وتُعرَّف أيضاً بأنَّها: مجموعة من الخصائص والقدرات الإيجابية التي يمكِن أن تعزز الأداء الوظيفي والكفاءة وتحسِّن العلاقات وتجعل الشخص ذا شعبية أكثر في مكان العمل.
وكما أسلفنا الذكر؛ ترتبط هذه المهارات ارتباطاً أساسياً بالتفاعل بين الناس والتواصل الفعال مع الآخرين، بالإضافة إلى الحفاظ على السلوك الإيجابي في بيئة العمل؛ أي أنَّها تشمل: مهارات الإصغاء الفعال والتواصل مع الآخرين وحل الخلافات، فضلاً عن العمل الجماعي والتعاون والتواضع وحتى تقبُّل التغذية الراجعة والذكاء العاطفي، وهي مهارات أهم بكثير من الشهادات الأكاديمية والمهنية.
وفقاً لـ 92% من المشاركين في برنامج اكتساب المواهب في التقرير الصادر عن موقع "لينكد إن" (LinkedIn) عن المواهب العالمية (Global Talent Trends)؛ تُضاهي أهمية المهارات الناعمة أهمية المهارات الصلبة، وأفاد 89% من الذين استُطلِعت آراؤهم أنَّ سبب رفض بعض المتقدمين إلى الوظائف هو نقص هذه المهارات.
أهم 8 مهارات ناعمة في بيئة العمل:
1. مهارات المبادرة:
وهي سمة شخصية وليست مهارة، إلا أنَّه يمكِننا تعلُّمها مع مرور الوقت؛ وعلى اعتبار أنَّك موظف في قسم الموارد البشرية، فإنَّك صلة الوصل بين الموظف والمدير.
يساعدك التمتع بحس المبادرة في تحديد المشكلات المحتملة في وقت مبكر والحيلولة دون تفاقمها، كما تساعد في التخطيط لتوفير أكبر قدر من الفائدة للأعمال التجارية.
2. مهارات الخصوصية:
تتعامل إدارة الموارد البشرية مع معلومات الموظفين الحساسة مثل الرواتب، كما يكونون على علم بالمسائل الشخصية المتعلقة بالموظفين. ومن الهام الحفاظ على هذه التفاصيل وحمايتها، ويتعين على موظفي الموارد البشرية أن يطوروا المهارات التالية لضمان حمايتهم لخصوصيات الموظفين:
- الأخلاقيات: يستطيع أعضاء إدارة الموارد البشرية الوصول إلى البيانات التنظيمية مثل: شروط العقود، والميزانيات، والأجور، والعروض، ومن الهام ألا يناقشوا أو يذكروا مثل هذه البيانات دون داعٍ وأن يحافظوا على السرية في كل الأوقات.
- الثقة: ينبغي أن يغرس موظفو الموارد البشرية الثقة في نفوس الموظفين، وإذا حصل خلاف مع سياسة الشركة أو مشكلة بين الموظفين والمديرين؛ فيستطيع الموظفون اللجوء إلى قسم الموارد البشرية ليحكم بينهما ويحل الخلاف دون أن يشعروا أنَّ عملهم مهدد بالخطر.
- التحكم بالذات: إنَّ الكشف عن المعلومات الشخصية للموظف مثل تاريخه الطبي؛ قد يضعه في موقف محرج ويزيد من المخاطر القانونية التي تتعرض لها الشركة، ولذا يتعامل موظفو الموارد البشرية مع هذه الموضوعات بسرية فائقة، ووفقاً للأبحاث فإنَّ السيطرة على النفس هي إحدى أهم المهارات التي يبحث عنها أرباب العمل.
شاهد بالفيديو: 10 مهارات ناعمة تساعدك على تحسين حياتك المهنية
3. مهارات المرونة:
يمكِن أن تؤدي بعض الأحداث غير المتوقعة مثل "تقديم الاستقالة" إلى حدوث فوضى في عمل قسم الموارد البشرية وجدول أعمال الفريق أيضاً، ولذا ينبغي أن يتبنَّى فريق الموارد البشرية مهارات للتكيف مع تلك التغيرات أو حتى توقُّعها، وهذه المهارات هي:
3. 1. إدارة التغيير:
يجب أن تتطور الأعمال التجارية لمواكبة توجهات الصناعة وتوقعاتها، وتُعَدُّ إدارة الموارد البشرية مسؤولة عن هذه المشاريع في أغلب الأحيان، ولذلك ينبغي أن تكون قابلة للتكيف، وتولي الموارد البشرية اهتماماً بالغاً بالقدرة على المضي قدماً وذلك عن طريق التعاون مع فريق الإدارة لوضع سياسات جديدة ومساعدة العاملين لتبنِّي هذه السياسات للتعريف بالمزايا الجديدة التي تجذب الموظفين والاحتفاظ بهم.
وكي تحافظ على روح المنافسة ينبغي أن تقبل التغيير وتختار الوقت المناسب لتعديل الاستراتيجيات وبناء أخرى جديدة، ومد يد العون للعاملين ليتقبلوها بدورهم أيضاً (مثل إسناد أدوار جديدة لهم).
3. 2. التقييم الذاتي والتطوير:
إذا أردتَ أن تجعل بيئة العمل آمنة، فعليك أن تخرج من منطقة راحتك وتسعى إلى تطويرها دائماً، ويسعى موظفو الموارد البشرية إلى الحفاظ على حداثة مكان العمل وذلك من خلال تحسين مشاركة الموظفين عن طريق دمج المكافآت الإبداعية والاعتراف بالأفكار الابتكارية.
3. 3. توسيع المدارك والنظر إلى الصورة الكبيرة للأمور:
إنَّ موظفي الموارد البشرية شركاء مع المديرين في التخطيط الاستراتيجي وصنع القرار، وعليهم أن يتوقعوا ما سيحصل وأن يعملوا وفق ذلك، ومع توسُّع الشركة فمِن المنطقي أن تستثمر الموارد البشرية في الموظفين الحاليين من خلال: تطوير وتنفيذ برامج المسار الوظيفي.
4. مهارات المشاركة:
ينبغي أن تتضمن الموارد البشرية بعض المهارات الناعمة الرئيسة لفهم الموظفين بشكلٍ أفضل، بالإضافة إلى الأفكار التي تتعلق بتطويرهم فضلاً عن مساعدتهم على تحسين مهاراتهم في مكان العمل؛ فالمعرفة ثروة لا تنضب كلما شاركتَها، كسبتَ أكثر.
وقد تكون محظوظاً لأنَّك تعمل في مكان استثنائي وهو قسم الموارد البشرية؛ لأنَّك قد تساعد الباقين على التطور وتحسين حياتهم فضلاً عن تغيير طريقة تفكيرهم وسلوكاتهم وتدريبهم على المنافسة في مساعيهم المستقبلية؛ لذا، تؤدي الموارد البشرية دوراً هاماً في المشاركة وتطوير وتدريب وتوجيه زملائهم.
5. مهارة وضوح الأفكار:
عندما نواجه سيناريو أو ظرفاً معيناً، فإما أن نقوم بالأمر أو نتغاضى عنه؛ أي قد نوافق عليه أو لا، أو بعبارة أخرى: من الممكن أن يكون مقبولاً بالنسبة إلينا أو لا. ويبدو أنَّ العديد من موظفي الموارد البشرية يحتارون عندما يتعلق الأمر باتخاذ القرارات أو لا يثقون في دورهم داخل المنظمة أو لا يملكون أي توقعات محددة منهم أو من فريقهم.
ونظراً للشك الذي يساور قلوبهم؛ قد لا يستطيعون اتخاذ القرارات أو لا يملكون رؤية واضحة لأفكارهم؛ وبالتالي يسلكون طريقاً خاطئاً؛ ولذا يتعيَّن عليهم أن يستخدموا المنطق السليم ويحللوا الخيارات المحتملة ويتخذوا الإجراءات المناسبة عند مواجهة مشكلات مثل الخلافات أو بعض الأزمات.
6. مهارات التواصل:
ليس من الضروري أن يكون المديرون رفقاء مع موظفيهم أو زملائهم في العمل؛ إنَّما عليهم أن يتحلوا بالأخلاق الحسنة ويتعاملوا معهم بتهذيب، ذلك لأنَّ العلاقة الودية مع الفريق وزملاء العمل يجعل العمل أكثر فائدة وكفاءة. ولتعزيز العلاقات وبناء روابط قوية إليك بعض النصائح:
- غيِّر طريقتك في إلقاء التحية: لم تكن التحيات يوماً كافية؛ إنَّما هي جسر للوصول إلى هدفك الأساسي أو الموعد النهائي أو أمر ما، ومن الهام أن تُظهِر التعاطف والقلق تجاه الموظفين عندما تسوء الأمور؛ لذا جرب أن تسأل زملاءك عن أمورهم باهتمام بدل قولك المعتاد: "كيف الحال؟"
- أظهِر الامتنان: اشكر الموظفين وزملاء العمل على جهودهم، ولا تنتظر حتى انتهاء العمل أو حتى وقت التقييمات السنوية؛ بل يمكِنك شكرهم على أشياء صغيرة ومبادرات لطيفة يقومون بها مثل حس الفكاهة الذي يتمتعون به والذي يجعل مكان العمل بيئةً مرحة ومريحة أو قدرتهم على تقفِّي الأخطاء أو مواقفهم الإيجابية، فضلاً عن إبقاء مكان عملهم نظيفاً.
- تعرَّف إلى المشاعر: إنَّ العمل والحياة عبارة عن سلسلة من التقلبات العاطفية؛ ولذا ينبغي ألا ينجرَّ القادة خلف تلك التقلبات، إنَّما عليهم الاهتمام بمشاعر الموظفين حينما يلاحظون علامات الانزعاج باديةً على وجوههم؛ كأن يلاحظ على أحدهم أمارات التوتر فيقترب منه ليسأله إذا ما كان هناك شيء يمكِنه فعله ليساعده.
- أولِ موظفيك الاهتمام: أصغِ لموظفيك باهتمام واسمح لهم أن يعبِّروا عن مخاوفهم وأفكارهم بطرائق مختلفة، وأتِح لهم منصة للتعبير عن آرائهم في اجتماعات القسم؛ وجدوِل اجتماعات فردية مع كل منهم باستمرار. كما يمكِنك أن تضع صندوقاً يستطيع الموظفون وضع طلباتهم في داخله، أو أن تنشئ بريداً إلكترونياً مجهول المصدر لتقديم الطلبات.
- كن عادلاً: وهو من أهم المهارات الناعمة التي ينبغي وجودها في بيئة العمل، لأنَّ المعاملة غير العادلة تمسُّ بأخلاقيات الشركة، ولا ينبغي للموارد البشرية أن تغضَّ الطرف عن النتائج الخاطئة أو غياب الإنصاف عند تقديم الترقيات والحوافز والاعتراف بالجهود؛ والأفضل من ذلك هو تتبُّع الطريقة التي استجبتَ بها للأحداث التي طرأَت في الماضي، سواء الإيجابية منها أم السلبية، كي يتمكن القادة من التوصل إلى حل للرجوع إليه في حال حدثَت المشكلة مرة أخرى.
7. مهارات حل المشكلات:
لا تزال مقولة: "لا تأتني بالمشكلة؛ بل تعال إليَّ بالحل" صحيحة، ودائماً ما نتوقع من الموارد البشرية أن تدلي بآرائها حول المشكلات وكيفية حلها؛ ولكنَّ الأمر لا يقع على عاتقهم فحسب؛ حيث إنَّهم يعملون كمحققين عند مواجهتهم مشكلة ما، وعليهم الخوض في تفاصيل هذه المشكلة، وطرح الأسئلة، وجمع المعلومات، ومعاينتها، وبالتالي الاستنتاج، ثمَّ اتخاذ الإجراءات الصحيحة.
8. مهارات التفكير المنطقي والخوض في التفاصيل:
وهي مهارة ضرورية في إطار العمل، حيث يمكِن للمرء أن يكشف معلومات بسيطة لكنَّها في غاية الأهمية إذا راجعتَها بعناية، وينبغي أن تبذل ما في وسعك لتوفير المعلومات ورسم صورة واضحة للفرد أو الحالة.
كيف تتقن المهارات الناعمة في مكان العمل؟
تشكِّل حياتنا وخبراتنا الأساس لصقل مهاراتنا الناعمة، فعلى سبيل المثال: تعمل التربية على تعزيز الوعي الذاتي وإدارة الوقت والحيوية في حل المشكلات، كما تعزز رعاية المسنين التعاطف والتواصل والثقة بالنفس؛ ويمكِن اكتساب مهارات الخصوصية والقدرة على التكيف ومهارات حل المشكلات كلما زادت خبرتك في المجال.
وبالتالي، فإنَّ تطوير مهاراتك الناعمة وقراءة الكتب فضلاً عن حضور دورات تدريبية لتعلُّم فن التفاوض والإقناع أو الإصغاء، ثمَّ النقد فضلاً عن دورات التعاطف وإدارة النزاعات؛ كما يمكِنك حضور المحاضرات العامة أو طلب المشورة من زملائك في الشركة.
ويمكِن لأنشطة تعزيز التعاون بين الفِرق أن تُؤثِّر في مهارات التعاون بقوة، حيث تستطيع التعرف إلى زملائك في العمل وقضاء وقت ممتع معهم.
أما فيما يتعلق بإظهار مهاراتك القيادية، فيمكِن أن تلجأ إلى كسب ثقة زملاء عملك وأخذ موافقتهم.
وقد أفضى الإغلاق العام الذي فرضه علينا وباء فيروس كورونا؛ إلى اكتساب الناس مهارات مثل: التعاطف وتحديد المصير والقدرة على التحمل، وقد تغيرت طريقة عملنا تغيُّراً كبيراً مما دفعنا نحو تبنِّي عادات وطرائق جديدة للتفاعل مع زملاء العمل والتأكيد على أهمية المهارات الناعمة.
ويطالب أرباب العمل أن يتمتع المتقدمون إلى الوظيفة بالمهارات الناعمة؛ لأنَّه من الصعب الصمود في سوق العمل التنافسي بعد الوباء الذي حل بالعالم، ولذلك لربما حان الوقت لتطور من مهاراتك الناعمة وإضافتها إلى سيرتك الذاتية.
أضف تعليقاً