أن تراعي استراتيجية الابتكار أهداف الشركة لضمان توافق وتضافر الجهود المبذولة لتحقيق الأهداف المشتركة. يمكن ربط أهداف الشركة مع نتائج مبادرات الابتكار بكل بساطة؛ وذلك عن طريق وضع استراتيجية تراعي الجوانب الأساسية في كل من تجارب العملاء وفرص النمو والتحديث في الشركة.
3. إنشاء نظام للابتكار المستمر:
يجب أن تدرك أنَّ الابتكار ليس مجرد إجراء عابر يُطبَّق لمرة واحدة فقط، بل إنَّه عملية مستمرة من التحسين والتحديث في جميع مستويات وأقسام المؤسسة. يتطلب إنشاء نظام الابتكار المستمر دراسة البرمجيات، وهيكلية العمل، والحملات القائمة في الشركة، وتشمل العوامل الأساسية في إنشاء أنظمة الابتكار المستمر الأفكار الجديدة، والمقترحات الاستراتيجية، والمشاريع الضخمة، وتصميم التمرينات الخاصة بالتفكير والابتكار.
4. نشر ثقافة التعاون ضمن الشركة:
التعاون ضروري لنشر ثقافة الابتكار ضمن المؤسسة، ويبرز الابتكار بوصفه طريقة استراتيجية للتطوير وتوليد الأفكار عند زيادة مستوى التعاون بين الموظفين، لهذا السبب يتعين على مدير الابتكار أن يعطي الأولوية للتعاون في أكبر عدد ممكن من العمليات التي تجري ضمن الشركة.
لا تقتصر ممارسات التعاون على المحادثات الشفوية فقط، ولكن يجب تنظيم عمليات تواصل دورية بين العاملين وعدها من الأولويات الأساسية في الشركة، ويمكن أن تشمل ممارسات التعاون تمرينات، وورشات عمل، ونشاطات، وإجراءات اعتيادية بين العاملين، وهي تهدف إلى زيادة مستوى الإبداع وتحسين نتائج العمل المشترك بين الموظفين.
5. إدارة الاستراتيجيات، والأفراد، والجداول الزمنية:
لا تقتصر مهام مدير الابتكار على تطبيق النشاطات الجديدة، والتشجيع على التعاون، بل إنَّه مسؤول عن المشاركة الفاعلة في إدارة إجراءات تنفيذ الاستراتيجيات، والإشراف على الموظفين في ميدان العمل، ومتابعة الخطط والبرامج الزمنية.
تشمل مسؤوليات المدير أيضاً وضع أهداف محددة وقابلة للقياس لتقييم نجاح استراتيجية العمل في تحقيق النتائج المتوقعة، وتساعد هذه الإجراءات على تقييم مدى نجاح استراتيجية العمل وتحديد التحسينات والتحديثات اللازمة في المستقبل. يشهد ميدان الابتكار تطوراً وتنامياً مستمراً، ومن هنا دعت الحاجة إلى متابعة المستجدات والقيام بالتحديثات التي تضمن مواكبة التغيرات الجارية.
6. تقييم البرمجيات الجديدة:
يتطلب نجاح مبادرات الابتكار في تحقيق النتائج المطلوبة استخدام إجراءات وعمليات حديثة عن طريق تطبيق الأنظمة البرمجية المتطورة، وتقع على عاتق مدير الابتكار مهمة اختيار برامج تتوافق مع احتياجات المؤسسة وتراعي إمكانات الموظفين وقدرتهم على استخدام التكنولوجيا الحديثة.
قد يواجه أعضاء الفريق صعوبة في استخدام البرمجيات الجديدة، وعندها لن يساعد البرنامج على تحسين فاعلية العمل، لهذا السبب يجب اختيار البرمجيات بناءً على قدرات وإمكانات فريق العمل.
فيما يأتي 5 أمثلة عن البرمجيات المستخدمة في ميدان الابتكار:
- إدارة الأفكار.
- إدارة الابتكار.
- قواعد البيانات المشتركة.
- برمجيات التعاون.
- أدوات التواصل.
7. إنشاء أنظمة لتقييم الأفكار:
يساهم تطبيق أنظمة إدارة الابتكار الحديثة في تطوير المؤسسة وزيادة فاعلية العمل، شريطة أن تكون الأفكار الناتجة عنها متوافقة مع أهداف الشركة، وتقع على عاتق مدير الابتكار مهمة التحقق من نتائج أنظمة الابتكار والتأكد من توافقها مع أهداف الخطة الموضوعة. مدير الابتكار مسؤول عن تحديد الأخطاء في استراتيجية العمل أو في إجراءات التنفيذ عندما لا تتحقق الأهداف المطلوبة.
شاهد بالفيديو: تعزيز الابداع والابتكار في فريق عملك
المهارات المطلوبة لتأدية مهام مدير الابتكار:
يحتاج المدير إلى تنمية المهارات التي تساعده على الإشراف على نشاطات الابتكار وإجراءات العمل في المؤسسة، وفيما يأتي 7 مهارات أساسية يجب أن يتمتع بها مدير الابتكار:
1. القيادة:
يتولى مدير الابتكار مسؤولية إعداد استراتيجية العمل وتوزيع المهام على العاملين في المؤسسة، فتنمية مهارات الإدارة والقيادة ضرورية لتأدية هذه المهام بفاعلية، وتقتضي وظيفة القائد توجيه الموظفين وإدارة المشاريع واتخاذ القرارات اللازمة لتصويب الأخطاء في سير العمل، ومن الطبيعي أن تحدث بعض المشكلات في أثناء تطبيق استراتيجيات الابتكار، وهنا يبرز دور القائد في التغلب عليها.
2. البحث:
تقع على عاتق مدير الابتكار مسؤولية مواكبة التطورات والتوجهات السائدة في ميدان الابتكار، والبحث عن الطريقة المناسبة لاستثمارها لمصلحة الشركة، فيجب أن يتمتع المدير بمهارات بحث بارزة ويكون قادراً على مواكبة التوجهات والمعايير السائدة في قطاع العمل.
3. إدارة المشاريع:
يعتمد مدير الابتكار عادةً على مهارات إدارة المشاريع لتنظيم سير العمل، وتوزيع المهام، وإعداد استراتيجيات قابلة للتطبيق على أرض الواقع، ووضع خطط زمنية دقيقة للتنفيذ.
إنَّ قدرتك على إدارة المشاريع سواء في مجال تطوير البرمجيات، أم التسويق، أم تقديم الاستشارات تزوِّدك بكثير من المهارات الأساسية التي تحتاج إليها لتصبح مدير ابتكار ناجحاً في المؤسسة.
4.التعامل مع الآخرين:
يتطلب نجاح مدير الابتكار في تأدية المهام المطلوبة منه تحسين مهارات التعامل مع الآخرين؛ لأنَّ معظم المسؤوليات الواقعة على عاتقه تعتمد على جودة التواصل والتعاون مع الموظفين.
يمكنك أن تُعِدَّ استراتيجية متكاملة وحدك دون أن تستعين بأحد، ولكنَّك تحتاج إلى توزيع المهام على الموظفين والاستفادة من خبرات جميع العاملين عند تطبيقها على أرض الواقع. يجب على مدير الابتكار أن يعمل على تحسين مهارات التعامل مع الآخرين لكي ينجح في تطبيق إجراءات التعاون، والتواصل، والتقييم في المؤسسة.
5. التواصل:
تتطلب وظيفة مدير الابتكار مشاركة الأفكار، والأهداف، والتوجهات مع أصحاب المصلحة، وقادة الشركة، ومديري المشاريع، وأعضاء الفِرَق، وغيرهم من المعنيين باستراتيجيات الابتكار، فيجب أن يكون مدير الابتكار قادراً على التواصل بفاعلية مع جميع الأطراف آنفة الذكر حتى ينجح في تطبيق الاستراتيجية الموضوعة.
6. التفكير النقدي:
يحتاج مدير الابتكار إلى اكتساب مهارات التفكير النقدي والإبداعي لكي ينجح في استنباط أفكار جديدة وتطبيق حلول لم يسبقه إليها أحد.
7. إدارة المخاطر:
يجب أن يكون مدير الابتكار خبيراً بالتعامل مع المخاطر وإدارتها لكي ينجح في تطبيق الاستراتيجية الموضوعة، ويمكن أن تواجه فِرَق العمل بعض المشكلات والمخاطر غير المحسوبة في أثناء التنفيذ، وهنا يبرز دور القائد في التعامل مع المشكلة وقيادة الفريق نحو النجاح.
في الختام:
لقد قدَّم المقال معلومات وافية عن مسؤوليات ووظائف مدير الابتكار، والمهارات المطلوبة منه لكي ينجح في تأدية دوره على أكمل وجه.
أضف تعليقاً